الطاعة العمياء والولاء المقدس.. «البيعة» في عرف الجماعات الإرهابية
الخميس 23/أغسطس/2018 - 09:18 ص
طباعة
محمود رشدي
مفهوم البيعة من المفاهيم الأساسية لدى الجماعات المتطرفة، والتي لا تكتمل بدونها عضوية الفرد الساعي للانتماء لإحدى الجماعات، وهو إقرار منه بالاعتراف بأفكار ومنطلقات الجماعة الفكرية؛ إقرارُ يستند إلى الطاعة العمياء لقياداتها في كل أوامرها.
«البيعة» لدى تلك الجماعات تعني تكفير الأنظمة الحالية بآلياتها الديمقراطية، ورفض الاندماج داخل العملية السياسية بها، وهذا يعني أنها تلغي جميع مظاهر الدولة المدنية الحديثة ومن ضمنها الدساتير، والتي تتخذ الإسلام - وتستند هنا على فهمها الخاطئ للإسلام- مصدرًا رئيسيًّا في التشريع ونظم الحياة، وهذا النوع من البيعة يحرض على القتل، ويدفع الكثير من الشباب إلى تبني العمل السري في التنظيمات الجهادية.
وتعتمد التنظيمات الإرهابية في علاقتها الداخلية على العامل الولائي المعلن، إذ يشترط للدخول إلى عالمها السري، أن يقبل الشخص المستقطب حديثًا، أو الجماعة الراغبة في الانتماء، وأن يصرّح بذلك بإعلان البيعة.
والبيعة عند الجماعات المتطرفة هي طاعة عمياء لأمراء مجهولين يعيشون في السراديب، وأوامر تصدر لتنفذ، بالقتل وسفك الدماء، والتفجير والتكفير، وعمل يتم من خلال خلايا عنقودية، يقود كلًا منها أمير، والجميع ملزم بطاعته، وهو ينفذ أوامر غيره، وتحركات تتم كلها في الظلام، حيث تولي بيعة الجماعة لأميرها كل الصلاحيات له ويفتقد الأشخاص ولاءهم للوطن .
والعلاقة التي تنشأ من خلال البيعة بين القائد والمستقطب الجديد الذي بايعه تعبّر عن تحول فكري وتنظيمي للشخص، فعلى المستوى الفكري يتحوّل الشخص من شخص عادي متعاطف أو متأثّر بمنطلقات وأهداف الجماعة وفكرها العنيف إلى إرهابي حامل لقناعة كبرى وعلى استعداد لتنفيذ الأوامر كافة التي تلقى على عاتقه، أمّا على المستوى التنظيمي فإنّها تعبّر عن تأسيس علاقة بين شخص وتنظيم يصبح بموجبها تابعًا تبعية مطلقة لذلك التنظيم، مقدمًا ولاءه للجماعة على أية ولاءات أخري سواء أسرية أو قومية.
استقت تلك الجماعات «البيعة» من نشأة هذا المفهوم لأول مرة في عهد الرسول (محمد صلى الله عليه وسلم)، عندما بايعه أنصاره على الإسلام، وتعهدوا أن يتجنبوا الشرك والزنا والسرقة والقتل، واستدعت الجماعات المفهوم ـ بشكل مغايرـــ لاستخدامه في سياق آخر مخالف، يحض الأفراد على القتل والإرهاب وترويع المواطنين.
وتعتبر جماعة الإخوان، أولي الجماعات المطبقة للبيعة، وهو ما أورده حسن البنا_ مؤسس الجماعة 1928- في كتابه «رسائل التعاليم»، مستطرقًا في عناصر البيعة إلى أنها ترتكز على: «التضحية، الطاعة، الثقة، التجرد، الإخوة، الجهاد، والعمل».
ويري «البنا» أن الهدف الأسمى للجماعة هو أستاذية العالم- حكم العالم- الذي لا يتحقق إلا بالجهاد، والقاعدة الأولي للانطلاق لأستاذية العالم تبدأ من «بيعة» الأفراد للجماعة، تلك البيعة التي تتجاوز الولاء القومي والحدود الجغرافية، حيث يتعهد العضو بموجب البيعة بتقديم مصلحة الجماعة كما تقدرها وتقررها القيادة على مصلحته الشخصية ومصلحة أسرته.
تطور مفهوم «البيعة» على يد تنظيم «داعش» الارهابي، فأصبح «إلكترونيًا» لسهولة انضمام الأفراد إليه من مختلف أنحاء العالم، وكذلك الجماعات الإرهابية التي تريد مبايعته والانضمام تحت لوائه.
