انتخابات الجماعة الإسلامية.. صراع "تركي- إيراني- قطري" علي"إخوان لبنان"
الأربعاء 30/ديسمبر/2015 - 11:56 ص
طباعة
بدأت الجماعة الإسلامية في لبنان (وهي أحد تنظيمات الإخوان المسلمين في العالم العربي) الانتخابات التنظيمية الداخلية، تمهيدا لانتخاب قيادة جديدة تتولى إدارة الجماعة في السنوات الثلاث المقبلة، وسيتم اختيار أمين عام جديد للجماعة بديلا عن الأمين العام الحالي إبراهيم المصري الذي تولى قيادة الجماعة في السنوات الأخيرة.
دستور الجماعة:
وينص النظام الداخلي للجماعة بأنه لا يحق للأمين العام ولبقية القياديين الأساسيين الاستمرار في مهامهم لأكثر من ولايتين، وفي هذا الإطار يصر الأمين العام الحالي ابراهيم المصري، على ضرورة انتخاب قيادة جديدة للجماعة وعدم الاستجابة للعديد من المناشدات والمطالبات بالاستمرار في موقعه من خلال تعديل النظام الداخلي.
وللاختيار قيادات الإخوان هناك آلية، فهي بحسب المسؤول السياسي للجماعة في بيروت عمر المصري،:"لا أحد يعلن ترشيحه لأي منصب، بل الهيئة الناخبة هي من تختار المناسبين، من الأمين العام إلى مسؤولي المناطق. الهيئة المؤلفة من عناصر الجماعة المنتسبين منذ ما يزيد على خمس سنوات، تنتخب مجلس الشورى الذي بدوره يختار المسؤولين"، والذي تم خلاله تخصيص خمسة مقاعد للنساء"كوته" في مجلس الشوري.
ويتشكل مجلس شوري الجماعة الاسلامية من 36 عضوا، خمسة مقاعد هي الحصة المحفوظة لهن في مجلس الشورى، إضافة إلى 30 عضواً منتخباً والأمين العام السابق كعضو أصيل.
ابرز المرشحين لقيادات الإخوان:
وهناك شخصيات عدة مرشحة لتولي قيادة الجماعة في المرحلة المقبلة، ومنها رئيس المكتب السياسي الحالي للجماعة الاسلامية عزام الأيوبي ، ورئيس هيئة علماء المسلمين ومسؤول الدعوة والتبليغ الشيخ أحمد العمري، والنائب البرلماني البارز الدكتور عماد الحوت، ورئيس المكتب السياسي الأسبق النائب السابق أسعد هرموش، ونائب الأمين العام الحالي للجماعة مصطفى خير،
والنائب المصري مصطفى خير ونجل المصري، المسؤول السياسي في بيروت عمر المصري، والمسؤول التنظيمي في الجنوب وأحد الممولين أحمد الجردلي. فهل تميل الجماعة لاختيار أمين من الحرس القديم الذي يحسب عليه المصري ونجله، أم من «المحافظين الجدد» الذين يحسب عليهم الجردلي وخير إضافة لطرح أسماء أخرى من غير الأسماء القيادية المعروفة.
ويعد الايوبي، صاحب أكبر الحظوظ ، لخلافة الامين العام لـ"لجماعة" الشيخ ابرهيم المصري، فهو يحظى باجماع شبه كامل على هذا الموضوع، وكذلك حين تسلم المكتب السياسي لـ"الجماعة" كان هناك رضى تام لشخصه ونهجه وتاريخه، ولكن هناك البعض من داخل الجماعة يريدون قطع الطريق عليه لمنع تسلمه مهام الامين العام، بخاصة ان هذا البعض يرى نفسه أحق بالامانة العامة من الايوبي.
ومن المتوقع ان يتم التجديد محمد عمار رئيسا مجلس الشورى "الجماعة الاسلامية"، ليبتعد عن منصب الامين العام للجماعة والذي سيكون لتنظيم الدولي وتركيا وقطر وايران دورا في انتخابه.
التيار الشبابي:
عانت الجماعة الاسلامية منذ سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمون في مصر في 30 يونيو2013، واستمرار الصراع السوري، من حالة ارتباك سياسي انعكس على الداخل اللبناني في ما خص علاقة "الجماعة" مع الاحزاب اللبنانية الاخرى، حيث بدا ان "الجماعة" تقوّم علاقتها الداخلية مع اي طرف سياسي انطلاقا من موقفه من من 30 يونيو والصراع السوري.
