تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 24 أبريل 2023
الاتحاد: قتلى وجرحى بقصف حوثي على تعز
قتل طفلة وامرأة ومواطن، وأصيب 9 آخرون، في قصف شنته جماعة الحوثي الانقلابية، أمس الأول، ثاني أيام عيد الفطر، على أحياء سكنية في مديرية موزع غرب محافظة تعز، جنوب غربي اليمن.
ونقل الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، عن مصدر محلي وآخر طبي، مقتل 3 يمنيين في القصف الحوثي الذي استهدف منزلاً في قرية «المجش الأعلى» بعزلة العواشقة في مديرية موزع.
وأوضح المصدران أن الجرحى تعرضوا لإصابات متفاوتة بعضها خطيرة، في حين أشار المصدر الطبي إلى احتمالية ارتفاع عدد القتلى نظراً للإصابات البليغة التي يتم التعامل معها في غرفة العناية المركزة بالمخا.
وتم نقل القتلى والجرحى إلى طوارئ المستشفى السعودي ومستشفى الثاني من ديسمبر في المخا، وتبين تعرض القتلى لإصابات بليغة في الرأس والجسد أودت بحياتهم على الفور، بينما تفاوتت إصابات الجرحى بين خطيرة ومتوسطة.
وكان الضحايا، وهم من عائلة واحدة، يقومون بزيارة لدى أحد الأقارب عندما أطلق الحوثيون القذيفة لتحول بهجة العيد إلى مأتم.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن خيارات الرد على إرهاب وتصعيد ميليشيات الحوثي للعمليات الإجرامية في محافظات مأرب وشبوة وتعز، يجب أن تشمل الضغط من المجتمع الدولي وممارسة أقصى ما يمكن ضد الانقلابيين لقبول تمديد الهدنة، ومواجهة استعلاء جماعة الحوثي وما يفعلونه مع الشعب اليمني، ودعم المقاومة الشعبية.
وأوضح الأكاديمي والباحث السياسي اليمني فارس البيل أن خيارات الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي لمواجهة التصعيد العسكري لجماعة «الحوثي» الانقلابية وعدم تطبيق بنود الهدنة وإفشالها، تنحصر في الضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة ليُفعلوا أدوات ضغط جديدة على الحوثي.
وأضاف البيل في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الفرصة مواتية الآن ليضغط المجتمع الدولي والتعامل مع الجماعة بأدوات جادة وحقيقية، لمواجهة التصعيد.
ويرى الباحث السياسي اليمني إلى أن جماعة الحوثي الانقلابية لن تذهب لخيار السلام، وإن ذهبت فلن تطبق شروطه لأنها لن تتنازل عن سلاحها أو السيطرة على الموارد التي نهبتها من اليمنيين، والحالة الوحيدة هي الضغط عليها بكل الوسائل، حتى ترضخ لشروط السلام، ودون ذلك ستستمر في حالة التدمير الممنهج لليمن واليمنيين.
من جانبها، اعتبرت الباحثة السياسية اليمنية مديرة مؤسسة «قرار للإعلام» قبول العبسي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن مواجهة انتهاكات الحوثي وتصعيده العسكري في مأرب وتعز وشبوة، لابد أن تكون عبر مقاومة داخلية شعبية، بجانب الإجراءات والعقوبات الدولية التي تجرم ممارسات الحوثي.
وأشارت العبسي إلى أن الكل يريد الحل السلمي الذي يجنب اليمنيين مزيدا من نزف الدماء لاسيما أن المواجهات العسكرية ليست حلاً، وضرورة تحقيق عدالة شاملة والمحاسبة على الجرائم ضد المدنيين وكل من شارك في الحرب في اليمن.
واتفق الباحث اليمني عبدالكريم الأنسي مع هذه الأطروحات، وأوضح أن التصعيد الحوثي يتم بسبب الهدنة الهشة في الأساس ولم تكن قائمة على خطوات تفصيلية دقيقة، وطالب الأنسي خلال حديثه لـ«الاتحاد» باليقظة ضد الممارسات الإجرامية وعدم التهاون معها، خاصة وأن الجماعة الانقلابية لم تراع حرمة شهر رمضان وأيام العيد المباركة.
