القمص توما يعقوب: 33 عاما لاستشهاد "القس مرقس خليل" علي يد "الجماعة الاسلامية "

الإثنين 24/يونيو/2024 - 08:43 م
طباعة القمص توما يعقوب: روبير الفارس
 
يوم الجمعة 21 – 6 – 1991 م وحوالى الساعة السادسة إلا ربع صباحاً  كان القس مرقس خليل  فى طريقه إلى الكنيسة كعادته ليصلى القداس ، قام عدد من اعضاء الجماعة الاسلامية بطعنه  بآلة حادة فى رقبته ، وضربه بعصا غليظة على رأسه ، فسقط على الأرض غارقا فى دمائه ،ثم  سكبوا عليه كيروسين" جاز " وحاولوا حرقه بالنار وأسرعت الناس  وتجمهروا فمنعوا عملية الحرق ولم يكتمل الأمر، وأراد الله ونال إكليل الشهادة .
 33عاما مرت علي استشهاد القس  مرقس خليل .لي يد الجماعة الاسلامية في اسيوط .وتذكر هذه الايام الصعبة التى عانت فيها مصر كثيرا .واقباطها بصورة خاصة .يكشف فعليا عن حجم الامان والتغير الذى تنعم به الان . وفي هذه الذكري حاورنا القمص توما يعقوب راعي كنيسه الشهيد ابادير بمدينة اسيوط  .والذى كان قريبا من القس الشهيد . ورفم مرور السنين لا ينسي تخليد  ذكراه .
كيف بدات علاقة بالقس مرقس خليل ؟
البداية كانت عام   1988وكنت وقتها شماس اكليريكى مكرس بمطرانية اسيوط .حيث كنت اذهب الى كنيسة الشهيد  ماربقطر ب "موشا" للخدمه والوعظ فى اجتماع الشباب وهناك تعرفت على ابونا مرقس كاهن الكنيسة وتوطدت علاقتنا كابن بابيه التقى
هل يمكن ان تعرفنا بسيرته ؟
الشهيد القس  مرقس خليل ولد بقرية كوم سعده – البدارى – مركز أسيوط . سنة 1905 م ، بإسم : مسعد خليل فانوس كان يعمل "شيخ البلد" . وكان من صغر سنه محباً للكنيسة والصلاة ، وعمل مدرساً فى شبابه فى سنة 1925 م واستمر بالتدريس حتى سنة 1933 م .
بعدها كرس نفسه" تخصص " للخدمة .وذلك كواعظ متجول فبدأ فى الأقصر وعمل بالوعظ حوالى عشرون عاماً متجولاً بمحافظات ومدن الصعيد بالأقصر وقنا وبهجورة . تاركاً مهنة التدريس فى وقت كم كان صعباً أن يتخلى واحد عن عمل حكومى ولا سيما مهنة عظيمة كمهنة التدريس .
ثم أسس جمعية بإسم ( القديسة العذراء مريم ) ببهجورة ، وأسس بها مشروعات كبيرة منها : مشروع الرغيف – الاهتمام بشئون الفقراء – وقد أكمل الرب العمل وتم شراء قطعة أرض ، وبنى عليها ملجأ للأيتام ، ومطبعة ، ونادى للشباب ، ثم بعد ذلك تحولت إلى كنيسة العذراء مريم ببهجورة . وفى عام 1953م قام نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط  - برسامة الواعظ مسعد خليل كاهناً على مذبح الشهيد ماربقطر بموشا، بإسم القس مرقس خليل .
فقام بتأسيس عيد الشهيد ماربقطر سنة 1954 م ، وقد جاهد جهاد الأبطال المدعم بالصلوات والدموع فى إقامة هذا الإحتفال رغم مقاومة غير المؤمنين . ..
صلّى أكثر من 5000 قداس فى حياته .
كيف ولماذا قتلته الجماعة الاسلامية ؟
يوم الجمعة 21 – 6 – 1991 م وحوالى الساعة السادسة إلا ربع صباحاً وهو فى طريقه إلى الكنيسة كعادته ليصلى القداس ، قام عدد من اعضاء الجماعة بضرب القديس بآلة حادة فى رقبته ، وبعصا غليظة على رأسه ، فسقط على الأرض غارقا فى دمائه ،ثم  سكبوا عليه كيروسين" جاز " وحاولوا حرقه بالنار وأسرعت الناس  وتجمهروا فمنعوا عملية الحرق ولم يكتمل الأمر، وأراد الله ونال إكليل الشهادة .

لكن لماذا قتلته الجماعة تحديدا  ؟
القس  مرقس كان شيخا وقورا  محبوبا من الجميع ويعظ فى المأتم للمسيحيين والمسلمين. وقد حزن الجميع علي قتله
لكن كانت هذه الفترة من تسيعينيات القرن الماضي  صعبة وشهدت نشاطا واسعا فى جميع القرى كما فى المدينه للجماعه الاسلامية . ولايخفى عن الجميع ان قرية موشا وقرية ريفا بمركز اسيوط خرج منهما عددا من قيادات واعضاء  جماعة التكفير والهجرة .ووقع صراع مع اجهزة الدولة راح ضحيته عددا من الاقباط والسائحين ايضا .حيث سادت حالة من التطرف والغليان . وكان القس مرقس يمثل استفزازا لهم .لانه كان نشيطا فى الافتقاد والوعظ وكلمته مؤثره على الجميع .كما كان القس مرقس صيدا سهلا للجماعة  فقد كان مقيم بمفرده بموشا بعد وفاة زوجته واولاده مقيمين بمدينه اسيوطوكانت الاجواء فى موشا فى وضع حساس لكن يذكر ايضا لكبراء العائلات بموشا احتواء الالم  لفقده ولما كان فى يوم الجمعة٢١ / ٦ / ٩١
وهوذاهب من منزله الى الكنيسة تم استهدافه وقتله بالطعنات ومحاوله حرق جثمانه وفر الارهابيين
ثم تم القاء القبض علي  واحد منهم وقالوا عنه مختل عقليا وبعد فترة افرج عن القاتل؟!
ثم كلفت من قبل مطراننا الراحل انبا ميخائيل بالخدمة. فى موشا بالاضافه الى خدمتى الاساسيه فى قرية دير درنكه قبل خدمتى الحاليه بكنيسة الشهيد ابادير بمدينة اسيوط. وقد قام الانبا ميخائيل بنشر نعيا بالصحف معلنا فيه استشهاد القس مرقس .

شارك