قمة جدة .. هل تشهد أزمات العرب انفراجة ؟

الجمعة 19/مايو/2023 - 01:03 م
طباعة  قمة جدة .. هل تشهد أميرة الشريف
 
وسط تطلعات كبيرة وترحيب عربي بإمكانية حل الأزمات العربية، تشهد مدينة جدة السعودية قمة عربية جديدة في دورتها الثانية والثلايين، في وقت تمر المنطقة بأزمات وتحديات كبيرة، حيث يتطلع العرب أن تجد حلولا عاجلة من القادة العرب في أحدث قممهم.
تأتي استضافة المملكة للقمة العربية امتدادا لدورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي، وتعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
من أبرز الملفات التي تواجه القمم العربية، الأزمة السورية وقضية اللاجئين السوريين.
ويشارك في هذه القمة الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى منذ 12 عاما، بعد تجميد عضوية بلاده في الجامعة العربية بعد اندلاع الصراع في بلاده عام 2011.
والتحدي الأخر هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية تسويته، إذ تأتي قمة جدة بعد أيام قليلة من التصعيد العسكري في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي.
كما أسفر إطلاق صواريخ فلسطينية على إسرائيل عن مقتل اثنين هما إسرائيلي وفلسطيني يعمل في إسرائيل.
ومر أكثر من 10 سنوات على آخر محاولة جادة للتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التفاوض على مستقبلهم، سواء معا أم بشكل منفصل في محاولة لإنهاء الصراع بينهما.
ولا تزال إسرائيل تواصل إعلان بناء مستوطنات جديدة، تقف حجر عثرة أمام "حل الدولتين" الذي لا يزال مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وغيرهما من الجهات الدولية يؤكدون أنه الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وتأتي القمة أيضا في وقت تسعى الحكومات العربية جاهدة لحل الصراع في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية المناوئة بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي.
 أدى القتال في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، والذي اندلع في منتصف أبريل، إلى مقتل أكثر من 600 شخص، بينهم عدد كبير من المدنيين، ونزوح ما يقرب من مليون شخص.
وناشدت الأمم المتحدة العالم توفير ثلاثة مليارات دولار لتمويل المساعدات الإنسانية في السودان، والدول المجاورة التي تؤوي لاجئين فارين من الصراع هناك.
وتسعى السعودية والولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في السودان من خلال محادثات تجري في جدة ضمت ممثلين عن طرفي الصراع.
تأتي ضمن الملفات على طاولة القمة العربية، الأزمة الليبية ، فلا تزال الأزمة السياسية قائمة من دون أن تلوح في الأفق نهاية قريبة لها.
فقد قرر مجلس النواب الليبي في شرق البلاد الثلاثاء 16 مايو تعليق عمل رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا وإحالته للتحقيق إثر اتهامه بالفشل في تحقيق الأهداف التي تعهدت بها حكومته.
وترأس باشاغا الحكومة التي عينها مجلس النواب في مدينة طبرق في فبراير من عام 2022 إثر سحبه الثقة من حكومة الوفاق الوطني الموجودة في العاصمة طرابلس في غرب البلاد برئاسة عبد الحميد دبيبة.
وقال المتحدث باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، إن حكومة باشاغا فشلت في تحقيق واحد من أهم أولوياتها وهو دخول العاصمة طرابلس والعمل منها.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 من الانشقاق الداخلي الذي أدى إلى وجود حكومتين متحاربتين بشرق البلاد وغربها.
من بين التحديات التي تواجه قمة جدة، الصراع اليمني وكيفية التوصل إلى اتفاق شامل يؤدي لوقف إطلاق النار بشكل دائم وإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات في البلاد.
وتصف الأمم المتحدة الكارثة الإنسانية التي يمر بها اليمن بأنها واحدة من الأسوأ في العالم، إذ إن هناك 21.6 مليون يمني يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات في عام 2023.
وكان لثماني سنوات من القتال بين القوات المتحالفة مع الحكومة والمدعومة من التحالف العسكري الذي تتزعمه السعودية، والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على غالبية أنحاء البلاد، أثر مدمر على سكان البلاد، ولا سيما النساء والأطفال.
وتُعقد الدورة الـ32 للقمة العربية في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم من أزمات وصراعات إقليمية ودولية تحتم على الدول العربية إيجاد آليات تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي .
ويشارك رؤساء الدول العربية من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ أحمد الغزواني، ورئيس وفد سلطنة عمان أسعد بن طارق نائب رئيس الوزراء.
ويشارك الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى القمة، ومن المقرر أن يغادر الرئيس الأوكرانى جدة مباشرة عقب انتهاء القمة متوجها إلى هيروشيما باليابان للمشاركة فى أعمال قمة السبع التى تنطق اليوم أيضا .
ولن يفوت جدول أعمال القمة الوضع في الصومال، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، وصيانة الأمن القومي العربي.

شارك