الخليج: غروندبرغ يحث الأطراف اليمنية على إنهاء معاناة المحتجزين
حث المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الأطراف اليمنية على اتخاذ خطوات نحو إنهاء معاناة آلاف الأسر اليمنية، التي ما زالت تنتظر لمّ شملها مع ذويها المحتجزين، فيما هاجمت ميليشيات الحوثي مواقع في قطاع الضباب بجبهة حيفان شمال محافظة لحج، بالتوازي مع استمرار أعمال عدائية حوثية في تعز.
ورحب غروندبرغ، في تغريدة له على «تويتر» مساء أمس الأول السبت، بالمبادرات أحادية الجانب التي نفذتها السعودية وجماعة الحوثيين لإطلاق سراح عدد إضافي من المحتجزين.
وأشار غروندبرغ إلى أنه «تم إطلاق سراح 900 محتجز تقريباً الأسبوع الماضي، عن طريق الجهود التيسيرية لمكتبي»، وتمنى المبعوث الأممي «أن تجلب عمليات الإفراج وجمع الشمل الأخيرة السلوى للمجتمعات اليمنية في العيد، وأن تستمر الأطراف في العمل معنا لتنفيذ التزامها بالإفراج عن كل المحتجزين على خلفية النزاع طبقاً لاتفاق استوكهولم».
ومن المرتقب أن يعقد ممثلو الحكومة اليمنية والحوثيون، منتصف مايو/أيار المقبل جولة جديدة من المفاوضات للاتفاق على تبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين والمختطفين، لدى الطرفين. وتشدد الحكومة اليمنية على مطلبها لإطلاق المحتجزين على قاعدة الكل مقابل الكل، وهو الأمر الذي تماطل الميليشيات الحوثية في الاستجابة له.
ميدانياً، أحبطت القوات الحكومية اليمنية، فجر أمس الأحد، هجوماً شنته ميليشيات الحوثي على مواقع في قطاع الضباب بجبهة حيفان شمال محافظة لحج، استمراراً للأعمال العدائية للميليشيات، التي كان آخرها، قصف منطقة سكنية غرب محافظة تعز، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وذكرت مصادر يمنية أن وحدات من القوات الحكومية خاضت مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي عقب التصدي لهجومها على قطاع الضباب غرب مديرية حيفان على الحدود الشمالية من منطقة طور الباحة بمحافظة لحج المحاذية. واستخدمت خلال الاشتباكات جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وتحاول ميليشيات الحوثي، منذ أيام، التقدم باتجاه مواقع في جبهة طور الباحة.
وأمس الأول السبت، ثاني أيام العيد، قصفت ميليشيات الحوثي حياً سكنياً في مديرية موزع غرب محافظة تعز، ما أسفر عن مقتل طفلة (12 عاماً) وامرأة ورجل وإصابة تسعة آخرين.
وأوضح المصدران، أن الجرحى تعرضوا لإصابات متفاوتة بعضها خطِرة، في حين أشار المصدر الطبي إلى احتمالية ارتفاع عدد الضحايا نظراً للإصابات البليغة التي يتم التعامل معها في غرفة العناية المركزة بالمخا.
وكانت ميليشيات الحوثي أقدمت، الجمعة، على تفجير ثلاثة منازل في قرية الزور بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب، وبذلك ارتفع عدد المنازل التي فجرتها الميليشيات في القرية والمنطقة نفسها إلى 17 منزلاً على الأقل منذ فبراير الماضي.
البيان: «الحوثي» يقابل دعوات السلام بالتصعيد
في الوقت الذي ينتظر فيه اليمنيون استئناف محادثات إحلال السلام الأسبوع المقبل، ارتكبت ميليشيا الحوثي الإرهابية خلال أيام عيد الفطر المبارك، جريمتين الأولى استهدفت قرية في غرب محافظة تعز راح ضحيتها 12 قتيلاً ومصاباً، والثانية تفجير ثلاثة منازل في إحدى قرى غرب محافظة مأرب يملكها معارضون لها، ما ألقى بظلال من الشك حول نوايا ميليشيا الحوثي ومصداقيتها في العمل على إنجاح مساعي السلام.
