الإخوان قبل ذكرى 25 يناير.. كثير من الانشقاقات ودعوات للعنف
الأحد 13/ديسمبر/2015 - 02:45 م
طباعة
كثيرة هي التكهنات والاحتمالات التي تسيطر على رؤوس خبراء الاسلام السياسي وكذلك الاعلاميين العاملين في برامج التوك شو حول 25 يناير القادم والذكرى الخامسة للثورة المصرية، وكثيرة هي الأسئلة التي تتبادر على الذهن ولم تجد اجابات قاطعة بل كل الإجابات احتمالية، ومنها ماذا يفعل الاخوان في ذكرى الثورة؟ وما هي استعدادات وزارة الداخلية والشعب المصري لاستقبال ذكرى ثورتهم؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي نحاول الاقتراب منها لإيجاد بعض الاجوبة الاحتمالية أيضا. وفي خضم هذا البحث كشف
عصام تليمة، المدير السابق لمكتب الشيخ يوسف القرضاوي ، تفاصيل أزمة جديدة نشبت داخل جماعة الإخوان خلال الفترة الأخيرة تتعلق بالقيادة العليا للتنظيم، فيما قال خبير في شئون الحركات الإسلامية، أن هجوم تليمة بداية لتدشين مجموعة جديدة بعيدة عن الإخوان ولا تلتزم بتعليمات القيادات الحالية للجماعة.
وقال "تليمة" في مقال له بعنوان " أزمة الإخوان.. أزمة فكر أم خلق؟" إن أزمة إخوان مصر بالخارج باتت محل نقاش وجدل، سواء على مستوى الإعلام، أو مستوى الباحثين في شأن الإخوان، وعنوان النقاش: هل الأزمة داخل الإخوان فكرية؟ .. للأسف الجانب الخلقي من الأزمة، وهو رأس الأمر" وأكد تليمة أن "الأزمة داخل الإخوان في الخارج ليست أزمة فكرية كما يصور البعض، ، بل هي أزمة خلق يتبعها إدارة"، متابعا :" نعم بكل وضوح أقولها لو كانت الأزمة داخل الإخوان فكرية، فهناك مرجعية معتمدة لدى الجميع، وهى أدبيات الإخوان، بداية من رسائل حسن البنا، ودعاة لا قضاة، وثوابت الجماعة المعروفة، التي يعرف منها ما هو قابل للتطوير وما هو ثابت"
وتابع مدير مكتب القرضاوي السابق :"بكل صراحة الأزمة أزمة خلق، وحب الذات، والحفاظ على أوضاع تحقق طموحات شخصية للقيادات أكثر منها دعوية، يتبع ذلك دائرة المنتفعين بهذه الشخصيات" واستطرد تليمة قائلا :"علينا أن نعترف أن النظام في مصر، أظهر كثيرا من عيوبنا، التي ربما كان مقبولا تأجيل الحديث عنها، أما الآن ونحن نرى آثار هذه الآفات تهوى بنا وبتاريخنا، وبكل ما ضحى به السابقين ممن قاموا بحمل هذه الجماعة في مصر وخارجها، وكنت أكتب وغيرى عن هذه الآفات داخل الصف الإخوانى قبل الثورة، وكنت أجد هجوما من المخلصين من أبناء الجماعة، وحربا ضروسا من بعض قيادات يطالها كلامي ونقدى، ولكن الآن أصبحت دائرة من ترى هذه الأخطاء تتسع لدرجة أنها أصبحت أغلبية داخل الجماعة، ترى بكل وضوح أن هذه الأزمة هي أزمة خلق لدى حفنة قليلة". وأوضح تليمة أن هناك أزمة خلق عند بعض فئات الصف الإخوانى، الذى يرى ويبصر كل هذا الخلل ويكتفى بالهمس، والحديث الصامت، أو الانزواء بعيدا عن اتخاذ إجراء فعال ينهى تسلط أمثال هؤلاء، مستطردا :" نعم يملك الصف الإخوانى إنهاء هذا الخلل، فهو ليس كما مهملا، يستدعى وقت الاستدعاء، ويركن على الرف وقت انتهاء المطلوب منه، ويهمش نفسه بنفسه، ويعتبر نفسه مجرد صوت انتخابي يلقى عند كل انتخاب، ويمضى لحال سبيله، دون محاسبة لكل مسؤول، وتقويمه عند الخطأ، ومتابعته في كل ما يقوم به". وواصل تليمه حديثه عن ازمة الجماعة قائلا :"إذا كان الداخل الإخوانى في مصر قد توحد خلف مكتب مؤقت منهيا الخلاف الحالي، فواجب الخارج بمخلصيه التوحد، والعمل على لائحة جديدة وقيادات جديدة تكون بإرادة كاملة للصف الإخوانى بما يلبى طموحات الجميع للمرحلة المقبلة، وليكن ذلك بعد الخامس والعشرين من يناير".
