حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين۔۔ التوافق والصراع مع "حماس"
الأربعاء 10/يونيو/2015 - 07:38 م
طباعة
مدخل:
تعتبر حركة "الجهاد الإسلامي" هي أحد أبرز الحركات الجهادية الموجودة حالياً في فلسطين، وهي جماعة تنتهج الفكر السلفي الجهادي، وتزعم أنها تسعى إلى تطبيق الإسلام في كافة مناحي الحياة، وعلى الرغم من كون الحركة تتفق مع حركة "حماس" في الكثير من الأهداف، والمبادئ إلا أن هناك صراعًا دائرًا بين الطرفين، على خلفية الرغبة في جذب الأتباع والأنصار.
وقد تدخلت الحركة في التوسط بين "القاهرة" وحركة "حماس" بعدما ساءت العلاقات بين الطرفين، على خلفية عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، حيث اتهمت القاهرة حركة حماس، بتسهيل حركة الجماعات الإرهابية عبر الأنفاق الحدودية مع الجانب المصري.
وتعتبر الحركة التي تم تأسيسها ثمانينيات القرن الماضي، تقوم في الأساس على فكر تنظيم "الإخوان" حيث تعرف مؤسسها فتحي الشقاقي، على كتب مؤسس تنظيم "الإخوان" حسن البنا وسيد قطب، إلا أن الحركة أعلنت انفصالها عن حركة حماس وتأسيس "حركة الجهاد الإسلامي".
النشأة والتأسيس:
تعتبر فترة السبعينيات، تحديداً هي البدايات الأولى، التي شهدت تأسيس حركة الجهاد الفلسطينية، والتي أشارت تقارير عديدة أنها أسست كرد فعل بعد كثرة وجود الأحزاب والتنظيمات اليسارية والقومية على الساحة السياسية، فطرحت نفسها كبديل لتلك القوى، وقالت إنها تتخذ من الإسلام منهج حياة وأن الجهاد هو السبيل الوحيد لاستعادة الأرض وتحرير المسجد الأقصى.
وتم تأسيس حركة "الجهاد الإسلامي" عام 1980 في فلسطين، من قبل عدد من الشباب الدارس في الجامعات المصرية، برئاسة القيادي فتحي الشقاقي، الذي كان أعلن انضمامه لتنظيم "الإخوان" في القطاع سنة 1968، واستمر مع "الإخوان" حتى أواخر السبعينيات، وولد الشقاقي في قرية "زرنوقة قضاء الرملة"، ودرس الطب في جامعة الزقازيق في مصر (1974-1981).
ومن هنا يمكن القول أن الجذور الأولى لتنظيم "الجهاد الإسلامي" كانت تعود إلى تنظيم "الإخوان"، وهو ما يؤكده الشقاقي، في اعتباره "الإخوان" الحركة الأم للتيار الإسلامي في المنطقة، إلا أن العديد من التقارير، تشير إلى أن الشقاقي وحركة الإخوان كانت بينهم خلافات حول المنهج، وطرق التغيير، وقضية فلسطين، والموقف من الأنظمة العربية والأدب والفن.
ويبدو أن الجدل الذي كان دائراً في مصر وقت ذاك، من خلافات بين القوى الإسلامية، حول طريقة التغيير، انتقل إلى الساحة الفلسطينية، حيث انقسم الإسلاميون في مصر إلى جماعة تسعى إلى التغيير بقوة السلاح وهم "جماعة الجهاد" واخرة بالدعوة "التيار السلفي" أما "الإخوان" فقالوا إن التغيير يأتي على المدى البعيد وليس باستخدام القوة،
كما ظهر تأثر آخر لفتحي الشقاقي، حيث تأثر بالثورة الإيرانية، وألف كتاب (الخميني: الحل الإسلامي والبديل) واعتقل ليلة صدور الكتاب لمدة 4 أيام، ثم أعيد اعتقاله لمدة (4) شهور وبعد خروجه من السجن انقطعت صلته، بتنظيم الإخوان، فبدأ بتشكيل نواة حركة "الجهاد الإسلامي" عام 1980، وكما يقول العديد من الخبراء إن الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية تحدد كثيراً شكل المقاومة، فنظراً لعدم وجود شيعة في فلسطين، وان العدو الحقيقي بالنسبة لهم هو "إسرائيل" لذلك لم يكن هناك غضاضة في التعاون مع إيران، فمن هنا كانت الاتهامات المتكررة للحركة بتشيعها.
