اغتيال إسماعيل هنية في طهران يفاقم التوترات في الشرق الأوسط

الأربعاء 31/يوليو/2024 - 12:10 م
طباعة اغتيال إسماعيل هنية أميرة الشريف
 
في تطور مفاجئ يعمق الصراع المتأزم في الشرق الأوسط، أعلنت حركة حماس فجر الأربعاء عن اغتيال رئيس الحركة إسماعيل هنية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران.
 يأتي هذا الهجوم بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ويعد تصعيداً خطيراً في التوترات القائمة بين إسرائيل وحركة حماس، مما أثار موجة من الإدانات الدولية والاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، أكد الحرس الثوري الإيراني أن الغارة استهدفت مقر إقامة إسماعيل هنية، مما أدى إلى استشهاده مع أحد حراسه. وأضاف الحرس الثوري أنه يتم التحقيق في أسباب وأبعاد هذا الحادث، وستعلن النتائج لاحقاً.
واتضح أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس تم في مكان نومه في طهران ، بينما كان يقيم في مكان لقدامى المحاربين، بصاروخ مباشر موجه نحو جسده مما أدى لاغتياله ومرافقه وسيم أبو شعبان باستهداف مقر إقامتهما بطهران.
ولا يعرف على وجه اليقين حتى الآن ما إن كان هنية قد جرى اغتياله بطائرة مسيرة أو بصاروخ أطلق من خارج الحدود كما أعلنت بعض المصادر.
وانتُخب إسماعيل هنية (62 عاما) رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفا لخالد مشعل، لكن اسمه وكنيته (أبو العبد) كانا معروفين للعالم منذ 2006 حين تولى رئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، بعد فوز حماس المفاجئ في الانتخابات البرلمانية.
وُلد هنية عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بعد أن فر والداه من منزلهما بالقرب مما يعرف الآن ببلدة عسقلان خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
ويُعد إسماعيل هنية ثالث شخصية تتولى قيادة حركة حماس (رئاسة المكتب السياسي) بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
وسبق أن اغتالت في 2 يناير 2024، نائب رئيس حركة حماس وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، بعد استهدف طائرة مسيرة لمكاتب الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وفي 13 يوليو الجاري استشهد العشرات وأصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي مكثف طال مناطق خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في مجزرة بشعة في المنطقة التي ادّعت إسرائيل أنها منطقة إنسانية آمنة.
وتُعد عملية اغتيال هنية تصعيداً جديداً في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، بعد اغتيال إسرائيل لنائب رئيس الحركة وقائدها في الضفة الغربية صالح العاروري في 2 يناير 2024، واستهدافها مناطق خيام النازحين في منطقة المواصي بغزة في 13 يوليو، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آخرين.
وفي ردود الفعل على اغتيال هنية، نعت مساجد الضفة الغربية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عبر مكبرات الصوت ودعت إلى الإضراب الشامل حداداً على "اغتياله" في طهران. 
واعتبر القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق أن "اغتيال هنية عمل جبان وتصعيد لن يمر سدى"، بينما أكد القيادي في حماس سامي أبو زهري أن "حماس ستواصل السير على هذا الطريق مهما كانت التضحيات".
وأدانت حركة الجهاد الإسلامي عملية الاغتيال ووصفتها بالآثمة، مؤكدة أن هذه العملية لن تنال من مقاومتهم. كما ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باغتيال هنية، داعياً الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل.
وتوالت ردود الفعل الدولية على اغتيال هنية، حيث وصفت حركة أنصار الله الحوثية العملية بأنها جريمة إرهابية وانتهاك صارخ للقوانين. 
واعتبرت الخارجية الإيرانية أن استشهاد هنية سيعزز العلاقات المتينة بين إيران وفلسطين والمقاومة.
كما أدانت تركيا وروسيا عملية الاغتيال، حيث اعتبرت تركيا أن الهجوم يهدف إلى توسيع الحرب في غزة إلى مستوى إقليمي، محذرة من أن عدم اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات لوقف إسرائيل سيؤدي إلى نزاعات أكبر في المنطقة.
و أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين، الإضراب الشامل والخروج بمسيرات، تنديدا باغتيال هنية.
ونعت القوى  في بيان صحفي - هنية، وأكدت أن هذا الأغتيال الجبان لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني وصموده، بل سيزيده تصميما وإصرارا على المضي قدما بالتمسك بحقوقه وثوابته الوطنية حتى الحرية والاستقلال.
وأدانت الحكومة الفلسطينية عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية.
ودعت الحكومة  في بيان صحفي  الفصائل والقوى وأبناء الشعب الفلسطيني لمزيد من الوحدة الوطنية والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.
ووسط هذه الأجواء المشحونة بالتوتر، تتزايد المخاوف من تصعيد أكبر في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، وهو ما يعكس الحاجة الملحة لجهود دولية جادة لتهدئة الأوضاع وإيجاد حلول دائمة وعادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
 وبينما تواصل حركة حماس تأكيدها على مواصلة نهج المقاومة، يبقى مستقبل المنطقة معلقاً في ميزان التطورات المتسارعة وردود الأفعال الدولية والمحلية التي ستتحدد في الأيام القادمة.
للمزيد عن حياة إسماعيل هنية أضغط هنا

شارك