المنظمات الاجتماعية والسياسية التابعة للتنظيم الدولي في الولايات المتحدة
الأربعاء 27/يناير/2021 - 02:54 م
طباعة
حسام الحداد
تعد جمعية الطلاب المسلمين، من أوائل المؤسسات التي تشكلت في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أنشئت في عام 1963، والتي نمت بسرعة بعد قانون الهجرة والجنسية. وعلى غرارِ الجماعات الأخرى، وبعد صدور قانون الهجرة والجنسية، غيّرت جمعية الطلاب المسلمين استراتيجيتها، وبدلًا من العمل على إعداد الطلبة في الولايات المتحدة للعودة إلى الدول ذات الأغلبية المسلمة ليلتحقوا بجماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي أو الجماعة الإسلامية في باكستان، أصبح الهدف هو ابقائهم والتوسع داخل الولايات المتحدة.
وعبر مسارٍ مشابه لما فعله الإخوان في دولٍ مثل مصر أو الأردن، اتبعت هذه المنظمات نهجًا من ثلاث خطوات: الأنشطة الطلابية، والتوسع في المجتمع من خلال تعزيز وجودها ضمن فئات مهنية محددة؛ مثل الأطباء والمهندسين، وإنشاء منظمات سياسية. ويشمل هذا التقرير على خريطة للكيانات الإسلامية التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
أولا: المنظمات الاجتماعية
وهي المنظمات التي ترمي بالأساس لتحقيق أهداف اجتماعية وثقافية لخدمة المسلمين في أمريكا الشمالية، وهذا لا يعني أنها لا تقوم بأدوار سياسية وثقافية، وغيرها، ولكن كل هذه الأدوار ثانوية بجانب الدور الاجتماعي وليست أساسية.
- 1الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية ISNA
. أنشئت هذه المنظمة من قبل قيادات جمعية الطلبة المسلمين MSA في ولاية إنديانا عام 1982، وهي تطور طبيعي لجمعية الطلبة، فرضته ظروف الهجرة والاستقرار واستقدام الأسر والعائلات، والانتقال من حالة الاغتراب إلى وضعية الهجرة. فقد جاءت كغطاء لنقل نشاطات جمعية الطلبة المسلمين خارج الجامعة. ومن ناحية ثانية، تمثل هذه المنظمة امتدادا من حيث الفكرة والدور الفيدرالية المنظمات الإسلامية التي أنشئت 1953، وفي نفس الوقت كانت بديلا لها أدى إلى تلاشيها مع الزمن؛
لأنها جاءت برؤية مختلفة لتنظيم المجتمع الإسلامي في أمريكا الشمالية تمثل توجهات وأفكار مؤسسيها المنتمين التنظيم الإخوان في العالم العربي، والجماعة الإسلامية في باكستان تتمحور أهداف ISNA حول قضايا دينية واجتماعية بالأساس، فهي ترمي إلى تعليم المسلمين وتوثيق صلتهم بدينهم، وعقيدتهم في مجتمع غربي متقدم، كذلك تقوم بدور اجتماعي يتعلق بخلق روابط بين الأسر والأجيال وتمثل مؤتمراتها السنوية فرصة للتعارف والزواج بين أبناء الجالية، ولكنها أيضا طورت لنفسها دورا سياسيا، حيث تحرص على خلق رابطة تجمع المسلمين في أمريكا الشمالية بغض النظر عن أوطانهم السابقة، وأعراقهم ومذاهبهم، وذلك لخلق حالة وحدة بينهم تمكنهم من أن يكون لهم وزن سیاسي حقيقي في المجتمع الأمريكي، وقد أنشأت ISNA من أجل ذلك المجلس الفقهي لأمريكا الشمالية لخلق مرجعية دينية موحدة للمسلمين من ناحية، ولترسيخ فكرة الصوت الواحد الذي يعبر عن الإسلام، وقد أصدر هذا المجمع فتاوى ضد الإرهاب بعد أحداث سبتمبر 2001. ظلت ISNA تحمل أيديولوجية تنظيم الإخوان التي ترسخت في جمعية الطلبة المسلمين حتى أحداث سبتمبر 2001، ففي عدد مارس/أبريل العام 1999 حمل غلاف مجلتها الشهرية «الآفاق الإسلامية» Islamic Horizons صورة مؤسس تنظيم الإخوان حسن البنا، وكان شخصه وفكره محور العدد، كذلك في عام 1990 نشرت مطبعة ملحقة بهذه المنظمة ترجمة الكتاب سید قطب «معالم في الطريق»، واستمرت قيادات ISNA المنتمية إما لتنظيم الإخوان في العالم العربي، أو لفرعه الباكستاني الذي يحمل اسم الجماعة الإسلامية حريصة على أن تكون هذه المنظمة تابعة، أيديولوجيا وسياسيا، لهاتين الجماعتين في المشرق الإسلامي إلى أن وقعت أحدث 11 سبتمبر، بعدها بدأ التحول الكبير في تطورها.
