من كهوف «التكفير والهجرة» إلى سراديب «قم» 2-2
السبت 25/أغسطس/2018 - 03:34 م
طباعة
صلاح الدين حسن
يمضي الوقت مع الرجل، وانطباع ما يلازمني.. ربما لم تختلف خصائصه الفكرية كثيرًا عن بدايته في «التكفير والهجرة»، وبعدما تجاوز الــ60 من عمره الآن.. بحث عن الخلاص قديما ومازال يبحث عنه حتى الآن.
يقول الشيخ محمد عطية، وهو متحمس للغاية: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء»، «سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه...».
يكمل: لم تكن مكة منكرة لوجود الله، بل كانت مهدًا للديانات السماوية، والديانة الإبراهيمية، والعيسوية، والموسوية، لكنهم انحرفوا، وأسسوا لنظام حاكمية البشر بديلًا عن حاكمية الله، وقتلوا خلفاء الله.
فجاء الآن أول الأئمة المهديين الاثني عشر وهو الآن الإمام أحمد الحسن، الذي هو محور التقاء جميع الأديان السماوية، إن جميع الملل اتفقوا عليه، سواء أكان الملة الإسلامية أم الملة اليهودية، أم المسيحية، إنه المُخَلّص والمُنقذ في هذا الزمان.
إن بمجيئه يبدأ العد التنازلي لدولة الظلم والطغيان، ويبدأ العد التصاعدي لدولة العدل والإيمان الموعود بها في القرآن، «ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم الأئمة ونجعلهم الوارثين».
إن كل من ينكره كافر، هكذا يقول حتى الاثني عشرية: «إن الاثني عشرية يعترضون على هذه الرواية وهو نفس اعتراض اليهود على المسيح عيسى بن مريم، هي علاقة بين المكلفين وخليفة الله، وهي سنة الله، والفرقة الناجية هي من تعتصم بإمام زمانها في زمانها، وهم ينكرونه إذن هم يكفرون به، هي سنة الله أخي، وما آمن معه إلا قليل، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظن، وإن كثيرًا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم».
للمزيد: من كهوف «التكفير والهجرة» إلى سراديب «قم» (1-2)
في عالم الرؤى
لم ألتقِ أحمد الحسن مباشرة لكني رأيته في عالم الرؤية، وصارت بيني وبينه حوارات، وأراني الله خاتم النبوة في ظهره... يتحدث «عطية» كثيرًا عن عالم الرؤية، بينما خصوم «الحسن» من الشيعة يتهمونه بأنه يستخدم السحر، في وصوله لضعاف النفوس والعقيدة، عبر الأحلام الشيطانية!.
ومع ذلك يعود «عطية» ليؤكد على أنه رآه مرةً في الحج، وذلك بعد أن آمن به فيقول: كان أطول من في الطواف، يرتدي الجلباب والطاقية المصرية، كان يقرأ دعاءً طويلًا يبدأ بــ«اسمه دواء وذكره شفاء»، كان يقرأ هذا الدعاء الطويل عن ظهر قلب، وبصوت جميل.
فعزمت أن أتعرفَ عليه، فقد عرفت أنهم شيعة، وكنت وصلت باب الرجاء، وهو الجدار المقابل للكعبة مباشرةً، كان أسمر قمحيًّا، وعيناه غائرتان، وحاجباه مشرقان، فعندما نظرت إليه كأني نظرت إلى السماء، فرمقني بطرف عينه، فنزلت علي نظرته كالسهم، فلم أستطع أن أرفع إليه طرفي مطلقًا، فوضعت وجهي في الأرض وسرت لأكمل الطواف.
يقول «عطية»: أسرته في البصرة يعرف عنها الجود والكرم، فهو ابن السيد إسماعيل بن السيد صالح بن السيد الحسين بن السيد سلمان بن الإمام محمد بن الحسن العسكري، بينما يقول خصومه على شبكة الإنترنت: إنه ليس كذلك، بل إن عائلته كانت تنتمي إلى حزب البعث، وأخويه كانا ضابطين في أجهزة أمن صدام حسين.
