الحزب الشيوعي اللبناني.. هل يتورط في الصراع الطائفي؟

الأحد 07/يونيو/2015 - 02:43 م
طباعة الحزب الشيوعي اللبناني..
 
حالة من الغموض تحيط بمشاركة مقاتلين للحزب الشيوعي اللبناني في الصراع السوري بجوار حزب الله اللبناني والجيش السوري، لقتال الفصائل الإسلامية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بالإضافة إلى الصراع علي الحدود اللبنانية السورية.
وفي ظل سياسية الحوب ضد الطائفية والمذهبية، يشهد الحزب تعاونًا قويًّا مع حزب الله، يراه مراقبون أنه تورط في الصراع السوري بضغوط من حزب الله.

مشاركة الحزب

مشاركة الحزب
أثارت أنباء انضمام الحزب الشيوعي اللبناني إلى "حزب الله" في قتال المسلحين على الحدود اللبنانية حالة من الجدل، فقد تداول نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مشاركة مقاتلين من الحزب الشيوعي اللبناني في قتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وجبهة "النصرة" على الحدود السورية اللبنانية.
وأوضحت الصورة التي تناولها النشطاء، تشكيلَا عسكريًّا لعدد من المقاتلين يحملون أسلحة رشاشة وعلى زنودهم شعار "الحزب الشيوعي اللبناني"، وأرفقت بتعليق "مقاتلو الحزب الشيوعي اللبناني حزيران 2015 في البقاع: جهوزية الحضور للدفاع عن الأرض في وجه الإرهاب التكفيري، وإلى جانب جميع الشرفاء في معركة الوجود الواحدة".

تضارب حول المشاركة

تضارب حول المشاركة
وأكد قيادي في الحزب الشيوعي، رفض ذكر اسمه، لقناة "الجديد" اللبنانية، مشاركة مقاتلين من الحزب الشيوعي في معارك ضد الجماعات الإرهابية في قرى البقاع على الحدود اللبنانية السورية.
وقال العضو القيادي: إن المجموعات موجودة في عدد من قرى البقاع الشمالي، وهي خطوة جديدة هدفها دفاعي عن القرى الحدودية في وجه الخطر التكفيري، مؤكدًا أن الخطوة أتت بقرار مركزي.
ورفض الكشف عن مراكز التدريب وما إذا كانت داخل لبنان أو خارجه كما رفض الإفصاح عن مصادر التسلح، قال: إن كوادر قديمة في الحزب تتولى تدريب هذه المجموعات، كما أن هناك كوادر جديدة تتولى مهامًّا تنظيمية على الأرض.
 في حين أكّد مصدر شيوعي مسئول في "الوتوات" أن "هذه الصورة نشرت بمبادرة فردية وليس بقرار مركزي وهذا يندرج في إطار فقط الدفاع عن الأراضي اللبنانية بوجه الإرهاب". ونفى أن "يكون الكلام المنشور في موقع الجديد صادرًا عن قيادي في الحزب".
أما القرار المركزي للحزب فيقول المسئول في حديث لجنوبية: "أولاً: الحزب الشيوعي موجود في كافة المناطق اللبنانية، وبالتالي على الشيوعيين التصدي في حال وجود أي خطر إرهابي. 
ثانيًا: نحن في الحزب الشيوعي لسنا طرفًا بأي نزاع له طابع مذهبي وطائفي، ولن ننجر له، بل علينا البحث عن كيفية إيجاد نوع من التواصل لإيقاف شبح المواجهة الطائفية في القرى البقاعية. 
ثالثًا: مهمتنا التصدي للإرهاب، حيث نتواجد، ونأمل أن تلتف كل القوى إلى جانب الجيش اللبناني".
وتابع: "هذا الموقف ينسجم مع مبادئ الحزب الشيوعي وهو الدفاع عن الأرض والسيادة بوجه أي تهديد، ونحن نتعامل مع الإرهاب الخارجي كما الإرهاب الصهيوني؛ لذا ندعو الجيش اللبناني التصدي للإرهاب القادم من الخارج".
وأضاف: "نحن ندعو إلى الدفاع الشعبي بوجه الإرهاب الزاحف باتجاه بلدنا، ولكن ندعو الجيش أن يأخذ المبادرة أولاً، وسوف نكون بجانبه بحسب أماكن تواجد الشيوعيين في قراهم وبلداتهم وبحسب إمكانياتهم وليس بالانتقال إلى مناطق أخرى فكل شيوعي مسئول عن بلدته".
وقال المصدر: "نحن لنا دور كحزب شيوعي منذ 1982 بمقاومة العدو الإسرائيلي ولم نعلن حينها أن الحزب وراء هذه العمليات بل باسم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية واليوم هذا الموقف مشابه".

