"سرايا الأشتر".. تنظيم شيعي مسلح يهدد البحرين
الثلاثاء 28/يوليو/2015 - 07:35 م
طباعة
أعلنت البحرين مؤخراً (في منتصف أغسطس 2017) تفكيك خلية ارهابية لخلايا سرايا الأشتر الذراع العسكري لجمعية الوفاء الاسلامي الشيعية المدعومة من ايران، مكونة من عشرة أشخاص يشتبه بتورطهم في تنفيذ أعمال إرهابية.
وقالت وزارة الداخلية البحرينية، في إطار الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب وتأمين السلامة العامة لكافة المواطنين والمقيمين ، أسفرت أعمال البحث والتحري عن الكشف عن خلية مكونة من عشرة أشخاص يشتبه بتورطهم في تنفيذ أعمال إرهابية ، يتزعمها المدعو / حسين علي أحمد داود « 31 عاماً، أحد قياديي تنظيم سرايا الأشتر، الذراع الإرهابي لما يسمى بتيار الوفاء الإسلامي، مسقطة جنسيته ، وهارب في إيران ، ومحكوم بالمؤبد في ثلاث قضايا إرهابية وحكم آخر بالسجن خمسةَ عشر عاما ومتورط في تشكيل العديد من الخلايا الإرهابية والتخطيط لتنفيذ جرائم إرهابية أدت إلى استشهاد عدد من رجال الأمن، ويدير خلايا إرهابية، وهو على صلة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني والمدعو مرتضى السندي. وسبق أن أدرجت الحكومة البحرينية في 4 مارس 2014، ائتلاف 14 فبراير و"سرايا الأشتر" و"سرايا المقاومة" ضمن قوائم الجماعات الإرهابية عقب تفجير منطقة «الدية» الذي هز البحرين وأودى بحياة ثلاثة من رجال الشرطة أحدهم ضابط إماراتي.
التأسيس:
تأسس تنظيم المقاومة الإسلامية في البحرين «سرايا الأشتر»، في مارس 2012، وهي تنظيم شيعي مسلح، يتلقى تدريبًا ودعمًا من إيران والجماعات الشيعية العراقية المربطة بالحرس الثوري الإيراني.
ويُعتبر أحمد يوسف سرحان، 26 عاماً، واسمه الحركي "أبو منتظر"، وجاسم أحمد عبدالله، 39 عاماً، واسمه الحركي "ذو الفقار"، من مؤسسي تنظيم «سرايا الأشتر»، وهما "هاربان" ومتواجدان حاليا في إيران.
المرتكزات الفكرية:
تعتبر المرجعية الفكرية لتنظيم "سرايا الاشتر" هي المرجعية الشيرازية، نسبة لتقليدهم واتباعهم الاجتهاد الفقهي للمرجع الشيعي الراحل محمد الحسيني الشيرازي.(للمزيد عن الشيرازية ....اضغط هنا)
وتعتمد الشيرازية علي الأساليب التعبوية، وحمل السلاح، والتي تتميز بالراديكالية والتشدد مع الأخر، ورغم وجود ما حدث من صراع بين الشيرازيين والخامنئية، إلا هناك تعاون بصورة أو بأخري بين" سريا الأشتر" والحرس الثوري الإيراني.
ومن الثقافات التي يتم تداولها، بين اعضاء تنظيم "سريا الاشتر"، الثقافات العاشورائية (انتصار الدم على السيف) هذه ثقافة عاشورائية محضة، أخذناها من عاشوراء، المظلوم الضعيف له حالتان (يستسلم للظالم أو يقاوم الظالم) لا توجد حالة ثالثة، يستسلم للظالم وعندها يبقى المظلوم مظلوماً ويبقى الظالمُ ظالماً لا تتغير هذه المعادلة بينهما أبدا، الظالم يبقى في موقع الظالم والمظلوم يبقى في موضع المظلوم ولو مرت 1000 سنة. الضعيف يبقى ضعيف والقوي يبقى قوي لو إن الضعيف لا يقاوم القوي الظالم، هذه سُنّة الله عز وجل، لو إن الضعيف انقاد للقوي الظالم 1000 سنة، أو 10000 سنة سيبقى جيل بعد جيل بعد جيل، ضعيفا، وسيبقى الظالم جيلا بعد جيل بعد جيل، ظالما، هذه المعادلة لا تتغير، وأما إذا قام المظلوم بمقاومة الظالم، عندها لم ينقد، وتحول من موقع المطاوعة إلى الانقياد إلى موقع المقاومة.