وتشير العديد من التقارير إلى أن حركة "الجهاد الإسلامي" تأثرت بحركة الجهاد في مصر والتجربة الإيرانية والتجربة القسامية، وحافظت على علاقات وطيدة مع إيران، والتحق الشقاقي، بالعمل في مستشفى فكتوريا، في القدس لمدة سنتين إلى أن اعتقل سنة 1983 لمدة عام ثم أعيد اعتقاله عام 1986، وحكم عليه (4)سنوات، ثم أبعد إلى لبنان عام 1988 ومنها انتقل إلى دمشق.
وترفع الحركة شعار (الإسلام منطق، والجهاد وسيلة، وفلسطين هدف للتحرير)، وتعدّ حركة الجهاد الإسلامي اليوم الأول لانتفاضة الأقصى المباركة هو 6/10/1987 عندما استشهد (4) من رجالها في مواجهة عسكرية مع العدو الصهيوني.
التركيبة الأولى لتنظيم الجهاد الإسلامي:
وفي البدايات الأولى لتأسيس حركة الجهاد الإسلامي، أشارت تقارير إلى أن المجموعة التي أنشأها الشقاقي كانت إحدى (3) مجموعات التي اجتمعت لتشكيل حركة الجهاد الإسلامي، بينها:
1 - سرايا "الجهاد الإسلامي" تكونت من عناصر من فتح في قلعة شقيف في لبنان، وبرز منها المفكر منير شفيق وفي قيادتها أبو حسن قاسم (محمد محمد بحيص) وحمدي (محمد باسم سلطان التميمي).
2 - المجموعة التي شكلها (إبراهيم سربل) الذي بايع (أسعد التميمي) وعرفت بالجهاد الإسلامي.
في أوائل الثمانينيات وبعد عودة فتحي الشقاقي ورفاقه إلى فلسطين، تم بناء القاعدة التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي فـي فلسطين وبدأ التنظيم لخوض غمار التعبئة الشعبية والسياسية في الشارع الفلسطيني بجانب الجهاد المسلح ضد العدو الصهيونى، حلًا وحيدًا لتحرير فلسطيـن.
المرتكزات الفكرية للحركة:
ويمكن رصد المُرتكزات الفكرية للحركة الجهاد الإسلامي، وحصرها فيما يلي:
1 – تقول الحركة إنها تلتزم الحركة فـي فلسطيـن بالإسلام (عقيدة وشريعة ونظام حياة)، وأداة لتحليل وفهم طبيعة الصراع الذي تخوضه الأمة ضد أعدائها، ومرجعا أساسيا فـي صياغة برنامج العمل الإسلامي للتعبئة والمواجهة.
2 - فلسطين ـ من النهر إلى البحر ـ أرض إسلامية عربية يحرم شرعًا التفريط فـي أي شبر منها، والكيان الصهيوني وجوده باطل، يُحرم شرعًا الاعتراف به على أي جزء منها.
3 - يمثل الكيان الصهيوني رأس الحربة للمشروع الاستعماري الغربي المعاصر فـي معركته الحضارية الشاملة ضد الأمة الإسلامية، واستمرار وجود هذا الكيان على أرض فلسطين وفي القلب من الوطن الإسلامي، يعنى استمرار وهيمنة واقع التجزئة والتبعية والتخلف الذي فرضته قوى التحدي الغربي الحديث على الأمة الإسلامية.
4 - لفلسطين من الخصوصية المؤيدة بالبراهين القرآنية والتاريخية والواقعية ما يجعلها القضية المركزية للأمة الإسلامية التي بإجماعها على تحرير فلسطين، ومواجهتها للكيان الصهيوني، تؤكد وحدتها وانطلاقها نحو النهضة.
