الجبهة السلفية
وهي رابطة تضم عدة رموز إسلامية وسلفية مستقلة؛ كما تضم عدة تكتلات دعوية من نفس الاتجاه ينتمون إلى محافظات مختلفة في جمهورية مصر العربية, وهي كما يعبر عنها اسمها ليست حزباً سياسياً ولا جماعة تنظيمية؛ فليست لها إمارة ولا بيعة، ولا تشترط الذوبان الكامل ولا الاتفاق على كل الخيارات، وإنما يحتفظ الجميع بخياراتهم المستقلة داخل الصف الإسلامي، ويجتمعون على أهداف ومبادئ هذه الجبهة.
تتكون الجبهة من أكثر من 25 ائتلافا وجبهة، أنشئت لأهداف سياسية بحتة.. ولها مجلس تأسيسي مكون من عشرة أعضاء، أكبر تسع ائتلافات اختاروا منها تسعة أعضاء، عدا عضوين عن ائتلاف شباب مصر الإسلامي.
أهداف الجبهة
وقد حددت الجبهة أهدافها في الآتي:
1- زيادة حيز الشرعية الإسلامية في الواقع والمجتمع المصري ومواجهة القوانين المضادة للشريعة وتمرير أخرى موالية لها. والدفاع عن الحقوق المشروعة للمسلمين عامة والإسلاميين خاصة، من خلال كافة الفعاليات الحقوقية والإعلامية والشعبية المتاحة على أرض الواقع.
2- تقديم خطاب إسلامي سلفي وتجديدي متميز عن ذلك الخطاب "الإعلام السائد في الفترات السابقة"، بحيث يحافظ على الثوابت الشرعية، ويتماشى مع الواقع المصري؛ ليعيش آلام وآمال الناس، ولا ينفصل عنهم أو يستعلي عليهم.
3- تقويم الخط الإسلامي ذاته بتقديم رؤية شرعية جديدة وخلخلة بعض الرؤى القديمة غير المنضبطة، والتي تم تكريسها في العقود الماضية وما زال لها ولرموزها امتداد قوي حتى اليوم.
4- التصدي للهجمات الإعلامية ضد الإسلاميين عامة والسلفيين خاصة، والتي يقصد بها الصد عن سبيل الله وشريعته، ومقاومة استغلال العلمانيين لخطابات سلفية يشوبها الخلل الحقيقي.
5- إحياء قضايا الأمة الإسلامية وإرساء مفهوم الأمة الواحدة. بما يتجاوز متاجرة بعض القطاعات النفعية، كما يتجاوز الانغلاقات الحزبية الضيقة، ويتناسب مع الوجه الجديد لمصر ما بعد ثورة 25 يناير.
وحددت الجبهة عدة وسائل لتحقيق هذه الأهداف وذلك عن طريق:
أولاً: التظاهرات والاعتصامات السلمية لإرساء- أو التصدي- لقانون ما، أو قضية معينة، أو المطالبة بإطلاق سراح معتقل (أياً كان طالما كان مسلماً أو مظلوماً).
ثانياً: خطب الجمعة ودروس المساجد في كل المحافظات لكل الخطباء المنتمين للجبهة صغروا أم كبروا.
ثالثا: دعم حزب- أو أحزاب- إسلامية دعماً كاملاً، وربما التحالف مع غير الإسلامية أحياناً، ويكون المتحكم في ذلك هو مدى القرب أو البعد عن مقاصد الشريعة كالمصالح والمفاسد وفقه المآلات وغيرها.
رابعاً: الندوات والمؤتمرات بصورتها الحقيقية، والتي ربما يستضاف فيها تيارات أخرى ورموز مختلفة، ومحاولة جذب جمهور العامة من الناس، وليس السلفيين فقط.
خامساً: مشاركة مستويات الجبهة المختلفة في كيانات اقتصادية أو إعلامية أو سياسية، ودعم شبكات من الجمعيات الأهلية والأسر الجامعية والهيئات الحقوقية والنقابية، وغيرها من فعاليات المجتمع المدني؛ بحيث تشكل جماعة ضغط مهمة مع الوقت.
