إخوان تونس والمغرب يضاربون بالدين في بورصة السياسة
السبت 11/أغسطس/2018 - 09:41 ص
طباعة
حور سامح
ما بين نشأة جماعة الإخوان في مصر عام 1928، حتى حظرها بحكم القانون المصري وتصنيفها كجماعة إرهابية في 25 ديسمبر 2013، عقود من الزمن استطاعت فيه الجماعة أن تنتشر كالسرطان في جسد الوطن العربي، بل امتد توغلها إلى بعض الدول الأوروبية أيضًا.
لعب قسم الاتصال بالعالم الخارجي، (تأسس عام 1944 داخل الجماعة)، دورًا كبيرًا في التواصل الدائم مع شباب الجامعات في مصر وخارجها، وجعل من الشباب المغتربين في مصر نقطة الوصل بين الجماعة والتنظيم، وهو ما أدى في الأخير إلى انتشار الإخوان السرطاني على نطاق واسع، بل وإنشاء تنظيم دولي يجمع بين الإخوان في جميع الأقطار العربية والأوروبية، وعادة ما كان يجمع بين القادة على المستوى العربي والعالمي في اجتماعات كانت تشغل الرأي العام.
ومن الواضح أن الإخوان يسيرون على خُطى حسن البنا، الذي قال في رسالته «الإخوان تحت راية القرآن»: «لسنا حزبًا سياسيًّا، وإن كانت السياسة على قواعد الإسلام من صميم فكرتنا، ولسنا جمعية خيرية إصلاحية، وإن كان عمل الخير والإصلاح من أعظم مقاصدنا، ولسنا فِرقًا رياضية، وإن كانت الرياضة البدنية والروحية من أهم وسائلنا، لسنا شيئًا من هذه التشكيلات»؛ ليعود ويعرّف جماعة الإخوان المسلمين بأنها: «دعوةٌ سلفية، وطريقةٌ سُنية، وحقيقةٌ صوفية، وهيئةٌ سياسية، وجماعةٌ رياضية، ورابطةٌ علمية وثقافية، وشركةٌ اقتصادية، وفكرةٌ اجتماعية».
وبالتالي من الصعب جعل جماعة الإخوان حزبًا سياسيًّا ليبراليًّا لا يمت للإسلام بصلة، فالإخوان طوال 90 عامًا، تندرج تحت مسمى جمعية إسلامية، تجمع بين الدعوة -على حد تعبير مؤسسها- والسياسة، قتلت عددًا من المفكرين -في تسعينيات القرن العشرين- بسبب دعواتهم للفصل بين الدين والسياسة.
ليخرج الإخوان في عدد من الدول العربية بعد الأزمات التي يواجهها الإخوان في مصر وتصنيفها بالإرهابية في دول الرباعي (مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين)، للفصل بين الدين والسياسية والانفصال عن التنظيم الدولي، حتى لا يقضي على مطامعها في السلطة، وتراجع الإسلاميين في فترة 2013 في تونس والجزائر والمغرب.
تشهد دول المغرب العربي البروز الواضح حاليًّا لجماعات الإخوان، والتي تنتهج نهجًا واحدًا هو الفصل بين الدين والسياسة، بدأت بحركة النهضة في تونس، فيقول راشد الغنوشي في المؤتمر العاشر للحركة، كلمة لخَّص فيها تطوُّر حركة النهضة في 3 مراحل متعاقبة: «تطورت حركة النهضة منذ السبعينيات إلى اليوم من حركة تخوض معركة من أجل الهوية إلى حركة احتجاجية شاملة تدعو إلى الديمقراطية، إلى حزب ديمقراطي وطني مسلم متفرغ للعمل السياسي»، وبالرغم من وصف راشد الغنوشي للحركة بأنها حركة سياسية، فإنه لم يتردد في وصف الجماعة بأنها «حزب ديمقراطي مسلم»، وبالتالي هو لم يبتعد كثيرًا عن وصف حسن البنا، ولكن اللعب بالألفاظ والخروج من عباءة الجماعة حتى لا تتراجع الحركة وتفشل كما حدث في انتخابات 2014، والتي شهدت تراجع النهضة بشكل كبير، وقضى على حلمها في التمكين بسبب تراجع شعبية الإخوان.