5 – عدم المشاركة في العملية السياسية إذ قاطعت الانتخابات التشريعية سنة 2006.
6 – فتح بابا الجهاد، ودعوة الجماهير الإسلامية والعربية إلى الجهاد ضد الكيان الصهيوني.
7 – اعتبار معركة تحرير فلسطين وتطهير كامل ترابها ومقدساتها هي معركة الأمة الإسلامية بأسرها، لذلك يجب أن تسهم فيها بكامل إمكاناتها وطاقاتها المادية والمعنوية.
8 – اعتبار الشعب الفلسطيني والمجاهدون على طريق فلسطيـن، هم طليعة الأمة فـي معركة التحرير.
9 - وحدة القوى الإسلامية والوطنية على الساحة الفلسطينية، واللقاء فـي ساحة المعركة، شرط أساسي لاستمرار وصلابة مشروع الأمة الجهادي ضد العدو الصهيوني.
10 – رفض كافة مشاريع التسوية التي تقر الاعتراف بالوجود الصهيوني فـي فلسطين، أو التنازل عن أي حق من حقوق الأمة فيها، باطلة ومرفوضة، لذلك رفضت الحركة اتفاقية أوسلو 2003.
11 - تعتمد الحركة على "الجهاد" فـي فلسطين لتحقيق أهدافها ضد العدو الصهيوني.
12 – الاعتماد على القرآن والسنة في إعداد وتنظيم الجماهير للجهاد.
13 - اتـخاذ كافة الوسائل التعليمية والتنظيمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية والسياسية والعسكرية، مما يبيحه الشرع، وتنضجه التجربة من أجل تحقيق أهداف الحركة.
14 - استخدام كل طرائق التأثيـر والتبليغ المتاحة والمناسبة من وسائل الاتصال المعروفة والمستجدة.
15 - انتهاج مؤسسات الحركة وتنظيماتها من أساليب الدراسة والتخطيط والبرمجة والتقويم والمراقبة بما يكفل استقرار الحركة وتقدمها.
اغتيال الشقاقي:
بعد بروز اسم الحركة على الساحة الفلسطينية، حاولت إسرائيل وأدها عبر التخطيط لاغتيال فتحي الشقاقي، من قبل الموساد الإسرائيلي في أكتوبر 1995، الأمر الذي دفع الحركة إلى تعيين عضو الأمانة العامة لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح، الذي فرضت عليه إسرائيل في أغسطس 1983 الإقامة الجبرية وقيدت أنشطته وتحركاته.
وناهضت الحركة اتفاقية أوسلو عام 2003، وشاركت في عمليات المقاومة بجناحها العسكري "سرايا القدس"، كما أنها رفضت المشاركة في العملية السياسية وقاطعت الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
كما سعت أمريكا هي الأخرى إلى تقيد الحركة، حيث أضافت واشنطن وفي عام 2007 رمضان شلح، إلى قائمة برنامج "مكافآت من أجل العدالة" الذي يعرض مكافآت لمن يساعد على اعتقال مطلوبين، وعرضت مبلغ خمسة ملايين دولار لاعتقاله.
كما أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية، اسم نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "زياد النخالة" على قائمة (الارهاب)، وهو القرار الذي اعتبر ليس بجديد على سياسات أمريكا المنحازة لإسرائيل، وقد أكدت الفصائل على أن القرار الأمريكي يعطي الضوء الأخضر للاحتلال الصهيوني لاستهداف رأس المقاومة الفلسطينية، وأن وضعه على قائمة الإرهاب هو شرف وفخر واعتزاز لحركة الجهاد الإسلامي.
وفي الذكرى الـ25 لانطلاقة الحركة عام 2012، أعلن رمضان شلح رفض حركته "أن يتم منع المقاومة المسلحة أو استبعادها من أجندة النضال الوطني"، وأكد على ضرورة إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني، وإعادة بناء الحركة الوطنية من جديد، وقال إن "القضية الفلسطينية تمرّ بواحدة من أعقد وأخطر مراحل تاريخها، وتتعرض لعملية تصفية حقيقية".