بدأت دعوته في نهاية عام 1999م، ظلّت سرًّا سنتين، هو مواليد البصرة، وبدأت دعوته في النجف الأشرف.
هو لم يدرس في الحوزات بل ذهب إلى هناك بأمر أبيه الإمام الثاني عشر عليه السلام، ودرس العلوم الشرعية عن طريق أبيه محمد بن الحسن العسكري.
يكمل «عطية»: جمعت خطاباته وكتبه فوجدت هذا الرجل غير عادي، وكنت على اتصال بكثير من المجتهدين في قم، وناقشتهم فكريًّا، وأعرف مستوياتهم، فقابلت الصادق الشيرازي، ووحيد الخرساني، وأعرف مستواهم الفكري، فلما قرأت له لم أجد له نظيرًا ممن جلست معهم، وهو موجود في الوصية، فسلمت له، وآمنت.
يتابع أنه حجة إلهية في علمه، فلم أقرأ لأحد كلامًا شبيهًا له، وتتوافر فيه الصفات التي بها نعرف خليفة الله، هو قانون نعرفه به وضعه الله، أول باب هو الوصية، والباب الثاني هو العلم والحكمة، والباب الثالث هي الصفات الشخصية، أنه أسمر طويل، عريض ما بين المنكبين، غائر العينين، مشرق الحاجبين، في رأسه حداث، في خده أثر، والروايات وصفته بالتفصيل، وكذا كل من يأتي بعده له وصف، يختلف عن سابقه تمامًا لكن الوصف الأول ينطبق على أحمد الحسن اليماني.
لم يكن العلماء الأوائل يعرفون عنها شيئًا، مع أن الوصية كانت موجودة في كتبهم وكانت في كتاب الطوسي.
«ثم يكون من بعد ذلك اثني عشر مهديًّا» وبمجيء أحمد الحسن انتهت غيبة المهدي، حتى يأتي بعد ذلك ليحكم العالم ويملؤها عدلًا.
ومهمته الآن هي تبليغ الــ27 حرفًا من العلم، ظهر منهم للبشرية الآن حرفان، ويظل 25 لا تعرف عنها البشرية شيئًا، ثم بعد ذلك يجمع 10 آلاف يقوم بمواجهة الظالمين بهم، ثم يزفهم الإمامة لأبيه المهدي كما تزف العروس لذويها، ويمكن لأبيه من حكم العالم كله، وبعد استشهاد أبيه يعطيه أبوه سر الإمامة الإلهية فهناك سر بين الإمام وربه، به يتم الاتصال بين العوالم الإلهية والعوالم السفلية.
إنه ولد في حياة أبيه، ولابد أن يتربى على يد أبيه، ويُمهدَ له، وبعد أن يحكم العالم كله يسلم المواريث لابنه أحمد الحسن، ويسير هو الخليفة لله، ويحكم ما شاء الله له أن يحكم، وقبل استشهاده يسلم لابنه المواريث الإلهية، حتى آخر مهدي، الذي هو الحجة الرابع والعشرين بعد رسول الله، ويكون آخر خليفة للعالم الإسلامي السفلي الذي نعيش فيه، ثم يكون بعد ذلك زمان الرجعة، ويبقى من جحدوا وأنكروا خلفاء الله (إن جهنم لمحيطة بالكافرين)، أم من اختاره فيصعد لعوالم الملكوت في الجنان.
العداء الكوني
إن جورج بوش عندما جاء للعراق جاء ليقضي على الإمام أحمد الحسن؛ لأنهم عندهم في سفر دانيال أن الذي سيقضي على الإمبراطورية الأمريكية، هو الرجل العربي الأسمر الغاضب الوفي.. يتصور «عطية» أن العالم بأجمعه يكيد بإمامه.. يدعي «عطية» أن مهديّه مذكور في التوراة والإنجيل.
