القبائل العربية.. ذراع حفتر لحسم الصراع الليبي
الثلاثاء 28/أبريل/2020 - 01:00 ص
طباعة
أميرة الشريف
تلعب القبائل الليبية، أهم دور في الأحداث الجارية في ليبيا الأن، حيث أن تأثيرها في الصراع الدائر له دلالة واضحة، وبالأخص عقب تفويض جميع القبائل للمشير خليفة حفتر بإدارة شؤون البلاد في المرحلة المقبلة وإسقاط الاتفاق السياسي، ويعني ذلك أن القبائل هي ركيزة أساسية وذراع مهم في الأزمة الحالية، قد تكون العمود الفقري للشعب الليبي بأكمله.
ويعتبر المجتمع الليبي مجتمع قبلي بطبيعته، تلعب القبيلة فيه الدور الرئيسي في تشكيل خارطة الولاءات والانتماءات.
وعلي الرغم من كون القبائل هي الذراع السياسي القوي في ليبيا، إلا أن هناك بعض القبائل بينها صراعات وانقسامات قوية، فهناك قبائل تؤيد الجيش وقبائل أخرى تؤيد قوات الوفاق، ويراهن الطرفان على زيادة مساحة التأييد من القبائل لتكون مرتكزا لحسم الصراع في ليبيا .
والقبائل التي تقطن ليبيا أغلب أصولها عربية من الجد عدنان و قحطان بنسبة تصل إلى 83%، حيث بدأ انتشار هذه القبائل مع دخول البلاد للدولة الإسلامية زمن خلافة عمر بن الخطاب في سنة 643 م (24هـ)، قبل الدخول العربي لليبيا كانت القبائل الليبية الأصيلة التي كانت تقطن ليبيا خلال الفتح الإسلامي من البربر تتفرع من جذمين، وهذا قول النسابة والمؤرخين، حيث ينتهي النسابون بالبربر إلى واحد من أصلين:البرانس أو البتر، وهم يشكلون جزءًا ضئيل من النسيج القبلي لليبيا بنسبة بسيطة جدًا في حدود 7% ويتوزعون بشكل خاص في جبل نفوسة و اوجلة و الجغبوب.
وتتجاوز عدد القبائل في ليبيا الـ100 قبيلة، ولكن القبائل المعروفة لا تتعدي الـ25 قبيلة.
قبائل الغرب
تسيطر خمس قبائل كبيرة على صناعة القرار السياسي والأمني في الغرب بصورة كبيرة، خاصة في السنوات الأخيرة، لما تمتلكه من مقومات أمنية وشعبية كبيرة.
- أولها قبيلة الورفلة التي تعد أكبر القبائل الليبية، إذ يتجاوز عدد أبنائها مليون نسمة أي ما يقرب من سدس سكان ليبيا، وتتمركز في منطقة فزن في جنوب وجنوب شرق العاصمة طرابلس، وتشكل هذه القبيلة إحدى أبرز دعائم مواجهة الإسلاميين والجماعات المتطرفة.
- تليها قبيلة المقارحة المناهضة للجهاديين أيضاً، في وادي الشاطئ في الوسط الغربي الليبي.
- ثم قبائل ترهونة، والمكونة من حوالي 60 قبيلة فرعية وتتمركز في جنوب غرب طرابلس ويشكل أبناؤها ثلث سكان العاصمة.
- وقبائل مصراته، وهي أكبر القبائل المعارضة لنظام حكم القذافي، وتملك تأثيرات قوية على درنة وبنغازي، كما أن لها علاقات كبيرة مع الجهاديين الإسلاميين، خاصة أن غالبية المنتمين إلى ميليشات "درع ليبيا" المنتشرة في الغرب والوسط ينتمون لهذه القبائل.
قبائل الشرق
ويقطن هذه المنطقة عدد من القبائل أبرزها العبيدات والبراعصة والعواقير والمسامير، وتعيش في منطقة الجبل الأخضر وطبرق حتى نهاية بنينه بالقرب من بنغازي، ومعظم هذه القبائل لها امتدادات عائلية داخل مصر.
ومن أكثر القبائل تأثيراً في المنطقة الشرقية، قبيلة المغاربة، المنتشرة في منطقة أجدابيا، والتي ينتمي إليها إبراهيم الجضران، قائد ميليشيات برقة المؤيد للفيدرالية، والذي حاصر الموانئ النفطية حتى وقت قريب.
وكان للقبيلة دور ملحوظ في التوصل إلى اتفاق لإنهاء هذا الحصار بين الجضران والحكومة، كما تعد المغاربة من أكثر القبائل عداءاً للجماعات الجهادية الليبية، خاصة "أنصار الشريعة" في بنغازي، وكتيبة 17 فبراير في القوارش.
قبائل الجنوب
يشهد الجنوب صراعات مستمرة بين القبائل التي تنحدر من أصول إفريقية كالتبو، والقبائل العربية كالزوي، تدور في معظمها حول التجارة غير الشرعية عبر الحدود مع دولة تشاد.
كذلك هناك قبيلة أولاد سليمان التي تعد من أكبر القبائل المسيطرة في الجنوب، في مقابل قبيلة الطوارق ذات الأصول الأمازيغية.
ويري محللون أن الطبيعة القبلية من الممكن أن يكون لها دور إيجابي في المشهد السياسي الليبي، وهو ما فطن إليه البعض مؤخراً من خلال توافقه مع بعض القبائل للتصدي للجماعات المتطرفة، فضلاً عن دور القبائل تأييد حفتر وتفويضة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة المقبلة.