جهود مصرية مكثفة لوقف التصعيد الإسرائيلي في رفح /مقتل العشرات بمعارك عنيفة في السودان / أحداث «الجميل» حلقة جديدة من الصراع في ليبيا

الجمعة 10/مايو/2024 - 10:07 ص
طباعة  جهود مصرية مكثفة إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 10 مايو 2024.

الاتحاد: 5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين في 21 مايو الجاري

ذكرت تقارير إعلامية أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بينها أيرلندا وإسبانيا، تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو الجاري.
وقالت وسائل إعلام إيرلندية: إن الاتصالات تكثفت بين أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ومالطا بشأن الاعتراف بدولة فلسطين. وبحسب الوسائل، أكد متحدث باسم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع الأيرلندي مايكل مارتن أن هذه المحادثات مستمرة بالفعل. وأشارت إلى أن دولاً أعضاء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك أيرلندا وإسبانيا، ستعلن اعترافها بدولة فلسطين في 21 مايو.
ومن المعروف، أن أيرلندا وسلوفينيا ومالطا والنرويج تدعم مبادرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، التي تقودها إسبانيا.
وقال رئيس الوزراء السلوفيني، روبرت جولوب، في مؤتمر صحفي بالعاصمة ليوبليانا، أمس، إن الحكومة السلوفينية ستبدأ إجراءات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بهدف المساعدة في إنهاء الحرب في الشرق الأوسط.
وأضاف جولوب، الذي دعا إسرائيل إلى وقف هجماتها على رفح وغزة، أن الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة شكل من أشكال الضغط من أجل وقف الأعمال العدائية. وتهدف الحكومة السلوفينية إلى استكمال إجراءات الاعتراف بالدولة الفلسطينية في موعد أقصاه 13 يونيو المقبل.

بوتين: نبذل قصارى جهدنا لمنع نشوب صراع عالمي

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة له خلال حضوره أمس، في موسكو العرض العسكري بمناسبة الذكرى الـ79 للنصر في الحرب العالمية الثانية 1941 - 1945، أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمنع نشوب صراع عالمي.
وشدد الرئيس الروسي أمام أكثر من 9 آلاف جندي على قدرة روسيا في الدفاع عن نفسها. وقال: «نحن لا نسمح لأحد بتهديدنا»، مشيداً بالجنود الروس الذين يقاتلون حالياً في أوكرانيا.
وأقيم العرض في الساحة الحمراء، بحضور عدد من الرؤساء، ومنهم زعماء بيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكوبا ولاوس وجمهورية غينيا بيساو، بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات والمسؤولين الروس، وسياسيين ودبلوماسيين من جميع أنحاء العالم، وقدامى المحاربين.
وشارك في العرض آلاف العسكريين وعشرات الآليات والطائرات الحربية على اختلاف أنواعها، بما فيها القاذفات الاستراتيجية وحاملات الصواريخ والقنابل، بجانب تشكيلات عسكرية نسوية تمثل مختلف صنوف المشاركة النسوية في رفد الجيش والقوات المسلحة الروسية في مجالات الطب والهندسة والترجمة والعلوم التقنية وغيرها. وتحتفل روسيا بهذه المناسبة في الـ 9 من مايو من كل عام، وهو احتفال يحظى باحترام كبير لدى الروس وعدد كبير من دول العالم.
وشاركت طوابير من المعدات العسكرية الروسية في العرض رغم أنه بدا أقل صخباً بشكل لافت مما كان عليه في السنوات السابقة، في وقت تحشد موسكو مواردها من أجل الجبهة في أوكرانيا.

