غزة تحبس أنفاسها... صراعات الأجنحة والولاءات داخل حماس يرسمان ملامح الحرب المقبلة
وسط ترقب وقلق يعيشه أبناء قطاع غزة، من اندلاع حرب جديدة في القطاع بفعل سياسات حكرة حماس التي تتحكم في زمام الامور داخل غزة، يرى مراقبون أن الصراعات داخل الحركة تكشف عن حسابات اقليمية ودولية تسيطرة على اجنحة الحرة كلا يعمل لحسابه بعض النظرعن المصلحة الخاصة بالقطاع.
وفي وقت سابق اتهمت حركة فتح، حركة حماس بخوض المعارك من أجل المال، وأن قياداتها تعيش في ترف خارج غزة، وأنها غارقة في تفاهمات مع تل أبيب، وتزايد على تضحيات الفلسطينيين وتوهم العالم بقيادة "المقاومة".
أيضا اتهم مراقبون أن الحركة تعيش في الفنادق في الخارج، وعلى رأسهم رئيس الحركة اسماعيل هنية ورئيس رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل في فنادق فخمة في العاصمة القطرية الدوحة، يعاني أبناء غزة من وضع اقتصادي صعب، ويدعون ثمن اي تصعيد عسكري في مواجهة الاحتلال.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني والمختص بالشأن الاستراتيجي زيد الايوبي، لبوابة الحركات الاسلامية، انه لا شك يوجد خلافات كبيرة وعميقة بين اقطاب حركة حماس في الداخل الفلسطيني والخارج
واكد الايوبي على ان الخلاف بين جناح خالد مشعل وصالح العاروري الذي يمثل حماس في الضفة الغربية والخارج ، وجناح يحيى السنوار في غزة فيما يحاول رئيس الحركة اسماعيل هنية اللعب على الحبال بين الجناحين .
يضاف لذلك أن جناح السنوار ومحمود الزهار هو المنخرط في العمليات العسكرية والاستراتيجية الايرانية في الوطن العربي ويريد ايضا ان يكسب التمويل القطري فهو من جهة يعمل بكبسة زر لدى قائد الحرس الثوري الايراني اسماعيل قاآني ويريد في ذات الوقت الحفاظ على تماسك الحركة الطاهري من خلال القبول برؤية قطر للحفاظ على التهدئة طويلة الامد بين حماس في غزة والكيان الاسرائيلي ، وفقا لـ"الايوبي".
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني أنها معادلة خلافية صعبة في ظل سعي خالد مشعل ومن معه للحفاظ على علاقة عضوية مع جماعة الاخوان المسلمين ومظلتها امارة قطر ومؤخرا حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لذلك نحن نتحدث عن حركات حماس وليس حركة حماس الواحدة، حركات حماس المتمثلة بأجنحتها المختلفة والتي يمكن لاي باحث في وضع حماس اليوم ان يكتشفها بسهولة .
وتابع الايوبي قائلا "جناح السنوار يتلقى دعما قطريا لسببين الاول للحفاظ على التهدئة مع الاحتلال والثاني تلقي الاموال القطرية للحفاظ على مكانة خالد مشعل ومن معه داخل الحركة ".
ونوه المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن الثابت من خلال تصريحات القيادي الحمساوي محمود الزهار القريب من جناح السنوار ان فلسطين وقضيتها ومعاناة الشعب الفلسطيني برمته غير موجودة على اجندة حماس فقد صرح الزهار "بان اهدافهم ليست فلسطين لان فلسطين غير موجودة على الخريطة وان فلسطين وقضيتها بالنسبة لهم مجرد نكاشة اسنان لا اكثر".
وأضاف الايوبي "لذلك موضوع اطلاق الصواريخ بين الحين والاخر باتجاه كيان الاحتلال من غزة او من لبنان لا يمكن ان يكون هدفه فلسطين والاقصى وانما يأتي ذلك في سياق رسائل ايرانية لكيان الاحتلال عبر ادوات ايران في فلسطين ولبنان بانه اذا استمر قصفكم للأهداف الايرانية في سوريا فنحن قادرون على الرد وهذه الرسالة تفهمها اسرائيل جيدا لذلك هي ترد على الصواريخ التي انطلقت من لبنان بقصف صاروخي على غزة معقل ادوات ايران".
واختتم تصريحات قائلا "باختصار مسرحية الصواريخ والرد الاسرائيلي عليها اصبحت مكشوفة للفلسطينيين وللمجتمع الاسرائيلي ايضا حيث يحاول نتنياهو استثمار هذه الصواريخ البدائية لتكريس نفسه في المشهد السياسي الاسرائيلي، انها مسرحية مقيتة تظهر متاجرة محور الملالي بالقدس والاقصى و يذهب ضحيتها الابرياء الفلسطينيين ".
من جانبه قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عبدالله كميل إن "النهج الذي تتبناه (حماس) هو المقاولة، وليس المقاومة، وقياداتها بارعة في المزايدة على تضحيات شعبنا، وتخوض المعارك من أجل المال، وتغض الطرف عن قتلى حركة (فتح) الذين سقطوا على يد إسرائيل".
وأضاف "حماس تحاول أن توهم العالم بأنها تقود المقاومة، لكنها غارقة بالتفاهمات مع إسرائيل، وتصريحات قياداتها انعكاس طبيعي لفكر حماس المرتكز على الإقصاء، وهي تسعى إلى تعميق الشرخ والانقسام بين الفلسطينيين".