الاقمار الصناعية توثق قطع مليشيات الارهاب لالاف الاشجار بسوريا
الإثنين 24/أبريل/2023 - 01:38 م
طباعة
روبير الفارس
نشرت منظمة “(PAX) باكس وهي أكبر منظمة عاملة في مجال السلام في هولندا. تعمل على حماية المدنيين من أعمال الحرب وإنهاء العنف المسلح .تقريرا مطولا وثقت فيه عمليات إزالة للغابات في عموم سوريا، منها الجزء الغربي، حيث خسرت محافظات اللاذقية وحماه وحمص وإدلب أكثر من 36% من غطائها الشجري بين العامين 2011 و2021.وبالاعتماد على تحليل بيانات الاستشعار عن بعد، وجدت المنظمة أن المحافظات الأربعة فقدت 12% من الغطاء الأولي— الممتد على 1,230 كيلومتر مربع عام 2010، بحلول عام 2016، و24% أخرى نهاية عام 2021. وبذلك، شهدت هذه المناطق خسارة إجمالية قدرها 45,320 هكتاراً من الغطاء الشجري ضمن الإطار الزمني المذكور. وفي السياق ذاته كشفت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” و”جمعية ليلون للضحايا” النقاب عن عمليات قطع جائرة لأشجار حراجية/برية في 114 موقعاً بمنطقة عفرين السورية ذات الغالبية الكردية.كان من بين تلك المواقع (57) موقعاً تضرر بشكل كبير، وقطعت فيه الأشجار بشكل شبه تام، بينما بلغ عدد المواقع التي تضررت بشكل متوسط من عمليات القطع التعسفية (42) موقعاً، وعدد المواقع التي تضررت بشكل جزئى (15) موقعاً.
قدرت “سوريون” عدد الأشجار الحراجية التي تمّ قطعها منذ العام 2018 بعشرات الآلاف، على أنّ العديد من المصادر المحلّية التي تحدثت معها “سوريون” قدّرت الأرقام بمئات الآلاف.
بدأت “سوريون من أجل الحقيقية والعدالة” بمراقبة ورصد عمليات قطع الأشجار في عموم منطقة عفرين منذ أواخر عام 2019 عبر باحثيها الميدانيين بداية، والذين حددوا العديد من المواقع الجغرافية التي شهدت عمليات قطع واسعة آنذاك، ومن ثم عملت على جمع الأدلة من المصادر المفتوحة وتحليلها وربطها بصور الأقمار الاصطناعية.
استندت “سوريون” في منهجية الإثبات على الشهادات المباشرة التي حصلت عليها من الميدان (أجريت بشكل مباشر أو عبر الانترنت)، إضافة إلى الأدلة والمعلومات البصرية المتوافرة في مصادر مفتوحة، ثم قارنت المنظمة تلك الأدلّة مع صور أقمار اصطناعية، حيث أثبتت بشكل دامغ عمليات القطع التي حدثت في منطقة عفرين بشكل واسع بعد سيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة السوريّة المسلّحة على المنطقة ضمن ما سمّي آنذالك بعملية “غصن الزيتون” العسكرية، والتي وصفت من قبل منظمات دولية مستقلة ولجان أممية بكونها عملية احتلال عسكري.
استند هذا التقرير في منهجيته إلى 36 مقابلة وشهادة مباشرة مع شهود ومصادر، جمعتها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” على مدار الأشهر الماضية، من سكان محليين ونازحين داخلياً ومصادر من داخل الجيش الوطني السوري/المعارض نفسه، بالإضافة إلى مقابلات مع عمّال إغاثة، أكّد أحدهم قيام المنظمة التي يعمل فيها بشراء أخشاب مقطوعة من عفرين في أسواق ريف حلب الشمالي. وأخيراً ، تحدثت “سوريون” إلى تاجرين اثنين، يمتهنان بيع الأخشاب وتجارتها في الشمال السوري، وذلك لمعرفة خطوط الاتجار بتلك الأشجار الحراجية المقطوعة.
بعد تحليل الشهادات والمواد البصرية من صور وفيديوهات، والتي حصلت عليها “سوريون” من خلال شبكة باحثيها على الأرض، قام خبير التحقق الرقمي في المنظمة بتحديد الأماكن الأكثر تضرراً وقام بمقارنة صور الأقمار الاصطناعية (72 صورة) من أجل تحديده نسبة القطع في كل مكان، ثم تم ربط العديد من صور الأقمار تلك بصور حيّة (صور عادية وصور مأخوذة من مقاطع فيديو)، وذلك من أجل تأكيد الأماكن التي أخذت فيها المواد البصرية والتحقق بشكل قاطع من وجود عمليات اقتلاع وقطع الأشجار.