ويعتقد أن الأعداء الذين يملكون التكنولوجيا العالية لم يستطيعوا التقاط صورة له، وعندما هجمت قوات المالكي على أنصاره في العراق، لم يتمكنوا من القبض عليه، وأرادوا صورة له من أجل أن ينشروها بين الناس للتعرف عليه، فلم يجدوا فبحثوا في الملفات له منذ أن كان في الابتدائي حتى تخرجه فيجدونها ممسوحة، فوضعوا صورة له وهي ليست صورته.
لا يجد «عطية» غضاضةً في تتشبيه مهديّه بأنبياء الله الذين أنكروهم أتباعهم، وكفروا بهم، ويقول: لقد كانت هناك مناظرة، بين راهبة يهودية تُدعى ريتا جور والسيد أحمد الحسن في هذا الأمر، ولم يستطيعوا أن ينكروا وجوده في التوراة والإنجيل، وأثبت لها نفسه.
ويتحدث عن شكل العلاقة بينه وبين الحسن، قائلًا: هناك علاقة جيدة بيني وبينه عندما يكون لدي سؤال أو استشارة أرسل له رسالة، لكن أنا لم أحصل على تمويل من السيد للدعوة، لمجرد أن علمت أنه وصي الإمام المهدي، وأنه المهدي المنتظر، وأنه بمجيئه ستتم دولة العدل الإلهي، أخذت على عاتقي دعوة الناس وتعريفهم به.
التنظيم السري
انتهينا مع الرجل ثم أخذنا في البحث، والاستقصاء، كان شغلنا الشاغل، هو هل لهذه الحركة وجود وثِقل بالفعل، وهل لديها هياكل تنظيمية، ومنظّرون لديهم القدرة على نشر أفكارهم.
تتخذ الحركة المسماة بـ«المهدوية الشيعية»، فروعًا لها في أماكن عدة، لكن الأخطر من ذلك هو حصولنا على نص رسالة موجهة من توفيق مسرور، أحد قادة حركة المهدوية، وأستاذ الرياضيات التطبيقية بجامعة مكناس في المغرب، إلى «عطية» يطالبه فيها بتشكيل هيكل للحركة في مصر، وتأسيس تنظيم واختيار مسؤولين له، وإنشاء «بيت مال» خاص بها.
في الرسالة يدعو «مسرور» إلى تعميم الفكر المهدوي في مصر، قائلًا: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل الله أن تكونوا بخير وعافية، أرجو إيصال ما يلي إلى كل المؤمنين في مصر السلام عليكم أيها المؤمنون ورحمة الله وبركاته، وفقكم الله وسدد خطاكم، أرجو منكم أن يتم إجراء انتخاب وترشيح أسماء لمسؤول مصر».
وأرفق مسرور في رسالته، ملفين: الأول يشرح عملية الترشيح وبعض ما يتعلق بالمسؤولية بالنسبة للحركة، وتأسيس «بيت المال»، والملف الثاني عبارة عن استمارة ترشيح يملؤها كل من وصفهم بـ«الأنصار».
وعرض في رسالته كيفية تشكيل هيكل تنظيم الحركة في مصر؛ بحيث يرشح «الأنصار» 3 أشخاص كمسؤولين عنهم في مصر، ويكتب كل فرد في الحركة لائحة بأسماء من يرشحهم، أو يجتمعون جميعًا في مكان، ويختارون المرشحين الثلاثة لقيادة الحركة، وبالنسبة لـ«بيت مال الحركة» يتم ترشيح 3 أشخاص آخرين لمسؤوليته، سواء أكان من الرجال أم النساء، ويتم تكوين لجنة تتابع عملية الترشيح تتلخص مهامها في تبليغ «الأنصار» في مصر جميعهم بعملية الترشح، وجمع الترشيحات منهم بشكل مكتوب.
وقال مسرور: إن المسؤول عن الحركة ككل هو شخص إداري يرتب أمور الحركة، وينفذ ما يمكنه من الشرع والحق فيهم، ولا يجوز للأنصار أن يعصونه في الحدود التي حدتها الشريعة.
