ما زالت قضية تسمم الطالبات في إيران من مدينة إلى أخرى ويوما بعد يوم مستمرة، حيث أفادت تقارير إعلامية بأن أكثر من 100 طالبة تعرضن للتسمم بالغاز في مدارس بإيران.
وقال رئيس خدمة الاستشفاء لوكالة تسنيم للأنباء المحلية، إن طالبات من سبع مدارس للبنات في مدينة أردبيل بشمال البلاد، استنشقن صباحا مكونات غازية وتم نقل 108 أشخاص إلى المستشفى. وتأتي هذه الواقعة عقب سلسلة من الحالات المماثلة المسجلة منذ نوفمبر.
وأثارت الظاهرة غضبا في البلاد، حيث قالت وزارة الصحة إن "بعض الأفراد" يسعون عبر ذلك إلى "إغلاق كل المدارس، وخصوصا مدارس الفتيات".
وبلغ، عدد المدن التي شهدت حالات تسمم الطلاب  15 مدينة منها طهران وكرمنشاه وأردبيل، وقم وغيرها من المدن.
وأعلن عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الفارسي، شهريار حيدري، عن إصابة 900 طالبة من مختلف مقاطعات البلاد بالتسمم.
وقال حيدري، تلقيت هذه الإحصائيات اليوم من مصدر موثوق، وليس لدي إحصائيات عن عدد الوفيات، وعلى وزارة التربية والتعليم التحقيق في هذا الموضوع.
ونقل المئات من الطلاب والعاملين بالمدرسة إلى المستشفى وهم يعانون من أعراض اضطرابات التنفس وخفقان القلب والخدر.
وأعلن عضو البرلمان الفارسي عبد علي رحيمي مظفري ، عدد المدن من 10 إلى 15 مدينة الغالب، حيث تجمع الآباء والأمهات المعنيون أمام مبنى مدينة قم وطالبوا بمتابعة السلطات وإغلاق المدارس مؤقتًا، وفي بروجرد طالب أهالي المتظاهرين بمتابعة مصدر هذه التسممات.
من ناحيته، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، عن قلق بلاده حول التقارير التي تؤكد تسمم الفتيات في إيران، داعيا طهران إلى التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وجدد برايس وفقا لما ذكرته قناة الحرة الأمريكية الإخبارية تأكيد واشنطن أنها لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.
يذكر أنه تم تسجيل حالات تسمم لطالبات إيرانيات في أماكن متفرقة ببلاد، حيث أرجعت التقارير ذلك إلى محاولات بعض الأفراد لغلق مدارس الفتيات.
ويتخوّف الإيرانيون من توسع ظاهرة تسمم تلميذات المدارس بعد مضي ثلاثة أشهر على رصد أول حالة، فيما ترفض الأجهزة المسؤولة تحديد الأسباب أو نوعية المواد التي تسبب حالات الاختناق بالمدارس.
واتهم معارضون الحرس الثوري بالوقوف وراء عمليات التسمم انتقاما من خروج النساء والفتيات في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران.
وقالت المتحدث باسم رابطة أهالي ضحايا الطائرة الأوكرانية، حامد إسماعيليون، يعلق على استمرار تسمم التلميذات في المدارس الإيرانية، قائلا: "قاموا بتسميم مئات التلميذات في إيران خلال أسابيع. النظام ينتقم من النساء".
ونشرت الناشطة الإيرانية المعارضة مسيح علي نجاد مقطع فيديو عبر حسابها بتويتر قالت فيه أن قوات الأمن الإيرانية بأزياء مدنية عاملوا بوحشية والدة إحدى التلميذات المتسممات في مدرسة "تهرانسر"  وشدوا شعرها بعنف.
وردا على استمرار تسميم تلميذات المدارس، طلبت الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد من التلاميذ والطلاب المدارس والجامعات مقاطعة الصفوف يوم السبت المقبل.
ووصفت حالات التسمم هذه بأنها انتقام النظام من النساء بعد خلعهن الحجاب وحضورهن في الاحتجاجات.
وطالبت نقابة المعلمين الإيرانيين، المرشد علي خامنئي، وقادة الحوزات، وجميع أوصياء الدين الرسميين في البلاد، بإعلان موقفهم من هذه الاعتداءات.