تصعيد
وذكر العميد صادق دويد الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية أن طفلة وامرأة وشقيقها قتلوا وأصيب تسعة آخرون بعد أن استهدف الحوثيون منزلهم بمسيرة مفخخة في قرية المجش الأعلى «التابعة لعزلة العواشقة» في مديرية موزع غرب محافظة تعز في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، فيما ذكر سكان أن مسيرة مفخخة سقطت على منزل عبد الباسط الحبيشي وأدت إلى مقتل الطفلة نجوى حسان مقبل بجاش (12 عاماً) ومريم الحبيشي وشقيقها الحبيشي، كما أصيب تسعة آخرون، وتم نقل جميع الضحايا إلى مستشفيات مدينة المخا.
جريمة
وسبق هذه الجريمة تصعيد في محافظة مأرب أول أيام العيد، حيث أقدمت ميليشيا الحوثي على تفجير منازل ثلاثة يمنيين في قرية الزور بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب، هم صالح وعبد الله الدولة، وصالح الجهمي، ما يرفع عدد المنازل التي فجرها الحوثيون في هذه القرية التابعة إدارياً لمديرية صرواح إلى 9 منازل، منذ منتصف شهر فبراير الماضي، وذلك في إطار سياستها الممنهجة لترهيب معارضيها وتهجيرهم قسراً من مناطقهم بعد تفجير منازلهم.
وفي جنوب الحديدة لقي ثلاثة مدنين مصرعهم بلغم زرعه الحوثيون في طريق فرعي، بمنطقة الجاح، التابعة لمديرية بيت الفقية، حيث كان الضحايا على متن دراجة نارية في طريقهم للتسوق في منطقة الحسينية.
اتفاق
وبموجب الاتفاق الذي أبرمه الوسطاء قبل نهاية شهر رمضان المبارك فإن محادثات إحلال السلام سوف تستأنف الأسبوع القادم، وسيتم خلالها استكمال النقاشات المتعلقة ببنود الاتفاق الشامل مع ممثلي ميليشيا الحوثي، بعد اللقاءات التي عقدت مع الجانب الحكومي والذي قدم ملاحظاته على مجمل المقترحات المرتبطة بتجديد اتفاق الهدنة لستة أشهر جديدة تمهد لاتفاق سياسي شامل، وصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرقات وإزالة القيود التي كانت مفروضة على المنافذ الجوية والبحرية والبرية. ووصولاً إلى سلام مستدام.
الشرق الأوسط: تصعيد حوثي في تعز ومأرب يهدد بعرقلة مساعي السلام ونسف التهدئة
استهلت الجماعة الحوثية في اليمن أيام عيد الفطر بارتكاب المزيد من الجرائم المنتهكة للتهدئة الميدانية الهشة التي يأمل الشارع السياسي المحلي والدوائر الأممية والدولية أن تواصل صمودها، على أمل موافقة الجماعة على خريطة سلام دائم تسعى من أجلها السعودية وسلطنة عمان.
تصعيد الجماعة الانقلابية، تمثل في شنها قصفاً على مناطق مدنية في مديرية موزع الواقعة في الريف الغربي من محافظة تعز (جنوبي غرب)، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح 12 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وذلك بالتوازي مع قيامها بتفجير 3 منازل في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب انتقاماً من المناهضين لوجودها الانقلابي.
ووفق ما ذكرته مصادر رسمية، أدى القصف الذي شنته الميليشيات الحوثية على مديرية موزع إلى مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفلة وامرأة، إلى جانب إصابة تسعة آخرين.
ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن مصدر محلي وآخر طبي قولهما: «إن الطفلة نجوى حسان مقبل بجاش (12 عاماً)، والمواطن محمد عبد الباسط الحبيشي، وشقيقته مريم عبد الباسط الحبشي، قتلوا في القصف الحوثي الذي استهدف منزلاً في قرية «المجش الأعلى» بعزلة العواشقة في مديرية موزع.