ووضع في رسالته قاعدة لتعامل ما وصفهم بـ«الأنصار» مع رؤسائهم تنص على: «إذا طلب المسؤول من الأنصار تنفيذ عمل معين فينظرون هل هو طاعة لله أم معصية، فإذا كان طاعةً أطاعوه، وإذا كان معصيةً عصوه، وأما إذا كان العمل مباحًا فأيضًا هم ينفذون أمره إذا لم يكن فيه تجاوز على حق شخصي لأحدهم، أو فيه جر منفعة شخصية للمسؤول، والأنصار يمكنهم أن يشتكوا المسؤول، ويطلبون عزله، ويبدون أسبابهم، ويكفي أن يقدم شخص واحد الشكوى على المسؤول، أو يطلب عزله مع إبداء الأسباب».
ويرى أتباع أحمد الحسن اليماني، ما يسمون أنفسهم بـ«الأنصار»، بحسب رواية كتبوا فيها: «إن مكة من تهامة، وتهامة من اليمن، فمحمد وآل محمد– صلى الله عليه وسلم- كلهم يمانية فمحمد يماني، وعلي يماني، والإمام المهدي يماني، والمهديون الاثني عشر يمانية، والمهدي الأول يماني، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملون الأوائل».
وتابعوا في روايتهم: «وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار»، معتبرينه صاحب ولاية إلهية؛ حيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم، وإن صلوا وصاموا، إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه، وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين، بحسب اعتقادهم.
ويصف ما يسمون بالأنصار، اليماني بأنه «الممهد الرئيسي، وقائد حركة الظهور المقدس»، ويرون فيه أعلم الناس بالقرآن وبالتوراة والإنجيل بعد الأئمة، وأنه إمام مفترض الطاعة من الله، وأن أتباعه يمانيون، سواء من يماني صنعاء، أو يماني العراق.
ووجّه أنصار اليماني، رسالة إلى أهل اليمن، قالوا إنها من إمامهم «أحمد الحسن اليماني»، تحت عنوان «السر الذي ينصركم على عاصفة الحزم»، دعا فيها أهل اليمن من سنة وشيعة إلى التوحد التي يطالب بها باعتبارها الحل؛ لإنقاذهم من ويلات الحرب، باعتباره المهدي الذي وصى الرسول باتباعه.
يقول الشيخ محمد عطية، وهو متحمس للغاية: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء»، «سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه...».
يكمل: لم تكن مكة منكرة لوجود الله، بل كانت مهدًا للديانات السماوية، والديانة الإبراهيمية، والعيسوية، والموسوية، لكنهم انحرفوا، وأسسوا لنظام حاكمية البشر بديلًا عن حاكمية الله، وقتلوا خلفاء الله.
فجاء الآن أول الأئمة المهديين الاثني عشر وهو الآن الإمام أحمد الحسن، الذي هو محور التقاء جميع الأديان السماوية، إن جميع الملل اتفقوا عليه، سواء أكان الملة الإسلامية أم الملة اليهودية، أم المسيحية، إنه المُخَلّص والمُنقذ في هذا الزمان.
إن بمجيئه يبدأ العد التنازلي لدولة الظلم والطغيان، ويبدأ العد التصاعدي لدولة العدل والإيمان الموعود بها في القرآن، «ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم الأئمة ونجعلهم الوارثين».
إن كل من ينكره كافر، هكذا يقول حتى الاثني عشرية: «إن الاثني عشرية يعترضون على هذه الرواية وهو نفس اعتراض اليهود على المسيح عيسى بن مريم، هي علاقة بين المكلفين وخليفة الله، وهي سنة الله، والفرقة الناجية هي من تعتصم بإمام زمانها في زمانها، وهم ينكرونه إذن هم يكفرون به، هي سنة الله أخي، وما آمن معه إلا قليل، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظن، وإن كثيرًا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم».
