استهداف الشيعي البحريني عيسي قاسم.. هل يكون بداية حرب باردة بين إيران والبحرين؟
السبت 06/ديسمبر/2014 - 02:25 م
طباعة
استهداف الشيعي البحريني عيسي قاسم
رأى سياسي بحريني معارض أن المرجع الشيعي عيسى قاسم ضرب النظام في مقتل حين تحداه بإجراء استفتاء شعبي، كان يدعي أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة مرتفعة، وأن غالبية الشعب تدعمه، مؤكدا أنه ألزم النظام بما ألزم به نفسه.
وكانت وزارة الداخلية البحرينية قالت عبر حسابها على موقع التواصل تويتر إن قواتها قامت بتفتيش منزل في الدراز بعد استئذان ساكنيه، كجزء من عملية بحث عن متهم مطلوب في قضية تفجير، في إشارة إلى استهداف الشيعي عيسي قاسم.
ويبدو أن الأحداث التي تشهدها البحرين، لن تخرج عن أيدي إيران، حيث سعيها للتمدد وتنامي نفوذها في المنطقة قد يؤدي ذلك أيضا إلى تفاقم الأوضاع بين إيران والبحرين، وقد تبدأ بحرب باردة في المرحلة المقبلة.
تحدي النظام
حمزة الديري
النائب السابق عن جمعية الوفاق حمزة الديري قال: إن هذا من الأسباب الكبيرة التي أدت إلى الثورة والاحتجاجات والانتفاضات وأخرها التي اندلعت في 14 فبراير 2011.
وأضاف الديري أن سببها التسلط، فالنظام يملك كل شيء بيده، السلطة والقضاء والتشريع والسلطة التنفيذية بيده، وبالتالي يسحق كرامة المواطن وحقوقه، والمواطن ليس له أي حق أبدا، والنظام هو من يقرر هذا حقه أم ليس حقه، مشيرا إلى أن النظام يطالب جمعية الوفاق بتعديل أوضاعها بإقامة المؤتمر العام.
تظاهرات للتنديد باقتحام منزل قاسم
في سياق متصل، تظاهر العراقيون في النجف الأشرف أمس الجمعة تضامنا مع عيسى قاسم وتنديدا بانتهاكات النظام ضد حقوق الشعب البحريني، وردد المشاركون شعارات تستنكر استهداف الرموز الدينية في البحرين وسياسة الاعتقال العشوائي.
وخرج المئات من المصلين بعد خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة بتظاهرات غاضبة لاستنكار هذا الحادث وشجب التصرفات القمعية التي تقوم بها أجهزة أمن الدولة في البحرين تجاه ابناء الشعب من مداهمات واعتقالات تطال الرجال والنساء على حد سواء.
واستنكر محمد الخاقاني القيادي في التيار الصدري، ما حدث وما يجري للشيعة من قبل النظام البحريني، والاستهانة بالمقدسات وبالشعائر الحسينية، منددا بما يجري من تضييق وتعتيم إعلامي عليه في البحرين.
وقال أحد المتظاهرين: إن السلطات البحرينية ضلت الطريق ولو كانت غير ضالة عن الطريق لكانت تعطي الحرية للشعب البحريني، ولما كانت تضربهم في كل مكان وتستنجد في هذا المجال بالقوات السعودية .
وقال متظاهر آخر: نحن نحذر السلطات البحرينية من استهداف رموزنا الدينية.
جدير بالذكر أن النجف الأشرف شهدت حملة تنديد واسعة أطلقها رجال دين وشخصيات سياسية وثقافية واجتماعية عقب استهداف منزل المرجع الشيعي عيسى قاسم.
تواترات طائفية
فيما نشرت وكالة الأنباء أسوشيتد برس، أن المعارضة في البحرين تعتبر أن مداهمة قوات الأمن منزل رجل الدين الشيعي الأبرز في البلاد (آية الله الشيخ عيسى قاسم) هي خطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية في بلاد الجزيرة.
وقالت أسوشيتد برس: إن جمعية الوفاق اعتبرت مداهمة منزل الشيخ عيسى قاسم في قرية الدراز، خطوة استفزازية وغير عقلانية.
كانت البحرين شهدت السبت الماضي، أول انتخابات برلمانية كاملة منذ قيام احتجاجات واسعة النطاق قادتها الغالبية الشيعية في البلاد ضد النظام الملكي في العام 2011، فيما قاطعت جمعيات المعارضة بينها الوفاق، وبقية فصائل المعارضة التصويت.
وشهدت البحرين أمس صلاة جمعة موحدة بمنطقة الدراز غرب العاصمة المنامة دعا لها رجال الدين في البحرين للصلاة خلف المرجع الديني الشيخ عيسى أحمد قاسم؛ استنكاراً لاقتحام منزله من قبل قوات النظام البحريني وللتأكيد على استمرار الحراك الشعبي.
وجاء ذلك بعدما اقتحمت قوات الأمن البحرينية، 25 نوفمبر الماضي، منزل قاسم في حي افيلييد في منطقة الدراز غربي المنامة.
عيسي قاسم
عيسي قاسم
يعد عيسى أحمد قاسم هو عالم دين مسلم شيعي بحريني، ويعد المرشد الروحي للشيعة في البحرين ولجمعية الوفاق البحرينية.
ولد عام 1937، في قرية الدراز، مارس التعليم في الستينات، ثم توجه إلى النجف، حيث تخرج من كلية الفقه هناك، ودرس البحث الخارج على يد فقهاء ومنهم السيد محمد باقر الصدر.
نشاطاته
مع الشروع في قيام المجلس التأسيسي لوضع دستور دولة البحرين استدعاه جمع في البحرين للقدوم والترشيح لهذا المجلس، وهكذا كان، وفاز بأعلى الأصوات، وكان له مع المجموعة الإسلامية في المجلس التأثير البارز في إدخال كثير من المواد الإسلامية في الدستور. في سنة 1971 رشح نفسه للمجلس الوطني واعتبر نفسه رئيساً للكتلة الدينية في المجلس، حتى تم حل المجلس.
كان من أبرز المؤسسين لجمعية التوعية الإسلامية في عام 1971 م. ومنذ عودته إلى البحرين، شرع في تأسيس ما أسماه المجلس الإسلامي العلمائي وتم ترشيحه لقيادة مجلسه في دورته الأولى حتى توجه بتركيزه إلى مكتب البيان للمراجعات الدينية التابع له وذهبت رئاسة مجلسه إلى السيد مجيد المشعل عبر تصويت لمجلس الإدارة.
الهجرة إلى إيران
في بداية التسعينيات توجه إلى مدينة قم، وواصل دراسته على يد أساتذتها الكبار أمثال آية الله السيد محمود الهاشمي وآية الله السيد كاظم الحائري وآية الله فاضل اللنكراني.
عاد إلى البحرين في الثالث عشر من ذي الحجة 1421 هـ فقام بممارسة التدريس والتوعية وإقامة صلاة الجمعة.
مكانته الآن
عيسي قاسم
يمتلك آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم أكبر قاعدة شعبية في البلاد وتعتبره الأغلبية الشيعية في البحرين قائدا لها، وله العديد من المواقف الوطنية.
تولى منصب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي سابقاً، ويقيم صلاة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، وله العديد من المشاركات في المحافل الإسلامية أبرزها المشاركات الموسمية في عاشوراء ويحضر مؤتمرات إسلامية عالمية في الجمهورية الإسلامية في إيران. وله الكثير من الكلمات والأيام التي يأخذ فيها الموقف الحازم ضد من يعادي الدين.