مجددا .. الأطفال تحت قصف الإستغلال "الدموي" لتنظيم داعش فى العراق وسوريا
الأربعاء 29/مارس/2017 - 11:52 ص
طباعة
يبدو ان داعش لن تتوقف عن إستغلال الإطفال من أجل تحقيق أهدافها الدموية وتكشف الإيام عن المزيد والمزيد من هذا الإستغلال الدموى والتى كان اخرها ما ظهر فى مقطع فيديو، سجله متطرفو تنظيم داعش، للقطات مروعة لأطفال صغار يتدربون على استخدام السلاح الناري، من خلال قتل معتقلين مكبلي الأيادي ويبدو فيه عدد من الأطفال بثياب سوداء، وهم يمسكون مسدسات في أياديهم، للتدرب على التصويب، متبعين بذلك نهج التنظيم المتشدد القائم على التنكيل بالخصوم والبطش بهم ويظهر في الفيديومجموعة من الأطفال وهم يلاحقون أسيرا مكبل اليدين، لقتله، كما يطارد الصياد الفريسة
وعندما تم زيارة مركزا لاحتجاز الأطفال المشتبه في خضوعهم لتدريب على القتال من قبل متطرفي داعش، في إربيل، عاصمة كردستان، شمال العراق أكد الأطفال المحتجزون معارضتهم للتنظيم داعش، قائلين إنهم أجبروا على القتال أو تمت استمالتهم بإيديلوجيات متشددة، تحت وعود "الاستشهاد" ويقول محمود، وهو طفل في الثانية عشرة من عمره قضى 7 أشهر في التدريب لدى داعش، إنه تعرض لعقاب شديد حين حاول أن يغادر التنظيم المتطرف وعوقب بسجنه، وحرمانه من الطعام والشراب، إذ كان يقضي يومه كاملا دون أكل من شروق الشمس إلى غروبها، وفي اليوم الموالي، يجلب إليه السجانون قنينة ماء ويضيف "جاء عندي صديقي، وأطلعني على صور وقال لي: فلتأت معي، سيعطونك سلاحا وسيارة وزوجة، تعال معنا، فإن لديهم نساءً في الجنة " وأن متشددي داعش كانوا يبثون مقاطع فيديو للأطفال في أجهزة التلفزيون عن طريقة تنفيذ الهجمات الانتحارية، فضلا عن كيفية تفكيك الأسلحة وضرب سيارات مدرعة.
جدير بالذكر أن التنظيم الدموى "داعش" لايخفى قيامه بعمليات تجنيد الأطفال والأحداث في صفوف عناصره، وقد أظهرت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو معسكرات ما يسمّى "أشبال الخلافة" حيث يقوم التنظيم بإخضاع الأطفال لتدريبات قاسية وتعليهم على استخدام السلاح بمختلف أنواعه، ولكن تبقى المعلومات المتوفرة حول هذه الجانب مقتصرة على ما ينشره التنظيم، الأمر الذي دعى الناشط الميداني "أبو شام الرقّة" إلى كشف الستار عن كيفية ومراحل قيام التنظيم بتجنيد الأطفال بعد غسل أدمغتهم!.وشدد على ان هناك ظاهرة تنتشر في أنحاء مدينة الرقة ومناطقها التي يبسط التنظيم سيرته عليها، وهي مظاهر "تسليح الأطفال"، كالمسدسات والكلاشينكوف، والأحزمة الناسفة في بعض الأحيان، وتتنوّع أعمار الأطفال الذين يستهدفهم التنظيم في هذا الجانب بين العشر سنوات وما فوق .