وأوضح المصدران، أن الجرحى تعرضوا لإصابات متفاوتة بعضها خطيرة؛ في حين أشار المصدر الطبي إلى احتمالية ارتفاع عدد القتلى نظراً للإصابات البليغة التي يجري التعامل معها في غرفة العناية المركزة في مدينة المخا.
وفي حين نُقل القتلى والجرحى إلى المستشفى في مدينة المخا، قالت الوكالة الحكومية اليمنية (سبأ) إن الجريمة جاءت «في سياق جرائم يومية ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية لنسف جهود السلام المبذولة محلياً وإقليمياً واستمرار إراقة دماء اليمنيين وقتل أفراحهم».
إضافة إلى ذلك، أفادت منظمة حقوقية بأن الميليشيات الحوثية أقدمت الجمعة الماضي، وهو أول أيام عيد الفطر، على تفجير منازل ثلاثة مواطنين في قرية الزور بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب.
وذكرت منظمة «مساواة» للحقوق والحريات في بيان وزعته على وسائل الإعلام أنها تلقت بلاغات تفيد بإقدام الميليشيات على تفجير منازل كل من، صالح بن صالح الدولة، وعبد الله صالح الدولة، وصالح ناصر الدولة الجهمي، في قرية الزور غرب محافظة مأرب.
وأوضحت المنظمة في بيانها أن إجمالي ما فجرته الميليشيات الحوثية من منازل السكان في قرية الزور وحدها التابعة إدارياً لمديرية صرواح منذ منتصف شهر فبراير (شباط) الفائت بلغ أكثر من تسعة منازل، وذلك في إطار سياسة الميليشيات الممنهجة لترهيب معارضيها، وتهجيرهم قسراً من مناطقهم بعد تفجير منازلهم.
الانتهاكات الحوثية، جاءت في وقت يعج فيه الشارع اليمني بالسخط من سلوك الجماعة الذي قاد إلى إفقار المجتمع مع تعمدها السطو على كافة الموارد، ومنعها توزيع المساعدات على المحتاجين والفقراء.
في هذه الأثناء، دان التحالف الوطني للأحزاب اليمنية ممارسات الميليشيات المتمثلة في إفقار المجتمع، والتضييق على الأعمال الخيرية، ومنع الصدقات على الفقراء، وهو الأمر الذي قاد أخيراً قبيل عيد الفطر في صنعاء إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً في حادث تدافع أعقب إطلاق الميليشيات النار على أسلاك الكهرباء في موقع توزيع المساعدات من قبل إحدى المجموعات التجارية.
ويأمل الشارع اليمني أن تسفر الجهود السعودية والعمانية عن اختراق في جدار الأزمة اليمنية في الأيام المقبلة يمهد لسلام دائم، إلا أن التصعيد الذي تقوم به الجماعة يهدد بنسف تلك الآمال، وفق ما يقوله مراقبون.
وكانت الحكومة اليمنية والحوثيون قد أنجزوا أخيراً صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين شملت نحو 900 شخص من الجانبين، فيما أفرجت السعودية عن أكثر من 100 أسير حوثي في مبادرة أحادية، وجرى نقلهم إلى صنعاء عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتقود السعودية وسلطنة عمان والمجتمع الدولي جهوداً متواصلة من أجل إقناع الحوثيين بخريطة طريق تبدأ من تثبيت وقف النار، وتجديد الهدنة، وتوسيعها لتشمل دفع رواتب موظفي القطاع العام في كافة المناطق، وصولاً إلى إطلاق مسار تفاوضي يفضي في نهايته إلى سلام مستدام، وهي الغاية التي يرى قطاع عريض من الشارع اليمني أنها بالغة الصعوبة في ظل ما عرفوه عن عدم وفاء الحوثيين.
وفي أحدث تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي أشار إلى «الجهود السعودية المخلصة» من أجل دفع الميليشيات الحوثية نحو تجديد الهدنة، ووقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد العليمي خوض جولات مكثفة في سبيل السلام، غير أنه اتهم الميليشيات بأنها «تواصل التسويف، وعدم الاستجابة لتلك المبادرات، مع محاولة استثمارها لتحقيق أهداف سياسية، وتعبوية، وحملات إعلامية مضللة».
كما اتهم الجماعة بأنها اختارت إشعال الحرب، وأنها تختار استمرارها، دون الاكتراث لمعاناة الشعب، وقال: «لا يجب إغفال حقيقة أن حرب وانقلاب الميليشيات على التوافق الوطني، وتدمير ونهب المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، جعلت من اليمن مثالاً لأسوأ أزمة إنسانية في العالم».
وأوضح العليمي أن مجلس الحكم الذي يقوده منذ أكثر من عام قدم «كل التنازلات الضرورية لتخفيف المعاناة، وتعبيد الطريق أمام جهود الوسطاء الإقليميين والأمميين والدوليين».
مأرب تخشى تعليق العمل في 23 مرفقاً صحياً
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن نقص التمويل سيدفعها إلى إغلاق 23 مرفقاً صحياً تمثل نصف المرافق الصحية في محافظة مأرب اليمنية، التي تقدم خدماتها لما يقارب ثلاثة ملايين شخص، أغلبهم من النازحين داخلياً.
وفي حين أكدت المنظمة أنه حتى مطلع الشهر الحالي لم تحصل إلا على 16 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمل مجموعة الصحة في اليمن، أكدت أن المحادثات السياسية الأخيرة أثارت آمالاً جديدة في أن السلام الدائم قد يتحقق أخيراً.
وذكرت أنيت هاينزلمان، التي ترأس فريق الطوارئ الصحية في مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن أنهم بدأوا في الوقت الحاضر يرون عواقب النقص الحاد في التمويل للتخفيف من الأزمة الصحية.
وأكدت أن مثالاً واحداً لتلك النتائج يتمثل في تعليق الدعم المتوقع عن 23 من أصل 43 مرفقاً صحياً في محافظة مأرب، التي تستضيف أكبر عدد من النازحين داخلياً، منبهة إلى أن تعليق العمل في هذه المرافق سيؤدي إلى إيقاف خدمات الرعاية الصحية بشكل فعال لنحو 2.8 مليون شخص أكثر ضعفاً.
ووفق ما أوردته هاينزلمان فإن تسع سنوات من النزاع المسلح في البلاد تركت 21.6 مليون من أصل 31.5 مليون شخص بحاجة ماسة إلى الخدمات الإنسانية والحماية، وهناك 12.9 مليون شخص مستهدفون بالرعاية الصحية الإنسانية العاجلة، حيث يعاني حالياً 540 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الوخيم مع خطر الموت المباشر، فيما 46 في المائة من المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد تعمل جزئياً أو خارج الخدمة تماماً بسبب نقص الموظفين أو الأموال أو الكهرباء أو الأدوية.
وفي تقريرها استعرضت المسؤولة الأممية الجهود السعودية - العمانية الأخيرة الهادفة إلى إبرام اتفاق سلام في اليمن، وأكدت أن المحادثات السياسية الأخيرة أثارت آمالاً جديدة في أن السلام الدائم قد يتحقق أخيراً، ولكنها بيّنت أنه ومع ذلك، فإن النظام الصحي الهش في البلاد مثقل بأعباء شديدة، ويقترب من الانهيار، في حين أن تمويل المانحين الدوليين غير كافٍ لتجنب المزيد من التدهور في الخدمات الصحية المتردية.
وقد ذكرت المسؤولة الأممية أنه بداية من مطلع شهر أبريل (نيسان) الحالي، تلقت مجموعة الصحة في اليمن والمكونة من 46 منظمة تابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية 62 مليون دولار فقط، أي 16 في المائة، من أصل 392 مليون دولار أميركي، وهي اللازمة للوصول إلى 12.9 مليون شخص من الفئات الأشد ضعفاً، وتقديم المساعدة الصحية المنقذة للحياة.