وعلى الرغم من محاولة إثبات حركة النهضة ابتعادها عن الدين، فإنها لم تتخلَّ يومًا عن المتاجرة بالدين والمضاربة به في بورصة السياسة، ومن الواضح أن هذه التغييرات في بنية الحركة وفي فكرها لا تُمثل نقلة مفاجئة أو كبيرة في مسار تطورها، ولا تعني أيضًا علمانية بنية الحركة أو أفكارها؛ بل هي كما وصفها الغنوشي محض «تخصص وظيفي»، بينما بالنسبة للجانب الفكري، فالغنوشي قد هاجم المتطرفين العلمانيين في تونس، زاعمًا أن للدين دورًا مهمًّا؛ لأن «قيم الإسلام محركةٌ للتنمية والحث على العمل والبذل، والصدق والنزاهة، ونظافة اليد، وقوة دفع في حربنا على الدواعش والتكفيريين ومساندة جهد الدولة في التنمية».
لم يتوقف المشهد والتصرف في تونس فقط، بل انتقل للمغرب، ففي المؤتمر السادس لحركة التوحيد والإصلاح، أعلنت الانفصال التام عن حزب العدالة والتنمية، بعد أن كانت هي والحزب تُمثل كيانًا واحدًا، «الإخوان في المغرب»، وكانت تحمل نفس القيادات لفترة طويلة من الزمن، وكانت المجلة الدعوية للحركة هي الناطق السياسي باسم الحزب، بل كان أعضاء في الحكومة يُمثلون واجهة دعوية للحركة، ليبقى الإخوان في جميع الأنحاء ينتهجون نفس الفكر والطريقة، حتى في فكرة الفصل بين الدين والسياسية، كنوع من أنواع التحايل حتى لا تخسر رصيدها ويقلل من فرصها السياسية على الساحة.
وبالتالي بالرغم من إعلان الإخوان في المغرب العربي الانفصال عن التنظيم الدولي للجماعة، فإنها لم تتخلَّ عن أفكار الإخوان، ومازالوا يرتبطون بشكل أو بآخر بفكر الإخوان، سواء في مناهج التربية الخاصة، أو بفكر حسن البنا وسيد قطب.
لعب قسم الاتصال بالعالم الخارجي، (تأسس عام 1944 داخل الجماعة)، دورًا كبيرًا في التواصل الدائم مع شباب الجامعات في مصر وخارجها، وجعل من الشباب المغتربين في مصر نقطة الوصل بين الجماعة والتنظيم، وهو ما أدى في الأخير إلى انتشار الإخوان السرطاني على نطاق واسع، بل وإنشاء تنظيم دولي يجمع بين الإخوان في جميع الأقطار العربية والأوروبية، وعادة ما كان يجمع بين القادة على المستوى العربي والعالمي في اجتماعات كانت تشغل الرأي العام.
ومن الواضح أن الإخوان يسيرون على خُطى حسن البنا، الذي قال في رسالته «الإخوان تحت راية القرآن»: «لسنا حزبًا سياسيًّا، وإن كانت السياسة على قواعد الإسلام من صميم فكرتنا، ولسنا جمعية خيرية إصلاحية، وإن كان عمل الخير والإصلاح من أعظم مقاصدنا، ولسنا فِرقًا رياضية، وإن كانت الرياضة البدنية والروحية من أهم وسائلنا، لسنا شيئًا من هذه التشكيلات»؛ ليعود ويعرّف جماعة الإخوان المسلمين بأنها: «دعوةٌ سلفية، وطريقةٌ سُنية، وحقيقةٌ صوفية، وهيئةٌ سياسية، وجماعةٌ رياضية، ورابطةٌ علمية وثقافية، وشركةٌ اقتصادية، وفكرةٌ اجتماعية».
