الانتخابات الطلابية في غزة .. حماس تتهرب من مواجهة صندوق الاقتراع
الجمعة 19/مايو/2023 - 09:21 م
طباعة
علي رجب
منعت حركة حماس إجراء انتخابات في جامعات قطاع غزة لمجالس الطلبة، في حين تشارك الحركة بكل ثقها في انتخابات الضفة الغربية.
وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ العام 2007، بعد انقلابها على السلطة الفلسطينية واشتباكات دامية مع عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومنذ ذاك الحين تعطل الحركة إجراء الانتخابات المحلية وانتخابات النقابات ومجالس الطلبة في الجامعات.
وعلى العكس، تحشد حماس جهودها وماكنتها الإعلامية لتعزيز سيطرة الكتل الطلابية التابعة لها على مجالس طلبة الجامعات في الضفة الغربية.
لم تستقر تجربة الانتخابات الطلابية في قطاع غزة عبر تاريخها، إلى أن وصلت إلى حائط تعطيلها بفعل الانقسام الفلسطيني الذي عصف بالمشهد الفلسطيني في العام 2007؛ حيث تعطّلت الانتخابات الطلابية في كل من جامعات الأزهر، والأقصى، والقدس المفتوحة، فيما انتظمت وسط مقاطعة كل مكونات الحركة الطلابية في الجامعة الإسلامية؛ حيث تنجح فيها الكتلة الإسلامية بالتزكية.
وتفاقم هذه الواقع المأزوم بفعل الانقسام الفلسطيني، وسطرة حماس على قطاع غزة، التي اتسمت باستخدام العنف الشديد بين أنصار "الكتلة" التابعة لحماس و"الشبيبة" التابعة لحركة فتح "، مع تعنت حماس في السماح بالانتخابات.
وساهمت الانتخابات المحلية بالضفة في تحريك ملف الانتخابات في القطاع، الذي يشمل ملف الانتخابات الطلابية، وسط دعوات دائمة بأهمية تفعيله وإعادة الاعتبار للحياة الديمقراطية داخل الجامعات بقطاع غزة، كونها ستشكل مدخلًا أساسيًا لتفعيل الحركة الطلابية واستعادة دورها الطليعي.
ونفت حركة "فتح" وشبيبتها وجود أي تواصل معها من أي طرف حول ملف الانتخابات الطلابية في غزة، إلا أنها من حيث المبدأ تعدّ الخيار الديمقراطي وتفعيل صندوق الانتخابات توجهًا إستراتيجيًا لدى الحركة في كل مستوياتها، موضحة أن الحديث في التفاصيل يحتاج إلى حسم العديد من القضايا، وفي مقدمتها توفير الأجواء اللازمة، وإعطاء الحرية الكاملة للعمل النقابي بالقطاع؛ حيث تؤكد الحركة وجود "بعض الملاحظات حول السلوك الأمني"، على الرغم من تأكيد عدم تسجيل حالات اعتقال سياسي جديدة.
كما ترى "فتح" في الدعوات الجزئية للانتخابات في هذا الموقع أو ذاك اجتزاء للانتخابات وفق المقياس الذي يناسب "حماس" ومصالحها، وليس مبنيًا على قناعة بأهمية إعادة الحياة الديمقراطية، معللة ذلك بتعطيل "حماس" إجراء الانتخابات البلدية بالقطاع ومشاركتها فيها بشكل ضمني في الضفة، والأمر ذاته في الانتخابات الطلابية التي تعطلها في القطاع، وتشارك فيها بجامعات الضفة، وتحتفل بنتائجها في الميادين والشوارع.
كما تعطل حماس إجراء الانتخابات المحلية وانتخابات مجالس البلديات في قطاع غزة منذ العام 2012، حيث جرت ثلاث دورات انتخابات للمجالس المحلية في الضفة الغربية دون غزة.
وتلجأ بدلاً من ذلك لتعيين مجالس محلية ورؤساء للهيئات والبلديات في قطاع غزة من المقربين منها، من عناصرها وبعض من تسميهم "النخب".
وتواجه أنشطة المجالس البلدية وخطواتها وقراراتها غضباً شعبياً واسعاً، جراء سياسات الجباية التي تفرضها مقابل غياب واضح للخدمات التي يجب عليها أن تقدمها.