صراع الأخوة الأعداء.. 4 جبهات تصارع داخل حماس لصالح قوى إقليمية
الأحد 16/أبريل/2023 - 11:59 م
طباعة
علي رجب
كشف ناشط فلسطيني عن اتساع الخلافات بين قيادات #حماس ، وسط اتهامات باختلاسات مالية كبيرة في الوقت الذي دعت فيه كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري للحركة ، إلى دعم “المقاومة الفلسطينية” ماليا، من خلال عملة “بتكوين” الرقمية.
معاذ هنية يختلس أكثر من ٤٧ مليون دولار
ونشر الناشط الفلسطيني حمزة المصري، عبر قناته على "تلغرام" كواليس الصراع داحل حماس، مؤكدا وجود خلافات كبيرة بين قيادات الحركة بسبب اختلاسات مالية كبيرة جدا
وقال المصري، إن الجميع يعلم أن المحفظة المالية لحركة حماس، بيد رئيس الحركة اسماعيل عبد السلام هنية ، مضيفا أن معاذ نجل اختلس أكثر من ٤٧ مليون دولار، وهو ما فجر خلافات واسعة داخل حماس.
خلافات داخل حماس
وأضاف المصري أن الخلافات وصلت لخطف بعض القيادة الميدانية التي تتبع اسماعيل هنية، فيما يسيطر قائد حماس في غزة، يحيي السنوار على كل جوانب قطاع غزة من العسكري والامني والمالي والتعليم والسياسي وغيراها.
4 جبهات داخل حماس
واوضح المصري أن خريطة الصراع داخل حماس منقسمة إى 4 أاقسام " كوتات "، جبهة يتبع اسماعيل هنية وهو المتحكم بالمحفظة المالية للحركة.
والجبهة الثانية يشكل جناح يحيى السنواروهو متحكم بغزة بشكل كامل، والجبهة الثالثة بقيادة رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، وهو الاضعف حاليا والمعتدل ك شيئ بسيط.
والجبهة الرابعة بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري والمتحكم الوحيد في الضفة الغربية والمسؤول عنها ولكن ضعيف بعد التخلص وقتل الأسير المحرر القائد في كتائب القسام مازن فقها على يد يحيى السنوار ومجموعته في غزة .
ولكن صالح العاروري يسعى العروري للانقلاب في الضفة حتى يصبح قوة تضاهي قوة السنوار في غزة ،حتى يعود له كلمة في حماس كما كان قبل.
من جانبه قال المحلل السياسيس حميد قرمان، إن هناك ثلاثة تيارات داخل حركة حماس، بدأ الصراع بين تيارات حماس يطفو على السطح، بين ما يسمى بحماس الداخل وحماس الخارج، حيث بدأت الاصطفافات بين تيارات الحركة، التي سارعت بدعم مرشح يرى أحقيته برئاسة المكتب السياسي للحركة، فحماس الخارج رشحت موسى أبومرزوق، وحماس الداخل رشحت إسماعيل هنية، الذي فاز بانتخاباتهم السرية، والتي يشوبها دائما نوع من التلاعب حسب الجهة التي تحتضن الحركة في فترة إجراء الانتخابات.
وأضاف "قرمان ان المكتب السياسي لحركة حماس يجب أن يشمل ممثلين عن حواضن الحركة المتعددة؛ القطرية والتركية والسورية والإيرانية، حيث تطغى الحاضنة الأقوى على قرار الحركة حسب قوة تيارها المُمثل في المكتب السياسي.
واوضح "قرمان" انه عندما كانت الحاضنة السورية – الإيرانية هي الأقوى.. كان تيار خالد مشعل وموسى أبومرزوق وخليل الحية ومحمود الزهار وأسامة حمدان، متصدرا المشهد السياسي والإعلامي الحمساوي، والذي أفل نجمه بعد الأزمة السورية.
وتابع قائلا " هنية استغل اتصالاته مع الإيرانيين والقطريين في تعزيز نفوذه في حركة حماس للبقاء في موقعه، ليشتعل صراع المناصب القيادية داخل الحركة بين التيارات الثلاثة؛ تيار هنية وتيار مشعل وتيار يحيي السنوار قائد الحركة في غزة الذي تسلل إلى المشهد الداخلي الحمساوي بسبب شعبيته بين مؤيدي ومناصري الحركة في القطاع، فتم التوافق بعد تدخلات تركية – قطرية – إيرانية، على أن يكون هناك ثلاثة رؤساء للحركة؛ رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ورئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، ورئيس حركة حماس في قطاع غزة إبراهيم السنوار.
