هدنة غزة في الميزان الحوثي.. التزام مشروط وتصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي
الجمعة 17/يناير/2025 - 12:18 م
طباعة
![هدنة غزة في الميزان](/upload/photo/news/7/0/500x282o/499.jpg?q=1)
في أعقاب إعلان الوسطاء عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، أبدى زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، موقفًا تصعيديًا مشروطًا بشأن الالتزام بالاتفاق، وذلك في ظل استمرار التوترات الإقليمية والدور الذي تلعبه الجماعة المدعومة من إيران في النزاعات الإقليمية.
فبعد مفاوضات شاقة توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، توصلت إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين أُعلن عنه، الأربعاء 15 يناير، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً في القطاع، واستغرق الحوثيون يومًا كاملاً لاتخاذ قرار بشأن استراتيجيتهم، لا سيما فيما يتعلق بهجماتهم البحرية التي تبنوها منذ أواخر عام 2023.
وفي بيان علني، هدد عبد الملك الحوثي بمواصلة الهجمات على إسرائيل إذا لم تلتزم بتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، المقرر أن يبدأ سريانه يوم الأحد 19 يناير.
وقال الحوثي في خطاب طويل بثّته قناة "المسيرة" التلفزيونية التابعة للجماعة "موقفنا فيما يتعلق بالوضع في غزة مرتبط بموقف إخوتنا في الفصائل الفلسطينية ومستمر معهم من مرحلة تنفيذ الاتفاق يوم الأحد".
وأضاف "سنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق، وأي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني، وسنسعى لتطوير القدرات العسكرية من أجل أداء أقوى وأكثر فاعلية".
واعتبر، إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة "تطورا مهما، إذ اضطر العدو الإسرائيلي والأمريكي إلى الذهاب إلى الاتفاق في غزة بعد أشهر من الجرائم".
وأوضح زعيم الحوثيين، أن جماعته "قدمت 106 شهداء و328 جريحا، ومن الفخر لنا أن نقدم الشهداء مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته وألا نكون من المتفرجين".
وأشار إلى أن قوات الحوثيين نفذت عمليات عسكرية بـ "1255 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، علاوة على الزوارق الحربية".
وأردف بالقول "نفذنا عمليات الإسناد لغزة في ظل ظروف صعبة جداً يعيشها شعبنا العزيز على مستوى الإمكانات والوضع الاقتصادي".
وأوضح أن "الأنشطة الشعبية في اليمن بلغت خلال 15 شهرا أكثر من 900 ألف بين وقفات ومظاهرات ومسيرات وأمسيات وندوات".
وأضاف "مخرجات التدريب في التعبئة العسكرية بلغت أكثر من 816 ألفاً وبموازاتها القوات النظامية بمئات الآلاف – أنشطة التعبئة من مسيرات عسكرية وعروض ومناورات عسكرية بلغت 3770 خلال 15 شهرًا".
واستطرد "أقول لكل إخوتنا في الشعب الفلسطيني لستم وحدكم، ولن تكونوا وحدكم، الله معكم ونحن معكم، وسنبقى على الدوام معكم حتى تحرير فلسطين".
ودعا الحوثي، اليمنيين في مناطق سيطرته للخروج المليوني المتوج لخروجه طوال 15 شهرًا "المؤكد على مواقفه في إسناد الفلسطينيين وعلى الاستعداد للتحرك في مواجهة أي تصعيد إسرائيلي".
وأكد أنهم سيحضرون لأي جولة قادمة لإسناد الشعب الفلسطيني ليكونوا بمستوى أداء أكبر وفعل أكثر تأثيرًا.
وأردف بالقول "سنتصدى لأي محاولات انتقامية سواء من الإسرائيلي أو الأمريكي أو من يدور في فلكهم، أو أي محاولات لإبعاد بلدنا عن توجهه الجهادي المتحرر".
وبحسب تقارير صحفية يعكس هذا التهديد موقف الجماعة المستمر في استخدام القوة العسكرية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، كوسيلة للضغط السياسي والرد على ما تعتبره انتهاكات من قبل إسرائيل أو أي طرف آخر.
حيث يعزز موقف الحوثي المخاوف الإقليمية من توسع نطاق الصراع ليشمل مناطق جديدة. كما أن تهديد الحوثيين يشير إلى إمكانية استمرار التصعيد العسكري رغم محاولات التهدئة الدولية.
التوقيت والمضمون:
جاءت تهديدات الحوثي في وقت حساس، حيث تُعتبر اتفاقات وقف إطلاق النار فرصة لتخفيف التوترات، إلا أن ربط الحوثيين التزامهم بالهدوء بالتزام إسرائيل بالاتفاق يعكس رغبتهم في توسيع نفوذهم السياسي والعسكري.
الأبعاد الإقليمية:
يُظهر الموقف ارتباط الحوثيين بالأجندة الإيرانية في المنطقة، حيث تعمل الجماعة كذراع إقليمي يدعم مصالح طهران، خاصة في سياق الصراع مع إسرائيل.
التداعيات الإنسانية:
استمرار الهجمات أو التصعيد يهدد سلامة الملاحة البحرية ويؤثر على المدنيين في اليمن والمنطقة ككل، مما يضيف المزيد من الأعباء الإنسانية إلى الأزمات القائمة.
ويرى المراقبون أن على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده لإلزام جميع الأطراف بالتهدئة واحترام القوانين الدولية، مع الضغط على الحوثيين وإسرائيل للامتناع عن الأعمال العسكرية التي تزيد من معاناة المدنيين في المنطقة.
وختامًا، يعكس موقف عبد الملك الحوثي من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة استراتيجية تصعيدية مشروطة تعزز المخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية. ومع ذلك، يبقى نجاح الجهود الدولية في تنفيذ الهدنة فرصة لتجنب مزيد من التصعيد إذا ما تم الالتزام بها من جميع الأطراف.