ويشير الناشط الميداني إلى قيام التنظيم بإنشاء الخيم الدعوية في الساحات بالمدينة، حيث يقوم بتوزيع الهدايا والألعاب والحلوى على الأطفال الذين يحتشدون في المكان، ومن ثمّ يقوم بحثّهم على الجهاد والنفير مرفقاً ذلك بإذاعة الأغنيات الدعوية والحماسية التي عادة ما يستخدمها التنظيم في إصداراته المرئية ويطلق التنظيم على أولائك الأطفال "أشبال الخلافة، ويروي أبو شام ما شاهده خلال تواجده في إحدى الخيم الدعوية ويلفت إلى أن المسؤولين على هذه الخيم من المهاجرين، وتحديداً من الجنسيتين التونسية والجزائرية ومن مظاهر التجيش التي يقوم بها التنظيم، غرس عقول الأطفال بفكرة أنّ أبو بكر البغدادي هو مولاهم، وأنّهم من دونه لكانوا كفاراً مرتدين!، حيث يتم في تلك الخيم الدعوية غسل أدمغة الأطفال بشكل كامل، ليقوموا باستدراجهم بعد ذلك إلى المكاتب الدعوية، من أجل تقديم طلب انتساب لـ "دولة الإسلام" أو للمبايعة.
يلفت أبو شام إلى أنّ عمل المكاتب الدعوية يتطلّب إحضار صورة عن دفتر العائلة، وكذلك معرفة عمل والد الطفل أيام النظام أو خلال فترة سيطرة الجيش الحر على المدينة، بينما لا يشترط أبداً موافقة أهالي المنتسبين ولا يقام أي اعتبار لرفضهم انتساب أطفالهم وإنّ المسؤول الأول عن عملية تجنيد الأطفال هو أبو الحوراء العراقي ومعاونه أبو ذر التونسي، وبعد تقديم طلب الانتساب بثلاثة أيام تأتي الموافقة أو الرفض، عن طريق رسالة يسمى "بريد الدعوة"، الذي يوضع بشكل يومي أمام المكتب بأسماء الأشخاص الموافق عليهم أم لا."
وتقسم معسكرات الأطفال حسبما يقول أبو شام إلى قمسين:
الأول: يدعى المعسكر الشرعي ومدته الزمنية 15 يوماً، يتعلم خلاله الطفل كيفية الوضوء والصلاة وما هي المحرامات والمنكرات، وتوزع أجزاء من القرآن الكريم يجب على الطفل حفها.
أما الأطفال الذين لايعلمون القراءة والكتابة، فيخضعون لدورات مضاعفة تسمّى "فــك الأٌمية"، تقم داخل أحد المعسكرات بأحد سدود المناطق المسيطر عليها من قبل التنظيم (سد الفرات - سد البعث - سد تشرين).
القسم الثاني: ويسمّى المعسكر العسكري ومدّته الزمنية تمتد إلى شهر وعشرة أيام، يتمّ خلالها تعليم الأطفال فنون القتال والتعامل مع السلاح وقيادت المركبات وتجهيز العدة والعتاد للمقاتيلين، وبعد الانتهاء من المعسكرين، يقوم التنظيم بفرز الطفل حسب محافظته، ويفرز في أغلب الأوقات لجبهات القتال حسب الوضع الميداني على قول أحد عناصر التنظيم.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يتهم فيها تنظيم "داعش" بأنه يجند أطفالاً ويرسلهم لتنفيذ "تفجيرات انتحارية إرهابية"، فحسب إحصائيات رسمية عراقية هناك أكثر من 40 عملية انتحارية نفذها أطفال، ونشرت معلومات عن تجنيده أطفالاً سوريين وأطفالا من المغرب العربي وتدريبهم في معسكرات داخل سوريا، و كذلك جنّد أطفالاً في ليبيا وأفغانستان، لكن "داعش" مازال يتستر على ذلك بعدم إعلانه عن المنفذين عندما يكونون من الأطفال، وتؤكد المعلومة التي كشف عنها الرئيس أردوغان أن "داعش" ماض في جريمته بحق الأطفال، وتؤكد أيضاً أن المجتمعات التي تتعرض لإرهاب "داعش" ستكون أمام مخاطر غير مسبوقة، بوصول عمليات غسل العقول وزرع الفكر المتطرف، التي يقوم الدواعش، إلى عدد كبير من الأطفال والمراهقين، ليس في العراق وسوريا فقط بل في العديد من البلدان التي ينشط فيها أنصار "داعش".
