"نوح " يفجر قضية حدود الابداع الفنى

الخميس 06/مارس/2014 - 04:52 م
طباعة نوح  يفجر  قضية حدود
 
نوح  يفجر  قضية حدود
فى بيانه بخصوص عرض الفيلم الأمريكي "نوح"، والذي يتحدث عن قصة سيدنا نوح عليه السلام أعلن الأزهر الشريف وجهة نظر حاسمة فى قضية تُجسِّد الأنبياءَ فى الفن  أكد فيها على ،رفضه لعرض أيِّ أعمالٍ تُجسِّد أنبياءَ الله ورسلَه وصحابة رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم ، مؤكدًا أنَّ هذه الأعمال تتنافَى مع مَقامات الأنبياء والرُّسل، وتمسُّ الجانب العقديَّ وثوابتَ الشريعة الإسلاميَّة، وتستفزُّ مشاعر المؤمنين.
وأكدت مشيخة الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر، وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية الأزهر في بيان له اليوم، على عدم جواز عرض الفيلم المعلن عنه، والذي يجسد شخصية رسول الله نوح، عليه السلام، وأنَّه أمرٌ محرَّمٌ شرعًا، ويمثِّل انتهاكًا صريحًا لمبادئ الشريعة الإسلاميَّة التي نصَّ عليها الدستور، والأزهر الشريف، باعتباره المرجعيَّة في الشئون الإسلامية وبالتالى على  الجهات المختصَّة منع عرض الفيلم
ياتى ذلك فى سياق المواجهة الجديدة حول حدود حرية الابداع والفن حيث رفضت الدعوة السلفية بشكل قاطع تجسيد الأنبياء في السينما والدراما واستنكر الشيخ علي حاتم، المتحدث باسم مجلس إدارة الدعوة السلفية، ترويج دور السينما المصرية لعرض الفيلم السينمائي "نوح"، والذي يجسد سيدنا نوح في صورة ممثل أجنبي.
وشدد على أنه لا يجوز تجسيد أو تشخيص الأنبياء في صورة ممثل أو شخص ما في الأفلام السينمائية أو المسلسلات التليفزيونية، كما حدث في المسلسل الإيراني "يوسف الصديق"، لأن قصص الأنبياء والصحابة يتم نقلها من خلال حوار تأثيري في الفيلم، وينسب الكلام إلى النبي أو الصحابي - قبل النطق به - دون تجسيد أو تشخيص.
وأكد على أنه لا يجوز أن يجسد ممثّل أجنبي - أو غير أجنبي - صور الأنبياء والصحابة، وأنه عقب الانتهاء من تجسيد النبي سيعود مرة أخرى إلى ممارسة أدواره السينمائية الأخرى، كتجسيده لدور لص أو داعر أو سكير، و"ليس بعد الكفر ذنب"، فالغرب - الكافر بوجود الله أو الذي يدعي أنه ثالث ثلاثة، ويسيء إلى خالقه جل وعلا - لا تخيفه أو تقلقه الإساءة للأنبياء والصحابة. 
نوح  يفجر  قضية حدود
وأعتبر أن كثرة انتشار الاستنكار والإدانة في وسائل الإعلام المصرية، يؤدى الى الوقوع في خطأ الدعاية المجانية لمشاهدة الفيلم، كما قال تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" 
ويعد هذا الهجوم جزء من الثوابت السلفية التى ترفض الفن والغناء وتعتبره من المحرمات فقد سبق وهاجمت بشدة نادر بكار مساعد رئيس الحزب لشئون الاعلام لمجرد أنه قال ان الخلاف حول الغناء سائغ وان التمثيل، من مسائل الخلاف المعاصر، منهم من قال بحرمته لكونه تشبها بالكفار، ومنهم من حرمه لكونه كذبا، ومنهم من أباحه بشرط خلوه من المحرمات كالموسيقى وظهور النساء السافرات المتبرجات.
وشدد الشيخ ياسر  برهامي  نائب رئيس العوة السلفية على أن  الموسيقي محرمة ولا يوجد خلاف سائغ في هذا وعندنا نحن غضاضة من الأفلام بلا شك فلا يوجد أفلام يجوز سماعها بالمرة .. إلا فيلم واحد فممكن سماعه ألا وهو " عمر المختار " المدبلج " الذي ليس به غناء ولا نساء ".
وأشار الى انه لا يجوز سماع الأفلام حيث أنها لا تخلو من المنكرات والمحرمات والغناء ووعد بأنهم سيراجعون نادر في ما صدر منه.
وأعتبر  القيادي السلفي الدكتور خالد آل رحيم،  أن الخلاف في حرمة الموسيقى خلاف سائغ رأى شخصيا ولا يعبر عن دعوة أو حزب وليعلم الجميع أنه لا يوجد عندنا أحد معصوم وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى الطرف الاخر أعتبر طارق الشناوي الناقد الفني ،انه  لا توجد قواعد مطلقة في الإبداع الفني كما أنه لا توجد أيضا قواعد ثابتة في التقييم، وأن قرار الأزهر الشريف الرافض لتجسيد سيدنا نوح عليه السلام في أحد الأفلام،لابد أن يعيد التفكير فيه 
أن "المسيحية أكثر الديانات انتشارا في العالم ونسبة معتنقيها أعلى من المسلمين، أباحت تجسيد عيسى عليه السلام وعلينا أيضا أن نبيح تجسيد سيدنا نوح وغيره من الأنبياء والرسل".
نوح  يفجر  قضية حدود
وأشار الى أنه بالرغم من  أن قانون النقابة الحالي يمنع تجسيد صور الأنبياء، باعتبار هذه الأعمال تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين ولكن بعد عرض فيلم المسيح في 2004أصبح الأمر متاحا.
ويؤدي الممثل النيوزيلندي راسل كرو Russell Crowe دور بطولة فيلم "نوح Noah" بالاشتراك مع الفرنسية ايما واتسون Emma Watson، فيما يخرج الأميركي دارين ارونوفسكي Darren Aronofsky العمل في استديوهات شركة باراماونت 
شركة باراماونت المنتجة للفلم  تصرّ على استقاء الأحداث التاريخية من الإنجيل أملاً في ألاّ يغضب الفيلم الطبقة المتدينة من المجتمع، في الوقت الذي يصرّ فيه ارونوفسكي على الزج برؤيته التاريخية الخاصة.
وأثار فيلم "نوح" الجدل منذ نيله الضوء الأخضر للإنتاج، إذ كشفت نسخة مسربة من سيناريو العمل أن المخرج يصوّر النبي كمناصر للبيئة، ويعتبر الفيضان التاريخي عقوبة إلهية على مخالفي النبي ممن لا يأبهون للنظام البيئي.
ومن المنتظر أن يطرح الفيلم للعرض في صالات السينما الأميركية في 27 مارس من العام الحالى 

شارك

موضوعات ذات صلة