فنري نموذج «البيعة الإلكترونية» من خلال المتطرفين الأوروبيين الذين انضموا إلى «داعش» في العراق وسوريا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، كذلك استخدمت ذلك المفهوم جماعات متطرفة في شمال وغربي أفريقيا كجماعة «بوكو حرام« و«المرابطون» عند إعلان انضمامها إلى «داعش».
«البيعة» لدى تلك الجماعات تعني تكفير الأنظمة الحالية بآلياتها الديمقراطية، ورفض الاندماج داخل العملية السياسية بها، وهذا يعني أنها تلغي جميع مظاهر الدولة المدنية الحديثة ومن ضمنها الدساتير، والتي تتخذ الإسلام - وتستند هنا على فهمها الخاطئ للإسلام- مصدرًا رئيسيًّا في التشريع ونظم الحياة، وهذا النوع من البيعة يحرض على القتل، ويدفع الكثير من الشباب إلى تبني العمل السري في التنظيمات الجهادية.
وتعتمد التنظيمات الإرهابية في علاقتها الداخلية على العامل الولائي المعلن، إذ يشترط للدخول إلى عالمها السري، أن يقبل الشخص المستقطب حديثًا، أو الجماعة الراغبة في الانتماء، وأن يصرّح بذلك بإعلان البيعة.
والبيعة عند الجماعات المتطرفة هي طاعة عمياء لأمراء مجهولين يعيشون في السراديب، وأوامر تصدر لتنفذ، بالقتل وسفك الدماء، والتفجير والتكفير، وعمل يتم من خلال خلايا عنقودية، يقود كلًا منها أمير، والجميع ملزم بطاعته، وهو ينفذ أوامر غيره، وتحركات تتم كلها في الظلام، حيث تولي بيعة الجماعة لأميرها كل الصلاحيات له ويفتقد الأشخاص ولاءهم للوطن .
والعلاقة التي تنشأ من خلال البيعة بين القائد والمستقطب الجديد الذي بايعه تعبّر عن تحول فكري وتنظيمي للشخص، فعلى المستوى الفكري يتحوّل الشخص من شخص عادي متعاطف أو متأثّر بمنطلقات وأهداف الجماعة وفكرها العنيف إلى إرهابي حامل لقناعة كبرى وعلى استعداد لتنفيذ الأوامر كافة التي تلقى على عاتقه، أمّا على المستوى التنظيمي فإنّها تعبّر عن تأسيس علاقة بين شخص وتنظيم يصبح بموجبها تابعًا تبعية مطلقة لذلك التنظيم، مقدمًا ولاءه للجماعة على أية ولاءات أخري سواء أسرية أو قومية.
استقت تلك الجماعات «البيعة» من نشأة هذا المفهوم لأول مرة في عهد الرسول (محمد صلى الله عليه وسلم)، عندما بايعه أنصاره على الإسلام، وتعهدوا أن يتجنبوا الشرك والزنا والسرقة والقتل، واستدعت الجماعات المفهوم ـ بشكل مغايرـــ لاستخدامه في سياق آخر مخالف، يحض الأفراد على القتل والإرهاب وترويع المواطنين.
وتعتبر جماعة الإخوان، أولي الجماعات المطبقة للبيعة، وهو ما أورده حسن البنا_ مؤسس الجماعة 1928- في كتابه «رسائل التعاليم»، مستطرقًا في عناصر البيعة إلى أنها ترتكز على: «التضحية، الطاعة، الثقة، التجرد، الإخوة، الجهاد، والعمل».
ويري «البنا» أن الهدف الأسمى للجماعة هو أستاذية العالم- حكم العالم- الذي لا يتحقق إلا بالجهاد، والقاعدة الأولي للانطلاق لأستاذية العالم تبدأ من «بيعة» الأفراد للجماعة، تلك البيعة التي تتجاوز الولاء القومي والحدود الجغرافية، حيث يتعهد العضو بموجب البيعة بتقديم مصلحة الجماعة كما تقدرها وتقررها القيادة على مصلحته الشخصية ومصلحة أسرته.
تطور مفهوم «البيعة» على يد تنظيم «داعش» الارهابي، فأصبح «إلكترونيًا» لسهولة انضمام الأفراد إليه من مختلف أنحاء العالم، وكذلك الجماعات الإرهابية التي تريد مبايعته والانضمام تحت لوائه.
فنري نموذج «البيعة الإلكترونية» من خلال المتطرفين الأوروبيين الذين انضموا إلى «داعش» في العراق وسوريا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، كذلك استخدمت ذلك المفهوم جماعات متطرفة في شمال وغربي أفريقيا كجماعة «بوكو حرام« و«المرابطون» عند إعلان انضمامها إلى «داعش».