هدوء حذر في غزة.. حماس تراهن على جولة جديدة من الصراع لمصالح ذاتية
الجمعة 07/أبريل/2023 - 11:11 م
طباعة
علي رجب
سيطر الهدوء على قطاع غزة، اليوم الجمعة، بعد ليلة من اعتداء الاحتلال الاسرائيلي على القطاع ، ردا على الاق صواريخ من غزة على اسرائيل، فيما يترقب اهالي غزة الوضع بحذر في ظل اتهامات لحركة حماس بالعمل لمصالحها الشخصية ، واداخل القطاع في حرب جديدة تزيد من معاناة اهالي غزة.
ويشير نشطاء إلى أن هناك خلافات بين قيادات حركة حماس، قائد الحركة في القطاع يحي السنوار، ونائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري ، ورئيس المكتب الخارجي للحركة خالد مشعل، تهدد بعودة الحرب مرة أخرى، ومحاولة الحركة تحقيق مصالح شخصية على مصلحة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
ويعاني قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه، من ارتفاع كبير في معدلات الفقر والبطالة، فضلاً عن ازدواجية الضرائب التي يدفعها مواطنو غزة على البضائع التي تدخل إلى القطاع.
واعتبر المراقبون أن اطلاق صواريخ من غزة هو حسابات لمصلحة شخصية ومنافسات سياسية بين قيادات حماس بما يهدد بحرب جديدة في القطاع.
وتشجع حركة حماس عبر سياسة النشاط عبر الساحات عنصرها على تنفيذ عمليات مُسلحة، حتى وإن كان ممكناً الانزلاق إلى حرب في غزة غير مرغوبة بالنسبة لها الآن.
ويرى مراقبون أن قطاع غزة رهينة السياسة التي تتبعها حماس والجهاد الإسلامي، وحرب الوكالة لصالح ايران، حماس والجهاد اصبحت رهينة القرار الإيراني، فالأوضاع في الضفة الغربية مشتعلة منذ عدة أشهر، مع استمرار تعقد مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني.
واشارت مصادر اعلامية عدة الى وجود تنسيق بين "حزب الله" اللبناني، وحركة "حماس من أجل مواجهة قادمة مع إسرائيل، وناقشا التهديدات الأمنية لإسرائيل في ظل الأوضاع في الضفة الغربية، وتظاهرات ضد حكومة بنيامين نتنياهو.
وطالب مراقبون الحذر من دفع قطاع غزة ثمن الحرب بالوكالة، وعدم سيطرة حماس أو تواطؤها بإطلاق صواريخ من القطاع باتجاه الأراضي المحتلة بما يشكل تهديدا لأكثر من مليوني في فلسطيني في القطاع لصالح فاتورة تحالفات حماس والجهاد مع ايران.
ويرى المراقبون أن السنوار بات يشكل مركز قوة في الحركة يضاهي وينافس قوة القيادة السياسية للحركة في الخارج والتي تعزز وجودها ونفوذها بعد اغتيال مؤسس 'حماس' الشيخ أحمد ياسين.
وفي وقت سابق قال خالد مشعل، إن الأمور ذاهبة للتصعيد في شهر رمضان، وأننا مقبلون على "أيام ساخنة"، داعيا الأمة العربية والإسلامية لتجاوز خلافاتها الداخلية والتوحد لمواجهة بلطجة الاحتلال.
وأضاف مشعل، في لقاء الكتروني: “إن حكومة نتنياهو المجرمة تسعى إلى حسم الصراع على القدس والأقصى والضفة الغربية”، مؤكداً أن “السلم لا يتحقق بدون مقاومة ولن يدوم دون قوة تحميه، وأن الأمور ذاهبة إلى التصعيد في رمضان، والشعب الفلسطيني يعلم أنه لا استرداد للوطن إلا بالمقاومة بأشكالها كافة”.
فيما أوضح المراقبون أن يحي السنوار يمتلك تأثيرا كبيرا داخل حماس ، لكنه لا يقود تغييرًا كاملاً في سياستها، وهو مؤثر وساهم في اتخاذ الحركة قراراتها منذ توقيع المصالحة.
ولفت المراقبون أن جناح حماس يواصل استهداف "السنوار" عبر اتهامه بأنه أضر بوضع الحركة وأدخلها في دائرة من الأزمات بما في ذلك المالية منها، كما تحفظ بعض القيادات داخل الحركة في قطاع غزة على استمرارية يحيى السنوار، وعلى آليات الاختيار والانتخاب الشكلي، وبعضها سجل اعتراضاته في بعض مواقع التواصل، وهو أمر غير مسبوق. إضافة إلى الانتظار لتشكيل قوة سياسية داخل المكتب بالقطاع، يكشف عن قوة الصراع بين "السنوار" و"مشعل" في السيطرة على قرار الحركة.
يقول المحلل السياسي والمختص بالشأن الاستراتيجي زيد الأيوبي أن قيادة مليشيات حماس في قطاع غزة غارقون بالفساد وحياة الرفاهية ويعيشون عيشة "نغنغة" في فنادق الدوحة في الوقت الذي بإن الشعب الفلسطيني في غزة تحت وطئة الفقر وضنك العيش الذي فرضته حماس على القطاع بهدف إخضاع المواطنين لسيطرتها وكسرا رادتهم وحكمهم بالحديد والنار.
واكد الأيوبي أن المواطنين في غزة حانقون وغاضبون على قيادة حماس واجهزتها العسكرية بعد لأن ثبت لهم قيامها بسرقة وقرصنة المساعدات العربية والدولية التي تأتي للمواطنين من الخارج حيث تستولي عليها قيادة حماس وتستخدمها بالاستثمارات الكبرى في قطر وتركيا وماليزيا وحتى داخل غزة على حساب كرامة الغزيين وراحة بالهم.
وتسأل الأيوبي قائلا: ماهذا الحصار الذي يغني قادة حماس ويجوع المواطنين الابرياء هل قيادة حماس محاصرة فعلا أم أنها أفلام محروقة ضمن توليفة تفاهمات حمساوية احتلالية تتضمن حفاض حماس على امن حدود القطاع مع كيان الاحتلال مقابل ادخال الاموال والبضائع لقادة وشركات حماس كامتيازات مالية واستثمارية هدفها تعزيز قدرة حماس في غزة لإبعادها عن اي امل بتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وهو ما يريده الاحتلال الاسرائيلي لتفرقة الفلسطينيين وإشغالهم بخلافات داخلية بدلا من التركيز على التناقض الأساسي وهو الاختلال الاسرائيلي.
وافاد الايوبي انه من الواضح ان مليشيا حماس تعمل كذراع لتنظيم الملالي في غزة وهي لا يهمها مصلحة القضية الفلسطينية بقدر ما يهمها الدفاع عن تنظيم الملالي في طهران لذلك لا استغرب ان يثور تصعيد عسكري بالصواريخ بين الاحتلال وحماس وباقي الفصائل الإيرانية في غزة هدفها الدفاع عن مستقبل الملالي وليس الدفاع عن فلسطين.