جهود مصرية مكثفة لوقف التصعيد الإسرائيلي في رفح

تكثفت الجهود المصرية لوقف التصعيد الإسرائيلي في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مسعى للتوصل إلى اتفاق للتهدئة وعملية تبادل للأسرى والرهائن، جاء ذلك فيما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن علناً للمرة الأولى من أن بلاده ستتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا شنت غزواً كبيراً لمدينة رفح.
ونقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصدر رفيع المستوى قوله، إن وفدي الفصائل الفلسطينية وإسرائيل غادرا العاصمة المصرية عقب جولة مفاوضات امتدت ليومين، مؤكداً على أن جهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وقال المصدر: إن «الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات نظر الطرفين، خاصة في ظل التطورات الأخيرة بقطاع غزة».
 وقال مصدر مسؤول بالفصائل الفلسطينية إن وفد الفصائل غادر القاهرة متجهاً إلى الدوحة، مؤكداً الالتزام والتمسك بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء من أجل وقف الحرب على القطاع.
وأضاف المصدر في بيان أن «إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة».
كما نقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مسؤول إسرائيلي، قوله، إن وفد تل أبيب قدم تحفظاته على مقترح الفصائل للوسطاء في القاهرة.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن هذه الجولة من محادثات القاهرة بشأن الهدنة في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين انتهت، لافتاً إلى أن إسرائيل ستمضي قدماً في عملية رفح، وأماكن أخرى في غزة وفق المخطط.
وكان مصدر مصري رفيع المستوى أكد في وقت سابق، أمس، استمرار مباحثات التهدئة بحضور كافة الوفود المشاركة في المفاوضات. وقال المصدر: إن الوفد الأمني المصري كثف جهوده لإيجاد صيغة توافقية حول بعض النقاط المختلف عليها.
ووفق المصدر، جددت مصر تحذيرها للمشاركين بالمفاوضات من خطورة التصعيد حال فشل المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة.
وطبقاً لوسائل إعلام مصرية: «لم تتوقف اتصالات مصر مع مختلف الأطراف خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والفصائل الفلسطينية، للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنب التصعيد، وهي مستمرة في هذا الجهد حتى يصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار واقعاً على الأرض».
وفي السياق، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل علناً للمرة الأولى، من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمدادها بالأسلحة إذا شنت غزواً كبيراً لمدينة رفح المكتظة باللاجئين في جنوب قطاع غزة.
وقال بايدن، في لقاء تلفزيوني: «إذا دخل الإسرائيليون إلى رفح فلن أزوّدهم بالأسلحة التي استُخدمت في السابق ضدّ مدن».
وتابع «لن نسلّمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استُخدمت حتى الآن في الحرب الدائرة في قطاع غزة».
وفي أول رد فعل من الجانب الإسرائيلي على تحذير بايدن، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان: «إنه أمر صعب جداً وتصريح مخيّب للآمال إلى حد كبير يصدر عن الرئيس الذي أعربنا عن امتناننا له منذ بداية الحرب».
من جانبه، أفاد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل صموتريتش أن حكومته «ستعمل على تحقيق أهدافها في غزة بغض النظر عن التهديد الأميركي».
وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، أمس، إن قيام إسرائيل بعملية كبرى في مدينة رفح لن يحقق هدف واشنطن وتل أبيب بهزيمة الفصائل الفلسطينية في غزة. وأضاف كيربي في مؤتمر صحافي أن «اجتياح رفح لن يحقق هذا الهدف»، مؤكداً أن الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً وصراحة بمعارضته لعملية رفح.
في غضون ذلك، أكدت مصر والأردن الرفض الكامل والتحذير من الآثار الإنسانية الكارثية للعمليات الإسرائيلية العسكرية في مدينة رفح.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، في بيان صحفي أمس، أن ذلك جاء خلال لقاء جمع بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة. وقال فهمي: إن اللقاء تناول «الأوضاع في قطاع غزة التي تمر بمرحلة غاية في الدقة في ضوء الجهود المضنية للتوصل إلى هدنة شاملة في القطاع وتبادل للأسرى والمحتجزين بما يضمن الإنفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإنسانية بشكل مستدام وبلا عوائق للحد من المأساة الإنسانية التي يعاني منها أهالي القطاع».
وأضاف أن الجانبين أكدا أن الأوضاع الحالية تفرض على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار مع المضي قدماً بجدية وفاعلية في إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بما يحقق العدل والأمن والاستقرار الإقليمي ويفتح آفاق التنمية لجميع شعوب المنطقة.

البيان: مقتل العشرات بمعارك عنيفة في السودان

تستمر المواجهات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من مناطق البلاد، متسببة بتفاقم الأزمة الإنسانية.

حيث أدت الاشتباكات العنيفة محيط مدينة الأبيض في إقليم كردفان، إلى مقتل المئات.

وقال مصدر عسكري إن المعارك العنيفة تواصلت في مناطق عديدة بالسودان، بينها الخرطوم والجزيرة والأبيض والفاشر وسنار، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وقال المصدر إن المعارك اندلعت منذ فجر الأربعاء واستمرت أمس، حيث أدت إلى مقتل 150 شخصاً من الجانبين.

مؤكداً أن قوات الدعم السريع شنت 4 هجمات متتالية رد عليها الجيش بالمدفعية والطيران المسير.

فيما يسعى الجيش إلى السيطرة على مدينة ود مدني، حيث يكثف طلعاته العسكرية عبر عدة محاور من بينها شرق مدني وجنوبها وغربها.

وأفادت مصادر بأن الاشتباكات تجددت بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان (وسط)، وأدت إلى مقتل العشرات وذلك بعد يوم واحد من إعلان الجيش سيطرته على موقع جبل كردفان.

وشهدت أطراف الأبيض قصفاً مدفعياً متبادلاً مع تدخل الطيران الحربي للجيش الذي صد قوات للدعم السريع كانت تسعى لاستعادة السيطرة على مقر جبل كردفان.

وتنتشر قوات الدعم السريع شرق وشمال الفاشر بكثافة استعداداً لمعركة مرتقبة مع الجيش، وسط تحذيرات دولية من انعكاسات القتال على آلاف النازحين من مدن دارفور.

أحداث «الجميل» حلقة جديدة من الصراع في ليبيا

أعادت الأحداث الأمنية في مدينة الجميل، غربي ليبيا، ملف الجماعات المسلحة إلى صدارة الاهتمام، خاصة في المناطق المتاخمة للحدود مع تونس.

فيما أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية بسط نفوذها على المدينة الواقعة على بعد 100 كلم إلى الغرب من العاصمة طرابلس، وقالت إنها انتهت من وضع جميع الترتيبات الأمنية الخاصة بالتمركزات والنقاط الأمنية.

وشهدت مدينة الجميل، خلال الأيام الماضية اشتباكات بين مسلحين، أدت إلى سقوط 11 جريحاً، وإلى إغلاق المؤسسات التعليمية والمحال التجارية، وتسجيل أضرار متفاوتة أملاك السكان.

وأكد صلاح النمروش معاون رئيس الأركان بجيش الغرب الليبي، عقب لقائه أهالي وأعيان المدينة أن لا تهاون في تطبيق القانون، وأن المطلوبين للنائب العام سيتم القبض عليهم وتسليمهم، وسيتم فتح تحقيق في الأحداث ولا نرضى الضرر لأحد.

وكان أهالي وبلديات الجميل والمنشية ورقدالين وزلطن، أعلنوا دخولهم في اعتصام كامل بجميع المؤسسات المدنية وقفل جميع منافذ مدنهم، وأكدوا أن الاعتصام سيطبق وفقاً لخطة أمنية تضعها المديرية، حتى تضع وزارة الداخلية حلاً عاجلاً ونهائياً للتشكيلات المسلحة غير المنضبطة وما يحدث من تجاوزات أمنية.

ويرى المراقبون، أن أحداث الجميل، جاءت لتفتح من جديد باب الجدل حول وضع الميليشيات وواقع الأمن في المدن التي لا تزال خاضعة لنفوذ المسلحين المتصارعين على النفوذ والمصالح ومسالك التهريب في المنطقة الغربية. لاسيما أن معبر رأس جدير المشترك مع تونس لا يزال مغلقاً منذ 18 مارس الماضي بسبب سيطرة ميليشيات محلية عليه.

الرد اللبناني على الورقة الفرنسية.. 13 ملاحظة

سلّم لبنان رسمياً جوابه على الورقة الفرنسية، المتأتية من مبادرة باريس، للوصول إلى حلّ وتجنّب التصعيد العسكري في الجنوب.

وعلمت «البيان» أن الرد اللبناني على «خريطة الطريق الفرنسية» لتنفيذ القرار الدولي 1701 تضمّن 13 ملاحظة.

وكشف النائب في مجلس النواب اللبناني علي حسن خليل، عن أن الجانب الفرنسي تسلّم الرد على الورقة الفرنسية التي حملت عنوان (خريطة طريق لتنفيذ القرار 1701) من رئيس مجلس النواب نبيه بري، عبر السفارة الفرنسية.

وفي انتظار الخطوة المقبلة من الفرنسيّين، لتبيّن طبيعة ردّهم على الردّيْن اللبناني والإسرائيلي على هذه الورقة، علمت «البيان» أن الردّ اللبناني على «خريطة الطريق الفرنسيّة» لتنفيذ القرار الدولي 1701 تضمن 13 ملاحظة، وذلك بدءاً بما يتعلّق برفض «حزب الله» أيّ عبارة لانسحاب قواته (فرقة الرضوان) من جنوب نهر الليطاني، مروراً برفض لبنان استخدام عبارة «ترتيبات أمنية».

لأنّها تعني الانخراط في عملية ترتيب أمني تخصّ إسرائيل ولا تلزمها بشيء، ووصولاً إلى رفض مسألة منح حرية الحركة وتوسيع الصلاحيات لقوات «اليونيفيل». علماً أن فرنسا، ومن خلال ورقتها، وصفت «حزب الله» بالميليشيات، وطالبت بشريط حدودي لحماية إسرائيل من دون أن تعرض مقابلاً لصالح لبنان.

كما أطلقت يد «اليونيفيل» للعمل بمعزل عن التنسيق مع الجيش اللبناني. وأعلنت مصادر دبلوماسية متابعة لمساعي التهدئة في الجنوب، أن «الجانب الفرنسي أخذ الملاحظات اللبنانية كما الملاحظات الإسرائيلية على الورقة، وسيتمّ تنقيحها بناءً على هذه الملاحظات وإعداد صيغة أخرى ليتوافق عليها الطرفان إذا أمكن».

وأوضحت المصادر أنّ «فرنسا لم تكن تنتظر رداً إيجابياً أو سلبياً على الورقة الفرنسية التي جرى تعديلها مرتين، لأنّها ليست ضمن مسار مفاوضات بل مسار مشاورات لتعطي فرصة تقدّم لحل دبلوماسي بدل الحل العسكري. كما أنّ فرنسا أرادت الحصول على موقف رسمي لبناني لا مواقف كلامية عبر الإعلام أو في الاجتماعات».

الخليج: إسرائيل تقصف رفح.. ومحادثات «الفرصة الأخيرة» تنتهي دون اتفاق

أكد سكان فلسطينيون، أن دبابات وطائرات حربية إسرائيلية قصفت رفح الخميس، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بحجب أسلحة عن إسرائيل إذا ما هاجمت المدينة الواقعة جنوبي غزة، فيما انتهت جولة محادثات الهدنة في القاهرة، دون اتفاق.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن هناك فجوات غير قابلة للحل في اتفاق التهدئة الأخير المقدم من مصر وقطر والذي وافقت عليه «حماس».