للمزيد: من كهوف «التكفير والهجرة» إلى سراديب «قم» (1-2)
في عالم الرؤى
لم ألتقِ أحمد الحسن مباشرة لكني رأيته في عالم الرؤية، وصارت بيني وبينه حوارات، وأراني الله خاتم النبوة في ظهره... يتحدث «عطية» كثيرًا عن عالم الرؤية، بينما خصوم «الحسن» من الشيعة يتهمونه بأنه يستخدم السحر، في وصوله لضعاف النفوس والعقيدة، عبر الأحلام الشيطانية!.
ومع ذلك يعود «عطية» ليؤكد على أنه رآه مرةً في الحج، وذلك بعد أن آمن به فيقول: كان أطول من في الطواف، يرتدي الجلباب والطاقية المصرية، كان يقرأ دعاءً طويلًا يبدأ بــ«اسمه دواء وذكره شفاء»، كان يقرأ هذا الدعاء الطويل عن ظهر قلب، وبصوت جميل.
فعزمت أن أتعرفَ عليه، فقد عرفت أنهم شيعة، وكنت وصلت باب الرجاء، وهو الجدار المقابل للكعبة مباشرةً، كان أسمر قمحيًّا، وعيناه غائرتان، وحاجباه مشرقان، فعندما نظرت إليه كأني نظرت إلى السماء، فرمقني بطرف عينه، فنزلت علي نظرته كالسهم، فلم أستطع أن أرفع إليه طرفي مطلقًا، فوضعت وجهي في الأرض وسرت لأكمل الطواف.
يقول «عطية»: أسرته في البصرة يعرف عنها الجود والكرم، فهو ابن السيد إسماعيل بن السيد صالح بن السيد الحسين بن السيد سلمان بن الإمام محمد بن الحسن العسكري، بينما يقول خصومه على شبكة الإنترنت: إنه ليس كذلك، بل إن عائلته كانت تنتمي إلى حزب البعث، وأخويه كانا ضابطين في أجهزة أمن صدام حسين.
بدأت دعوته في نهاية عام 1999م، ظلّت سرًّا سنتين، هو مواليد البصرة، وبدأت دعوته في النجف الأشرف.
هو لم يدرس في الحوزات بل ذهب إلى هناك بأمر أبيه الإمام الثاني عشر عليه السلام، ودرس العلوم الشرعية عن طريق أبيه محمد بن الحسن العسكري.
يكمل «عطية»: جمعت خطاباته وكتبه فوجدت هذا الرجل غير عادي، وكنت على اتصال بكثير من المجتهدين في قم، وناقشتهم فكريًّا، وأعرف مستوياتهم، فقابلت الصادق الشيرازي، ووحيد الخرساني، وأعرف مستواهم الفكري، فلما قرأت له لم أجد له نظيرًا ممن جلست معهم، وهو موجود في الوصية، فسلمت له، وآمنت.
يتابع أنه حجة إلهية في علمه، فلم أقرأ لأحد كلامًا شبيهًا له، وتتوافر فيه الصفات التي بها نعرف خليفة الله، هو قانون نعرفه به وضعه الله، أول باب هو الوصية، والباب الثاني هو العلم والحكمة، والباب الثالث هي الصفات الشخصية، أنه أسمر طويل، عريض ما بين المنكبين، غائر العينين، مشرق الحاجبين، في رأسه حداث، في خده أثر، والروايات وصفته بالتفصيل، وكذا كل من يأتي بعده له وصف، يختلف عن سابقه تمامًا لكن الوصف الأول ينطبق على أحمد الحسن اليماني.
لم يكن العلماء الأوائل يعرفون عنها شيئًا، مع أن الوصية كانت موجودة في كتبهم وكانت في كتاب الطوسي.
«ثم يكون من بعد ذلك اثني عشر مهديًّا» وبمجيء أحمد الحسن انتهت غيبة المهدي، حتى يأتي بعد ذلك ليحكم العالم ويملؤها عدلًا.
