اردوغان يخلق صراعات للتغطية على الغليان والاقتصاد التركي المنهار
الإثنين 23/ديسمبر/2019 - 11:00 ص
طباعة
روبير الفارس
قال راعى دير القديس نيكتاريوس العجايبى بأثينا الاب الدكتور اثناسيوس حنين في حواره لـ«البوابة نيوز "ان اليونان تطالب المجتمع الدولى بالاعتراف بمذبحة «البنطيون»، والتى قتل فيها الاتراك نحو 300 ألف ، الأمر الذى يؤكد أن الدولة العثمانية كانت وبالا على العالم كله، وذبحت الكثير من الأقليات. واضاف قائلا الصحف اليونانية، اليوم، تطلق على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لقب «السلطان» لأنه يملك السلطة المطلقة ويلعب على تهييج الشعور الدينى عند التركى البسيط، والغريب والمتضارب في نفس الوقت أنه يسعى لدولة علمانية أوروبية، ولهذا نلاحظ تشكك الأوربيين من نوايا الرئيس التركى وتوقف مباحثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربى بسبب نواياها العدوانية في المنطقة.
وعلم السياسة يقول «السلطة المطلقة تفسد بشكل مطلق». يجب ألا ننسى أن تركيا اليوم ليست فقط أردوغان فهناك أحزاب وصحافة حرة إلى حد ما وجيش لا ينتمى كله إلى شخصه بدليل محاولة الانقلاب.
وعن التاريخ الاسود للاتراك في اليونان قال الاب اثناسيوس انه في عام ١٩٥٥ تم حرق خمسين كنيسة في أستنبول مما أدى إلى هجرة المسيحيين أو تهجيرهم.اليونانيون يسعون اليوم لنزع اعتراف العالم بمذبحة «البنطيون» في آسيا الصغرى على يد الأتراك مثلما اعترف العالم بمذبحة الأرمن أخيرا. مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم. وعن هذه المذبحة قال اليونان البنطيون هى مجموعة عرقية يونانية قطنت تاريخيا جنوب البحر الأسود، المعروف سابقا بالبحر البنطي. يتحدث هؤلاء لغة يونانية تطورت بشكل مختلف عن تلك المنتشرة في اليونان بسبب التباعد الجغرافى بينهما.
تعرض البنطيون لمجازر على يد العثمانيين انتقل معظمهم إلى اليونان أثناء التبادل السكانى بين البلدين في العشرينيات. يعتنق غالبية اليونان البنطيون في اليونان وتركيا المسيحية الأرثوذكسية ويتبعون بطريركية القسطنطينية في أسطنبول. بينما لا تزال أقلية تعتنق الإسلام تعيش بمدينة طرابزون التركية.
في عام ١٩١٠ وصلت نسبة المسيحيين في البنطس نحو ٢٧٪ من السكان. أبرز المجموعات المسيحية كانت اليونانيون الأرثوذكس البنطيون والأرمن وتمركزت الجماعات المسيحية في البنطس في طرابزون وقارص.
ويشير عدد من الباحثين إلى أن نسب وأعداد المسيحيين قد تكون أكثر وذلك بسبب تحول عدد من اليونانيين البنطيين إلى الإسلام شكلًا هربًا من الضرائب والاضطهادات في حين ظلوا يمارسون الشعائر المسيحية في السر.
عشية الحرب العالمية الأولى وصلت أعداد الملّة اليونانية الأرثوذكسية نحو ١.٨ مليون نسمة. وخلال الحرب العالمية الأولى وما يليها (١٩١٤-١٩٢٣) قامت حكومة تركيا الفتاة الوريثة للإمبراطورية العثمانية بتحريض أعمال العنف ضد الأقلية اليونانية البنطية في البنطس وغيرها من المناطق التى تقطنها الأقليات الإغريقية.