موقف الحزب من الصراع السوري

موقف الحزب من الصراع
وفيما يتعلق بموقف الحزب الشيوعي اللبناني من الصراع السوري، فقد أكد أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة، أن الحرب الإرهابية على سوريا والتي دعمتها أمريكا ودول غربية وعربية فشلت في إضعافها وإسقاطها كما كانوا يريدون.
ونبه حدادة، إلى أن المخطط الأمريكي الجديد يهدف إلى تدمير دول المنطقة وفي مقدمتها سورية والعراق وتشجيع التنظيمات الإرهابية التكفيرية وتمويلها لتدمير الجيش والدولة في سورية والعراق.
وفي مقال له بعنوان "بالإذن من سماحة السيد" نشرت في 2 فبراير بجريدة السفير اللبنانية، رفض حدادة رفع السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله حول الحرب في سوريا شعار "الدفاع عن الإسلام" وليس مواجهة الجماعات الإرهابية، قائلا: "فاستعادة شعار (الدفاع عن الإسلام) في مواجهة (قوى الإرهاب) يغطي الاستهداف الرئيسي للمقاومة في المواجهة المقترحة مع المشروع الأمريكي- الصهيوني".
وأضاف الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني: "فهو من حيث الشكل يعطي حجة لمواجهته هو أيضًا تحت شعار (الدفاع عن الإسلام)، ولم يتأخر رد المسئول الشرعي لحركة (داعش) عندما قال "لو كان الرسول حياً لالتحق بداعش"، بهذا المعنى سيستعيد الإطار المذهبي شرعية في المواجهة الإقليمية الحاصلة".
وتابع: "إن استخدام هذا الشعار على المستوى الإقليمي، هو دعوة لتقاسم النفوذ، بين «الدول الإسلامية» الفاعلة ولو على حساب القضية الأساسية، قضية مواجهة الإمبريالية والعدو الصهيوني. وبهذا المعنى، أين المضمون الحقيقي للتنوع في المنطقة، الذي يستهدفه الإرهاب بوجهيه؟".
وشدد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني: "الشعار الوحيد الممكن هو الدعوة لمواجهة المشروع الأمريكي (الإرهاب ضمنه) في إطار عربي تقدمي، يتسع لقوى متنوعة بما فيها القوى الإسلامية المقاومة ولكن لا يلبس شعاراتها".

الحزب الشيوعي اللبناني

الحزب الشيوعي اللبناني
إذا كان يري الحزب الشيوعي اللبناني، ان النظام السوري وحزب الله أحد أركان المقاومة ضد أمريكا والمخططات الغربية في الشرق الأوسط، وضد العدو الإسرائيلي، فان الحزب أيضًا يقف يرفض الطائفية والمذهبية في أدبياته، ومشاركته فإلى جوار حزب الله كجناح مقاومة يتناقض مع رؤية الرافضة للصراع المذهبي وتأييد الجماعات والأحزاب الدينية.. فهل سينجو الحزب الشيوعي من الصراع المذهبي في الشرق الأوسط؟

شارك