وتلك المخاطر مرشحة للتصاعد، على ضوء الخسائر الكبيرة التي لحقت بمقاتلي "داعش"، فتنظيم "داعش" نشر عشرات الفيديوهات تظهر قيام عناصره بتدريب أطفال على استخدام الأسلحة في مدينة الرقة السورية، وغيرها من المدن والمناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، والعمل على تسميم عقولهم بالفكر التكفيري المتطرف، والتعامل معهم كمخزون لتنفيذ المزيد من عملياته الإرهابية، وللتعويض عن تراجع أعداد مقاتليه المجندين الجدد في صفوفه من فئة الشباب كما أن نصف الضحايا الذين قضوا في العملية الإرهابية الأخيرة، في غازي عنتاب، هم من الأطفال، صورة غاية في الوحشية، طفل يقتل أطفالاً بدم بارد، في تشويه لأبسط القيم الإنسانية، بانتهاك براءة الأطفال وحقوقهم، وتحويلهم إلى أدوات قتل، وجعل القتل جزءاً من حياتهم اليومية، ضمن إستراتيجية يعتمدها تنظيم "داعش"
ويشار إلى أن مصادر قبلية في العراق، في محافظتي نينوى والأنبار، كشفت، في شباط (فبراير) 2015، عن أن تنظيم "داعش" أطلق حملة واسعة لتجنيد الأطفال، في المرحة العمرية ما بين 13- 17 عاماً، وأوضحت تلك المصادر حينها أن "داعش" عمل على إغراء الأطفال بالمال والهدايا، للالتحاق بدوراته للتدريب، وفي الوقت عينه قاموا الدواعش بترهيب أسر أولئك الأطفال. وأضافت المصادر أن خطة "داعش" تقوم عل إرسال الأطفال بعد انتهاء دوراتهم التدريبية لتنفيذ عمليات انتحارية، أو تركهم ينضجون لمرحلة مستقبلية، أو زرعهم كخلايا نائمة، تهدد بظهور جيل من الدواعش في المستقبل، أكثر تطرفاً ودموية من الجيل الحالي.
وكشف تقرير صدر عن منظمة الأمم المتحدة، في كانون الثاني (يناير) 2016، أن ما بين 800- 900 طفل، على أيدي تنظيم "داعش" في مدينة الموصل العراقية، في سنة 2015 وحدها، وجرى تقسيم الأطفال إلى مجموعتين: الأولى، لأطفال تتراوح أعمارهم بين خمس و10 سنوات. ووضع هؤلاء في مخيمات لتلقي (تكوين ديني). والمجموعة الثانية، للأطفال بين الـ10 و15 سنة. واقتيد أصحابها إلى مخيمات تدريب عسكرية، في معسكري "العزة" و"الغزلاني" جنوب الموصل كما يستغل "داعش" وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد الأطفال والمراهقين، واستطاع تحقيق اختراقات كبيرة في هذا المجال. وللتنظيم العديد من المدونات باللغة العربية والعديد من اللغات الأخرى، مثل الإنجليزية والفرنسية على سبيل المثال لا الحصر، ويلجأ أفراد "داعش" إلى استخدام "فيسبوك" و"تويتر" وغيرهما لتبادل المعلومات، وتدبير هجمات إرهابية والإيعاز بتنفيذها، والتنسيق بين أفراد المجموعات التي تنفذها.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان داعش لن تتوقف عن إستغلال الإطفال بشكل مستمر من أجل تحقيق أهدافها الدموية وستكشف الإيام عن المزيد والمزيد من هذا الإستغلال الدموى الذى لن ينتهي حتى مع انحصار التنظيم جغرافيا .