وفى هذا الاطار قال الدكتور يسرى العزباوى الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن ارتباط أقباط الخارج بأقباط الداخل وأسباب خروجهم من البلاد تدفعهم إلى المبالغات بشأن بعض الأحداث الطائفية، وتصويرها على أن عملية اضطهاد منظم للمسيحيين، وأن هذا ما أثبته وفد مجلس كنائس نيويورك في زيارته للقاهرة عام 1998 لبحث القضايا القبطية والاضطهاد الديني في مصر، مشيرا إلى أن ما يضخم من الأمور استغلال بعض القوى الأجنبية التي لها رؤاها السياسية أو العقائدية المعادية لمصر والإسلام، أو مصالحها المرتبطة بدوائر يهودية أو صهيونية متعصبة، لمشاعر الأقباط مع كل حادث طائفي مهما كان بسيطاً.
أوضح العزباوى في رسالة الدكتوراه التي حملت عنوان" أقباط المهجر والسياسة العامة في مصر1981-2008" أن الظروف الت دفعت أقباط المهجر للهجرة سواء كانت اقتصادية أو سياسية - ظروف واحدة ،غير أنه من الصحيح أن قطاعا من الأقباط دفعته للهجرة مشاعر بأنهم حرموا من حقوق يفترض أنها للمواطنين المصريين جميعا , بصرف النظر عن دينهم .
شدد على انه كثيرا ما يقع مثل هؤلاء أسري مبالغات شديدة تضخم بشدة المتاعب التي يفترض أن تحدث للأقباط في مصر ،علي نحو يصل إلي الحديث عن اضطهاد منظم للأقباط في مصر , وهو أمر غير صحيح علي الإطلاق ، وهذا ما أثبتته الزيارة التي قام بها وفد من مجلس كنائس نيويورك في زيارته للقاهرة عام 1998 لبحث القضايا القبطية والاضطهاد الديني في مصر ، كما أنه ليس من المستبعد أن تستغل قوي أجنبية معينة ، لها رؤاها السياسية أو العقائدية الخاصة ، المعادية لمصر ، أو لها نظراتها المتعصبة إزاء الإسلام والمسلمين ، أو مصالحها المرتبطة بدوائر يهودية أو صهيونية متعصبة .. الخ ، مشاعر أقباط المهجر وتغذيها علي نحو يتماشي مع أهدافها هي ، حتي لو توافرت النية الحسنة لدي الأقباط القلقين علي الأوضاع في بلدهم الأم ، إلا انه من الخطر أيضا محاولة حل أزمات الداخل من خلال الضغوط الخارجية أو ما يسميه البعض استدعاء التأثيرات الأجنبية أو ما يطلق عليه الوساطات الصديقة .
ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة تفرقة بعض أقباط المهجر بين مصر و الحكومة التي يعترضون علي سياساتها في موضوع محدد هو ملف المسيحيين , بينما قد يؤيد أو يعارض البعض منهم سياساتها في موضوعات الإصلاح الاقتصادي أو السياسة الخارجية أو غير ذلك ، كما أن الأغلبية الساحقة من مسيحيي المهجر مازالت لهم صلات قوية بمصر ، إلى جانب عدم مطالبة أحد من مسيحيي المهجر حكومات أوطانهم الجديدة بما قد يشكل ضررا علي مصر ، مثل وقف المعونات أو ما شابه ذلك ، وأقصي ما طالب به البعض في الولايات المتحدة الأمريكية هو ربط بعض أجزاء المعونة بالتقدم الذي يتم إحرازه في ملفات حقوق الإنسان .
شددت الدراسة على أن هناك إمكانية تحويل مسيحيي المهجر من مصدر صداع للحكومة المصرية إلي لوبي لصالحها لكن هذا لا يمكن أن يتم مادام استمر موقف الحكومة من الملف القبطي علي ما هو عليه ، مع الوضع في الاعتبار أن أقباط المهجر ليسوا خليطا متجانسا ، فهناك خطأ بالاعتقاد بأنهم كتلة سياسية متجانسة ، فهم خليط من اتجاهات سياسية تحوي في بعض جوانبها خطابا معتدلا وفي جوانب أخري خطابا أكثرت شددا لرؤيتهم للوطن الأم ومواقفهم من هم ومشكلات أقباط الداخل ، أو علاقتهم بالنظام الحاكم ورؤيتهم لإيجاد حلول قاطعة وجذرية لكل مشاكل الوطن والمواطن المصري .
كما تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام المختلفة تمارس في الداخل والخارج دورا كبيرا في تضخيم حجم وتأثير ظاهرة أقباط المهجر ، وأن هناك علاقة قوية بين أقباط المهجر والكنيسة في الداخل ، كما أن طبيعة العلاقة بين الدولة والكنيسة في مصر تؤثر علي موقف أقباط المهجر من السياسة المصرية ، كذلك علي الرغم من الصعوبات التي توجه تحويل منظمات أقباط المهجر إلي لوبي مصري إلا أن هناك فرصة كبيرة لذلك خاصة بعد ثورة 25 يناير .