"إعلان جدة".. هل يُنهي الحرب بين البرهان وحميدتي في السودان؟
الجمعة 12/مايو/2023 - 12:54 م
طباعة
أميرة الشريف
وقع ممثلون عن الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" ، على اتفاق جديد يقوم بموجبه الطرفان بالالتزام بتيسير العمل الإنساني في السودان.
و أصدرت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بيانا مشتركا بشأن توقيع اتفاق مدينة جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وذكرت تقارير إعلامية أنه بعد المحادثات التي جرت على مدار أسبوع في مدينة جدة السعودية ، وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتفاق مبادئ أولي تعهدا خلاله بحماية المدنيين، وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، فضلا عن العمل معا من أجل وقف قصير الأجل لإطلاق النار 10 أيام في جولة أخرى من المحادثات.
واتفق الطرفان في إعلان جدة الذي وقعه الطرفان بالتعاون مع السعودية والولايات المتحدة على الالتزام بسيادة السودان والحفاظ على وحدته.
كذلك اتفقا على أن مصالح وسلامة الشعب السوداني أولوية رئيسة، وأكدا الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، وتسهيل المرور الآمن لهم لمغادرة مناطق الأعمال العدائية، إضافة إلى الامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وتضمن إعلان جدة التزام الطرفين باحترام وحماية المرافق الخاصة والعامة كافة مثل المرافق الطبية ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين، وعدم اتخاذ المدنيين دروعا بشرية، إضافة إلى ضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين.
ووفق وكالة رويترز، أوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، أن الانتقال من وقف مؤقت لإطلاق النار، عند الموافقة عليه، إلى وقف دائم للأعمال القتالية سيكون عملية طويلة، لاسيما أن بعض وجهات النظر بين الطرفين لا تزال متباعدة.
وكانت أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن القتال الذي تفجر في السودان يوم 15 أبريل الماضي، بين الجيش الذي يرأسه عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، أودى بحياة أكثر من 600 شخص، فيما أُصيب أكثر من خمسة آلاف، في حين ذكرت وزارة الصحة السودانية أن 450 على الأقل لقوا حتفهم في منطقة دارفور الغربية، وحدها.
كما تسبب القتال في نزوح 700 ألف داخل البلاد ولجوء 150 ألفا إلى الدول المجاورة، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
في هذا السياق، رحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجهات سودانية عدة بتوقيع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إعلان جدة ودعت أن يكون ذلك منطلقا لوقف دائم للقتال، وأكد الجيش التزامه بإعلان جدة في حين قال "الدعم السريع" إن وفده تقدم بمجموعة مطالب في مفاوضات جدة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن الاتفاق الذي وقع في جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يأتي كخطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى.
وأضاف في تغريدة أن الأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وأكد أن المملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه.
وقد رحبت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وهيئة "إيغاد" بتوقيع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إعلان جدة، ورأت التوقيع على إعلان جدة خطوة مهمة لحماية المدنيين وحفظ كرامتهم.
كذلك رحبت قوى الحرية والتغييرالمجلس المركزي بالإعلان، ومن جهته، قال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف إن توقيع الاتفاق يشكل خطوة أولى في الاتجاه الصحيح تحتاج أن تتحول إلى وقف للقتال بآليات واضحة للتنفيذ والمراقبة، وذلك لتسهيل ما وصفه بالخروج من كارثة الحرب.
ودعا يوسف قادة القوات المسلحة والدعم السريع إلى التحلي بالإرادة اللازمة لمواصلة هذا المسار ووقف القتال في أسرع ما يمكن.
كما رحبت الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس بتوقيع الاتفاق، وقالت إنه يشكل قاعدة أساسية لانطلاق حوار لوقف دائم للقتال، ومن ثم مناقشة القضايا السياسية بمشاركة القوى المدنية من أجل التوصل إلى حل دائم وشامل.
ودعت الجبهة الثورية طرفي النزاع إلى ضمان حماية المدنيين والعمل على تخفيف معاناتهم عبر الالتزام بتنفيذ الاتفاق.
ورحبت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بالاتفاق، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية، والحفاظ على المنشآت والمرافق العامة، وتسهيل عمليات الإجلاء.
وأعربت مصر عن تطلعها لأن يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه من تعهدات، وأن تفسح تلك الخطوة المجال لأطراف النزاع، بمساعدة الوسطاء والشركاء الإقليميين والدوليين، للتوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار واستئناف الحوار، بما يسهم في إخراج السودان من محنته، واستعادة الشعب السوداني الشقيق لحقه في أن ينعم بالسلم والأمن والاستقرار.
وأشادت جمهورية مصر العربية بالجهود المقدرة التي بذلتها كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة فى تشجيع الأطراف السودانية على المشاركة في جولة المحادثات، والتي تؤكد أهمية وجدوى تضافر جميع الجهود من أجل إنهاء الأزمة الراهنة في السودان في أسرع وقت. ويري مراقبون بأن الإخوان هم من يجرون الأوضاع في البلاد إلى حرب، لإجهاض الاتفاق الاطاري والعملية السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى حكومة مدنية، وخروج العسكريين من السلطة وممارسة السياسة، مشيرين إلي أنه لا أحد في السودان لديه مصلحة في الحرب غير بقايا النظام البائد لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي وتفكيك بنية تنظيمهم داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية".