جنازة "المكحل" تتحول لانتفاضة غضب ضد ميليشيا الحوثي
الجمعة 24/مارس/2023 - 05:18 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في مؤشر خطير على الرفض الشعبي للانقلاب الحوثي في مختلف المناطق اليمنية المحتلة من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، تحولت جنازة الناشط الشاب حمدي عبدالرزاق الملقب بـ"المكحل" والذي تم تصفيته بدم بارد في معتقلات الميليشيا بعد خمسة أشهر من مداهمة منزله بمدينة إب، واعتقاله، على خلفية انتقاداته لفسادها وممارساتها الاجرامية، إلى محاكمة مفتوحة لعبدالملك الحوثي وميليشياته.
وكان الآلاف من أبناء محافظة إب شيّعوا عصر الخميس، جثمان المكحل الذي قُتل الأحد، في سجون ميليشيا الإرهاب، فيما اعتدت الميليشيا على المُشيعين بالضرب ونفذت اختطافات واسعة في صفوفهم وذلك عقب استكمال مراسيم الدفن.
وأوضحت مصادر محلية أن مراسيم التشييع تحولت إلى تظاهرة شعبية غاضبة ضد ميليشيا الحوثي، حيث هتف المشيعون تنديدًا بالميليشيا الحوثية وجرائمها الإرهابية بحق أبناء المحافظة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لهتافات المُشيعين وهم يرددون بصوت مدوٍّ "لا إله إلا الله.. الحوثي عدو الله"، رغم تواجد عشرات المسلحين الحوثيين الذين يفرضون طوقًا على المدينة القديمة منذ يومين.
وشوهد المئات من أبناء مدينة إب القديمة والكحل مرسوم على أعينهم خلال التشييع؛ تضامنًا مع الشهيد حمدي عبدالرزاق المكحل، الذي اعتاد وضع الكحل على عينيه، فيما سُمعت أصوات زغاريد وحجران نساء مدينة إب القديمة.
وأكد سكان محليون أن ميليشيا الحوثي أطلقت النار بشكل مكثف، في محاولة لتفريق المُشيعين بعد الوصول للمقبرة، إلاّ أن المُشيعين واصلوا عملية الدفن حتى النهاية، وأطلق بعضهم الأعيرة النارية في الهواء للتعبير عن تعهدهم بأخذ الانتقام من قاتليه.
وفي السياق حي وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة له على تويتر "انتفاضة عشرات الآلاف من الشباب الذين تجمعوا من مختلف مديريات محافظة إب، ورددوا الشعارات المناهضة للميليشيا الحوثية، واسقطوا شعاراتها المستوردة من ايران رافعين إعلام الجمهورية وصور الشهيد، واكدوا أن دماء حمدي عبدالرزاق لن تذهب هدرا، وستتحول إلى لعنة تطارد القتلة، ووقودا للثورة القادمة".
واستغرب الوزير اليمني استمرار الصمت المطبق من المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات وهيئات حقوق الانسان ازاء هذه الجرائم النكراء التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الصحفيين والاعلاميين والنشطاء، من اختطاف واخفاء قسري، وتعذيب نفسي وجسدي، ومحاكمات صورية، وصولا للتصفية الجسدية، وطالب الإرياني بموقف يرقى لحجم تلك الجرائم، وملاحقة ومحاسبة المسئولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا.