الأبحاث الأكاديمية.. آلية انتشار أفكار الملالي في أمريكا الشمالية
الجمعة 27/سبتمبر/2019 - 10:00 ص
طباعة
محمد عبد الغفار
سعى نظام الملالي منذ نشأته إلى نشر أفكاره في كافة الدول، سواء كانت في محيطه الإقليمي أو بصورة دولية، مع التركيز على فكرة تصدير الثورة إلى الدول الأخرى حتى يتلاشى اندلاع أي خطر داخلي يسمح له بالتمدد جغرافيًّا وفكريًّا ما يؤثر بالسلب على وجوده على سدة الحكم.
واتخذت طهران في سبيل ذلك سبل عدة، منها حماس بعض التنظيمات الإسلاموية في الدول العربية لفكرة ثورة إيران، مثل تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر، والذي وجد بها مثالًا يمكن الاحتذاء به.
كما حاول نظام الملالي نشر أفكاره بسبل أخرى، منها الميليشيات العسكرية التي تنتشر في الدول مثل حزب الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن، إضافة إلى الطرق الدبلوماسية.
الترويج بالأبحاث
لم تتوقف محاولات النظام الإيراني عند الطرق التقليدية، ولكنه امتد ليشمل طرقًا غير تقليدية، ومنها الجوانب الأكاديمية والبحثية، التي يعلم جيدًا أنها تمثل فاعلًا رئيسيًّا لدى الدول الأجنبية عمومًا، وأمريكا الشمالية خصوصًا، نظرًا لما تحتويه هذه الدول من مراكز علمية وبحثية متخصصة.
وعملت طهران على إنشاء وتمويل جامعات ومراكز بحثية في أمريكا الشمالية، وكذلك دعم مراكز ثقافية واجتماعية متنوعية، بهدف التأثير على البناء الثقافي والفكري للمواطنين وقادة الرأي بها.
ومن ضمن المؤسسات المهمة في أمريكا الجنوبية مؤسسة Alavi، والتي تعد امتدادًا لمؤسسة Pahlavi، التي تم تأسيسها على يد شاه إيران الراحل وذلك في عام 1973 قبل أن يتم مصادرتها في عام 1979، وكانت تهدف إلى دعم العلاقات الدولية والثقافية بين طهران ودول أمريكا الشمالية.
وهناك منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية ICRO، والتي تمتلك مكتبين في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا في مدينتي نيويورك وأوتاوا، بالإضافة إلى عدة مكاتب غير رسمية في البلاد.
وتهدف إلى التفاعل مع النخب الاجتماعية والثقافية عبر المنتديات الثقافية التي تنظمها، إضافة إلى إجراء الدراسات الدينية من خلال «مكتب قم للدراسات الإسلامية» و«مركز الحوار بين الأديان والحضارة CID».
أهداف خبيثة
وتهدف هذه المؤسسات إلى تخريج عدد من الباحثين والأكاديميين، الذين يؤمنون بأفكار ومبادئ نظام الملالي، ويعملون على نشر هذه الأفكار بصورة مباشرة من خلال أبحاثهم وتقاريرهم لتقدير الموقف، والتي تميل إلى نشر والترويج لفكر النظام الإيراني.
وتكمن خطورة هذه الخطوة في أن هذه الدراسات تصدر من جهات ومراكز لا تملك صلة مباشرة واضحة للمتلقي بالنظام الإيراني، مما يجعل إمكانية تصديقها وترويجها كبيرة وعلى أساس أنها معلومات محايدة وغير متحيزة.
يذكر أن أمريكا الشمالية لم تكن الهدف الوحيد لنظام الملالي، حيث استخدمت طهران نفس الآلية في أماكن مختلفة بهدف تصدير أفكار الثورة الإيرانية، ولعل أبرز مثال على ذلك جامعة المصطفى الدولية، والتي تخضع للإشراف المباشر لمكتب المرشد الأعلى آية الله خامنئي، كما تضم 60 فرعًا في دولة مختلفة حول العالم، إضافة إلى 360 مركزًا قرآنيًا خارج جامعاتها.