ومهمته الآن هي تبليغ الــ27 حرفًا من العلم، ظهر منهم للبشرية الآن حرفان، ويظل 25 لا تعرف عنها البشرية شيئًا، ثم بعد ذلك يجمع 10 آلاف يقوم بمواجهة الظالمين بهم، ثم يزفهم الإمامة لأبيه المهدي كما تزف العروس لذويها، ويمكن لأبيه من حكم العالم كله، وبعد استشهاد أبيه يعطيه أبوه سر الإمامة الإلهية فهناك سر بين الإمام وربه، به يتم الاتصال بين العوالم الإلهية والعوالم السفلية.
إنه ولد في حياة أبيه، ولابد أن يتربى على يد أبيه، ويُمهدَ له، وبعد أن يحكم العالم كله يسلم المواريث لابنه أحمد الحسن، ويسير هو الخليفة لله، ويحكم ما شاء الله له أن يحكم، وقبل استشهاده يسلم لابنه المواريث الإلهية، حتى آخر مهدي، الذي هو الحجة الرابع والعشرين بعد رسول الله، ويكون آخر خليفة للعالم الإسلامي السفلي الذي نعيش فيه، ثم يكون بعد ذلك زمان الرجعة، ويبقى من جحدوا وأنكروا خلفاء الله (إن جهنم لمحيطة بالكافرين)، أم من اختاره فيصعد لعوالم الملكوت في الجنان.
العداء الكوني
إن جورج بوش عندما جاء للعراق جاء ليقضي على الإمام أحمد الحسن؛ لأنهم عندهم في سفر دانيال أن الذي سيقضي على الإمبراطورية الأمريكية، هو الرجل العربي الأسمر الغاضب الوفي.. يتصور «عطية» أن العالم بأجمعه يكيد بإمامه.. يدعي «عطية» أن مهديّه مذكور في التوراة والإنجيل.
ويعتقد أن الأعداء الذين يملكون التكنولوجيا العالية لم يستطيعوا التقاط صورة له، وعندما هجمت قوات المالكي على أنصاره في العراق، لم يتمكنوا من القبض عليه، وأرادوا صورة له من أجل أن ينشروها بين الناس للتعرف عليه، فلم يجدوا فبحثوا في الملفات له منذ أن كان في الابتدائي حتى تخرجه فيجدونها ممسوحة، فوضعوا صورة له وهي ليست صورته.
لا يجد «عطية» غضاضةً في تتشبيه مهديّه بأنبياء الله الذين أنكروهم أتباعهم، وكفروا بهم، ويقول: لقد كانت هناك مناظرة، بين راهبة يهودية تُدعى ريتا جور والسيد أحمد الحسن في هذا الأمر، ولم يستطيعوا أن ينكروا وجوده في التوراة والإنجيل، وأثبت لها نفسه.
ويتحدث عن شكل العلاقة بينه وبين الحسن، قائلًا: هناك علاقة جيدة بيني وبينه عندما يكون لدي سؤال أو استشارة أرسل له رسالة، لكن أنا لم أحصل على تمويل من السيد للدعوة، لمجرد أن علمت أنه وصي الإمام المهدي، وأنه المهدي المنتظر، وأنه بمجيئه ستتم دولة العدل الإلهي، أخذت على عاتقي دعوة الناس وتعريفهم به.
التنظيم السري
انتهينا مع الرجل ثم أخذنا في البحث، والاستقصاء، كان شغلنا الشاغل، هو هل لهذه الحركة وجود وثِقل بالفعل، وهل لديها هياكل تنظيمية، ومنظّرون لديهم القدرة على نشر أفكارهم.
تتخذ الحركة المسماة بـ«المهدوية الشيعية»، فروعًا لها في أماكن عدة، لكن الأخطر من ذلك هو حصولنا على نص رسالة موجهة من توفيق مسرور، أحد قادة حركة المهدوية، وأستاذ الرياضيات التطبيقية بجامعة مكناس في المغرب، إلى «عطية» يطالبه فيها بتشكيل هيكل للحركة في مصر، وتأسيس تنظيم واختيار مسؤولين له، وإنشاء «بيت مال» خاص بها.