وتابع المحلل السياسي قائلا "وبذلك خرج تيار صالح العاروري الذي تسلم موقعا شرفيا بلا صلاحيات، نائبا لرئيس المكتب السياسي ورئاسة إقليم حماس في الضفة الغربية".
وأضاف "قرمان" انه بالعودة إلى التيارات الثلاثة الرئيسية حاليا في الحركة، دعم القطريون تيار السنوار في قطاع غزة بعد أن أثبت جدارته بحكم القطاع والتفرد به، بعد طرد قيادات حماس القريبة من هنية وتحجيم حركة الجهاد الإسلامي والتيارات السلفية الجهادية داخل القطاع، وكسب ولاءات قيادات فلسطينية من مختلف التيارات اليسارية والفتحاوية المنشقة عن حركة فتح الأم، كتيار محمد دحلان وأعوانه الذي أغدق على “أعداء الأمس.. حلفاء اليوم” بالأموال في سبيل إيجاد نشاط سياسي له يأخذ من رصيد حركة فتح الأم التي ما زالت تتمتع بشعبية كبيرة داخل القطاع.
وأوضح أن هنية فشل في وقف، أو على الأقل، في تحجيم سياسات السنوار داخل الحركة خاصة وقطاع غزة عامة، فحاول تجفيف الموارد المالية لتيار السنوار الذي نجح في عقد “تفاهمات حياتية ذات نسق أمني” مع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، والتي جاء ثمنها إمداده بالأموال شهريا بحقائب “15 مليون دولار” تدخل من خلال مطار بن غوريون بعد التفتيش الأمني الإسرائيلي.. يحملها السفير القطري محمد العمادي مباشرة إلى السنوار الذي يتحكم تماما بآليات صرفها، فلم يعد القطاع يتحمل رئيسين وكان لا بد من خروج أحدهما من المشهد الحمساوي – الغزاوي أو الصدام بين التيارين، مما يؤثر بالتأكيد على حكم حماس للقطاع.
وتابع قائلا " انتصر القطريون للسنوار، وضمنوا خروجا لائقا لهنية مع أولاده وزوجاته من قطاع غزة. ولم يكتف السنوار بذلك بل طرد معظم القيادات التقليدية لحماس والتي كانت قريبة من هنية وبالأسماء: خليل الحية وفتحي حماد وصلاح البردويل وسامي أبوزهري وطاهر النونو، وأسكت بالقوة قيادات أخرى، كمحمود الزهار الذي اختفى تماما عن الساحة السياسية والإعلامية الحمساوية. ليبدأ هنية مع تياره بالبحث عن استمرار بقائهم ضمن المنظومة الحمساوية بإعادة الاندماج مؤقتا مع تيار مشعل في بوتقة النظام الإيراني، والعودة إلى الحاضنة السورية – الإيرانية، التي وضعت شروطا لنجاح المشروع الإيراني في المنطقة، من خلال رأب الصدع بين أدواته، والتي يجب أن تكون على توافق وتناغم سياسي كبيرين، من خلال تقوية اصطفاف محوره طهران – دمشق – بيروت، فكان من أهم هذه الشروط؛ عودة العلاقات مع النظام السوري، والتحالف العسكري مع حزب الله في لبنان، وتقوية نفوذ إقليم الضفة خاصة بعد رفض وتمرد تيار السنوار على المطالب الإيرانية بفتح جبهة قطاع غزة كلما تطلب الأمر ذلك.
أوضح قرمان أن الانقسامات بالمواقف السياسية بين حماس الخارج وحماس غزة أصبحت ملموسة، وإن كان الطلاق لم يقع بعد. لم نشهد حتى الآن الشكل الكلاسيكي للانقسام الدارج بين الأحزاب والجماعات على شاكلة حركة حماس الإخوانية، وإن كان الانفصال بين تيارات الحركة قادما لا محالة ليكوّن كل تيار حركة مستقلة قائمة بذاتها. فحماس الخارج والتي تمتلك القوة الاقتصادية والموارد المالية وجدت من خلال جنوب لبنان أرضا ينطلق من خلالها العمل العسكري الذي يخدم توجهات إيران الداعمة لها بالشراكة مع حزب الله، وحماس غزة التي تمتلك قوة النفوذ العسكري ضد إسرائيل تسعى لإيجاد موارد مالية تضمن استمرار حكمها في قطاع غزة.