«التعليم عن بعد».. تكلفة باهظة وشهادات غير معتمدة في علوم القرآن

السبت 05/أكتوبر/2019 - 10:02 ص
طباعة «التعليم عن بعد».. دعاء إمام
 
لا تزال الفتيات الباحثات عن الحصول على شهادة أكاديمية في علوم القرآن، يلجأن إلى التعليم عن بعد؛ كوسيلة للتعلم لا ترتبط بالضرورة بمنحهن شهادة معتمدة من الكليات التي ينتسبن إليها، خاصة أن جامعة الأزهر في مصر لا توفر لطالباتها فرعًا للقراءات أسوة بالبنين.



وتتجه الطالبات المصريات إلى الجامعة الإسلامية في أمريكا، بعد أن وفرت لهن كلية للقراءات؛ خاصة أن معظم هيئة التدريس من الأزهريين، ولا يشترط فيمن تلتحق بالكلية أن تكون ممن درسن بالأزهر.

كلية القراءات فرع مينسوتا
قالت الدكتورة رشا فايد، عميد كلية القراءات فرع مينيسوتا التابع للجامعة الإسلامية بأمريكا: إن برنامج بكالوريوس القراءات هو برنامج يعتني بتدريس القراءات العشر الصغرى أصولًا وفرشًا، دراسةً مبنيةً على حفظ وشرح متني الشاطبية والدرة كاملين، مع التطبيق العملي للقراءات إفرادًا وجمعًا، وكذا تأسيس الطالبات تأسيسًا قويًّا في علوم اللغة والتفسير وعلوم القرآن وتوجيه القراءات.



وأضافت: «تدرس الطالبات طائفة من العلوم الشرعية التي لا غنى عنها لطالبات العلم؛ كآداب حملة القرآن، وفقه العبادات، وفقه الأسرة، وعلم أصول الفقه، ومصطلح الحديث، والعقيدة، والسيرة، والبحث العلمي، وغير ذلك».



وردت على سؤال الطالبات الراغبات في الالتحاق بالكلية، بأن مدة الدراسة في البرنامج بكالوريوس القراءات، ثمانية فصول دراسية موزعة على أربع سنوات، مدة الفصل الدراسي 15 أسبوعًا دراسيًّا، تشمل أسبوعًا للاختبارات النهائية، يتضمن كل فصل دراسة ما لا يقل عن خمسة مقررات دراسية، بعضها مستقل وبعضها يمتد إلى عدة فصول دراسية.



وفق تصريحات سابقة لرئيس الجامعة الإسلامية بأمريكا، وليد بن إدريس المنيسي، فإن الجامعة الإسلامية بمنيسوتا ليست معترفًا بها الاعتراف الفيدرالي الذي يتيح معادلتها في البلاد العربية، ولكن معها اعتراف محلي من حكومة ولاية منيسوتا، ومن مكتب التعليم العالي بها، مضيفًا أن هناك اتفاقية مع جامعة الأزهر بموجبها يوجد قسم في الجامعة للتعليم الأزهري مسموح فيه بتدريس مقررات الأزهر.



كذلك هناك اتفاقية مع جامعة القرآن الكريم بالسودان، وهي جامعة حكومية معترف بها، يسمحون لخريجي الجامعة الإسلامية بالتسجيل عندهم مباشرة في المرحلة التالية في الماجستير أو الدكتوراه عندهم، كذلك جامعة أم القرى تعادل بعض المواد فقط.

أم القرى
واعتمدت جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، قسمًا للقراءات ضمن أقسام كلية الدعوة وأصول الدين، ويعتبر من أوائل الأقسام العلمية بالكلية؛ حيث أنشئ بناءً على قرار مجلس الجامعة، واختص بالطلاب البنين فقط حتى عام 1999، وكانت أعداد الطلاب الملتحقين به في الأعوام الأولى قليلة؛ تصل الدفعة فيه إلى سبعة طلاب أو يزيد قليلاً، ثم شهد القسم إقبالاً متزايدًا فيما بعد.