عمليات جماعة الجهاد:
ونفذت الحركة العديد من العمليات العسكرية بينها عملية بيت ليد، وديزنقوف، وكفار داروم ونتساريم، وشرق جباليا، وموراج، وقادت الحالة العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي بعد ذلك سرايا القدس (جناحها العسكري) حيث قامت بعدة عمليات استشهادية أثناء انتفاضة الأقصى.
وخاض الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (سرايا القدس) عددًا من المعارك ضد الكيان الصهيوني منها معركة بشائر الانتصار التي خاضتها وحدها حيث قدمت خلالها 14 شهيدا من الوحدة الصاروخية، وكانت هذه المعركة ردا على اغتيال الأمين العام لألوية الناصر صلاح الدين الشيخ زهير القيسي.
كما نفذت الحركة معركة "السماء الزرقاء" ومعركة "كسر الصمت" ومعركة "البنيان المرصوص".
سرايا القدس الجناح المسلح لتنظيم الجهاد:
هو الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين"، بدأت عملها الجهادي عبر اختطاف جنود الاحتلال الإسرئيلي وقتلهم ثم تدرجت في العمل العسكري حتى تمكنت من تصنيع الصواريخ، التي وصلت إلى مفاعل "ستوراك" النووي وإلى قلب تل أبيب.
وتشير العديد من التقارير إلى أن سرايا القدس بدأت عملياتها العسكرية منذ مطلع الثمانينيات، ومرت بمراحل عدة بدءا بالأعمال الفردية عبر الطعن بالسكاكين في 1982 و1983، وصولا إلى تشكيل مجموعات عسكرية، ترأس أولاها مؤسس الحركة فتحي الشقاقي، وقد نفذت العديد الهجمات المسلحة بالقنابل والذخيرة الحية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الجناح المسلح إنه يستهدف تحرير فلسطين، من الاحتلال الإسرائيلي، وعودة المهجّرين الفلسطينيين إلى وطنهم، وزاد نشاط الحركة بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، وتراجعت قوتها بعد اجتياح الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين عام 2004، لكنها أصبحت تنفذ عملياته انطلاقا من غزة، واستخدمت صواريخ (طراز جنين) وصلت إلى قلب عسقلان في نوفمبر 2002.
ونظراً لنشاط الحركة الجهادي، تعرض عدد من قادة سرايا القدس لعمليات اغتيال، أبرزهم قائد السرايا في غزة خالد الدحدوح الشهير بكنية "أبو الوليد" الذي اغتيل في مارس 2006 بتفجير سيارة كانت على الطريق الذي يسير عليه في مدينة غزة، كما اغتالت إسرائيل القائد العام للسرايا في شمال الضفة الغربية حسام جرادات في أغسطس 2006 على يد وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين.
وفي مارس 2012 أعلن أبو إبراهيم -أحد أبرز قادة سرايا القدس- أن حركته تمتلك آلاف الصواريخ، وأنها قادرة على استهداف مدن في العمق الإسرائيلي في حال قامت إسرائيل بعمليات اغتيال جديدة في قطاع غزة، وكشف المسئول العسكري في تصريح صحفي، أن قدرات حركته العسكرية "زادت تطورا كمّا ونوعا"، وأن هذه الصواريخ تتمتع "بدقة كبيرة بفضل السلاح المتطور"، مشيرا في ذات التصريح إلى أن سرايا القدس قامت "بتعديل إحداثيات الصواريخ" للإفلات من نظام الاعتراض الإسرائيلي المعروف بالقبة الحديدية.
