الرجل الثالث وقائد جبهة الجنوب في حزب الله.. من هو علي كركي الذي استهدفته إسرائيل؟

الأحد 29/سبتمبر/2024 - 01:53 م
طباعة الرجل الثالث وقائد فاطمة عبدالغني
 
استهدفت غارات إسرائيلية عنيفة الجمعة 27 سبتمبر مقر قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي "أن الجيش الإسرائيلي قضى على حسن نصرالله زعيم تنظيم حزب الله وأحد مؤسسيه. كما قضى على علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله وعدد آخر من القادة في حزب الله".
من هو علي كركي؟
علي كركي من مواليد 1967 في قرية عين بوسوار التابعة لقضاء النبطية في جنوب لبنان، وتخرج من الجامعة في لبنان قبل أن يلتحق بحزب الله، ويحمل كركي الملقب بـ "أبو علي" أيضًا الجنسية الغينية.  
كان كركي عضوًا بـ "مجلس الجهاد" وهي أعلى هيئة في هرم حزب الله التنظيمي تقوم باتخاذ القرارات الاستراتيجية والعسكرية وتدير الحرب مع إسرائيل، وقد عيّنه حسن نصر الله في مكان فؤاد شكر بعد مقتله في يوليو، ومن ثم يعد كركي هو الرجل الثالث وقائد الجبهة الجنوبية في الحزب، كما يعتبر أرفع قائد عسكري في الحزب بعد ما تم القضاء على العديد من القياديين العسكريين المهمين.
تمتع كركي بشخصية مهيمنة وقوية، فيما اكتسب خبرة قتالية وتنظيميه كبيرة على مر السنين بحكم موقعه كمسؤول للمنطقة الجنوبية التي قدمت لحزب الله أكبر عدد من المقاتلين.
ويعد كركي من مهندسي الإستراتيجيات العسكرية لحزب الله، ومن مطوري القدرات القتالية في استخدام الأسلحة المتقدمة، وتكتيكات الحروب غير النظامية.
وأكدت إسرائيل أن كركي كان مسؤولا على القائدين طالب عبد الله ومحمد ناصر اللذان يتزعمان وحدتي "نصر" و"عزيز" الناشطتين على مستوى جنوب نهر الليطاني المتاخم لإسرائيل.
عاش علي كركي في سرية تامة وتنقل من مكان إلى آخر خوفا من استهدافه من قبل إسرائيل، وكانت الولايات المتحدة أدرجته ضمن قائمة المطلوبين لديها في    2019، و في شهر فبراير الماضي نجا من محاولة اغتيال والتي قتل فيها محمد الدبس أحد قياديي حزب الله،
و في 23 سبتمبر 2024 استهدفه الجيش الإسرائيلي بغارة جوية على حي ماضي وفيما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن نجاح الغارة في قتل كركي، أفادت وسائل إعلام تابعة للحزب أن عملية الاغتيال فشلت.
و أفادت مصادر لبنانية بأن الاحتلال استخدم في الغارة التي استهدفت كركي 6 صواريخ موجهة، ومساء اليوم ذاته أعلن حزب الله في بيان أن "القائد الحاج علي كركي بخير"، وفي "كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن" نافيا مقتله في الغارة.
وفي 27 سبتمبر أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قصف ما وصفه بالمقر المركزي لحزب الله في قلب الضاحية الجنوبية ببيروت، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن طائرات "إف-35" نفذت الغارات بواسطة قنابل خارقة للحصون،  وأفاد افيخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش قضى على حسن نصرالله زعيم حزب الله كما قضى على علي كركي إلى جانب عدد آخر من قادة الحزب.
واشارت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، الى ان عناصر حزب الله‬ عثروا على جثة القائد العسكري في الحزب علي كركي بجانب جثة امين عام حزب الله حسن نصر الله.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس": "قضى جيش الدفاع أمس على المدعو حسن نصر الله زعيم تنظيم حزب الله الارهابي وأحد مؤسسيه".
وأضاف أدرعي: "كما قضى جيش الدفاع على المدعو علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله الإرهابي وعدد آخر من القادة في حزب الله".
وأشار إلى أن "طائرات سلاح الجو، بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات المؤسسة الأمنية، أغارت على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية".
وتابع: "لقد نفذت الغارة في الوقت الذي تواجدت فيه قيادة حزب الله داخل المقر وقاموا بتنسيق أنشطة إرهابية ضد مواطني إسرائيل".
ولفت إلى أنه "خلال 32 سنة من قيادته لتنظيم حزب الله الإرهابي، كان حسن نصر الله مسؤولاً عن قتل عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع، إضافة إلى تخطيط وتنفيذ الالاف من الأعمال الارهابية ضد دولة إسرائيل وفي أنحاء العالم".
وقال: "لقد كان نصر الله صاحب القرار الرئيسي في التنظيم وصاحب الكلمة الوحيدة والنهائية عن كل قرار استراتيجي اتخذه حزب الله وفي بعض الأحيان عن قرارات تكتيكية أيضا".
وتابع: "لقد انضمت منظمة حزب الله الإرهابية وزعيمها حسن نصر الله في الثامن من أكتوبر إلى الحرب ضد دولة إسرائيل ومنذ ذلك الوقت واصل حزب الله هجماته ضد مواطني إسرائيل وجر دولة لبنان والمنطقة إلى التصعيد".
وقال المتحدث: "سيواصل جيش الدفاع استهداف كل من يروج ويتورط في أعمال إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل".
في المقابل أكدت حزب الله اللبناني مقتل الأمين العام حسن نصر الله، متعهدةً بمواصلة المواجهة ضد إسرائيل.
وقال الحزب في بيان صحفي السبت إن قيادتها تتعهد بمواصلة "جهادها في مواجهة العدو وإسناداً لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".
وجاء في البيان: "حسن نصر الله، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيداً عظيماً قائداً بطلاً مقداماً شجاعاً حكيماً مستبصراً مؤمناً".
وأضاف: "نبارك للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله نيله أرفع الأوسمة الإلهية. التحق حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من ثلاثين عاماً، قادهم فيها من نصر إلى نصر".

شارك