"التبليغ والدعوة " الجماعة الأكثر انتشاراً في العالم الإسلامي
الإثنين 29/سبتمبر/2014 - 10:47 م
طباعة
مدخل: جماعة دعوية سلمية.. ولكنها المحطة الأولى على طريق التطرف والإرهاب
جماعة التبليغ والدعوة
تعد جماعة التبليغ والدعوة اكثر الجماعات الإسلامية انتشارا في العالم، حيث يبلغ عدد الأعضاء المنتمين إليها أكثر من 85 مليون فرد حول العالم وفقا الإحصائيات مقسمة على العديد من الدول. ولها دور كبير وبارز في الدول الإسلامية خاصة في أوروبا والولايات المتحدة وعبرها يعتنق الاسلام كثير من غير المسلمين في الغرب.
فيبلغ عدد أعضائها في الهند حوالي 30 مليون شخص، وفي باكستان 25 مليونا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 50 ألف شخص، وفي فرنسا 100 ألف.
-تعقد جماعة التبليغ والدعوة تجمعا سنويا لها بدولة بنجلاديش يقدر بأكثر من ثلاثة ملايين شخص وهو التجمع الذي يعد الأكبر لمسلمي العالم بعد موسم الحج.
تصنف جماعة التبليغ والدعوة على أنها جماعة وعظ وإرشاد فهى توجه رسالتها ودعوتها للمسلمين وغير المسلمين بطريقة مبسطة وميسورة، بعيداً عن الخلافات الفكرية والفقهية وأيضاً الخلافات السياسية.
جماعة دعوية وعظية.. ولكن:
في السبعينيات من القرن العشرين كان كثير ممن إنضووا في صفوف الحركة الاسلامية في مصر بكافة فصائلها قد تم جذبهم من الشوارع والنوادي والمقاهي إلى المساجد عبر دعاة جماعة التبيلغ و الدعوة, و بعد أن التزموا بتعاليم الاسلام وفق هذه الجماعة تفرقت بكثير منهم السبل ما بين منضم للسلفية العلمية أو السلفية الحركية أو منضم للسلفية التقليدية أو للإخوان المسلمين أو تنظيم الجهاد فضلا عن الكثيرين الذين استمروا في صفوف جماعة التبليغ و الدعوة نفسها.
الأمر الذي يكشف الدور الخطير الذي تلعبه هذه الجماعة في عملية صياغة وتشكيل وصناعة الأفكار المتطرفة... فهي بمثابة المدرسة الأولي لبث أفكار ومفاهيم تمهد السبيل وتؤدي بشكل منطقي لانتقال الفرد - بعد اقتناعه بأفكار ومبادئ الجماعة السلمية الدعوية – إلى مرحلة تالية وهي مرحلة البحث عن طريق لممارسة فكرة أن المجتمع الذي يعيش فيه، بعيداً عن الإسلام وتشريعاته واحكامه.. وبالتالي تتلقفه الجماعات الأخرى التي تنادي وتؤمن بضرورة السعي بالعمل، حتي إذا استلزم الأمر استخدام القوة والعنف وصولاً للسلاح لتحقيق فكرة ومشروع بناء دولة الشريعة الإسلامية التي تعرف على مقاصدها واقتنع بها علي يد شيوخه الأوائل في التبليغ والدعوة..!!
النشأة:
تأسست جماعة التبليغ والدعوة على يد الشيخ محمد إلياس الكاندهلوى بالهند وانتشرت الجماعة بسرعة فائقة فى الهند وباكستان وبنجلاديش ومن ثم انتقلت إلى العالم العربى بمصر وسوريا والسعودية والسودان والكثير من الدول العربية والإسلامية وأيضاً انتشرت الجماعة على الصعيد الأوروبى والآسيوى وأصبح لديها الكثير من الأعضاء بأمريكا وفرنسا وإنجلترا وغيرها من الدول الأوروبية.
الافكار:
جماعة التبليغ والدعوة منهج خاص فى الدعوة إلى الإسلام ويختلف فكرها عن باقى الفرق والجماعات الإسلامية، فلديها معتقدات ثابتة ينبغى على أى عضو من أعضائها أن يلتزم بها وتلك المعتقدات هى العمود الفقرى والمحور الرئيسى فى فكر جماعة التبليغ والدعوة .
الجماعة والسياسية:
هناك أيضاً ضوابط للانضمام إلى جماعة التبليغ والدعوة تتمثل فى التزام أفرادها بعدم الخوض فى الأمور السياسية تماماً ونهائياً، والخلافات الفكرية والفقهية وعدم الخوض فى أمراض الأمة.
وأيضاً من ثوابت الجماعة هو عدم التعرض لقضية إزالة المنكر باليد، فالجماعة ترى أن وظيفتها هى تهيئة المجتمع للحياة الإسلامية عن طريق الدعوة فقط وأن مسألة إزالة المنكر بالقوة هى من اختصاص الحاكم فلا ينبغى على أى فرد أو جماعة أن يتصدى لذلك، ويرون أن تغيير الأفراد والجماعات للمنكر بالقوة يؤدى إلى إعراض الناس عن الاقتداء بهم مما يؤثر بالسلب على الدعوة الإسلامية ويستدلون على ذلك بالأية الكريمة "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
وتلزم جماعة "التبليغ و الدعوة" أتباعها بعدم الكلام في السياسة أو الجماعات الإسلامية المختلفة أو الخلافات الفقهية أو الكلام عن غير المسلمين كما تلزمهم بعدم الإشتغال بطلب العلم الشرعي لأنه سيشغلهم عن العمل الأهم من وجهة نظرهم و هو الدعوة للتدين.
