"البغدادي" ينقل مقره إلى "سرت".. ليبيا "حائط الصد" لتنظيم "داعش"

الخميس 21/يناير/2016 - 03:37 م
طباعة البغدادي ينقل مقره
 
بعد أن انتشرت المعلومات حول مكان زعيم أكبر تنظيم إرهابي في العالم "داعش"، تداولت تقارير عالمية، "أن أبو بكر البغدادي" يقيم الآن في معقل التنظيم الجديد في سرت الليبية، وذلك فور هروبه من الرقة السورية.

ليبيا مقر رئيسي لداعش

ليبيا مقر رئيسي لداعش
صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، نقلت اليوم الخميس 21 يناير 2016، عن العقيد إسماعيل شكري، قائد الاستخبارات العسكرية في مدينة مصراته بليبيا، قوله: إن "تنظيم الدولة يسعى لجعل مدينة سرت مقرا رئيسيًّا له بدلًا من الرقة والموصل".
وكشف شكري أن أبو بكر البغدادي أرسل شيخًا يكنى بأبي عمر من العراق إلى سرت، للمساهمة في زيادة سيطرة التنظيم عليها، ويعتبر أبو عمر- عراقي الجنسية- من الممكن أن يشرف على مقاتلي التنظيم في سرت، والبالغ عددهم ثلاثة آلاف مقاتل.
وقال شكري: "إن عناصر داعش تلقوا ترحيبًا من فئة من أهالي سرت؛ نظرا لقتالهم أتباع معمر القذافي في مسقط رأسه". ووفقًا لشكري، فإن 70 % من مقاتلي داعش في ليبيا هم من التونسيين، مع أعداد صغيرة قدموا من سوريا، ودول الخليج، والسودان، والنيجر، وتشاد.
ويتزعم التنظيم الإرهابي في ليبيا العراقي وسام عبد الزيدي "أبو نبيل الأنباري"، أو "أبو المغيرة القحطاني"، الذي كان واليًا لتنظيم الدولة في العراق، قبل أن يرسله "البغدادي" ليتولى مسئولية فرع ليبيا بالكامل، وقُتل في نوفمبر من العام الماضي بغارة أمريكية.
كما قال ناشطون جهاديون إن "أبو علي الأنباري أحد أبرز قادة تنظيم الدولة، متواجد حاليًا في العراق"، وهو الأمر الذي لم يؤكده أنصار تنظيم الدولة بشكل قاطع.
ومدينة سرت الليبية لها أهمية خاصة عند تنظيم "داعش"؛ وذلك بسبب قربها من حقول نفطية رئيسة ومصافٍ شرق ليبيا، فضلاً عن موقعها من السواحل الإيطالية، إذ يمكنه العبور منها إلى الاتحاد الأوروبي.
ووفق محللين فإن تطور العمليات التي ينفذها تنظيم "داعش" داخل ليبيا دليل على قدرته على النمو والتكيف، حتى مع زيادة الحملة العسكرية ضده في العراق وسوريا من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن والضربات الروسية.
ووفق إحصائيات فقد وصل عدد المقاتلين التابعين لـ"داعش" في مدينة سرت لنحو 5000 مقاتل، وكان وصل نهاية ديسمبر الماضي عدد كبير من المقاتلين الأجانب وعائلاتهم إلى سرت، في دليل آخر على عزم التنظيم تقوية وجوده داخل المدينة. وكان التنظيم دعا المقاتلين إلى التوجه إلى ليبيا بدلاً عن سوريا، كما أرسل عددًا من قياداته ومقاتليه إلى ليبيا.
وقال مسئولون ليبيون إنها فقط مسألة وقت قبل أن يحاول التنظيم السيطرة على مزيد من المنشآت النفطية والمصافي قرب مدينة سرت لزيادة مصادر الدخل والتمويل الخاصة به، والتي تمكنه من تمويل عملياته في الشرق الأوسط وأوروبا. 
وأوردت عن مسئول في الاستخبارات العسكرية بليبيا: "لقد أعلنوا نيتهم صراحة، يريدون نقل معركتهم إلى روما".
كما يروج "داعش" عبر محطات الراديو الخاصة به في سرت أن "المدينة لن تكون أقل أهمية من مدينة الرقة".
ويرى متابعون أن محاولات التنظيم للنمو داخل ليبيا بدأت مباشرة عقب رحيل القذافي، وأن التنظيم استطاع استغلال الانقسامات الشديدة داخل ليبيا والاشتباكات بين الفصائل المختلفة لإنشاء معاقل له قرب شواطئ البحر المتوسط وقرب إيطاليا، لافتةً إلى تحقيق التنظيم عدة انتصارات أمام جماعات مسلحة مختلفة بينها مصراتة.
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها التنظيم، فإن لـ"داعش" خططًا كبيرة لسرت، وظهر ذلك في حوار نشرته مجلة "دابق" الإلكترونية التابعة للتنظيم مع أبو مغير القحطاني والذي تعهد "باستغلال موقع ليبيا الجغرافي ومواردها النفطية لمهاجمة أمن واقتصاد أوروبا".