وفي تقريرها حذرت من أن يؤدي تفشي الأمراض، لا سيما الحصبة والدفتيريا وحمى الضنك والكوليرا وشلل الأطفال، إلى تسريع الأزمة الصحية المتفاقمة في اليمن، وأن يؤدي النزوح الجماعي، والمرافق الصحية المثقلة بالأعباء، وتعطل شبكات المياه والصرف الصحي، وانخفاض تغطية التحصين إلى تفشي هذه الأمراض وانتشارها.
وحسب بيانات المنظمة فقد سُجل خلال الربع الأول من هذا العام أكثر من 13 ألف حالة إصابة جديدة بمرض الحصبة، و8777 حالة إصابة بحمى الضنك، و2080 حالة مشتبهاً بإصابتها بالكوليرا، لكنها عادت وأكدت أنه من المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك كثيراً، بسبب الثغرات في نظام المراقبة.
وأكدت أنها تمكنت من الحفاظ على استجابة متكاملة للأزمة الصحية في عشرة مجالات ذات أولوية مثل إبقاء مراكز التغذية العلاجية عاملة؛ وتعزيز مراقبة الأمراض؛ والتعامل مع تفشي جميع الأمراض المعدية؛ ودعم مرافق وخدمات الرعاية الصحية؛ والسيطرة على الأمراض الاستوائية المنقولة عن طريق النواقل والمياه والأمراض المدارية؛ ومحاربة الأمراض المزمنة بما في ذلك مرض السكري وأمراض الكلى والسرطان.
وأشارت إلى أنه، ومنذ عام 2020، تدير منظمة الصحة العالمية و«اليونيسيف» والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، ما متوسطه 25 مليون جرعة من اللقاحات المؤهلة كل عام، لكنها الآن أصبحت أهدافاً للخوف على نطاق واسع بسبب حملات التضليل القائمة على الإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي المصممة لتقويض ثقة المجتمع في جهود التطعيم، في إشارة إلى الحملات التي يقودها الحوثيون ووسائل إعلامهم ضد اللقاحات، مؤكدة أنه جرى الإبلاغ عن انخفاض في قبول التطعيم عن المرات السابقة.
الصحة العالمية نبهت أيضاً إلى أنها مجبرة على تقليل دعمها لمراكز التغذية العلاجية في جميع أنحاء اليمن، ما سيؤدي بوضوح إلى عدد لا يحصى من وفيات الرضع والأطفال بسبب الجوع.
وقالت المنظمة إنها لا تمتلك أي أموال تقريباً للاستعداد لموسم الفيضانات السنوي في اليمن الذي يبدأ الآن، وسيُحدث تصاعداً كبيراً متوقعاً في تفشي الأمراض المنقولة بالمياه؛ مثل الملاريا، وحمى الضنك، والكوليرا، وذكرت أن أكثر من اثنين من كل ثلاثة يمنيين يعتمدون على الغذاء والمساعدات الطبية... وغيرها من المساعدات الإنسانية.
اليمنيون يفتقدون بهجة العيد بمنغصات الحوثيين وتدهور الاقتصاد
اشتكى يمنيون في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الحوثيين من حرمانهم من بهجة عيد الفطر، وأرجعوا الأسباب إلى التدهور الحاد في أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية التي زادها تفاقماً انقطاع الرواتب وارتفاع غير مسبوق للأسعار وتصاعد حدة بطش الحوثيين وفرض المزيد من الجبايات والإتاوات.
يأتي ذلك في وقت تغدق فيه الجماعة الحوثية الأموال والمساعدات الغذائية على قادتها وأتباعها وتقصر الرعاية عليهم عبر العديد من الهيئات والمؤسسات والجمعيات التي كانت أسستها الجماعة عقب انقلابها، حيث قامت بإنفاق مليارات الريالات عليهم خلال شهر رمضان.