و في يوليو 2014 أعلنت السرايا مسئوليتها عن قصف المفاعل النووي الإسرائيلي "ستوراك" جنوب تل أبيب بصاروخ بعيد المدى من نوع براق 70، وأعلنت أنها قصفت ميناء أسدود بصاروخ جراد، وفي 29 أغسطس 2014 أكدت أنها ستضاعف من جهدها وستطور طاقاتها استعدادًا للمعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، و أن سلاحها مقدس، وأن أيديها ستبقى على الزناد، معتبرة أن قطاع غزة انتصر على الاحتلال في ثالث عدوان من نوعه، وأن "المشروع الصهيوني على أرض فلسطين دخل معركة بداية النهاية".
وفي 4 يناير 2015 نشرت سرايا القدس إحصائية عن أدائها خلال عام 2014، وقالت إنها "ودعت 143 مجاهدا، وأطلقت 3382 صاروخا وقذيفة، من بينها صواريخ براق وفجر وكورنيت ومالوتكا، وقتلت 31 جندياً إسرائيليا في عمليات مختلفة بمعركة "البنيان المرصوص" التي شكلت نقلة نوعية في أداء المقاومة.
الصراع الخفي بين "الجهاد و"حماس":
وعلى الرغم من الانسجام السياسي بين حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في العديد من المواقف السياسيّة، بينها عدم الاعتراف بإسرائيل ولا الاعتراف بأي اتفاقيات تصب في صالح العدو الإسرائيلي، إلا أنه بلا شك فإن هناك صراعًا خفيًا دائماً ما يدور حول الحركتين، بهدف كسب المزيد من المؤيّدين الإسلاميّين والظهور أمام الجمهور بمظهر الحركة الأكثر ملاءمة لتطلعات الفلسطينيّين وآمالهم.
اللافت إلى أن استطلاعًا للرأي أجراه مركز "وطن" للدراسات والبحوث في قطاع غزّة، مؤخراً أظهر تزايداً في شعبيّة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وانخفاضاً في تأييد حركة حماس وتمسكاً بخيار المقاومة المسلحة لاسترداد الحقوق الفلسطينيّة، وتبيّن نتائج الاستطلاع أن الجمهور يؤيّد حركة المقاومة المسلحة "الجهاد الإسلامي".
كما أظهر تتابع الأحداث وجود صراع بين الحركتين بسبب ممارسات عناصر حركة "حماس"، حيث نشب الخلاف على خلفية اتهام حركة الجهاد لعناصر من الشرطة التابعة للحكومة التي تديرها حماس بالمسئولية عن مقتل أحد قادتها الميدانيين.
وأكد المتحدث باسم الجهاد الإسلامي داود شهاب أن حركته ملتزمة بتحقيق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وملتزمة بكل ما من شأنه أن يعزز المقاومة وكل ما من شأنه أن يُفعل من آليات إدارة الصراع مع إسرائيل، وأوضح أن تعليق الاتصالات كانت خطوة احتجاجية على اعتداءات عناصر مسئولة في حماس بمنطقة حي الشجاعية شرق غزة، لافتاً إلى أن هذا الموضوع تم تداركه بعد أن تقدمت قيادة حماس بالاعتذار للقيادي الحرازين في منزله من قبل وفد كبير من حماس.
دور "الجهاد" في التوسط للصلح بين القاهرة و"حماس":
ولعبت حركة "الجهاد" دورًا بارزًا في الصلح بين القاهرة و"حماس" بعدما توترت العلاقة بين الطرفين على خلفية عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، حيث اتهمت القاهرة الحركة، بتسهيل حركة الجماعات الإرهابية لشن عمليات ضد قوات الأمن، وصلت إلى خروج حكم قضائي يصنف حركة "حماس" بالإرهابية، والذي تم إلغاءه مؤخراً.
حيث قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إنّها قدمت مبادرة للقيادة المصرية، لحل "أزمات قطاع غزة"، وسبل تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية، وقالت الحركة في بيان لها، إن وفدها الذي وصل العاصمة المصرية، القاهرة، برئاسة الأمين العام للحركة رمضان شلّح قدّم للقيادة المصرية خلال مباحثات أجراها الوفد، مقترحا لحل أزمات قطاع غزة، "وتعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية".