ومن جانبه قال
خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن هجوم "تليمة" على الإخوان، بداية لتدشين مجموعة جديدة بعيدة عن الإخوان ولا تلتزم بتعليمات القيادات الحالية للجماعة. وأوضح أن هناك محاولات دائرة الآن لتعديل اللائحة الداخلية، ولكن هذا يقابله محاولات حثيثة من "عواجيز" الإخوان لوقف أي تحرك لتعديل اللائحة، موضحا أن تحديد ميعاد تغيرها بعد 25 يناير المقبل يؤكد أن التنظيم ستزداد أزمته بعد هذا التاريخ.
وما يؤكد سيطرت الخلافات الداخلية لجماعة الإخوان رسائل الهارب بتركيا محمود حسين يظهر على "الجزيرة" القطرية والذي أعلن فيها: أنه الأمين العام ومحمود عزت يقوم بأعمال المرشد ولن يكشف عن مكانه.. ويعترف حسين: بعض شباب الإسلاميين انجرفوا لفكر "داعش" وهذا أول ظهور إعلامي للهارب منذ عزل محمد مرسى،
محمود حسين، الأمين العام للجماعة الهارب في تركيا، كما حمل اللقاء مجموعة من الرسائل التنظيمية لعناصر الجماعة أبرزها التأكيد على دور محمود عزت نائب المرشد العام والقائم بأعماله، بالإضافة إلى رسائل أخرى للقوى السياسية بوجود إمكانية للتعاون مع الجماعة ضد السلطة، بحسب زعمه. حرص حسين في ظهوره الأول على قناة "الجزيرة مباشر" القطرية، على التشديد باحتفاظه بمنصبه التنظيمي داخل الجماعة و قال إنه لا يوجد مكتب إرشاد جديد ، كما زعم البعض خلال الفترة الماضية، بالإضافة لعدم وجود إدارة جديدة للجماعة. وأضاف أنه لا يزال الأمين العام للجماعة ولا صحة للإطاحة به مؤخرا، مشيرا إلى أن اللجنة الادارية التي تشكلت في فبراير 2014 تختص بإدارة العمل داخل مصر ولا تستطيع أن تنفى الصفة أو تضيفها ،لا إليه ولا إلى غيره وليس هناك مكتب إرشاد آخر . وتحدث "حسين" خلال اللقاء، بنوع من الاسهاب حول محمود عزت، نائب المرشد العام للإخوان والمختفي منذ فض اعتصام أنصار الإخوان في رابعة، حيث أكد أن عزت هو القائم بأعمال المرشد العام للجماعة الآن، مشيرا إلى أن كثيرا من الإخوان يلتقون به، وأضاف :"هناك من يتعاون مع عزت وهو على اتصال بأعضاء الإخوان بمصر ". وردا على سؤال حول مكان محمود عزت قال :"أنا معرفش هو فين ولو عرفت مش هقول"، كما تناول إمكانية اجراء انتخابات داخلية بالجماعة، وأضاف :"سنجرى الانتخابات حين تحين الظروف وتصبح ملائمة ومجلس شورى الجماعة هو من يقرر اجراءها"، وتابع :"حوالى تلتين مجلس شورى الجماعة خارج السجون ولكنهم يرون أن الظرف الأمني غير مناسب لإجراء انتخابات". وكشف عن أنه خرج من مصر بتكليف من مكتب الإرشاد، هو وجمعة أمين في 23 يونيو 2013 أي قبل عزل مرسى عن السلطة بحوالي أسبوع، موضحا أنه مازال على تواصل مع الإخوان بالداخل حتى الآن وأن المتحدث الرسمي للجماعة هو مرشد الإخوان أو القائم بأعمال المرشد أو الأمين العام، رافضا التعليق على تصريحات
المتحدث الرسمي للجماعة محمد منتصر التي قال فيها إن محمود حسين لا يمثل التنظيم. وأضاف حسين، في تصريحات على قناة "الجزيرة مباشر" القطرية، أن إصراره على احتفاظه بمنصب الأمين العام للإخوان ليس حرصا على المسمى ولا على الموقع الذى يشغله، لكن لأن هذا تكليف – أي منصب الأمين العام للجماعة– وأن الطرف الذى يحق أن ينزعه هو من كلفه به، وأضاف :"الذى انتخبني هو من يزيل الصفة عنى"، لافتا إلى أن هناك بعض أعضاء الإرشاد مازالوا يديرون عمل الجماعة. وكشف أمين الإخوان، أن أعضاء الجماعة داخل مصر هم الذين طلبوا تشكيل مكتب للإخوان بالخارج