تضمنت الحملة مذابح، وعمليات نفى من المناطق والتى تضمنت حملات قتل واسعة ضد هذه الأقليات؛ متمثلة في المجازر وعمليات الترحيل القسرى من خلال مسيرات الموت أو الإعدام التعسفي، فضلًا عن تدمير المعالم المسيحية الأرثوذكسية الثقافية والتاريخية والدينية. كان عدد الضحايا وفقًا للمصادر ٣٠٠ ألف إلى ٣٦٠ ألفا.
أما بالنسبة إلى الترك اليونانيين فكانت أكبر، البعض نفى ليتخذ ملاجئ بجوار الإمبراطورية الروسية. معظم اليونان الساكنين في البنطس رحلوا إلى اليونان وفقًا للاتفاقية التركية اليونانية لتبادل السكان عام ١٩٢٣. وكما نفت الحكومة الوارثة للدولة العثمانية المذابح الأرمنية، نفت أيضا مذابح البنطيون، وتعتبر أن الحملات على النطاق الواسع كانت تقوم بها الدولة العثمانية هى رد على أعمال الأقليات اليونانية ضد الدولة العثمانية، وأن الأقليات اليونانية كانت طابورا خامسا.
أما قوات الحلفاء فقد رأتها بمنظور مختلف، مؤكدةً على أن الدولة العثمانية لها سوابقها في المذابح، والجرائم الإنسانية. وفى ٢٠٠٧، قامت جماعة الزمالة العالمية لدارسى المذابح بتوضيح الهدف من المذبحة مفسرة إياه بأنّ الحملة العثمانية ضد الأقليات المسيحية في الدولة العثمانية كانت مذبحة، بما فيها الحملة على اليونانيون.
ما زالت ذكريات العصر التركى أربعمائة سنة تشغل اليونانيين والإعلام وتدرس في المدارس، وصارت مصدر إلهام لإنهاض الهمم ودعم الاستقلال والإبداعات الفنية وتقوم الدولة اليونانية اليوم والكنيسة، والتى كان لها دور كبير في الجهاد ضد محاولات محو الذاكرة الدينية ودور الأديرة والليتورجيات والعبادات في حفظ اللغة القديمة والثقافة، بالإعداد للاحتفاء عام ٢٠٢١ بمرور مائتي عام على الاستقلال، وإنهاء الاحتلال التركي. وسيكون احتفالا كبيرا علميا وتاريخيا وسياسيا ولاهوتيا وثقافيا.
وحذر الاب اثناسيوس من ارهاب اردوغان قائلا هناك مظاهر ديمقراطية يحكمها شخص أردوغان. فيقوم بغزوات خارجية وخلق صراعات للتغطية على الغليان والتفكك الداخلى والاقتصاد المنهار وللملمة الرعاع وراءه. يلعب بورقة المهاجرين أو المهجرين أو المستأجرين لزعزعة السلام الاجتماعي في اليونان وغيرها. يهدد ألمانيا بستة ملايين تركى ألماني. اليونانيون يحاولون فهم كل ذلك ولكنهم يسلكون قنوات القانون الدولى والشرعية ويخشون كثيرا من حدوث حادثة في بحر إيجة تشعل حربا، وبل يتجنبونها لأنهم لديهم ما يخسرونه من دولة حديثة وثقافة عميقة وحرية كبيرة ومكانة أوربية ودولية، بينما الرئيس التركى ليس لديه ما يخسره. يبدو في الأفق أن الرئيس التركى يضغط لعمل صفقة شاملة مع اليونانيين سيكسب منها الكثير، أتراك قبرص اليونانيين حجة واهية لأنهم يعيشون مع إخوتهم القبارصة في سلام وتعايش وإنتاج حينما لا يتدخل الأخوة الأعداء، لا أعتقد أن أردوغان يسعى للحرب الفعلية. هو كما يقول الشوام (بيدلع)على الأوربيين والأمريكان والروس والعرب ورزق الهبل على المجانين كما يقول المصرى الذكي.