وبالتالي من الصعب جعل جماعة الإخوان حزبًا سياسيًّا ليبراليًّا لا يمت للإسلام بصلة، فالإخوان طوال 90 عامًا، تندرج تحت مسمى جمعية إسلامية، تجمع بين الدعوة -على حد تعبير مؤسسها- والسياسة، قتلت عددًا من المفكرين -في تسعينيات القرن العشرين- بسبب دعواتهم للفصل بين الدين والسياسة.
ليخرج الإخوان في عدد من الدول العربية بعد الأزمات التي يواجهها الإخوان في مصر وتصنيفها بالإرهابية في دول الرباعي (مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين)، للفصل بين الدين والسياسية والانفصال عن التنظيم الدولي، حتى لا يقضي على مطامعها في السلطة، وتراجع الإسلاميين في فترة 2013 في تونس والجزائر والمغرب.
تشهد دول المغرب العربي البروز الواضح حاليًّا لجماعات الإخوان، والتي تنتهج نهجًا واحدًا هو الفصل بين الدين والسياسة، بدأت بحركة النهضة في تونس، فيقول راشد الغنوشي في المؤتمر العاشر للحركة، كلمة لخَّص فيها تطوُّر حركة النهضة في 3 مراحل متعاقبة: «تطورت حركة النهضة منذ السبعينيات إلى اليوم من حركة تخوض معركة من أجل الهوية إلى حركة احتجاجية شاملة تدعو إلى الديمقراطية، إلى حزب ديمقراطي وطني مسلم متفرغ للعمل السياسي»، وبالرغم من وصف راشد الغنوشي للحركة بأنها حركة سياسية، فإنه لم يتردد في وصف الجماعة بأنها «حزب ديمقراطي مسلم»، وبالتالي هو لم يبتعد كثيرًا عن وصف حسن البنا، ولكن اللعب بالألفاظ والخروج من عباءة الجماعة حتى لا تتراجع الحركة وتفشل كما حدث في انتخابات 2014، والتي شهدت تراجع النهضة بشكل كبير، وقضى على حلمها في التمكين بسبب تراجع شعبية الإخوان.
وعلى الرغم من محاولة إثبات حركة النهضة ابتعادها عن الدين، فإنها لم تتخلَّ يومًا عن المتاجرة بالدين والمضاربة به في بورصة السياسة، ومن الواضح أن هذه التغييرات في بنية الحركة وفي فكرها لا تُمثل نقلة مفاجئة أو كبيرة في مسار تطورها، ولا تعني أيضًا علمانية بنية الحركة أو أفكارها؛ بل هي كما وصفها الغنوشي محض «تخصص وظيفي»، بينما بالنسبة للجانب الفكري، فالغنوشي قد هاجم المتطرفين العلمانيين في تونس، زاعمًا أن للدين دورًا مهمًّا؛ لأن «قيم الإسلام محركةٌ للتنمية والحث على العمل والبذل، والصدق والنزاهة، ونظافة اليد، وقوة دفع في حربنا على الدواعش والتكفيريين ومساندة جهد الدولة في التنمية».
لم يتوقف المشهد والتصرف في تونس فقط، بل انتقل للمغرب، ففي المؤتمر السادس لحركة التوحيد والإصلاح، أعلنت الانفصال التام عن حزب العدالة والتنمية، بعد أن كانت هي والحزب تُمثل كيانًا واحدًا، «الإخوان في المغرب»، وكانت تحمل نفس القيادات لفترة طويلة من الزمن، وكانت المجلة الدعوية للحركة هي الناطق السياسي باسم الحزب، بل كان أعضاء في الحكومة يُمثلون واجهة دعوية للحركة، ليبقى الإخوان في جميع الأنحاء ينتهجون نفس الفكر والطريقة، حتى في فكرة الفصل بين الدين والسياسية، كنوع من أنواع التحايل حتى لا تخسر رصيدها ويقلل من فرصها السياسية على الساحة.
وبالتالي بالرغم من إعلان الإخوان في المغرب العربي الانفصال عن التنظيم الدولي للجماعة، فإنها لم تتخلَّ عن أفكار الإخوان، ومازالوا يرتبطون بشكل أو بآخر بفكر الإخوان، سواء في مناهج التربية الخاصة، أو بفكر حسن البنا وسيد قطب.