وأضاف: "أنا رفضت تشكيل هذا المكتب لأن هذا يتعارض مع أعراف الإخوان"، واتهم حسين وسائل الإعلام بنشر معلومات غير صحيحة، لافتا إلى أن :"وسائل الاعلام قالت إن محمود عزت في تركيا وأنه حضر اجتماع مجلس الشورى الجماعة ،ولم يكن هناك اجتماع من الأساس". وردا على سؤال حول الوساطات مع السلطة في مصر قال حسين :"جاء لنا البعض خلال الفترة الأخيرة يقولون نحن على استعداد للتوسط ونحن رفضنا، وهذا تم مع محمد على بشر قبل أن يسجن ورفضنا"، على حد زعمه. وأكد أمين الجماعة، إصراره على تمسك الإخوان بالرئيس المعزول محمد مرسى لكنه دعا الحركات السياسية للتعاون مع الجماعة، على ما زعم أنه جزء مشترك بينهم، وادعى أن 25 يناير القادم هو فرصة جيدة لـ 6 إبريل للتعاون مع الإخوان. وردا على سؤال حول موقف
حركة 6 إبريل من محمد مرسى، قال محمود حسين: "نحن لا نريد منهم أن يقبلوا بشرعية مرسى ولكن نريد منهم ان يقبلوا الجزء المشترك بيننا"، مشددا على أن الإخوان مصرين على ما يسمى بـ "الشرعية"، ووصف 25 يناير القادم بالفرصة الجيدة لكى يصطف كل فصيل بثوابته ،بحسب مزاعمه، وأضاف: "لن أطلب من 6 إبريل تغيير جلدها ولن أغير جلدي كإخوان لكن هناك جزء مشترك بيننا"، على حد قوله. و اعترف حسين، بأن عددا من شباب التيار الإسلامي انجرف بالفعل لأفكار تنظيم "داعش" وزعم أن التضييق عليهم هو السبب في ذلك، مشيرا إلى أنهم يقومون بحملة ضد النظام المصري بالخارج لاتهامه بأنه السبب في تحول الاسلاميين إلى أفكار التنظيم الإرهابي، بحسب مزاعمه. من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن ظهور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، من جديد هو رسالة إلى صف الاخوان مضمونها أن القيادة التاريخية مسيطرة وأنه لا وجود للقيادة الجديدة للجماعة. وأضاف البشبيشى " أن اعتراف محمود حسين بأنه لا يعلم مكان محمود عزت يؤكد أن الجماعة غابت عنها المؤسسية، وأن عزت هارب لكن ليس في تركيا بل في دولة أخرى لا تريد الجماعة الكشف عنها."
فيما يتولى
ايمن نور، مؤسس حزب غد الثورة، تحريض أنصار جماعة الإخوان، على التصعيد في ذكرى ثورة 25 يناير 2015، زاعما أنه سيكون هناك فعاليات كثيرة خلال هذا اليوم، وأن القوى السياسية ستستجيب لهذه الدعوات التي يطلقها. واعترف أيمن نور، في تصريحات على إحدى القنوات الإخوانية ، بأن الإمارات رفضت التعامل مع نظام الرئيس المعزول محمد مرسى، وكذلك عن جماعة الإخوان، خلال حكمهم لمصر.
ومن جانبه قال محمود الصعيدي، النائب المستقل عن دائرة الوراق، إن أيمن نور أخر من يتحدث عن المظاهرات ويحرض على العنف، وعليه أولا أن يأتي إلى مصر ثم يحرض على التظاهر، ولا يحرض على التصعيد وهو في مكانه من تركيا. وأضاف النائب المستقل عن دائرة الوراق، أن تاريخ أيمن نور سيء، وتحالفه الأخير مع الإخوان يجعله أخر من يهاجم مصر، متابعا :"أيمن نور يعمل لصالح الإخوان، ونظام رجب طيب أردوغان ويريد إثارة الفوضى خلال ذكرى يناير".
فيما هاجم طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان، أيمن نور ووصفه بـ"الساعى لتشويه مصر من الخارج"، وهى خطة وضعتها الإخوان للهجوم على المؤسسات المنتخبة قبل ذكرى ثورة 25 يناير. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن الظهور المتكرر لأيمن نور خلال الفترة الأخيرة يؤكد أن الجماعة تعتمد عليه كثيرا في تشجيع القوى السياسية للانضمام لهم في ذكرى 25 يناير.