إلى ذلك، قام خبير التحقق الرقمي بجمع أدلة إضافية حول عمليات قطع لآلاف الأشجار الحراجية في أكثر من 15 موقعاً آخراً، وذلك بالاعتماد على صور ومصادر مفتوحة فقط، ومقارنة صور الأقمار الاصطناعية في تواريخ مختلفة.و مواقع اخري بلغ عددها 114 موقعاً. على أنّ هذه النقاط لا تمثل جميع الأماكن التي شهدت عمليات قطع جائرة، حيث أنّ الأرقام الفعلية هي أكبر من الرقم التي استطاعت “سوريون” الوصول إليه.
تجدر الإشارة إلى أن إزالة الغابات وقطع الأشجار الجائر لهما آثار مأساوية على البيئة، التنوع الأحيائي، والمجتمعات المقيمة في المناطق المستهدفة. بيئياً، يؤدي قطع الأشجار إلى إزالة منطقة حماية تؤمنها الغابات طبيعياً، حيث تمنع الأشجار تآكل التربة والفيضانات، وتحد من مخاطر التغير المناخي، بالأخص ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون. كذلك، للقطع الجائر نتائج مدمرة على التنوع الأحيائي، حيث تهدد إزالة الغابات الكثير من الحيوانات والحشرات بالإنقراض؛ فالأشجار المقطوعة هي موائل لعدد كبير ومتنوع من الحيوانات، التي تدخل بمنافسة شرسة على الغذاء بعد أن تهجر مواطنها الأصلية المدمرة، فيما تصبح غير قادرة على التكاثر.
لكن تبقى آثار القطع على سكان الغابات الأصليين الأكثر ضرراً، مهددةً حيواتهم في نواحٍ عدة. صحياً، تبحث الحيوانات والحشرات المهجرة من مساكنها عن مأوى في القرى المأهولة المحيطة بالغابات، مما يفتح مجالاً لتماسٍ غير مألوف بين السكان والحياة البرية؛ وليس هذا التماس غير طبيعي فقط وإنما على قدرعالٍ من الخطورة، لاسيما وأنه يخلق بيئة مشجعة للأمراض.
يقوض قطع الأشجار الأمن الغذائي للسكان، حيث تَعُد المجتمعات المحيطة الغابات مصدراً مباشراً أو غير مباشر للغذاء، فتحصد ثمار الأشجار وغيرها من الأعشاب والأصناف النباتية القابلة للأكل، أو تزرع المحاصيل في تربتها الخصبة.وعلى درجةٍ مساوية من الخطورة، يهدد قطع الغابات كذلك بتهجير السكان، إما لخسارتهم مصادرهم الغذائية أو سبل عيشهم؛ حيث تمنح التربة المزارعين مغذيات عضوية للمحاصيل، فيما تمد الرعاة من السكان بنباتات رعوية لمواشيهم.
قدرت “سوريون” عدد الأشجار الحراجية التي تمّ قطعها منذ العام 2018 بعشرات الآلاف، على أنّ العديد من المصادر المحلّية التي تحدثت معها “سوريون” قدّرت الأرقام بمئات الآلاف.
بدأت “سوريون من أجل الحقيقية والعدالة” بمراقبة ورصد عمليات قطع الأشجار في عموم منطقة عفرين منذ أواخر عام 2019 عبر باحثيها الميدانيين بداية، والذين حددوا العديد من المواقع الجغرافية التي شهدت عمليات قطع واسعة آنذاك، ومن ثم عملت على جمع الأدلة من المصادر المفتوحة وتحليلها وربطها بصور الأقمار الاصطناعية.
استندت “سوريون” في منهجية الإثبات على الشهادات المباشرة التي حصلت عليها من الميدان (أجريت بشكل مباشر أو عبر الانترنت)، إضافة إلى الأدلة والمعلومات البصرية المتوافرة في مصادر مفتوحة، ثم قارنت المنظمة تلك الأدلّة مع صور أقمار اصطناعية، حيث أثبتت بشكل دامغ عمليات القطع التي حدثت في منطقة عفرين بشكل واسع بعد سيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة السوريّة المسلّحة على المنطقة ضمن ما سمّي آنذالك بعملية “غصن الزيتون” العسكرية، والتي وصفت من قبل منظمات دولية مستقلة ولجان أممية بكونها عملية احتلال عسكري.