وبحسب مصادر إعلامية، فإن الوفد الإسرائيلي أعاد فتح ملف الأسرى مجدداً، مطالباً بإطلاق سراح 33 أسيراً على قيد الحياة في المرحلة الأولى. كما تحفظ الإسرائيليون أيضاً على تعبير «وقف النار الدائم».

وأكد مسؤول إسرائيلي كبير، أن أحدث جولة من مفاوضات القاهرة التي وصفت ب«الفرصة الأخيرة» لوقف الأعمال القتالية انتهت، وأن إسرائيل ستمضي قدماً في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من غزة وفقاً للمخطط. وأضاف المسؤول، أن إسرائيل قدمت للوسطاء تحفظاتها على مقترح حركة «حماس» لاتفاق إطلاق سراح الرهائن، وأن الوفد الإسرائيلي سيغادر العاصمة المصرية.

وذكر نتنياهو في بيان مصور: «سنقاتل بأظفارنا، إذا اضطررنا لذلك». وأضاف، «لكننا نملك ما هو أكثر بكثير من أظفارنا».

وفي غزة، قالت «حماس» وحركة «الجهاد»: إن مقاتليهما أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون على دبابات إسرائيلية محتشدة عند المشارف الشرقية لرفح.

وقال سكان ومسعفون في رفح، وهي المدينة الوحيدة في غزة التي لم تجتحها القوات البرية الإسرائيلية بعد: إن ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيب آخرون بنيران دبابة إسرائيلية قرب مسجد في حي البرازيل في شرق المدينة.

وتسببت غارة جوية على منزلين في حي الصبرة برفح في مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، منهم نساء وأطفال.

وقال مسعفون: إن من بين القتلى قائداً كبيراً في كتائب «المجاهدين» وأسرته وأسرة قائد آخر بالجماعة.

وتقول إسرائيل: إن مقاتلي «حماس» يختبئون في رفح التي لجأ لها مئات الآلاف من الفلسطينيين فراراً من القتال.

وقال نازح يدعى محمد عبد الرحمن: إنه يخشى من أن يكون القصف الإسرائيلي علامة على اجتياح المدينة.

وأضاف عبد الرحمن: «يذكرني ذلك بما حدث قبل اجتياح الدبابات الإسرائيلية لمناطقنا السكنية في مدينة غزة، عادة ما يتيح القصف العنيف للدبابات بالتوجه نحو أماكن تعتزم اجتياحها».

وفي الولايات المتحدة، كرر البيت الأبيض أمله في ألا تنفذ إسرائيل عملية شاملة في رفح، قائلاً: إنه لا يعتقد بأن العملية ستخدم هدف إسرائيل في القضاء على «حماس».

وقال المتحدث جون كيربي: «اقتحام رفح، في رأي الرئيس بايدن، لن يخدم ذلك الهدف».

وذكر كيربي، أن إسرائيل تضغط بشكل كبير على «حماس»، وأن هناك خيارات أفضل لملاحقة المتبقين من قيادة الحركة من عملية تنطوي على مخاطر جسيمة على المدنيين.

وفي أشد تصريحاته حدة حتى الآن، قال بايدن ل «سي.إن.إن» الأربعاء: «أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أزودهم بالأسلحة». وذكر بايدن، أن إسرائيل لم تقدم خطة مقنعة لتأمين المدنيين في رفح، وأكد الجيش الإسرائيلي، أن لديه الذخائر اللازمة لعملية رفح.

* انتهاء المحادثات

تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة وقطر في القاهرة منذ الثلاثاء الماضي. وذكر مصدران أمنيان مصريان، أن محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة أحرزت نوعاً من التقدم، إلا أنه لم يجر التوصل إلى اتفاق.

لكن عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، قال: إن وفد الحركة غادر القاهرة، وأعاد تأكيد موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار. ويتضمن الاقتراح أيضاً إطلاق سراح رهائن إسرائيليين في غزة ونساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.

وتقول إسرائيل: إنها منفتحة على الهدنة، لكنها ترفض مطالب إنهاء الحرب قبل القضاء على «حماس».

وذكرت الخارجية الأمريكية، أن واشنطن ما زالت تتواصل مع إسرائيل بشأن تعديلات في مقترح وقف إطلاق النار المقدم من حماس، مضيفاً، أن العمل جار لوضع اللمسات النهائية على نص اتفاق، لكن ذلك العمل «بالغ الصعوبة».

* انهيار القطاع الطبي

وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى قطع طريق المساعدات الحيوي إلى القطاع، وأجبر 80 ألف شخص على النزوح من المدينة هذا الأسبوع، وفقاً لما ذكرته الأمم المتحدة.

في غضون ذلك، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية، وقصفها بالدبابات على قطاع غزة الخميس.

وقال سكان: إن الدبابات توغلت في حي الزيتون شمالي القطاع، ما أجبر الأسر على الفرار. وقال الجيش الإسرائيلي: إنه يقوم بتأمين الحي، وبدأ بسلسلة ضربات جوية تستند إلى معلومات مخابراتية استهدفت نحو 25 «هدفاً».

واحتشد الآلاف في دير البلح بوسط غزة بعد الفرار من رفح في الأيام القليلة الماضية.

قالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن إغلاق معبر رفح حال دون إجلاء المصابين والمرضى، ودخول الإمدادات الطبية وشاحنات الغذاء والوقود، وأضافت الوزارة أن مركز غسيل الكلى الوحيد في منطقة رفح توقف عن العمل بسبب القصف.

وقال الجراح الأردني علي أبو خرمة، المتطوع في مستشفى الأقصى في دير البلح: إنه كان يتسنى إدخال المساعدات الطبية، لكنها توقفت الآن، وأضاف: «القطاع الطبي كاملاً منهار».

وتسبب الهجوم الإسرائيلي حتى الآن في مقتل نحو 35 ألف فلسطيني، وإصابة قرابة 80 ألفاً معظمهم مدنيون.

مفاوضات الهدنة تتعثر.. وإسرائيل تهدد باجتياح كامل لرفح

حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن ليل الأربعاء من أنّ الولايات المتّحدة ستتوقّف عن تسليم إسرائيل بعض أنواع الأسلحة، ولاسيّما أنواع محدّدة من القنابل والقذائف المدفعية، في حال شنّت القوات الإسرائيلية هجوماً برياً واسع النطاق على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما أعربت إسرائيل عن غضبها وخيبة أملها من تصريحات بايدن حول وقف إمدادات السلاح، في وقت توقفت مفاوضات هدنة غزة وصفقة تبادل الأسرى في القاهرة على خلفية الوضع الحالي في رفح، واعتبرت إسرائيل أن الجولة الحالية من المفاوضات انتهت وأنها ماضية قدماً في خططها بشأن اجتياح رفح، في حين، أكدت مصر والأردن رفضهما الكامل للعمليات العسكرية في رفح.

وذكر مصدر أمريكي مطلع على مفاوضات القاهرة أنه تقرر وقف محادثات التهدئة بشكل مؤقت بسبب الوضع الحالي في رفح. وغادر رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز محادثات المفاوضات في القاهرة وعاد إلى واشنطن. وبحسب مصدر إسرائيلي، فإن ذلك يشير إلى «الوضع المعقد» للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق، بعد ثلاثة أيام من موافقة حركة «حماس» على مقترح وقف إطلاق النار. وفي وقت سابق أمس، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عزت الرشق، أن وفد الحركة في القاهرة عاد إلى الدوحة، وأن «الدخول إلى رفح واحتلال المعبر كان يهدف إلى تخريب جهود الوساطة»، كما غادر الوفد الإسرائيلي لاحقاً عائداً إلى إسرائيل. وأوضح مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل قدمت للوسطاء في محادثات الهدنة في غزة تحفظاتها على مقترح «حماس» لاتفاق إطلاق سراح الرهائن وأنها تعد هذه الجولة من المفاوضات في القاهرة قد انتهت. وأضاف المسؤول أن الوفد الإسرائيلي سيغادر القاهرة وأن إسرائيل ستمضي قدماً في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة وفق المخطط.

من جهة أخرى، قال بايدن، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن» الإخبارية، ردّاً على سؤال حول السبب الذي دفع إدارته الأسبوع الماضي إلى تعليق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل إنّ «مدنيين قُتلوا في غزة بسبب هذه القنابل... هذا أمر سيّئ». وأضاف «إذا دخلوا (الإسرائيليون) إلى رفح فلن أزوّدهم بالأسلحة التي استُخدمت في السابق.. ضدّ مدن». وتابع «لن نسلّمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استُخدمت» حتى الآن في الحرب الدائرة في قطاع غزة. لكنه قال «نحن لا ننأى بأنفسنا عن أمن إسرائيل، بل ننأى بأنفسنا عن قدرة إسرائيل على شنّ حرب في هذه المناطق». وهذه هي المرة الأولى التي يضع فيها بايدن بصورة علنية شروطاً للدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل. وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي إن قيام إسرائيل بعملية كبرى في رفح لن يحقق هدف واشنطن وتل أبيب إلحاق الهزيمة بحركة «حماس». وأضاف في مؤتمر صحفي «اجتياح رفح... لن يحقق هذا الهدف».

وفي أول رد فعل من الجانب الإسرائيلي على تحذير بايدن، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان لإذاعة إسرائيلية عامة «إنه أمر صعب جدا وتصريح مخيّب للآمال إلى حد كبير يصدر عن الرئيس الذي أعربنا عن امتناننا له منذ بداية الحرب». وأكد مسؤول إسرائيلي أن تهديد بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة إلى إسرائيل سيضر بالخطط العملياتية في الحرب، وسيدفع إسرائيل إلى إطلاق «اقتصاد التسلح». واعتبر وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت أنه «لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل. سنتمسك بموقفنا، سنحقق أهدافنا، سنضرب حماس، سنضرب حزب الله، وسنحقق الأمن».

ومن جهته، تجنب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت لندن ستتبع واشنطن وتعلق هي الأخرى صادرات الأسلحة إلى إسرائيل وسط مخاوف من توسيع العملية العسكرية في رفح. وقال: «لدينا إجراءات واضحة للغاية لإصدار تراخيص التصدير، وهي من أكثر الإجراءات صرامة في العالم. نتبعها بعناية شديدة وسنواصل القيام بذلك في المستقبل».