التبليغ والدعوة في مصر:
تاتى في المرتية الثانية بعد السلفية التقليدية من حيث الأهمية و العدد ودخلت جماعة التبليغ و الدعوة إلى مصر في منتصف سبعينات القرن الماضي قادمة من الهند أول من أدخل جماعة "التبليغ و الدعوة" إلى مصر هو الشيخ إبراهيم عزت، وقد كان ذا توجه سلفي فاصطبغت جماعة "التبليغ و الدعوة" في مصر بطبيعة إبراهيم عزت السلفية.
تقبع إمبراطورية جماعة التبليغ والدعوة فى مصر بمنطقة "طموة" التابعة لمركز أبو النمرس التابع لمحافظة الجيزة على مساحة ثلاثة أفدنة تقريباً مقام عليها بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق، أحدها لاستقبال الوفود والجماعات والآخر مسجداً كبيراً، أما الثالث فيحتوى على عدد كبير من الغرف لمبيت أعضاء الجماعة ويوجد مبنى آخر يحتوى على مخبز خاص لأفراد الجماعة وأيضاً مطعم كبير للوجبات بأسعار زهيدة
ليس عدد المصلين ومتابعة الدروس الدينية على مدار اليوم هو فقط ما يلفت الانتباه في المكان، ولكن النظام وتقسيم العمل، يسير هذا النظام وفق ما يسمى بـ"الخدمة"، والخدمة تنقسم إلى "خدمة الأبواب" واستقبال الزوار، وخدمة المطبخ وتجهيز الطعام، وخدمة تنظيف المسجد ودورات المياه، و"خدمة الاختلاط"، والهدف منها الانتشار والتخفي بين أعضاء الجماعة ومعرفة العناصر المدسوسة وسط الصفوف من الأمن أو اللصوص، وخدمة التأمين والحراسة، وهناك غرفة تسمى "غرفة النصرة"، يتم فيها توزيع المهام ومتابعتها، والهدف من الخدمة بجانب توطين النفس على الانكسار والتواضع المحافظة على النظام.القيادات
يقدم مركز "طموه" وجبات يومية للتشكيلات الدعوية، ويتم الإنفاق عليها عادة من تبرعات الأعضاء، كل من يتناول الطعام يضع ثمن الوجبة داخل صندوق مخصص لهذا الغرض، ويؤكد الشيخ شكري عرفة في حديثه بعد أن تناولت معه طعام العشاء أن الإنفاق على الدعوة والوجبات يتم من خلال تبرعات الأعضاء، وهي بضع جنيهات، كما أن السفر إلى خارج مصر يتحمل نفقته الشخص نفسه، ويؤكد عرفة أن هناك رقابة شديدة من قبل الأجهزة الأمنية على نفقات الجماعة، ولو كان هناك أي تحويلات نتلقاها من الهند أو باكستان لم تكن الدولة لتترك الجماعة حتى الآن.
التقسيم الادارى للجماعة:
تقسم الجماعة مصر إلى سبع مناطق، تضم كل منطقة مجموعة حلقات، وكل حلقة تضم مجموعة مساجد، ومن كل مسجد يخرج مجموعة أشخاص يتجمعون في النهاية بمركز الدعوة في "طموه"، والذي ينظر إليه كـ"ترانزيت" لتوزيع الدعاة إلى كل أنحاء الدولة، فهناك يتم اختيار أمير لكل تشكيل أو مجموعة، ثم يتم توزيع التشكيلات على مناطق غير المناطق التي يسكنون فيها، فتذهب تشكيلات القاهرة مثلا إلى الصعيد، وتذهب تشكيلات الصعيد إلى الوجه البحري، وفي كل مرة يتم توزيع التشكيلات بشكل مختلف وعلى مناطق مختلفة من القطر.
يتولى منصب أمير الجماعة فى مصر الشيخ طه عبد الستار أحد كبار أئمة الدعوة والتبليغ فى مصر وتضم جماعة التبليغ بين أعضائها مختلف طبقات المجتمع المصرى من أغنياء وفقراء، بالإضافة إلى رجال شرطة وجيش وقضاء سابقين، وأيضاً فنانين كالفنان مظهر أبو النجا الذى يواظب على الخروج مع الجماعة بأحد المساجد بالمهندسين، وأيضاً من أبرز أعضاء الجماعة بلال أشرف السعد نجل رجل الأعمال الشهير أشرف السعد .
يتكون مجلس قيادة للجماعة في طموه من سبعة أمراء، على رأسهم
الشيخ طه عبد الستار، ويعاونه فى الإشراف على شئون الجماعة ستة أمراء آخرين.