استند هذا التقرير في منهجيته إلى 36 مقابلة وشهادة مباشرة مع شهود ومصادر، جمعتها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” على مدار الأشهر الماضية، من سكان محليين ونازحين داخلياً ومصادر من داخل الجيش الوطني السوري/المعارض نفسه، بالإضافة إلى مقابلات مع عمّال إغاثة، أكّد أحدهم قيام المنظمة التي يعمل فيها بشراء أخشاب مقطوعة من عفرين في أسواق ريف حلب الشمالي. وأخيراً ، تحدثت “سوريون” إلى تاجرين اثنين، يمتهنان بيع الأخشاب وتجارتها في الشمال السوري، وذلك لمعرفة خطوط الاتجار بتلك الأشجار الحراجية المقطوعة.
بعد تحليل الشهادات والمواد البصرية من صور وفيديوهات، والتي حصلت عليها “سوريون” من خلال شبكة باحثيها على الأرض، قام خبير التحقق الرقمي في المنظمة بتحديد الأماكن الأكثر تضرراً وقام بمقارنة صور الأقمار الاصطناعية (72 صورة) من أجل تحديده نسبة القطع في كل مكان، ثم تم ربط العديد من صور الأقمار تلك بصور حيّة (صور عادية وصور مأخوذة من مقاطع فيديو)، وذلك من أجل تأكيد الأماكن التي أخذت فيها المواد البصرية والتحقق بشكل قاطع من وجود عمليات اقتلاع وقطع الأشجار.
إلى ذلك، قام خبير التحقق الرقمي بجمع أدلة إضافية حول عمليات قطع لآلاف الأشجار الحراجية في أكثر من 15 موقعاً آخراً، وذلك بالاعتماد على صور ومصادر مفتوحة فقط، ومقارنة صور الأقمار الاصطناعية في تواريخ مختلفة.و مواقع اخري بلغ عددها 114 موقعاً. على أنّ هذه النقاط لا تمثل جميع الأماكن التي شهدت عمليات قطع جائرة، حيث أنّ الأرقام الفعلية هي أكبر من الرقم التي استطاعت “سوريون” الوصول إليه.
تجدر الإشارة إلى أن إزالة الغابات وقطع الأشجار الجائر لهما آثار مأساوية على البيئة، التنوع الأحيائي، والمجتمعات المقيمة في المناطق المستهدفة. بيئياً، يؤدي قطع الأشجار إلى إزالة منطقة حماية تؤمنها الغابات طبيعياً، حيث تمنع الأشجار تآكل التربة والفيضانات، وتحد من مخاطر التغير المناخي، بالأخص ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون. كذلك، للقطع الجائر نتائج مدمرة على التنوع الأحيائي، حيث تهدد إزالة الغابات الكثير من الحيوانات والحشرات بالإنقراض؛ فالأشجار المقطوعة هي موائل لعدد كبير ومتنوع من الحيوانات، التي تدخل بمنافسة شرسة على الغذاء بعد أن تهجر مواطنها الأصلية المدمرة، فيما تصبح غير قادرة على التكاثر.
لكن تبقى آثار القطع على سكان الغابات الأصليين الأكثر ضرراً، مهددةً حيواتهم في نواحٍ عدة. صحياً، تبحث الحيوانات والحشرات المهجرة من مساكنها عن مأوى في القرى المأهولة المحيطة بالغابات، مما يفتح مجالاً لتماسٍ غير مألوف بين السكان والحياة البرية؛ وليس هذا التماس غير طبيعي فقط وإنما على قدرعالٍ من الخطورة، لاسيما وأنه يخلق بيئة مشجعة للأمراض.
يقوض قطع الأشجار الأمن الغذائي للسكان، حيث تَعُد المجتمعات المحيطة الغابات مصدراً مباشراً أو غير مباشر للغذاء، فتحصد ثمار الأشجار وغيرها من الأعشاب والأصناف النباتية القابلة للأكل، أو تزرع المحاصيل في تربتها الخصبة.وعلى درجةٍ مساوية من الخطورة، يهدد قطع الغابات كذلك بتهجير السكان، إما لخسارتهم مصادرهم الغذائية أو سبل عيشهم؛ حيث تمنح التربة المزارعين مغذيات عضوية للمحاصيل، فيما تمد الرعاة من السكان بنباتات رعوية لمواشيهم.