وأعربت الحركة، عن أملها في أن تشهد الأيام القليلة المقبلة، حلولا يتم من خلالها التخفيف عن سكان قطاع غزة، وأضافت "الجهاد" في بيانها، أن الوفد قدم حلولا وأفكارا للتخفيف من معاناة غزة، وفي مقدمتها قضية معبر رفح، وتعزيز العلاقة بين مصر وغزة، في أعقاب قرار أصدرته محكمة مصرية يعتبر حركة حماس (التي تسيطر على القطاع) منظمة إرهابية.
وكان وفد يضم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة، زار القاهرة بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية المشتركة، وقالت الجهاد إنها أطلعت السلطة وقيادات في حركة حماس على مجريات المباحثات التي أجراها وفدها في القاهرة مع القيادة المصرية، خاصة أن توجيه مصر ضربة عسكرية إلى قطاع بؤر إرهابية في قطاع غزة تزايد خلال الفترة الأخيرة، بل وصل إلى ادرجة التي قالت حركة "حماس" إن الجنود المصريين الموجودين على الحدود أطلقوا النار على مجموعة من حماس على الحدود، وهو ما نفته القاهرة جملة وتفصيلاً.
ونجحت الحركة في توسطها بين القاهرة، و"حماس" حيث ألغى القضاء حكم اعتبار "حماس" إرهابية، وبدأ فتح معبر رفح وتنظيم حركة العمل فيه.
أبرز قيادات الحركة:
ومن أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:
1 – فتحي الشقاقي:
- هو فتحي إبراهيم عبد العزيز محمد أوحيدة الشقاقي، مؤسس حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين"، وهو ابن عائلة الشقاقي المعروفة في ترهونة من قبيلة مرغنة، وكان جده الأكبر يدعي (محمد أوحيدة الشقاقي) يعمل فلاحا.
- ولد في ريف بلدة ترهونة وعاش بها إلى أن قام الأتراك بتجنيده ضمن لواء الإسكندرية واتجه إلى سوريا وتزوج بسيدة سورية تدعى سارة ثم ذهب إلى قرية زرنوقة بقضاء الرملة بفلسطين والتي استقر بها وأنجب عائلة الشهيد.
- من مواليد مخيم رفح في مدينة غزة 1951م، حيث هجرت الأسرة الي غزة عام 1948.
- فقد الشقاقي أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، ليشب بعدها يتيما، درس في جامعة (بير زيت) في الضفة وتخرج من دائرة الرياضيات، وعمل لاحقا في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم في مدرسة الأيتام.
- أثناء عمله درس مرة أخرى الشهادة الثانوية لرغبته الشديدة في دراسة الطب، حيث التحق بكلية الطب- جامعة الزقازيق 1974، وبعد تخرجه عمل طبيبا في مستشفى فيكتوريا بالقدس وبعد ذلك عمل طبيبا للأطفال في قطاع غزة.
- قاد كفاحا ضد الاحتلال، واعتقل في فلسطين أكثر مـن مرة عام 1983 و 1986 ثم أبعد في أغسطس 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدورٍ رئيس فيها.
- تأثر بفكر الإخوان المسلمين، أثناء تواجده في مصر، ثم تأثر بالثورة الإيرانية منذ بدايتها، وكان أبرز الفلسطينيين الذين دعوا إلى تبنيها كنموذج، حيث ألف كتاباً أسماه " الخميني.. الحل الإسلامي والبديل ".
- اعتقل في عام 1979 فـي مصر بسبب تأليفه لهذا الكتاب.
- كان فتحي الشقاقي قبل العام 1967 ذا ميول ناصرية، ولكن هزيمة العام 1967، أثرت تأثيراً بارزاً على توجهات، حيث قام بالانخراط في سنة 1968 بالحركة الإسلامية إلا أنه اختلف مع الإخوان المسلمين، وبرز هذا الخلاف بعد سفره لدراسة الطب في مصر عام 1974م فأسس ومجموعة من أصدقائه حركة الجهاد الإسلامي أواخر السبعينيات.
- يعتبر الشقاقي المسئول العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وينظر إلى الداعية عبدالعزيز عودة على أنه الزعيم الروحي للحركة.
