«المرجع» يكشف كواليس طرد مصطفى العدوي على يد شيخه في اليمن

الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:26 م
طباعة «المرجع» يكشف كواليس عبدالهادي ربيع
 
يُصنف السلفيون -على مختلف توجهاتهم- مصطفى العدوي على أنه أبرز الدعاة وأفقههم، وأعلمهم في علم الحديث، فيتيحون له شاشات قنواتهم الفضائية، ويعقدون له المؤتمرات، ويخصصون له منابر مساجدهم، باعتباره «البقية الباقية والنفحة الجارية من السلف الصالح»، حسب وصف بعض قادتهم له.

جاءت هذه المكانة التي حظي بها العدوي في قلوب السلفيين من خلال تلمذته على يد مشايخ التيار السلفي في العصر الحديث، أبرزهم مقبل بن هادي الوادعي اليمني، الذي لازمه طويلًا، إلا أن كثيرًا من السلفيين يتجاهلون -أو ربما لا يعلمون- أن الوادعي نفسه قد طرد شيخهم ورمزهم من مجلسه، بل تراجع عن ذكر اسمه في جملة تلاميذه، ضمن ترجمته الشخصية، ولمعرفة أسباب ذلك رصد «المرجع» كواليس الواقعة وتفاصيلها كاملة.

بداية من هو مقبل بن هادي الوادعي؟
ولد الوادعي في قرية دماج التابعة لمحافظة صعدة باليمن، ولم يؤرخ ميلاده على وجه التحديد؛ لأنه نشأ في بيئة أمِّية ولكن يعتقد أنه ولد في حدود عام 1937، وقد نشأ يتيم الأبوين، فقد مات أبوه وهو صغير، وماتت أمه قبل بلوغه سن الشباب، ويعد أحد أبرز دعاة السلفية في اليمن، وقد أسس دار الحديث بمحافظة صعدة، التي تخرج فيها عدد من كبار علماء التيار السلفي في اليمن والعالم الإسلامي.

وعن واقعة طرد الوادعي لرمز السلفيين مصطفى العدوي، فلا تبدأ الحكاية من مقبل الوادعي نفسه، بل من شيخه ناصر الألباني، الذي وجه اللوم الشديد لتلميذه الوادعي في سلسلته الصحيحة تحديدًا بما يتعلق بالحديث 3139؛ قائلًا: «كَيْفَ يَحُضُّ هذا (يقصد الوادعي) وأمْثَالَه من النَّاشئين مثل العَدَوي، والمُؤذن، ونحوهما، على أنْ يَتَسَلَّقُوا سُلَّم النَّقْدِ في هذا العِلْمِ؛ وهُمْ بَعْدُ في أوَّلِ الطَّريق؟! وأنْ يُشْغِلُونا عَمَّا نَحْنُ في صَدَدِهِ مِنْ خِدْمَةِ كُتُبِ السُّنَّة بالرَّدِّ على أمثالهم، ولو بِقَدْرٍ ضَئِيلٍ من الوقت؟!».

خرج هذا اللوم من الألباني ردًّا على نقد صارخ وهجوم شرس تعرض له من قبل مصطفى العدوي، اعتراضًا على تعليق الألباني على درجات بعض الأحاديث؛ إذ اتهم العدوي الألباني بـ«التساهل»، في تصحيح بعض الأحاديث دون الالتزام بضوابط هذا العلم! وهو ما دفع الوادعي لطرد العدوي من مجلسه، إضافة إلى تحريضه لتلاميذه -مثل أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين- على مهاجمة العدوي، بل ألف في ذلك كتابين؛ أولهما جاء بعنوان طويل هو: «الانتصار للحق وأهل العلم الكبار.. الرد على من رمى الشيخ الألباني بالتساهل»، والكتاب الثانى حمل عنوانًا أقصر من سابقه: «التفنيد لكتاب الترشيد» وأيضًا في سياق تعزيز الردّ على مصطفى العدوي ورد نقد الأخير للألباني.

«هو من المبتدعة وذلك لمجالسته التيار السلفي الحزبي، ومن يؤمنون بالفكر القطبي»، بهذه العبارات المحتدة تناول الوادعي تلميذه مصطفى العدوي، وأكمل نقده بأن العدوي يثني على من يؤمن بالحزبية والديمقراطية، أمثال محمد بن عبدالمقصود، ومحمد حسان و«أبوإسحق الحويني».

هذا التوصيف نقلته زوجة الوادعي في كتاب ألفته خصيصًا لهذا الغرض، وحمل عنوان: «الرحلة الأخيرة لإمام الجزيرة» تناولت فيه مصطفى العدوي قائلة في الصفحة 32: «أما زائرو الشيخ مقبل من الحزبيين والمبتدعة ومن في قلبه دخن، وهم كثيرون أيضًا ولكن منهم: سعد البريك ومصطفى بن العدوي».

يُشار إلى أن مصطفى العدوي من مواليد قرية منية سمنود التابعة لمحافظة الدقهلية، تخرج في كلية الهندسة قسم الميكانيكاعام 1977، ارتحل إلى اليمن عام 1980م فحضر دروس الشيخ مقبل بن هادي الوادعي عامين إلى أن طرده الشيخ من مجلسه فعاد إلى مصر وأنشأ مسجدًا صغيرًا بدأ التدريس فيه، وبدأت رحلته إلى عالم التيار السلفي، من خلال أصدقائه من مؤسسي هذا التيار.

شارك