في غضون ذلك، أكدت مصر والأردن، في بيان، عقب لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الخميس، الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأردني، الرفض الكامل والتحذير من الآثار الإنسانية الكارثية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، وشددتا على أن هذه العمليات تحرم أهالي غزة من شريان الحياة الرئيسي للقطاع، وتُعطّل المنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

معارك ضارية في رفح.. وإسرائيل تكثف قصفها على القطاع

واصلت إسرائيل، أمس الخميس، حربها الوحشية على قطاع غزة، ووسعت دائرة توغلها في رفح، بينما شنت طائراتها الحربية غارات مكثفة على مناطق مختلفة من القطاع، في وقت اندلعت معارك ضارية بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة في رفح، وفي حي الزيتون شرق مدينة غزة وقرب منطقة المغراقة وسط القطاع، وتحدثت الأمم المتحدة عن فرار نحو 80 ألف شخص من رفح جراء القتال شرقي المدينة، بينما منعت عصابات المستوطنين مجدداً المساعدات الإنسانية الأردنية إلى غزة، في حين غادرت سفينة مساعدات إنسانية قبرص متجهة إلى رصيف بحري بنته أمريكا قبالة غزة، وقال «البنتاغون» إن المساعدات ستدخل عبر الرصيف البحري خلال أيام.

ودخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها ال216، حيث واصل الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق متفرقة من القطاع، فيما واصلت القوات الإسرائيلية احتلال معبر رفح وشن غارات على مناطق متفرقة من المدينة. وقصف الطيران الإسرائيلي مناطق عدة، خاصة في رفح وخانيونس وحي الزيتون شمالي القطاع، بينما نسفت المدفعية الإسرائيلية مربعات سكنية في جنوب مدينة غزة، وكثفت المدفعية الإسرائيلية القصف شمال مخيم النصيرات، مما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات بجراح متفاوتة. وارتكب الجيش الإسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات الفلسطينية، أسفرت عن سقوط 60 قتيلاً على الأقل، وإصابة 110 آخرين، خلال الساعات الماضية، وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا إلى 34904 قتلى و78514 مصاباً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب آخر إحصاء لوزارة الصحة بغزة، أمس الخميس.

من جانبها، أعلنت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن حوالى 80 ألف شخص فروا من رفح خلال ثلاثة أيام منذ كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في المدينة. وقالت الأونروا على منصة «إكس» «منذ تكثّفت عملية القوات الإسرائيلية العسكرية في السادس من أيار/مايو، فرّ حوالي 80 ألف شخص من رفح، بحثاً عن مكان آخر للجوء إليه»، محذّرة من أن «خسائر هذه العائلات لا تُحتمل. لا يوجد مكان آمن».

من جهة أخرى، أغلق مئات من المستوطنين الطريق عند مستوطنة «متسفيه رامون» في وجه شاحنات المساعدات الأردنية لإغاثة غزة، وتواطأ الجيش الإسرائيلي معهم ولم يحاول منعهم. ووضع المستوطنون الحجارة على الطريق في المستوطنة، وقاموا ببناء «جدران» عليها من أجل قطع الطريق ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

في غضون ذلك، قال مسؤولون قبارصة إن سفينة تحمل مساعدات بدأت الإبحار من قبرص أمس الخميس متجهة إلى رصيف بحري بنته الولايات المتحدة قبالة غزة. وغادرت السفينة ساجامور التي ترفع العلم الأمريكي ميناء لارنكا صباح أمس. وقال مسؤولون أمريكيون إنه من المقرر تفريغ إمدادات من السفينة على رصيف عائم تم بناؤه لتسريع وصول المساعدات إلى القطاع المحاصر. وأكد متحدث باسم البنتاغون لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن الولايات المتحدة ستتمكن خلال الأيام المقبلة من إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الرصيف البحري المؤقت الذي أنشأه الجيش الأمريكي قرب شواطئ القطاع.

الشرق الأوسط: «النجباء» تتوعد بالرد في «أعماق إسرائيل» بعد ضربة دمشق

توعدت حركة «النجباء» العراقية إسرائيل، بالانتقام بعد ضربات فجر الخميس، طالت مواقع تابعة للحركة في منطقة السيدة زينب بمحيط العاصمة السورية، وقالت في بيان على حسابها بـ«تلغرام»: «سنصل إلى أعماق الكيان، ولن تمر هذه الجرائم من دون عقاب».

وكان الفصيل الموالي لإيران قد كشف عن الضربة، فيما تحدثت دمشق عن استهداف «أحد الأبنية».

كذلك أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، باستهداف غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي التابع لحركة «النجباء» العراقية الموالية لإيران في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، ومعسكراً للتدريب تابعاً للحركة أيضاً. كما دوت انفجارات في منطقة الكسوة (قرب دمشق) بالتزامن مع انطلاق صواريخ الدفاع الجوي التابع لقوات النظام الجوية الموجودة في المنطقة لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية، دون أن تتمكن من إفشال الهجوم الإسرائيلي، حيث وصلت الصواريخ إلى أهدافها، وسط سماع سيارات الإسعاف تتجه نحو المناطق المستهدفة ومعلومات عن سقوط خسائر بشرية، بحسب مصادر «المرصد السوري».

