نشأت الكرمي.. منفذ عملية "سيل النار"
الخميس 09/أكتوبر/2014 - 02:38 م
طباعة
نشأت الكرمي "34 عامًا"، طالب هندسة أتمتة صناعية في جامعة بوليتكنك فلسطين، متزوج ويسكن في الخليل، التحق بالجامعة عام 1997، واعتقل للمرة الأولى عام 1999 وكان رئيساً لمجلس اتحاد الطلبة، وقضى ما يقارب ثلاث سنوات في السجن، وبعد الإفراج عنه بفترة قصيرة اعتقل لمدة ثلاثة شهور إداريا ومن ثم أفرج عنه حتى اعتقل الاعتقال الأخير بتاريخ 4/ 5 / 2004 بعد اطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال وإصابته إصابة بالغة في بطنه واصبح يستعمل الكرسي المتحرك لفترة قصيرة.
دوره في حماس
وقال مقربون من الكرمي إنه ومنذ انتمائه لحركة حماس بداية التسعينيات، برز دوره ونشاطه في الحركة، وتولى مناصب قيادية ميدانية، كان لا يحب التصوير الفوتوغرافي ونادراً ما يتمكن أي من أصدقاءه الحصول على صورة له، ولم يكن يحب استعمال الأجهزة الخلوية النقالة، بل كان شديد الحرص والحس الأمني، بالإضافة إلى أنه متفوق في دراسته، وعالي الثقافة والعلم والمعرفة.
وعقب تنفيذ عملية الخليل، "سيل النار" هي عبارة عن سلسة عمليات قتالية موجهة من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ضد يهود في الضفة الغربية، كان أولها مساء يوم الثلاثاء 31 اغسطس 2010م قرب قرية بني نعيم شرق مدينة الخليل، والتي أسفرت حسب اعتراف إسرائيل عن مقتل أربعة مستوطنين وإصابة خمسة آخرين، والتي أدانها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معتبرًا أنها تهدف إلى التشويش على العملية السياسية، تبعتها عملية أخرى في رام الله في أقل من 24 ساعة أسفرت عن إصابة مستوطن إسرائيلي وزوجته بجروح، أصبح نشأت الكرمي المطلوب رقم 1 في الضفة الغربية، وعملت قوات الاحتلال على محاولة اعتقاله من خلال تكثيف الحواجز العسكرية الصهيونية في منطقة الخليل وطولكرم تحسباً من تنقله بين المحافظتين.
اغتيال نشأت الكرمي
أعلن عن اغتيال القياديين في "كتائب عز الدين القسام" - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" - نشأت نعيم الكرمي ومأمون النتشة، واعتقال قوات الاحتلال الصهيوني 10 آخرين على الأقل خلال عملية الاحتلال الصهيوني في الخليل صباح اليوم الجمعة 8 أكتوبر 2010 .
حيث كانت عملية عسكرية واسعة مستمرة نحو 15 ساعة نفذتها قوات الاحتلال في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وتم التعرف على جثماني القياديين في كتائب عز الدين القسام نشأت الكرمي من طولكرم، والقائد الميداني لكتائب القسام في الخليل مأمون النتشة من الخليل.
وبارك وزير الجيش الصهيوني إيهود باراك بعملية اغتيال القائدين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، واتهمت قوات الاحتلال الصهيوني الشهيدين بالمسؤولية عن عدة عمليات ضد الاحتلال من ضمنها وابرزها عملية بني نعيم التي قتل فيها 4 مستوطنين يهود في 31 أغسطس 2010 .
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني معززة بأكثر من 40 آلية عسكرية مصحوبة بعدد من الجرافات، ووسط تحليق مكثف من الطائرات المروحية العسكرية الصهيونية والاستطلاعية بدأت منتصف الليل عملية عسكرية هي الأوسع في الأشهر الأخيرة تركزت في جبل جوهر بالخليل.
وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال حاصرت منزل المواطن سعدي برقان المكون من ثلاثة طوابق ومنازل لأقارب له في المنطقة وطلبت منهم عبر مكبرات الصوت الخروج إلى الشارع، قبل أن تبدأ بقصف المنزل بالأسلحة الرشاشة والقذائف.
وأضافت المصادر أن جرافات الاحتلال الصهيوني اقتربت من المنزل وهدمت أجزاء منه، فيما لوحظ أن جنود الاحتلال يتخوفون من اقتحام المنزل الذي يعتقد أن عدداً من المقاومين تحصنوا داخله .
وأكد شهود عيان، مشاهدته لجثة شهيد مجهول الهوية ملقاة على الأرض، فيما يمنع الاحتلال الصهيوني سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني الاقتراب من المكان.
وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت منذ ساعات الفجر الأولى، منازل من عائلتي الرجبي وبرقان في جبل جوهر في الخليل، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز داخلها.
وحسب الناطق بلسان جيش الاحتلال الصهيوني فإن هذه العملية تهدف إلى اعتقال عدد من المطلوبين في هذه المنطقة.
رد كتائب القسام على العملية
أكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن المقاومة سترد على جريمة الاحتلال في الخليل بالضفة الغربية بكل الوسائل المناسبة، مشددة على أن هذه الجريمة لن تفلح في وقف مسيرة المقاومة.
وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام: إن المقاومة سترد عليها بالطريقة المناسبة، وسيكون لنا موقفا إذا استجد أي جديد، ولكن بالتأكيد المقاومة سترد على هذه الجرائم.
وأكد أن جرائم الاحتلال لن تفلح في كسر إرادة المقاومة أو وقف هجماتها، مشيرًا إلى أن الاحتلال جرب ذلك سابقًا بالاجتياح والاغتيال والنتيجة كانت استمرار العمليات وزيادتها وهذا ما سيحصل.
وأضاف أن: "المقاومة لها الحرية في الرد في أي مكان، والمقاومة لن تخذل شعبنا وسترد على هذه الجريمة".
رد كتاب شهداء الأقصى التابعة لفتح
قالت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح: إن عملية الخليل التي استهدفت قياديين من كتائب القسام لن تمرّ، وإن الرد عليها مسألة وقت لا أكثر، ونعت كتائب الأقصى شهداء القسام القادة "الشهيد المجاهد نشأت الكرمي، والشهيد المجاهد مأمون النتشة" اللذين ارتقيا بعد معركة من الصمود والإباء مع جنود الاحتلال في الخليل.
وذكرت كتائب الأقصى في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي المركزي، مناقب الشهيدين، حيث قالت "إنهما من الأصدقاء والقادة المقربين لكتائب الأقصى اللذين كانا لهما جولات من العمل الميداني المشترك خلال فترة انتفاضة الأقصى خلال عمليات التصدي للمدن والقرى الفلسطينية بالضفة".
واعتبرت كتائب الأقصى أن الشهيدين نشأت ومأمون جسدا مع قيادات الكتائب وباقي قيادات الأجنحة العسكرية في الضفة نموذجاً مشرفاً للوحدة الوطنية وللنضال الثوري المشترك والمقاومة الموحدة، داعيةً كتائب القسام في غزة إلى استخلاص العبر والعودة للمقاومة الحقيقية بعيداً عن التهديد والوعيد لقادة فتح والثورة؛ لأن المرحلة تتطلب توحيد الجهود وتضافرها في وجه المحتل وحده لا غير على حد قول البيان.
وتوعدت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح جيش الاحتلال بالرد القاسي على جريمة اغتيال القياديين بالقسام نشأت الكرمي ومأمون النتشة.
وقالت في رسالة صريحة لقادة الاحتلال "الرد على العملية سيكون سريعاً وقوياً بحجم التضحيات التي قدمها القادة الأبطال خلال فترة عملهم الميداني برفقة كتائب الأقصى".