قنابل موقوتة لتفخيخ العقول .. استماتة الحوثي في استدراج الأطفال لمعسكراته

الجمعة 19/مايو/2023 - 12:12 م
طباعة قنابل موقوتة لتفخيخ فاطمة عبدالغني
 
كشف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني عن استماتة المليشيا في استدراج الأطفال لمعسكراتها، رغم الرفض الشعبي العارم لها، عبر خطاب القيادي في مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، المدعو احمد الشامي والذي يتضمن تهديدا صريحا للأسر الرافضة للزج بابنائها فيما يسمى "المراكز الصيفية" في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها. 
وقال الإرياني في تغريدة له على تويتر "يعتبر القيادي الحوثي ان بقاء الأطفال في منازلهم جريمة يجب أن يٌعاقب عليها الآباء، الذين عليهم ارسال فلذات اكبادهم لمعسكرات التجنيد الحوثية، ونذرهم لخدمة مشروع دجال مران، وقرابين لتنفيذ الأجندة الإيرانية التوسعية في المنطقة، وأن الثمن المقابل هو دخولهم الجنة، وكان مفاتيحها بيد عبدالملك الحوثي".
وأضاف الإرياني "نستغرب استمرار تجاهل العالم ومنظمات حقوق الانسان وحماية الطفولة لعمليات تجنيد الأطفال الأكبر في تاريخ البشرية، والتي تنفذها مليشيا الحوثي على مرأى ومسمع من الجميع، وعدم اتخاذ اي موقف إزاء هذه الجريمة التي تمثل انتهاك صارخ وغير مسبوق للقوانين والمواثيق الدولية".
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي، ومنظمات وهيئات حقوق الانسان وحماية الطفولة، بادانة جريمة تجنيد المليشيا للاطفال، وإعلان قائمة سوداء بقيادات وعناصر المليشيا المتورطة في هذه الجريمة، وملاحقتهم في المحاكم الدولية باعتبارهم "مجرمي حرب".
وكانت ميليشيا الحوثي أعلنت في 29 أبريل عن تدشين المراكز الصيفية في مناطق سيطرتها للعام الجاري 2023، زاعمة أنها تستهدف ما يزيد على مليون طفل من طلاب المدارس رغم التقارير الحقوقية التي وثقت ارتكاب انتهاكات جسيمة في هذه المراكز خلال السنوات الماضية.
وحذرت منظمة ميون لحقوق الإنسان، من خطورة هذه المراكز وقال بيان صادر عنها، إن هذه المراكز خطيرة على سلامة الأطفال، مشيرة إلى أنها وثقت، خلال العام الماضي، وقوع عمليات تجنيد ممنهجة للأطفال وأنشطة شبه عسكرية.
 من ناحية أخرى أكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد) في بيان مقتضب على حسابه في منصة "تويتر" في وقت سابق، أن هذه المراكز تمثل تدمير لعقول الأطفال، وقال: "‏تواصل جماعة الحوثي تفخيخ عقول الأطفال في ‎اليمن من خلال المراكز الصيفية التي يتم فيها أدلجتهم وحشو عقولهم بفكر الجهاد وإذكاء ثقافة العنف وتمجيد القتال والأفكار الطائفية الخاصة بالجماعة".
ودعت المنظمتان كافة الآباء والأمهات إلى عدم التجاوب مع دعوات الالتحاق بتلك المراكز التي وصفتها بـ"المشبوهة"، وعدم تسليم أطفالهم فريسة للانتهاكات، لاسيما في المراكز المغلقة، حفاظا على سلامتهم.
وتستخدم ميليشيا الحوثي المدارس والمساجد كمقرات للمراكز الصيفية، سواء في المدن الرئيسة أو المناطق الريفية، ويسعون لاستقطاب جميع الفئات العمرية، ويتم تقديم دروس دينية في المراكز بالإضافة إلى أنشطة أخرى. كما تقود الميليشيا دعاية مكثفة للدورات على جميع المستويات، ويستهدفون مضاعفة المشاركين فيها.
ووفق مراقبين للشأن اليمني تعد المراكز الصيفية أولى حلقات سلسلة إنتاج المقاتلين الأطفال، حيث يتعرضون فيها لتعبئة دينية طائفية ممتلئة بالكراهية والتحريض، ومفاهيم تتناقض مع الثقافة الوطنية والمبادئ الإنسانية.
ورغم مطالبات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بوقف تجنيد الأطفال، فإن المليشيات الحوثية تتطلع إلى أن تصبح مثل هذه المراكز رافدا أساسيا لجبهاتها القتالية بآلاف المقاتلين الجدد لتعويض النزيف في صفوفها بعدما فقدت الكثير من مسلحيها في المعارك المستمرة منذ أكثر من 8 سنوات.
وبحسب ناشطين في حقوق الإنسان، تسعى المليشيات جاهدة وعبر مراكزها الصيفية لتعليم فئتي الأطفال صغار السن والشباب المراهقين العقائد المذهبية والطائفية المتطرفة كافة وتدريبهم على استخدام السلاح وجميع أنواع فنون القتال تمهيدا للزج بهم في جبهات الصراع.

شارك