وقد كان انتخاب الدكتورة إنجريد ماتسون Ingrid Mattson، كأول سيدة، وأول إنسان أمريكي أبيض من غير المهاجرين لقيادة ISNA في عام 2006، نقطة تحول جوهرية في تطور هذه المنظمة، فالدكتورة ماتسون حصلت على الدكتوراه من جامعة شيكاغو عام 1999، في موضوع الفقه والتاريخ، وكانت في قمة التحرر في نقدها للفقه الإسلامي؛ حيث خلصت إلى أن الفقهاء انحازوا لقوى المجتمع أكثر من انحيازهم لمقاصد الشرع في موضوع الرقيق. الدكتورة ماتسون كانت كاثوليكية، واعتنق الإسلام على أرضية عقلية رشيدة، بحيث صارت تمثل نموذجا للمسلم الذي استطاع أن يجيب على سؤال الأستاذ الكاثوليكي الشهير جون إسبوزيتو الذي يعد من أكثر المناصرين لتنظيم الإخوان في الأكاديميا الغربية، والذي طرح سؤالا إشكاليا، ردده العديد من الباحثين بعده يقول "هل يستطيع المسلم أن يحيا حياة إسلامية في أرض غير إسلامية ؟" كانت الإجابة في شخصية إنجريد ماتسون، هكذا يرى العديد من الدارسين الأمريكيين غير المسلمين، لقد صارت ISNA بعد قيادة ماتسون غيرها قبلها؛ سواء من حيث الموضوعات التي تهتم بها، أو انخراطها في المجتمع الأمريكي، وتعاملها مع إشكالياته الكبرى
2- الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية ICNA
. وهذه المنظمة، كذلك، واحدة من منتجات جمعية الطلبة المسلمين MSA فقد أنشأتهما المجموعة المنتمية لحزب الجماعة الإسلامية في باكستان، من داخل جمعية الطلبة في سنة 1971، ثم تطورت إلى أن أصبحت نسخة مصغرة من ISNA، تقوم بنفس الأدوار والفعاليات، ولكنها النسخة الأقرب إلى المنهج السلفي، على العكس من ISNA المنفتحة على جميع التيارات الإسلامية، والتي تتسم بدرجة أكبر من الحداثة والعصرنة، أما ICNA فتعلن أنها ترمي بالأساس إلى إقامة الدين على منهج السلف الصالح، وتحقق ذلك من خلال حلقات تعليم القرآن ، والاهتمام بالأسر التي تتكون من النساء. وقد شهدت مرحلة التسعينيات، وما بعدها، تطورات كبيرة في المنظمة، فقد تراخی ارتباطها بالجماعة الإسلامية الباكستانية، وتخلت عن اللغة الأوردية كلغة خطاب ودعوة وحوار ومؤتمرات، وأصبحت مؤتمراتها مفتوحة للجميع وباللغة الإنجليزية .
3- الجمعية الإسلامية الأمريكية MAS
في عام 1992 أنشأت مجموعة من المهاجرين العرب المنتمين لتنظيم الإخوان هذه المنظمة، التي تشبه تماما ICNA، بحيث صار الاثنان شيئا واحدا، يعقدان مؤتمراتهما السنوية بصورة مشتركة، فمرة يكون المؤتمر السنوي ICNA - MAS ، وأخرى MAS ، فقط لتحدي أي المنظمتين هي صاحبة المناسبة. وقد أنشأت هذه المنظمة عام 2000 جامعة مفتوحة تعتمد نظام التعليم عن بعد، أطلقت عليها الجامعة الإسلامية الأمريكية Islamic American University وكان أول رئيس لها الدكتور صلاح سلطان، القيادي الإخواني المصري. والحقيقة أن هاتين المنظمتين تغرقان في المبالغة في البعد العقائدي، والحفاظ على التقاليد الاجتماعية المنقولة عن الشرق بصورة تسهم في تحويل المسلمين إلى "جيتو" منعزل عن المجتمع الأمريكي.
4- جمعية المسلم العالمي الأمريكية UMAA
وهي منظمة للشيعة الاثني عشرية، في الولايات المتحدة، تأسست عام 2002، وتمثل النسخة الشيعية لمنظمتي ICNA، وMAS.
ثانيا: المنظمات السياسية وهي مجموعة من المنظمات أنشئت بالأساس للقيام بدور سياسي سواء لخدمة الأقلية المسلمة في أمريكا، أو الخدمة الجماعات التي تمثلها في الشرق أو الاثنين معا، وقد تبين من البح في خلفيات هذه المنظمات السياسية الست أن لخمسة منها علاقة وثيقة بالحركات السياسية الإسلامية، في العالم العربي وجنوب آسيا، وبالتحديد تنظيم الإخوان، والجماعة الإسلامية الباكستانية، وأنها تخلط في عملها بين أهداف تتعلق بالداخل الأمريكي، وأخرى ترمي إلى التأثير في السياسة الخارجية طبقا لما تريده الجماعة الأم وتنظيمها الدولي:
-1 المجلس الإسلامي للشؤون العامة MPAC
أنشئ هذا المجلس عام 1988 بواسطة قيادات المركز الإسلامي لجنوب كاليفورنيا، الذي كان يديره أكثر قيادات المسلمين الأمريكيين ثقافة وحنكة وذكاء، وهو الدكتور حسان حتحوت، وأخوه الدكتور ماهر حتحوت، وزميلهم الدكتور الألفي الذي أوقف من | ماله الخاص فيما بعد الإنشاء الكرسي الذي يشغله الدكتور خالد أبو الفضل، وقد تم إطلاق هذا المجلس ليكون وسيلة يستطيع من خلالها، المسلمون إثراء الحياة السياسية والثقافية الأمريكية. ويمثل هذا المجلس النموذج الوحيد المستقل تنظيميا وفكريا عن الجماعات السياسية الإسلامية في الشرق، فقد حاول أن يدمج المسلمين في الحياة السياسية الأمريكية، وأن يبني جسورا بين مجتمعات المسلمين في أمريكا وبين مؤسسات دولتهم، ونظم العديد من الفعاليات لتحقيق هذه الأهداف، وينظر إليه عند الدراسين للمنظمات الإسلامية الأمريكية على أنه نموذج لمنظمة إسلامية تتبنى القيم الليبرالية الأمريكية، ولكن للأسف لم يحقق النجاح المتوقع لهيمنة الحزبية السياسية المرتبطة بالجماعات الإسلامية في الشرق على معظم المنظمات والفعاليات الإسلامية في أمريكا
2- المجلس الإسلامي الأمريكي AMC
تأسس هذا المجلس في 1990 بواسطة بعض القيادات الأولى لجمعية الطلبة المسلمين، وكان في واجهة عملية التأسيس السيد عبد الرحمن العمودي الإرتيري الأصل الذي قام بدور بارز لخدمة وزارة الخارجية الأمريكية في العالم العربي بعد أحداث سبتمبر 2001 ثم انتم بعد ذلك بالتآمر مع الرئيس الليبي السابق | معمر القذافي لاغتيال ولي عهد المملكة العربية السعودية، حينذاك، الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولم يزل في السجن حتى اليوم. وقد نجح هذا المجلس في استقطاب أهم العقول المسلمة في الولايات المتحدة، من جميع الخلفيات؛ مثل الدكتور علي مزروعي عالم السياسة الكيني الأصل الأمريكي الجنسية، والدكتور روبرت كرين الأمريكي المسلم الذي عمل مستشارا للرئيس الأمريكي الأسبق نیکسون؛ وقد كان من آثار فضيحة تأمر العمودي أن عصفت بالمجلس الإسلامي الأمريكي، وانتهى دوره 2009 ويهدف هذا المجلس إلى زيادة الوعي السياسي، والانخراط في النشاط السياسي لدى المسلمين الأمريكيين، وقد نجح نجاحا مشهودة في إبراز مجتمع المسلمين في الساحة السياسية الأمريكية، فلأول مرة استطاع المجلس الإسلامي الأمريكي أن يضمن جدول افتتاح مجلس النواب دعاء إسلاميا ألقاه الداعية الأفريقي الأمريكي "سراج وهاج" في عامي 1991، و 1992، ومنذ عام 1996 بدأ البيت الأبيض يدعو المسلمين للاحتفال بعيد الفطر.
3- التحالف الإسلامي الأمريكي AMA
أسسه أستاد باكستاني اسمه أغا سعيد في شمال کالیفورنيا عام 1994، وكان مؤسسه يهدف إلى تحريك المسلمين في الولايات المتحدة وتنشيطهم للمشاركة بفعالية تعطيهم الثقل المناسب في انتخابات عامي 2000 و2004، ولكن لأن المؤسس تم سجنه بتهمة الاحتيال المالي والنصب والتزوير في أوراق الحصول على الجنسية الأمريكية؛ فقد لحق هذا المجلس بسابقه، وأصبح في خبر كان
4- مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR)
أنشئ في 1994 في منطقة واشنطن العاصمة كجماعة ضغط للتأثير على عملية صنع القرار في العاصمة الأمريكية، وللدفاع عن حقوق المسلمين والعرب، ولمواجهة جرائم العنصرية ضدهم، وقد لعب هذا المجلس دوا متميزا في الدفاع عن قضايا الأقلية المسلمة في أمريكا، وكان من أكثر المنظمات الإسلامية السياسية نشاطا وتأثيرا وفعالية في مواجهة جرائم العنصرية والكراهية للإسلام والمسلمين، مما حشد له دعما شعبيا بين المسلمين خصوصا الشباب منهم، وأصبحت منظمة CAIR من أكثر المنظمات حرصا على تبني قضايا المسلمين الذين يواجهون معاملة غير عادلة، أو اعتداء من المتعصبين الأمريكيين (19). ونظرا لانتماء بعض العناصر الفاعلة في قيادة هذا المجلس التنظيم الإخوان، فقد تم استخدام هذا الرصيد الداخلي من الشرعية المجتمعية لدى المجتمع المسلم في الولايات المتحدة لدعم تنظيم الإخوان في المشرق العربي، والدفاع عنه، ومحاولة ممارسة دور جماعة الضغط للتأثير على السياسة الخارجية في العالم العربي لمصلحة تنظيم الإخوان، وهذا الذي أعطى لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية دورا مزدوجا وجعله منظمه ذات وجهين، وتحمل أجندتين، فهي في الداخل الأمريكي تدافع عن المسلمين، وتمثل حائط صد لهم أمام كل مظاهر الإسلاموفوبيا، وفي الخارج هي منظمة إخوانية تحمل أجندة الإخوان بكل قوة وصرامة، والحقيقة أن من هم في الداخل الأمريكي قد لا يعرفون الوجه الخارجي لمنظمة CAIR، ومن هم في الخارج لا يعلمون كثيرا عن الدور الإيجابي لهذه المنظمة. وستظل هذه المنظمة تعاني هذه الازدواجية ما ظل بعض عناصر الإخوان في قياداتها، والحقيقة أن الأجيال الشابة المنتمية لمنظمة CAIR من المسلمين الأمريكيين من الجيلين الثاني والثالث، سوف تتخلص قريبا جدا من هذه الازدواجية، وتحافظ على النجاحات الداخلية، وتتخلص من التصادم مع الدول العربية وخلق عداءات غير مبررة معها. وقد بدأت هذه المنظمة خطوات الاندماج في المجتمع الأمريكي فقامت أخيرا بتعيين يهودي أمريكي مديرا تنفيذا لأحد أفرعها الرئيسية
5- مجلس التنسيق السياسي للمسلمين الأمريكيين AMPCC
أنشئ عام 1998 للتنسيق بين مجموعة من المنظمات السياسية الإسلامية، وقد تم تأسيسه اقتداء بمجالس التنسيق بين المنظمات اليهودية، وينضوي تحت هذا المجلس كل من: التحالف الإسلامي الأمريكي، والمجلس الإسلامي الأمريكي، والمجلس الإسلامي للعلاقات العامة، وأخيرا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية
6- مجموعة عمل المسلمين الأمريكيين AMT
تم تأسيسها عام 2004 کمجلس للتنسيق بين المنظمات الإسلامية ذات الخلفية، أو الارتباط، أو التعاطف مع تنظيم الإخوان، وهذا المجلس، مثل سابقه، تنحصر مهمته في التنسيق بين المنظمات المنضوية تحته
من خلال هذه الخريطة للمنظمات الإسلامية في أمريكا تظهر مسارات الرحلة التي مرت بها على مدى ما يزيد على نصف القرن، مرت خلالها بمراحل وتطورات فرضتها تغيرات الواقع، وتحولات تركيبة الجاليات المسلمة على الأرض الأمريكية، التي لم يكن لديها عام 1915 إلا مسجد واحد، بناه المسلمون الألبان في أقصى الشمال الشرقي للولايات المتحدة، وبعد قرن من الزمان في عام 2011 كان هناك 2106 مساجد (23) كذلك بدأت فكرة العمل المؤسسي بمنظمة واحدة منتمية لتنظيم الإخوان والجماعة الإسلامية في الباكستان، وانتهت بطيف واسع من المنظمات شهدت تحولات كبرى داخل كل واحدة منها، انتهت بما إلى مزيد من الانشغال بالواقع الأمريكي، ومزيد من الابتعاد عن هموم المشرق العربي والإسلامي، ومزيد من الواقعية والبرجماتية، ومزيد من الابتعاد عن أيديولوجية المؤسسين المهاجرين الحاملين لكل إشكاليات الشرق ومشاكله، وظهور أجيال جديدة ولدت على الأرض الأمريكية، وليس للشرق في مخيلتها مكان يستحق العناء والانشغال.