في الرسالة يدعو «مسرور» إلى تعميم الفكر المهدوي في مصر، قائلًا: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل الله أن تكونوا بخير وعافية، أرجو إيصال ما يلي إلى كل المؤمنين في مصر السلام عليكم أيها المؤمنون ورحمة الله وبركاته، وفقكم الله وسدد خطاكم، أرجو منكم أن يتم إجراء انتخاب وترشيح أسماء لمسؤول مصر».
وأرفق مسرور في رسالته، ملفين: الأول يشرح عملية الترشيح وبعض ما يتعلق بالمسؤولية بالنسبة للحركة، وتأسيس «بيت المال»، والملف الثاني عبارة عن استمارة ترشيح يملؤها كل من وصفهم بـ«الأنصار».
وعرض في رسالته كيفية تشكيل هيكل تنظيم الحركة في مصر؛ بحيث يرشح «الأنصار» 3 أشخاص كمسؤولين عنهم في مصر، ويكتب كل فرد في الحركة لائحة بأسماء من يرشحهم، أو يجتمعون جميعًا في مكان، ويختارون المرشحين الثلاثة لقيادة الحركة، وبالنسبة لـ«بيت مال الحركة» يتم ترشيح 3 أشخاص آخرين لمسؤوليته، سواء أكان من الرجال أم النساء، ويتم تكوين لجنة تتابع عملية الترشيح تتلخص مهامها في تبليغ «الأنصار» في مصر جميعهم بعملية الترشح، وجمع الترشيحات منهم بشكل مكتوب.
وقال مسرور: إن المسؤول عن الحركة ككل هو شخص إداري يرتب أمور الحركة، وينفذ ما يمكنه من الشرع والحق فيهم، ولا يجوز للأنصار أن يعصونه في الحدود التي حدتها الشريعة.
ووضع في رسالته قاعدة لتعامل ما وصفهم بـ«الأنصار» مع رؤسائهم تنص على: «إذا طلب المسؤول من الأنصار تنفيذ عمل معين فينظرون هل هو طاعة لله أم معصية، فإذا كان طاعةً أطاعوه، وإذا كان معصيةً عصوه، وأما إذا كان العمل مباحًا فأيضًا هم ينفذون أمره إذا لم يكن فيه تجاوز على حق شخصي لأحدهم، أو فيه جر منفعة شخصية للمسؤول، والأنصار يمكنهم أن يشتكوا المسؤول، ويطلبون عزله، ويبدون أسبابهم، ويكفي أن يقدم شخص واحد الشكوى على المسؤول، أو يطلب عزله مع إبداء الأسباب».
ويرى أتباع أحمد الحسن اليماني، ما يسمون أنفسهم بـ«الأنصار»، بحسب رواية كتبوا فيها: «إن مكة من تهامة، وتهامة من اليمن، فمحمد وآل محمد– صلى الله عليه وسلم- كلهم يمانية فمحمد يماني، وعلي يماني، والإمام المهدي يماني، والمهديون الاثني عشر يمانية، والمهدي الأول يماني، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملون الأوائل».
وتابعوا في روايتهم: «وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار»، معتبرينه صاحب ولاية إلهية؛ حيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم، وإن صلوا وصاموا، إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه، وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين، بحسب اعتقادهم.
ويصف ما يسمون بالأنصار، اليماني بأنه «الممهد الرئيسي، وقائد حركة الظهور المقدس»، ويرون فيه أعلم الناس بالقرآن وبالتوراة والإنجيل بعد الأئمة، وأنه إمام مفترض الطاعة من الله، وأن أتباعه يمانيون، سواء من يماني صنعاء، أو يماني العراق.
ووجّه أنصار اليماني، رسالة إلى أهل اليمن، قالوا إنها من إمامهم «أحمد الحسن اليماني»، تحت عنوان «السر الذي ينصركم على عاصفة الحزم»، دعا فيها أهل اليمن من سنة وشيعة إلى التوحد التي يطالب بها باعتبارها الحل؛ لإنقاذهم من ويلات الحرب، باعتباره المهدي الذي وصى الرسول باتباعه.