مدينة محصنة

مدينة محصنة
وفي وقت سابق من نهاية العام الماضي، أوردت تقارير عالمية بأن البغدادي عزم على نقل المقر الرئيسي للتنظيم من الرقة والموصل إلى "سرت" الليبية مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، واضطر البغدادي إلى تغيير مكان إقامته حتى لا تلاحقه المخابرات العراقية، وفق متابعون؛ حيث أفادت وكالات عالمية آنذاك أن زعيم "داعش" كان يقيم في تركيا في الفترة الأخيرة لتلقي العلاج.
وكانت أنباء قد تحدثت عن أن البغدادي أصيب في غارة للطيران العراقي في الأنبار على مجموعة من السيارات التي وجد البغدادي في إحداها، على الأرجح، في الـ 11 من أكتوبر الماضي.
هذا وكانت جريدة الشروق الجزائرية كشفت عن خبر وجود معلومات في سرت الليبية تؤكد وصول زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، نهاية ديسمبر الماضي، إلى سرت بشكل مفاجئ.
وتشير بعض التقارير إلى أن البغدادي قد يلجأ فعلا إلى سرت التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل، خاصة وأن بها قاعدة "وجادوجو" المحصنة بشكل كبير، ولا يمكن أن تتأثر حتى بالقصف الجوي لتوفرها على مساحة كبيرة تحت الأرض.
وأفادت معلومات في وقت سابق أن البغدادي وصل إلى مدينة سرت الليبية الأيام الماضية سرا، ومعه أبو بكر شيكاو، زعيم تنظيم "بوكو حرام" في نيجيريا، والذي بايع داعش مؤخرًا.
وربط محللون من جهة أخرى، وجود البغدادي في سرت، يعني بداية حرب النفط في ليبيا بين داعش والقوى المسلحة الأخرى في المناطق النفطية، وهذا ما تم بالفعل في الأيام الأخيرة.
ومع بداية إطلاق التنظيم الإرهابي حملة للسيطرة على آبار النفط في المنطقة الممتدة من سرت إلى طبرق شرقاً ومن سرت إلى سبها جنوباً، لتأمين احتياجاته المالية الكبيرة ولتمويل مشاريعه الإرهابية ضد أوروبا ودول المنطقة، يتوقع مراقبون بأن يسيطر التنظيم في ظل تواجد البغدادي بالمنطقة.

ملاحقته في العراق وسوريا

 ملاحقته في العراق
كانت أشارت "بوابة الحركات الإسلامية" إلى أن البغدادي هرب إلى ليبيا، في ظل ملاحقته المستمرة في العراق وسوريا، وأن التنظيم توسع في ليبيا وفرض سيطرته بقوة، ولذلك فإن منطقة سرت تعتبر الملاذ الوحيد للبغدادي في الوقت الحالي.
ويؤكد مراقبون على أن إقامة زعيم التنظيم الإرهابي في ليبيا، سيصعد الأزمة الحالية وقد يعرقل كافة المساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة، وكذلك قد يوقف جميع محاولات الصلح بين الأطراف المتنازعة في البلاد.
ولم يُبْدِ التنظيم الإرهابي "داعش" أي رد فعل حول حقيقه هروب البغدادي إلى ليبيا، فيما تؤكد مصادر بليبيا استحالة دخول البغدادي إلى البلاد في ظل هذا الوضع المتوتر.
ويتبين أن ليبيا دخلت حيز السيطرة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، والذي يسعي باستماته لفرض السيطرة والاستحواذ على المنطقة بأكلمها، وبالأخص حقول النفط الليبية.
وفيما يبدو أن الغموض حول حقيقة المكان الفعلي لأبي بكر البغدادي سيظل غامضًا، وبالأخص مع محاولات التنظيم الإرهابي التوسع والتوغل في معظم الدول العربية.

شارك