ويعدّ الاستهداف الإسرائيلي للميليشيات هو الثالث، خلال شهر مايو (أيار) الجاري؛ إذ دوت انفجارات في 2 مايو الحالي في ريف دمشق الجنوبي والجنوب الغربي، نتيجة قصف إسرائيلي لمركز تدريب للمخابرات العامة، كان قد استولى عليه «حزب الله» اللبناني منذ عام 2014، وحوّله إلى معتقل ومركز له، قرب بلدة نجها بريف دمشق، وسط معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية. بالتوازي مع الانفجارات شهدت الأجواء تحليقاً لطائرات مسيرة إسرائيلية في سماء المنطقة، بالتزامن مع انفجارات في ريف دمشق الجنوبي الغربي قرب الحدود الإدارية مع محافظة القنيطرة.

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا، طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله»، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري. وازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي (...) ومعسكراً للتدريب تابعَين لحركة (النجباء) العراقية الموالية لإيران في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق». وأشار «المرصد» إلى أن ثلاثة أعضاء في الحركة أُصيبوا جراء الضربات. وأكّد مصدر في الفصيل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «صاروخاً إسرائيلياً هدّم (...) مركزاً ثقافياً» في منطقة السيدة زينب، مشيراً إلى عدم تسجيل خسائر بشرية. ونوّه المصدر نفسه، بأن حركة «النجباء» «ليس لديها مقر عسكري مُعلن في سوريا».

من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان نشره الإعلام الرسمي، إنه «نحو الساعة 3.20 فجر الخميس، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد الأبنية في ريف دمشق». ولفتت الوزارة إلى «وقوع بعض الخسائر المادية» و«تصدِّي وسائط الدفاع الجوي لصواريخ العدوان وإسقاط بعضها».

وتُعدّ السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران. ولـ«حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني» مقرات فيها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». أمّا حركة «النجباء» فهي أحد الفصائل الموالية لإيران في العراق وتشكّل جزءاً من قوات «الحشد الشعبي»، إضافة إلى أنها منضوية في «المقاومة الإسلامية في العراق» التي اتهمتها واشنطن مراراً بشنّ هجمات على قواتها. وشكّل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الماضي، ومقتل قياديين كبيرين في الحرس الثوري، صفعة قوية لطهران التي ردّت في 13 أبريل بهجوم غير مسبوق ضدّ إسرائيل، استخدمت فيه 350 طائرةً مسيرة وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل. وبعد أسبوع، استهدف هجوم نسب إلى إسرائيل وسط إيران، لكن طهران قلّلت من أهميته وقالت إنها لن ترد عليه.

احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في عام 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية التي استهدفت الجيش السوري وفصائل مسلحة موالية لإيران تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، وفي مقدّمتها «حزب الله» اللبناني. وزادت وتيرة هذه الضربات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.

اتهامات لـ«الدعم السريع» بـ«التطهير العرقي»

في وقت تتصاعد التحذيرات الدولية من اندلاع مواجهات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدينة الفاشر بدارفور، تلقّت الأخيرة اتّهامات بارتكاب جرائم وصفتها منظمة حقوقية بـ«التطهير العرقي» في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.

وفي تقرير مُوسّع، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس (الخميس)، إن قوات «الدعم السريع» ارتكبت عمليات قتل؛ «ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث» ضدّ جماعة المساليت العرقية الأفريقية في مدينة الجنينة. وأفاد التقرير بتكرار الانتهاكات طوال العام الماضي، منذ بدء المعارك العسكرية بين «الدعم» والجيش السوداني في أبريل (نيسان) من العام الماضي، موثّقاً استهداف «قوات (الدعم السريع) مع الميليشيات العربية لأحياء الجنينة التي تسكنها أغلبية من المساليت، في هجمات متواصلة العام الماضي».

وبحسب التقرير، فإن «الهجمات التي شنّتها قوات (الدعم السريع) والميليشيات المتحالفة معها في الجنينة، (...) أدّت إلى مقتل آلاف الأشخاص وتركت مئات الآلاف لاجئين»، مشيراً إلى فرار «أكثر من نصف مليون لاجئ من غرب دارفور إلى تشاد بين أبريل وأواخر أكتوبر (تشرين الأول)، 75 في المائة منهم من الجنينة».

على صعيد آخر، انسحبت الطواقم الطبية التابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» من مستشفى ود مدني في عاصمة ولاية الجزيرة (وسط السودان)، الذي يخدم مئات الآلاف من المرضى في الولاية التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، جراء تعرضها لاعتداءات. وذكرت المنظمة أن فرقها الطبية بالمستشفى «واجهت خلال الأشهر الثلاثة الماضية حوادث أمنية متكررة، ويشمل ذلك النهب وسرقة المركبات».

ليبيا: قتيل و9 جرحى بعد عودة الاشتباكات المسلحة غرب طرابلس

تصاعدت الأمور في مدينة الجميل القريبة من الزاوية بغرب ليبيا، والواقعة على بُعد 45 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات مروعة بين مجموعات مسلحة، قادمة من خارج المدينة، ما خلّف قتيلاً وتسعة جرحى على الأقل بأعيرة نارية، بحسب مصادر محلية، بالإضافة إلى إضرام النيران في الممتلكات والعديد من سيارات المواطنين.