ويندرج تحت هذا المجلس مركز "أبو النمرس"، ووظيفته هي القيام بعملية التنظيم والترتيب للأفواج والتشكيلات الدعوية.
الاجتماعات السنوية:
لهم انعقاد للاجتماع العام السنوى يضم كافة مراكز الدعوة في العالم اجتماع اليمن كان الاخير في النصف الاول من عام 2014م
عددها في مصر:
يقدر عدد نشطائها في مصر بما يزيد عن 250 ألف شخص و ذلك بسبب الطبيعة البسيطة والسهلة لمنهجها الفكري وأسلوبها البسيط و النشيط في العمل وفاعلية وحماس أعضائها, وعدم اصطدامها بالحكومة وعدم منع الأمن لها ، وإن ضيق عليها أحيانا بشكل محدود.
علاقتها باجهزة الأمن:
ولكن تثور التساؤلات حول مدى علاقة جماعة التبليغ والدعوة بالأمن وخصوصاً جهاز أمن الدولة، وكيف لجماعة تفوق جماعة الإخوان المسلمين فى العدد وبالرغم من ذلك لم تجد أى تضييق من جهاز أمن الدولة فى نظام مبارك؟ فالجماعة كانت تمارس أنشطتها الدينية والدعوية بكل حرية داخل المجتمع المصرى فى ظل النظام السابق، ويرى بعض المحللين والباحثين فى شئون الجماعات الإسلامية أن ثمة تعاونا بين الجماعة وبين جهاز أمن الدولة السابق يتمثل فى عدم اتخاذ الجماعة أى تحركات أو قرارات إلا بعد موافقة الأمن .
وبالنسبة لمصر ففي السبعينيات من القرن العشرين كان كثير ممن إنضووا في صفوف الحركة الاسلامية بكافة فصائلها قد تم جذبهم من الشوارع والنوادي والمقاهي إلى المساجد عبر دعاة جماعة التبيلغ والدعوة، وبعد أن التزموا بتعاليم الاسلام وفق هذه الجماعة تفرقت بكثير منهم السبل ما بين منضم للسلفية العلمية أو السلفية الحركية أو منضم للسلفية التقليدية أو للإخوان المسلمين أو تنظيم الجهاد فضلا عن الكثيرين الذين استمروا في صفوف جماعة التبليغ والدعوة نفسها.
وأثناء التحقيقات الواسعة التي شملت معظم قادة جميع فصائل الحركة الاسلامية إثر إغتيال رئيس الجمهورية السابق محمد أنور السادات تبين أن الكثيرين من أعضاء وقادة كثير من الفصائل خاصة تنظيم الجهاد قد بدأ إلتزامهم الاسلامي عبر دعاة جماعة التبليغ والدعوة, ومن أشهر هؤلاء عبود الزمر أحد أشهر قادة تنظيم الجهاد.
كما ثبت أن الشيخ ابراهيم عزت قد ألمح لمحمد عبدالسلام فرج المتهم الأول باغتيال الرئيس الاسبق السادات ومنظر جماعة الجهاد المصرية ومؤلف كتاب "الفريضة الغائبة" بأنه مؤمن بمنهج تنظيم الجهاد ولكنه لأسباب عديدة لا يمكنه الانضمام لتنظيم الجهاد ولكنه في نفس الوقت ألمح له بأنه يمكن لتنظيم الجهاد أن يجند أعضاء التبليغ والدعوة سرا وفرادى للعمل في صفوف تنظيم الجهاد, وكان نص كلامه حسب هذه الرواية "أنا أحضر لكم الناس من الشارع للمسجد وأنتم تولوا الباقي".
ويقول الدكتور عمار على حسن الكاتب والباحث السياسى إن الجماعة فى رأيه لن تشارك فى اللعبة السياسية تماماً ويرجع ذلك إلى أنها لم تتدخل فى سياسة الدول التى نشأت فيها كالهند وباكستان، وذكر أن الجماعة كانت تربطها علاقة حميمة مع أجهزة الأمن فى العهد السابق وحصلت على مساحة واسعة فى الظهور والانتشار لابتعادها تماماً عن المشهد السياسى.
موقف "التبليغ والدعوة" من الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر :
1- عدم مشاركة جماعة التبليغ والدعوة في العملية الانتخابية نهائى وذلك للحفاظ على مراكزهم الخدمية
2- المشاركة اذا تمت ستكون بشكل فردى وليس بتوجيه من مركزهم العام او مناطقهم السبعة
3- في الاغلب ستتجه أصواتهم الى التيار الاسلامى والمرشح السلفى هو الاقرب لهم عن المرشح الاخوانى
4- قواعدهم في المحافظات معروفة ويعرفون بزيهم الباكستانو والهندى وهو ما يساعد على معلرفة نسب مشاركتهم
5- مواقفهم وخطابهم الدعوي يرفض ويعادي المفاهيم الليبرالية،والدولة المدنية، وبالتالي فهم في حالة اصطفاف مع افكار/مرشحي التيارات الدينية المحافظة، ونصائحهم لجمهور الناخبين ستكون ضد مرشحي الاحزاب والتيارات المدنية.