أعلن المكتب الإعلامي التابع للجيش الباكستاني (ISPR) نجاح قوات الأمن في القضاء على ما لا يقل عن 22 إرهابيًا في منطقة تيراه بخيبر منذ 14 ديسمبر 2024.  
وأشار بيان الجناح الإعلامي للجيش إلى أن المنطقة شهدت مؤخرًا سلسلة من الهجمات الإرهابية استهدفت قوات الأمن والمدنيين الأبرياء، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا. وأضاف البيان: "ردًا على هذه الجرائم الشنيعة، تنفذ قوات الأمن عمليات استخباراتية واسعة النطاق ضد الإرهابيين".  

ووفق البيان فقد أسفرت العمليات عن تحييد نحو عشرين إرهابيًا، إضافة إلى إصابة 18 آخرين في مواجهات منفصلة.  

وأكد البيان أن "عمليات الاستخبارات الأمنية ستستمر حتى يتم استعادة السلام في المنطقة والقضاء الكامل على الإرهاب، حيث أن القوات الأمنية الباكستانية مصممة على التخلص من خطر الإرهاب من جذوره".  

وفي سياق متصل، أصدر قائد الجيش، الجنرال عاصم منير، تحذيرًا خلال اجتماع عُقد مؤخرًا في بيشاور، مشددًا على أن أي محاولة لزعزعة استقرار البلاد ستُقابل برد قوي وحاسم.  

وتشهد باكستان ارتفاعًا ملحوظًا في الهجمات العنيفة منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، لا سيما في مقاطعتي خيبر بختونخوا وبلوشستان الحدوديتين.  

ووفقًا لـ "تقرير الأمن السنوي لعام 2024" الصادر عن مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية، يُعد عام 2024 الأكثر دموية خلال العقد الأخير، حيث تم تسجيل 444 هجومًا إرهابيًا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 685 شخصًا من قوات الأمن والمدنيين.
وكان الجيش الباكستاني قد أعلن في وقت سابق القضاء على عناصر إرهابية في عمليات منفصلة ضمن حملة تطهير أمني في إقليم خيبر بختونخوا. ووفق بيان صادر عن الدائرة الإعلامية للجيش، أسفرت العمليات عن تصفية 11 إرهابيًا خلال ثلاثة اشتباكات منفصلة بين 17 و18 ديسمبر.

وأوضح البيان أن العملية الأولى استهدفت منطقة تانك بناءً على معلومات استخباراتية عن وجود مسلحين، حيث قُتل سبعة منهم. أما العملية الثانية، فقد نُفذت في منطقة داتا خيل بشمال وزيرستان، وأسفرت عن مقتل إرهابيين. وفي اشتباك ثالث بمنطقة مهمند، قُتل إرهابيان بعد تبادل كثيف لإطلاق النار. كما تم ضبط أسلحة وذخائر كان المسلحون يستخدمونها في أنشطة إرهابية استهدفت قوات الأمن والمدنيين.
وأشار البيان إلى أن عمليات التطهير مستمرة لضمان القضاء على أي تهديدات إرهابية متبقية، مؤكداً التزام القوات الباكستانية بمكافحة الإرهاب بشكل كامل.
بالتزامن مع هذه العمليات، أعلنت باكستان تعليق خدمات الهاتف المحمول والإنترنت في بعض المناطق لأسباب أمنية، وسط استعدادات أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان للاحتجاجات. ولم تُحدد السلطات المناطق المتأثرة أو مدة التعليق، فيما وفّرت شركات الاتصالات خدمات بديلة.

كشف تقرير صادر عن مركز البحوث والدراسات الأمنية أن الربع الثالث من عام 2024 شهد زيادة حادة في أعمال العنف المرتبطة بالإرهاب ومكافحته بنسبة 90% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. وسُجلت 328 حادثة عنف أسفرت عن 722 قتيلاً و615 جريحًا، معظمها في إقليمي خيبر بختونخوا وبلوشستان.

وأفاد التقرير بأن عدد القتلى خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024 تجاوز إجمالي وفيات عام 2023، مع استمرار الجماعات الإرهابية في إعادة تنظيم صفوفها. ومع ذلك، لم تتبنَّ أي جهة مسؤولية معظم الهجمات، مما يعكس تغييرات تكتيكية في استراتيجياتها.