وفي الفصل الدراسي الأول عام 2000، تمت الموافقة على إنشاء فرع لقسم الطالبات، وكان الإقبال عليه كبيرًا؛ حيث بلغ عددهن ثمان وثلاثين طالبة، اشترط في قبولهن حفظ القرآن الكريم كاملاً، واجتياز المقابلة الشخصية.



وكان القسم الوحيد –آنذاك- في المملكة العربية السعودية الذي تدرس فيه الطالبات القراءات وعلومها، ولم تكن هذه الدراسة متوفرة في جامعات المملكة الأخرى، بل ولا في جامعات العالم.



ويقوم بتدريس طالبات القراءات عدد من أعضاء هيئة التدريس من الذكور والإناث، وتدرس الطالبات مادة القراءات العشر من طريقي الشاطبية في ستة مستويات، والدرة في مستويين كما يقوم القسم بتدريس القراءات العشر الكبرى في ستة مستويات مقسمة بين الماجستير والدكتوراه؛ حيث يتخرجن متخصصات في القراءات وعلومها.



علوم القرآن

نشأت علوم القرآن من حيث وجودها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما من حيث تدوينها فتختلف نشأتها باختلاف كل نوع منها، ففي عهد ما قبل التدوين، كان النبي وأصحابه على دراية بعلوم القرآن لكنهم لم يُدونوها ولم ينشروها في الكتب لعدم حاجتهم لذلك، وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان، ظهرت الحاجة إلى التدوين، فجمع القرآن في مصحف واحد، ونُسخت أعداد كثيرة منه مُشَكِّلةً بذلك اللبنة الأولى لظهور علم رسم القرآن.



وفي عهد علي بن أبي طالب ظهرت الحاجة لوضع قواعد اللغة لحماية القرآن من اختلاطه بلغة الأعاجم، فتشكَّل علم النحو، وفي العهد الأمويّ وَضع الصحابة والتابعون الحجر الأساس لعلم التفسير، وبعدها ثم جاء ما يُعرف بعهد التدوين، فأُلِّفت الكتب في شتى أنواع العلوم، وانصبَّ التركيز أول الأمر على علم التفسير، ثم تفرعت الكتب والمؤلفات لتشمل عددًا كبيرًا من علوم القرآن، ولا تزال هذه العلوم تتكاثر وتتطور يوما بعد يوم.



واختلف أهل العلم في عدد علوم القرآن وأنواعها، فمنهم من حصرها في سبعة وأربعين نوعًا، ومنهم من عدها ثمانين نوعًا، وهناك من زاد عن ذلك أو نقص، وبشكل عام، يمكن تقسيم علوم القرآن إلى نوعين: الأول علوم تتعلق بالقرآن مباشرة ولا تخرج إلا منه كأسباب النزول، وعلم القراءات، وعلم المكي والمدني، والثاني علوم قرآنية تشترك مع غيره من العلوم، وهي على قسمين، أولها علوم مرتبطة بالقرآن كنصِ شرعيٍ تؤخذُ منه الأحكام التشريعية، ويشاركه فيها الحديث النبويُ، ومن ذلك علم الأحكام الفقهية، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم المُحكم والمتشابه، وثانيها علوم مرتبطة بالقرآن باعتباره نصًّا عربيًّا، ويدخل في ذلك جملة من العلوم كعلم معاني القرآن، وعلم متشابه القرآن، وعلم إعراب القرآن وغير ذلك.



بدوره قال الدكتور دياب فتحي دياب، عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة: إن بعض الفتيات ينفقن أموالًا طائلة مقابل الانتساب لكليات القراءات الخاصة بهن في الخارج، لكنهن يتفاجأن بأن الشهادة غير معترف بها، موضحًا لـه أن الدراسة عن بعد لا تتيح شهادة أكاديمية للطالبة، كما يكلفهن ذلك كثيرًا.

شارك