مع ازدياد مخاطره.. روسيا وطالبان يتوافقان ضد "داعش"
الأحد 27/ديسمبر/2015 - 01:29 م
طباعة
على الرغم من أنها عدو روسيا اللدود، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قرر وفي خطوة مفاجئة التقرب من حركة طالبان الأفغانية، في محاولة منه لكسب ود الأخيرة، لمواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، ووفقا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فإن هدف التقرب هو مشاركة المعلومات الاستخباراتية بين الجانبين، وأن بوتين يفعل ذلك لمساعدة طالبان على محاربة عدوهم المشترك، داعش، ما أثار دهشة عددًا من المراقبين من وصول العلاقة إلى حد عقد اجتماع بين بوتين وأختر منصور زعيم الحركة.
وكانت ذكرت تقارير استخبارية عن لقاء سري غير مسبوق جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم حركة طالبان الملا أختر منصور.
وأعلنت روسيا في وقت سابق، بأنها فتحت قنوات اتصال مع حركة طالبان، حيث قال رئيس قسم الشؤون الأفغانية في وزارة الخارجية الروسية وممثل الكرملين في أفغانستان زامير كابولوف، إن مصالح روسيا في أفغانستان تتفق بموضوعية مع من يقاتلون داعش من أعضاء حركة طالبان.
وفي ظل قلق بوتين بشأن آلاف الجهاديين في منطقة القوقاز والجمهوريات السوفيتية السابقة، والذين يظن بأنهم في سوريا، قد تكون هذه محاولة لتدمير الخطر في أفغانستان، لكون ذلك الخطر الأقرب إلى بلاده، وفق ما يري مراقبون.
وصرحت ماريا بأن الكرملين لن يمد طالبان بالأسلحة، ويقول قادة عسكريون أمريكيون إن داعش تمدد في أفغانستان في الأشهر الماضية، ويصل عدد مقاتليهم هناك إلى ثلاثة آلاف.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية كشفت، بدورها، أن التعاون بين روسيا وطالبان يتمحور حول محاربة تنظيم داعش المتشدد.
ويري محللون أن خطوة بوتين في لقاء زعيم حركة طالبان، جريئة جدًا لا يمكن أن يتوقعها أحد في ظل التاريخ الشائك والمعقد بين الجانبين، والعداوة التي تحكمت في العلاقة بين موسكو والحركة الأفغانية المسلحة.
من جانبها نشرت صحيفة "صنداي تايمز"، تقريرا يتضمن تصريحات لمسؤولين كبار في حركة طالبان يقولون إن بوتين عقد اجتماعا غير معلن مع "الملا منصور، وتناقشا بشأن تقديم روسيا مساعدات لحركة طالبان.
ويقول المسؤولون في حركة طالبان إن الكرملين يدعم تمردهم حتى يجعل كابول أكثر ارتباطا بموسكو، مثلما كانت بعد الاجتياح السوفييتي عام 1979.
ويعتقد وفق متابعون، أن بوتين التقى منصور، زعيم حركة طالبان، على مأدبة عشاء في قاعدة عسكرية بطاجكستان في سبتمبر الماضي ، عندما كان الرئيس الروسي في العاصمة دوشمبي يحضر اجتماعا إقليميا لمكافحة الإرهاب.
وبررت البرلمانية الأفغانية شينكاري كاروخيل سبب فتح روسيا لهذه الاتصالات مع طالبان إلى عدم ثقة موسكو في حكومة أفغانستان.
وتشن روسيا منذ نهاية سبتمبر الماضي، ضربات جوية في سوريا ضد التنظيمات الإرهابية بما فيها داعش.
ويقف التنظيم الدموي "داعش" أمام حركة طالبان وجهًا لوجه، كما يعتبر هو العدو الأكبر للحركة، وكذلك لروسيا، وكان دخل التنظيم الإرهابي في منافسة شديدة مع طالبان بعد إعلانه تأسيس ولاية خراسان.
الجدير بالذكر أن بوتين أعرب مرارا عن قلقه بشأن آلاف المتشددين في منطقة القوقاز والجمهوريات السوفيتية السابقة، وقد تكون هذه محاولة لتدمير الخطر في أفغانستان.
ويتوقع مراقبون أن التقارب الروسي مع طالبان هدفه الأول هو مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، الذي تمدد في أفغانستان في الأشهر الماضية، ويصل عدد مقاتليه هناك إلى ثلاثة آلاف.
ويروا أن روسيا تسعي إلى تأمين الحدود الأفغانية، وضمان عدم مرور مقاتلي داعش إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة: تركمانستان وأوزبكستان، وطاجيكستان، وكازاخستا، وكذلك تسعي موسكو إلى منع المقاتلين المنحدرين من روسيا ومن الجمهوريات السوفياتية السابقة، الذين التحقوا بداعش في سوريا، من العودة إلى دولهم.
من جانبه اعترض البرلمان الأفغاني على إعلان روسيا فتح قنوات اتصال مع حركة طالبان الأفغانية، واعتبر ذلك تدخلا في الشئون الأفغانية.
وذكرت وكالة أنباء "كاما" الأفغانية أنه في الوقت الذي أثار فيه البرلمان مخاوفا بشأن هذه الاتصالات، اعتبر برلمانيون أن ذلك يعد حربا بين اثنتين من القوى العظمى أمريكا وروسيا، وأن الأفغان ليسوا قادرين على الوقوف في هذا التنافس.
وقال البرلماني سيد محمد حسن، إن هناك مخاوف من أن تصبح أفغانستان ساحة لقتال القوى العالمية، حتى لا يلقى الشعب الأفغاني نفس مصير نظرائه في العراق وسوريا.
وأثار البرلمانيون مخاوفهم عقب تصريحات زامير كابولوف، الدبلوماسي الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أفغانستان، والتي قال فيها إن موسكو فتحت قنوات اتصال لتبادل المعلومات مع طالبان بشأن مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وأكد كابولوف أن مصالح روسيا في أفغانستان "تتفق بموضوعية" مع من يقاتلون داعش من أعضاء حركة طالبان، مضيفا أن روسيا مستعدة أيضاً لتزويد أفغانستان بالسلاح، ولكن ستفعل ذلك "بحذر وعلى أساس تجاري".
موازة لما سبق، نفت حركة طالبان الأفغانية أى معلومات متداولة بشأن تبادل معلومات مع موسكو، حول تنظيم داعش.
الحركة نفت في رسالة عبر موقعها الإلكتروني حاجتها لمساعدة أي جهة في ما يتعلق بما يسمى الدولة الإسلامية، مضيفةً ليس لدينا أي اتصال أو مناقشات مع أي كان في هذا الشأن.
لكن وعلى رغم تقدم داعش في شرق أفغانستان، أكدت طالبان أنه ليس لديه وجود سوى في منطقة واحدة صغيرة فقط من الولايات الـ 34 في البلد، الأمر الذي لا يشكل مصدر قلق.
وتحاول الحركة الحفاظ على معاقلها شرق البلاد حيث يتمركز مقاتلون يقولون أنهم ينتمون إلى التنظيم تدريجياً منذ بداية السنة، خصوصا في ولاية ننغرهار على الحدود مع باكستان، وهم أعضاء سابقين في طالبان، والذين انشقوا عن الحركة في أعقاب مقتل زعيمهم الملا محمد عمر، الذي قتل في 2013 ولم تعلن الحركة وفاته إلا بعد عامين.