وليس الارتباك السياسي ما تعانيه "الجماعة" فقط، ولا قصور دورها السياسي والديني او ضموره على مستوى الطائفة والوطن، حيث انكفأت باعتدالها وسمحت لجماعات اسلامية متشددة بأن تتقدم الصفوف، بل برزت منذ مدة غير قصيرة بوادر "حركة شبابية" جدية داخل التنظيم العقائدي الذي لم ينجح احد في شقه الى صفين حتى في أوج الخلاف بين الراحل المؤسس فتحي يكن الموالي لـ"حزب الله" وسوريا آنذاك، وقيادة "الجماعة" وجمهورها المتحالفين مع قوى 14 آذار.
وعلي طريقة ثورة شباب الاخوان علي قيادتهم في الجماعة الام بمصر، يسير شباب الجماعة الاسلامية في لبنان علي نفس المصير، مع تراجع دور الجماعة داخل وخارج لبنان، وتمدد نفوذ الجماعات السلفية علي حساب الجماعة الاسلامية.
شباب الجماعة الاسلامية يريد ان يكون له مكان في الصفوف الامامية وليس الاعتماد عليهم في تنظيم الاحتفالات وجمع التبرعات لغزة والهتافات في التظاهرات.
ولكن القائمة التي بدأت واضحة بالأسماء المرشحين يغلب علي طابعها الحرس القديم، وظهور طفيف للشباب في الاسماء المرشحة وهو ما يشير الي أن الجماعة سوف تعاني صراعا بين الشباب الثائر وبين الحرس القديم "الشائخ" .
لمزيد عن الجماعة الاسلامية في لبنان اضغط هنا
واقع الجماعة:
الجماعة الاسلامية في ازمة كبير علي الصيد الداخلي لتراجع دورها وحضورها الاجتماعي والسياسي صبّ لمصلحة "تيار المستقبل"، والفكر السلفي.
فالجماعة تواجه تحديات عدّة في ظل فشل حكم "الإخوان" في مصر وعدم إسقاط النظام السوري وتصاعد دور السلفيّين في لبنان والمنطقة.
وقد شهدت العلاقة بين الجماعة الاسلامية و"تيار المستقبل، تراجعا خلال العامين الاخرين مع تأييد الأخير لثورة 30 يونيو والاطاحة بجماعة الاخوان في مصر، فيما وصفته الجماعة بانه "انقلاب".
فيما تبقي العلاقة مع حزب الله مكانها، منذ بدا الأزمة السورية، ولكن بعض التكهنات تشير الي تحسن العلاقات في الاشهر الاخيرة.
وفي الشأن الخارجي، تدور الجماعة في فلك "ايران- قطر- تركيا" والارتباط القوي بالتنظيم الدولي للإخوان.
صراع نفوذ:
الكثير من التساؤلات حول من ستولي منصب الامين العام للجماعة خلفا لايراهمي المصري، والذي كان يتميز بعلاقات مع القيادات الشيعية في لبنان والعالم العربي وكان معروفاً عنه أنه صوت إيران والثورة الإسلامية الإيرانية و "حزب الله" داخل حركة "الاخوان المسلمين". وهو صاحب المشروع الوحدوي الإسلامي والمتبني لخيار المقاومة الإسلامية، وإن اختلف خلال السنوات الأخيرة مع "حزب الله" وإيران حول الموقف من الأوضاع في لبنان وسوريا، ولكنّه لم ينقطع عن التواصل رغم حدة بعض مواقفه السياسية.
فانتخاب الامين العام للجماعة الاسلامية ، يمثل معكرة نفوذ قوية علي قرار "اخوان لبنان" بين "ايران-قطر- تركيا"، في ظل المتغيرات الحالية والدور الذي تلعبه المخابرات القطرية والتركية في لبنان وسوريا ،وهو ما يضمن للقوي المتصارعة ورقة في الداخل اللبناني.
الجماعة الاسلامية.. المشهد الأن:
مع بدأ الانتخابات الداخلية وفي ظل الوضع السياسي المتراجع للإخوان في عدد من الدول، وفي الدور الذي تلعبه تركيا وقطر وايران في الشان اللبناني، فإن الجماعة الاسلامية اصبحت موضع صراع ثلاثي او ثنائي بين "قطر –تركيا" وايران علي "اخوان لبنان" فاي عاصمة ستحكم الجماعة الاسلامية؟