أهداف التنظيم:
ومن خلال بيانات التنظيم العلامية التي اصدرها منذ تأسيسه في 2012 وحتي الآن تتضمن أهداف التنظيم.
*الثأر لضحايا ما وصفته بثورة الأحرار في البحرين.
*إسقاط حكم آل خليفة في مملكة البحرين.
* استهداف رجال الأمن والجيش ومؤسسات الدولة البحرينية.
وفي 28 أبريل 2013، اصدرت التنظيم أول بيان له ،
وجاء فيها.. بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله قاصم الجبارين، مجير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الظالمين صريخ المستصرخين، موضع حاجات الطالبين، معتمد المؤمنين.
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة : 33]
لقد أدمى قلوبنا ما حل بالعفيفة الطاهرة من اعتداء أثيم على ايدي الكلاب الخليفية المسعورة التي باتت تذعن في هتك الاعراض والمحرمات وتمادت في ذلك لانعدام الرادع العملي على ارض الميدان والاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار.
بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، يعاهد رجال الله المخلصين بسرايا الأشتر الأخت المؤمنة وكل الحرائر اللائي وقع عليهن ظلم النظام الخليفي الفاسد بالأخذ بالثأر لشرفهن الذي دونه ارواحنا فقد بلغ السيل الزبى وغدا السكوت على هذه الجرائم بمثابة الرضا عنها.
التدريب والتمويل:
وحول مصادر التمويل والتدريب لسرايا الأشتر، فقد كشفت تحركات رسمية بحرينية أن «كتائب حزب الله» في العراق - والتي تمولها وتدربها عناصر الحرس الثوري الإيراني- قامت بدور قوي في عمليات التدريب والتمويل لعناصر تنظيم "سريا الأشتر".
و كشفت أعمال البحث والتحري لوزارة الداخلية البحرينية، أن كلا من أحمد يوسف سرحان وجاسم أحمد عبد الله قياديا التنظيم، قاما في نهاية العام 2014 بتسهيل سفر كل من فاضل محمد علي عبدالهادي وحسين جعفر عبدالله فضل والسيد علوي محمد جابر الوداعي تسهيل سفرهم إلى العراق، حيث تلقوا تدريبات عسكرية على كيفية تصنيع وزرع المتفجرات واستخدام الأسلحة.
كما قام القياديان بالتنظيم حسين جعفر عبدالله وفاضل محمد علي بالتنسيق مع قيادات التنظيم ، بتسهيل سفر كل من عباس حسن أحمد صالح وعبدالله محمد عبدالله حسين إلى العراق خلال العام الجاري لتلقي تدريبات عسكرية على صناعة العبوات المتفجرة واستخدام الأسلحة في إطار العمل تحت لواء التنظيم الإرهابي المذكور.
وذكرت وزارة الداخلية البحرينية، أن عناصر التنظيم الارهابي "سرايا الأشتر" تلقي تدريبات عسكرية بالعراق من قبل ما يسمى بــ"كتائب حزب الله" الارهابية ، شملت التدريب على أسلحة الكلاشينكوف والــ PKC والآر بي جي ، بالإضافة إلى استخدام المواد المتفجرة C4 وكذلك TNT كما شمت التدريبات أعمال الخطف والقنص والرماية وفك وتركيب السلاح واستخدام قذائف الهاون والمناظير وفتيل التفجير والصواعق.
وفي 10 يونيه 2015، استدعت وزارة الخارجية البحرينية السفير العراقي لدى البحرين وتم تسليمه مذكرة احتجاج تتعلق بتلقي ما يسمى بتنظيم «سرايا الاشتر» الذي تعتبره الجهات الرسمية إرهابياً، دعماً وتدريباً «كتائب حزب الله» في العراق.
وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أنه ثبت قيام عناصر تنظيم ما يسمى «سرايا الأشتر» الإرهابي بتلقي التدريبات العسكرية على مجموعة من الأسلحة والمتفجرات على أيدي ميليشيا كتائب حزب الله الإرهابية في العراق، على حد قوله.
العمليات:
قامت سرايا الأشتر، وبحسب صفحتها علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وموقع "توتير"، عن مسؤوليتها بالقيام بالعشرات من العمليات التي استهدفت رجال الشرطة والأمن في مملكة البحرين.
وفي 4 مارس 2014 أعلنت "سرايا الأشتر"، عن مسؤوليتها عن تفجير منطقة "الدية" غرب العاصمة المنامة، وأسفر عن مقتل من 3 رجال الشرطة بينهم إماراتي، وتعتبر هذه العملية أكبر عملية تنفذ في تاريخ البحرين المعاصر.
وفي 8 ديسمبر 2014، و باستخدام قاذف قتل" سرايا الأشتر" من قتل الجندي "علي زريقات" التابع لقوات الدرك الأردنية في منطقة دمستان قرب مديرية للشرطة.
وفي 28 يونيه 2015، أعلنت سرايا الأشتر، استهداف القوات الخليفية في شارع الشهيد علي المؤمن قرب جزيرة سترة جنوب العاصمة المنامة، فيما أفاد مصدر مقرب لموقع “بيرق” أن العملية تمت باستخدام عبوة شديدة الانفجار.
وفي 2 يوليو الجاري، هددت «سرايا الأشتر» ، باستهداف مقرات الحكومة في حال لم تفرج المنامة عن معتقليها، وأمهلت الجماعة، السلطات البحرينية 30 يوما لإطلاق سراح معتقليها في السجون، مؤكدة أنها "أصبحت تمتلك الخبرة والتخطيط والتسليح الجيد بفضل الدور الكبير الذي قدمته كتائب حزب الله في العراق".
وانتقلت تهديدات التنظيم الي ارض الواقع، ففي 19 يوليو الجاري، أعلنت مجموعة "سرايا الأشتر" على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مسئوليتها عن تنفيذ هجوم استهدف دورية للشرطة في قرية العكر الغربي ذات الغالبية الشيعية في البحرين، ما أدى لإصابة أحد العناصر الأمنية، وصفها البيان بـ"البسيطة"، موضحاً أنه جرى نقل الشرطي المصاب للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وقالت في خبر تبنيها العملية: "يعلن رجال الله بسرايا الأشتر مسؤوليتهم عن استهداف فرقة لمرتزقة العدو الخليفي ببلدة العكر المقاومة".
على قوائم الإرهاب:
في العام 2014، تصاعدت عمليات الإرهابية التي تستهدف الأمن البحريني، فقد نفذ عددا من لفصائل المسلحة البحرينية، من تنفيذ 255 عملية، بينها 143 عملية باستخدام قنابل محلية الصنع، و109 عملية باستخدام قواذف وأسلحة نارية محلية الصنع، و3 عمليات باستخدام سلاح آلي كلاشنكوف، إضافة لمئات العمليات التي نفذها المجاميع الشبابية في القرى، بينها 56 عملية هجوم على مديرية ومركز للشرطة، بحسب بيان منسوب لما يسمي "المقاومة البحرينية".
وعقب عملية تفجير في منطقة «الدية» ، ادرجت الحكومة البحرينية في 4 مارس 2014، ائتلاف 14 فبراير و"سرايا الأشتر" و"سرايا المقاومة" ضمن قوائم الجماعات الإرهابية.
المشهد البحريني:
يبدو أن مملكة البحرين سوف تشهد وجود العديد من الحركات والجماعات المسلحة، والتي تهدد الأمن في المملكة الصغيرة، والتي تعتبر من مناطق الصراع "السني- الشيعي" منذ اندلاع مظاهرات 2011.. فهل ستنجح حكومة البحرين وعقلاء المملكة في إنقاذها من مصير الصراع المذهبي الطائفي في المنطقة.