2–رمضان شلح
- رمضان عبد الله شلح، من مواليد فبراير 1958، في حي الشجاعية، بقطاع غزة، لأسرة محافظة تضم 13 فردا، وهو سياسي فلسطيني، من مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي، حيث تولى منصب الأمين العام للحركة عام 1995 بعد استشهاد قائدها فتحي الشقاقي.
- تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في قطاع غزة، وبعد حصوله على الثانوية العامة، انتقل إلى مصر ودرس الاقتصاد وحصل على البكالوريوس من جامعة الزقازيق عام 1981.
- عاد إلى قطاع غزة وعمل أستاذا للاقتصاد في الجامعة الإسلامية، وفي عام 1986 سافر إلى بريطانيا لإكمال دراساته العليا في لندن، وحصل عام 1990 على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة درم.
- عمل مدرسا في الجامعة الإسلامية بغزة مطلع الثمانينيات، وانتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بداية التسعينيات، حيث تولى إدارة مركز دراسات الإسلام والعالم في ولاية فلوريدا، وعمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في جامعة جنوبي فلوريدا في الفترة 1993- 1995.
- دخل شلح مجال العمل السياسي، والحركي من البوابة الجامعية لما التقى أثناء الدارسة في جامعة الزقازيق في مصر بالدكتور فتحي الشقاقي رغم اختلاف تخصصهما، فالأول يدرس الاقتصاد والثاني يدرس الطب، وقد أهداه صديقه كُتبا لقادة الإخوان المسلمين ومنظريهم كالشيخ حسن البنا وسيد قطب.
- في عام 1978 اقترح رمضان على الشقاقي تشكيل تنظيم حركة الجهاد الإسلامي، ثم عاد رمضان بعد تخرجه إلى غزة واشتغل بالدعوة والتدريس، وعرف بخطبه الحماسية والجهادية ودعوته للكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما جعل الاحتلال يمنعه من العمل ويفرض عليه عام 1983 الإقامة الجبرية.
- تولى عدة مهام داخل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكان عضوا في مجلس الشورى والمؤتمر العام للحركة، إلى أن تولى أمانتها العامة بعد استشهاد أمينها العام فتحي الشقاقي في عملية اغتيال نفذها الموساد الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 1995.
- أدرجته الإدارة الأميركية ضمن قائمة من تعتبرهم "إرهابيين" بموجب القانون الأمريكي، وصدرت في حقه لائحة تضم 53 تهمة من المحكمة الفدرالية الأمريكية الإقليمية في المقاطعة الوسطي لولاية فلوريدا عام 2003.
- وضعته الإدارة ذاتها عام 2007 في قائمة برنامج "مكافآت من أجل العدالة" الذي يعرض مكافآت لمن يساعد على اعتقال مطلوبين، وعرضت مبلغ خمسة ملايين دولار لاعتقاله، بسبب اتهام واشنطن له بـ"ابتزاز الأموال وتبييضها والقتل" وتصنيف الحركة التي يقودها بأنها "منظمة إرهابية".
3 - زياد نخالة نائب الأمين العام
- ولد النخالة في غزة بتاريخ أبريل 1953م، استشهد والده رشدي النخالة في مدينة خانيونس عام 1956م، إبان العدوان الثلاثي على مصر وغزة.
- درس الابتدائية في خانيونس، وبعدها انتقل لمعهد الأيتام لإكمال دراسته، لينتقل لاحقاً إلى مدارس غزة، وينهي دراسته الإعدادية والثانوية.
- أنهى دراسة الدبلوم من معهد المعلمين بغزة.
- اعتقله الاحتلال للمرة الأولى في مايو 1971م وحكم عليه بالسجن مدى الحياة على خلفية العمل ضد الاحتلال ضمن قوات التحرير الشعبية بقيادة زياد الحسيني.
- أفرج عنه بعدما أمضى 14 سنة في مايو 1985م في صفقة التبادل الشهيرة المعروفة باسم "الجليل"، بعدما تنقل بين عدة سجون صهيونية.