وتحدث عدد من السكان في صنعاء وغيرها لـ«الشرق الأوسط» عن شكاواهم من الارتفاعات غير المسبوقة في أسعار السلع الأساسية والملابس وجميع متطلبات العيد، وقالوا «إن سوء أوضاعهم المادية والنفسية والمعيشية بسبب الانقلاب والحرب وسياسات الفساد والنهب الحوثية حالت دون إتمام فرحتهم كسائر الناس في البلدان العربية والإسلامية بهذه المناسبة».
وجدد السكان في صنعاء ومدن يمنية أخرى اتهاماتهم لكبار قادة ومشرفي الميليشيات بالوقوف بشكل مباشر وغير مباشر وراء بروز هذا الوضع المأساوي الذي يكابدونه ومعهم كثير من اليمنيين بمختلف المناطق.
ويفيد عبد الله المطري، وهو عامل بالأجر اليومي وأب لخمسة أطفال، لـ«الشرق الأوسط» بأنه تجول مع زوجته في كثير من الأسواق ومحال بيع الملابس في العاصمة عله يجد لأطفاله ملابس بأسعار مناسبة لكنه لم يجد.
وعبر عبد الله، عن شعوره بالصدمة حيال ما شاهده من ارتفاع مخيف وغير معهود في أسعار مختلف أنواع الملابس، وقال: «حتى الملابس القديمة أصبحت أسعارها مرتفعة».
بدوره، أكد موظف تربوي من إب أنه اضطر بعد أن تقطعت به السبل وعجز عن الإيفاء بالتزامات أسرته، ونتيجة استمرار انقطاع المرتبات ومنع الميليشيات فاعلي الخير من مد يد العون له ولغيره من الأسر الأشد احتياجاً في المحافظة، إلى التنقل بين مساجد عدة في نطاق مركز المحافظة ليقف عقب كل صلاة ماداً يده للمصلين لطلب العون المادي ليتسنى له كسوة أولاده.
وشكا الموظف التربوي من استمرار تدهور أوضاعه وأسرته المادية عاماً بعد آخر. وقال: «إنه عمل جاهداً رغم حدة الظروف لإيجاد أي وسيلة تمكنه من إدخال الفرحة لأسرته لكي تنسيهم المآسي والآلام التي عصفت بهم منذ أكثر من 8 سنوات ماضية».
وأشار إلى أنه وفي ظل هذه المعاناة التي يكابدها وملايين اليمنيين في إب وغيرها، تواصل الميليشيات الحوثية العبث بمليارات الريالات وتسخيرها فقط لمصلحة أتباعها غير آبهة بحرمان ملايين اليمنيين.
في سياق ذلك، أكد العديد من العائلات في صنعاء ومدن أخرى خاضعة للانقلاب لـ«الشرق الأوسط»، عجزها هذا العام كسابقيه عن تلبية متطلبات العيد، بفعل ظروفهم المادية الصعبة التي رافقها تفشي رقعة البطالة والفقر وانعدام تام في فرص العمل.
وعزا بعض العائلات الأسباب إلى أنها نتاج للارتفاعات غير المسبوقة هذا العام في أسعار الملابس وغيرها من مستلزمات العيد، إلى جانب صعوبة أوضاعهم المادية الحرجة التي قادت إلى تدني قدرتهم الشرائية.
يأتي ذلك في وقت أقبل فيه كبار قادة ومشرفي الميليشيات الحوثية والموالين لهم على اقتناء أفخر الملبوسات، إضافة إلى إنفاقهم الأموال ببذخ على شراء بقية مستلزمات العيد لهم ولأسرهم، دون النظر إلى حجم المعاناة الكبيرة التي تؤرق السكان في غالبية المدن تحت سطوتهم.
وكانت الأمم المتحدة أكدت في تقارير سابقة لها أن ملايين السكان في اليمن لا يملكون ما يكفي من الطعام بشهر رمضان، في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم تشهدها البلاد الغارقة في صراع مميت منذ أكثر من سبع سنوات.
وذكرت أن نحو 25.5 مليون نسمة في اليمن من إجمالي السكان البالغ 30 مليون نسمة، تحت خط الفقر، وبحاجة إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى، لافتة إلى أن الحرب شرّدت أكثر من 4 ملايين شخص.