فبعد يوم من الاشتباكات التي شهدتها منطقة جنوب الجميل، عاد التوتر إليها، اليوم (الخميس)، على خلفية إطلاق بعض الميليشيات الرصاص على عدد من المواطنين، وسط تصاعد المطالب بضرورة طردها من حيث أتت، فيما ترى مصادر محلية بالمدينة، تحفظت على ذكر أسمائها لدواعٍ أمنية، أن «الأمور مرشحة للتصعيد إذا رفضت التشكيلات المسلحة الخروج».

وبعدما فرغ سكان الجميل، اليوم (الخميس)، من تشييع جثمان مواطن قتل بالرصاص، تظاهروا ضد وجود «جماعة الإسناد» الموجودة في «بوابة العقربية» جنوب المدينة، وطالبوا بإخراج جميع المجموعات المسلحة خارج منطقتهم.
وسعياً لتهدئة أهالي وأعيان الجميل، قال صلاح النمروش، معاون رئيس الأركان بقوات حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنه تم الاتفاق على أن تتولى رئاسة الأركان تأمين المدينة، وإخراج كافة التشكيلات المسلحة، وأن تضطلع لجنة دعم المديريات بدعم مديرية أمن السهل الغربي.

وكانت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة قد اندلعت بين ميليشيات من مدينة الزاوية وأهالي مدينتي الجميل ورقدالين، وذلك على خلفية استهداف مواطن يدعى صهيب الخنجاري من مدينة الجميل، وحرق سيارات مدنيين خلال اشتباكات بين مجموعات وتشكيلات مسلحة من خارج مدينة الجميل.

وقبل توجه النمروش إلى مدينة الجميل، كان مشايخ القبائل قد طالبوا الحكومة الليبية «بإخراج التشكيلات التابعة لمحمد بحرون بسبب ارتكابها عدة جرائم متكررة منذ سنوات في المنطقة»، كما ناشدوا في الوقت ذاته «وزارتي الدفاع والداخلية بالحكومة التدخل العاجل لحماية مواطني البلدية».

وبحرون المقلب بـ«الفار» هو آمر قوة الإسناد الأولى بالزاوية، كما أنه يرأس أيضاً قوة دعم المديريات.

وبالنظر إلى توتر الأوضاع بالمدينة، عطلت مراقبة التربية والتعليم بالجميل الدراسة اليوم (الخميس)، على أن تستأنف يوم السبت حسب الجدول المعدل من مكتب الامتحانات.

وأطلع عميد بلدية الجميل، فتحي الحمروني، واللواء عز الدين الزوق، مدير مديرية أمن السهل الغربي، وأعيان وحكماء المدينة النائب العام الصديق الصور، على مجريات الأمور والحوادث التي شهدتها مدينتهم.

وخلال اللقاء شدد النائب العام في بيان على «ملاحقة مرتكبي الحوادث الجنائية، والأفعال الماسة بحرمة النفس والمال، من خلال تضافر سلطات إنفاذ القانون، وإنصاف الضحايا، وفرض سيادة القانون داخل مدينة الجميل».

وكان سكان أهالي وقبائل وبلديات الجميل والمنشية ورقدالين وزليتن، قد أعلنوا قبل يومين دخولهم في اعتصام كامل بجميع المؤسسات المدنية، وإغلاق جميع المنافذ لمدنهم إلى حين تلبية كافة مطالبهم.

وطالبوا بتدخل الحكومة ووزارة الداخلية، خصوصاً، من أجل وضع حل عاجل ونهائي لما يحدث في المدينة من تجاوزات أمنية، سببت وجود تشكيلات مسلحة غير منظمة، «وعلى رأسهم أبناؤنا»، مشددين على ضرورة وضع حلول أمنية، من شأنها تحسين الوضع الأمني بالمدينة بدعم المديرية وأجهزتها الأمنية، أو بدمج المديريات بالمنطقة. مؤكدين أنه في حالة عدم تنفيذ مطالبهم خلال 72 ساعة، «فإننا سنضطر إلى تصعيد الموقف لحماية مدينتنا».

وسبق أن عهدت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الوطنية قبل نحو شهر بإخلاء العاصمة طرابلس من التشكيلات المسلحة، لكن تظل الأمور على حالها حتى الآن، وهو ما يشجع المجموعات المسلحة على الصدام المسلح، دفاعاً عن تمدد نفوذها على الأرض.

وقالت بلدية المنشية الجميل إنه من خلال متابعة ما تشهده المدينة من أحداث، وحرصاً على وضع حلول جذرية للمشاكل الأمنية بالمدينة، فقد احتضنت قاعة الاجتماعات ببلدية المنشية الجميل اجتماعاً موسعاً ضم لجان المصالحة من المدن المجاورة والقيادات العسكرية بالمنطقة، وتمت مناقشة الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة، والحلول الممكنة، إضافة إلى وضع آلية لوقف التجاوزات التي تقوم بها «بعض الجهات» داخل المدينة.

شارك