- اعتقل للمرة الثانية في أبريل 1988م بتهمة إشعال الانتفاضة، والمشاركة في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، ودوره في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة.
- أبعدته سلطات الاحتلال إلى جنوب لبنان أغسطس 1988م، في محاولة فاشلة لإبعاده عن ساحات المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، وتقول تقارير إنه أحد أوائل مؤسسي الجماعة الإسلامية داخل السجون والمعتقلات الصهيونية.
- أشرف النخالة على عملية تبادل الأسرى عام 1985م، من داخل الأسر، و تدرج في المناصب التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي فقد عين ممثلاً للحركة في لبنان.
- انتخب نائباً للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بعد استشهاد الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي وانتخاب الدكتور رمضان شلَّح أميناً عاماً للحركة عام 1995م.
- أدرجته وزارة الأميركية على ما يسمى بـ"لائحة الإرهاب" يناير 2014م، بدعوى دعمه للحركات والتنظيمات المعادية لكيان الاحتلال وبزعم إيصال السلاح لغزة.
4 - محمد الهندي
- هو عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، تعرض لمحاولتين اغتيال من قبل سلطات الإسرائيلية.
5 - عبد العزيز عودة
- داعية وخطيب إسلامي، وله دور في تأجيج الانتفاضة الفلسطينية عبر خطاباته الجهادية من على منبر مسجد الشهيد الإمام عز الدين القسام.
- ينحدر الشيخ عبد العزيز عودة من أسرة كانت قد هاجرت إلى قطاع غزة من منطقة "وادي الحسا" في قضاء بئر السبع بفلسطين عام 1948م.
- درس الداعية عبد العزيز عودة المرحلة الابتدائية، حتى الثانوية في غزة، ثم انتقل للدراسة العليا في مصر حيث حاز على درجة الليسانس في العلوم العربية والإسلامية من دار العلوم بالقاهرة، وكذلك على دبلوم في الشريعة الإسلامية.
- عمل محاضرا في الجامعة الإسلامية بغزة، كما كان إماماً في مسجد الشيخ عز الدين القسام في بيت لاهيا، ومارس الدعوة والوعظ والحث على قتال العدو في المساجد.
- تم استبعاده من غزة بعدما اتهمته إسرائيل بالوقوف وراء أحداث الانتفاضة.
- عاد في مارس 2000م، ويعمل حاليا محاضرا في كلية التربية - جامعة الأزهر- قسم الدراسات الإسلامية - وخطيب مسجد الشهيد عز الدين القسام.
6 - نافذ عزام
- قيادي بارز في حركة "الجهاد الاسلامي"، كان في بيروت ضمن وفد من قيادة الحركة بقطاع غزة.
- تقول تقارير إن "نافذ" يترأس ساحة العمل في القطاع لمدة (6) شهور كـ"مسير أعمال".
- العقل المدبر والتنظيمي للحركة داخلياً، حيث تشير التقارير إنه هو من يحضر للانتخابات الداخلية.
- نفى إصداره أي تعليق على الأحداث الأخيرة في اليمن، وقال إنه ملتزم بقرار الحركة عدم التدخل في الأحداث التي تجري في المنطقة العربية.
7 - خالد البطش
- عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
- أثنى كثيراً على قرار القضاء المصري الذي أسقط حكم اعتبار حماس إرهابية.
8 - خضر حبيب
- القيادي في الحركة الجهاد الإسلامي.
9 - أحمد المدلل
10 - أنور أبو طه
- عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد"
- مقيم في دمشق، منذ فترة.
11 - إبراهيم النجار
- عضو القيادة السياسية في حركة الجهاد.
12 - عبد الله الشامي
13 - جميل يوسف
14 - أكرم العجوري
15 - خضر عدنان
16 - أحمد بركة "ممثل الحركة في اليمن"
17 - أبو عماد الرفاعي "ممثل الحركة في لبنان"
18 - ناصر أبو الشريف "ممثل الحركة في إيران"
19 - محمد البزور
20 بسام السعدي