سادساً: التغلغل بين التيارات غير الإسلامية والامتزاج بها بشكل مدروس- يتم الاتفاق عليه ومتابعته، بحيث نقلل حدة العداوة عند بعضها؛ كما نكون جزءاً ملتحماً ومؤثراً من البنيان الاجتماعي والسياسي في أبرز المواقف.
تتواجد الجبهة إعلاميا بشكل متواصل سواء عن طريق البيانات التي تُصدرها في كافة المواقف وأيضا التواجد الإعلامي للمتحدث الرسمي لها د. خالد سعيد، وكان من أبرز مواقف الجبهة السلفية عندما صدر البيان الأول لها بعنوان "كلمة حق" وجاء فيه: أن قول الحق ونهي الظالمين عن ظلمهم هو واجب شرعي في عنق كل مسلم؛ قال الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} [آل عمران: 103].
وقالت إنه لا يشترط للمسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر راية ولا إمام، كما زعم بعض من تكلموا في المظاهرات، فهي ليست من جهاد الطلب.
وإن المظاهرات هي اجتماع جمهور من الناس"لأمر ما"؛ فهي من جنس الوسائل، ولها حكم مقاصدها كما هو مقرر في الأصول؛ فإن كان التظاهر من أجل حق فهو حق، وإن كان من أجل واجب كإزالة الظلم وإقرار الحق فهو واجب.
وأكد على أن المظاهرات لا تعد محرمة حتى مع بعض ما قد يخالطها من الدخن كالاختلاط وبعض الشغب إلا إذا غلبت هذه المفاسد والآفات، بحيث يصير لها حكم الصفة المميزة لمثل هذه التحركات، وهو ما لم يتحقق في مظاهرات التغيير حتى الآن.
ورفضت الجبهة في بيان آخر لها تحييزها في حزب أو جماعة إسلامية أو علمانية أو يسارية، وأكدت على أن الثقافة الإسلامية تمثل ثقافة كل الأمة المصرية بشقيها الإسلامي والقبطي.
وقالت: إن كل ما جرى من أحداث منذ بداية الثورة وحتى الآن هو مخطط ثابت متتابع تراهن السلطة فيه على عامل الزمن، فقد واجه النظام الثورة بهدوء نسبي في بداياتها حتى صارت في أوجهها في يوم جمعة الغضب، فعمد إلى قمعها بقسوة أسقطت 400 قتيل وآلاف الجرحى؛ وأكدت أنه لا خوف من وجود فراغ سياسي في بلد كمصر يكتظ بالكوادر والكفاءات الهائلة في كافة المجالات.
كما حذرت الجبهة من المساس بالمادة الثانية من الدستور والخاصة بالشريعة الإسلامية كمصدر وحيد للسلطات حفاظاً على الوئام والسلام الاجتماعي، كما طالبت بإقالة النائب العام باعتباره من بقايا النظام العميل وأحد وسائله في القمع والظلم والإقصاء.
وطالبت الجبهة من وصفتهم بعموم المسلمين والأحرار من أهل مصر إلى التصويت في الاستفتاء بـ "نعم" على التعديلات الدستورية يوم السبت 19 مارس 2011م.
كما رفضت المشاركة في مظاهرات يوم الجمعة 27-5-2011م، والتي دعت إليها بعض الفئات والقوى السياسية، فيما يعرف بـ "الثورة الثانية"، وقالت: إن هذه المظاهرة في حقيقتها انقلاب على مكتسبات ثورة 25 يناير، وإن القوى الداعية لها هي نفس القوى التي قادت المصادمات المؤسفة أمام سفارة العدو الصهيوني يوم الأحد 15/5/2011م والتي اضطرت قوات الجيش والشرطة إلى التعامل بعنف مع المتظاهرين.
كما تتذرع هذه القوى بمطالب مشروعة؛ مثل: تطهير الشرطة ومحاكمة "ضباط أمن الدولة" سابقاً، وغيرها مما لا غبار عليه، إلا أنها تستخدم تلكم المطالب كغطاء لتمرير مطالب أخرى مشبوهة تقفز على خيار الأمة.
وبشأن وثيقة المبادئ فوق الدستورية أصدرت الجبهه بيانها- 15 يوليو 2011م- الذي أكدت فيه على أن هوية أية دولة هي تلك التي تنبع من الإرادة الشعبية كالتي كانت يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية يوم 9 مارس 2011م، وليست تلك التي تفرض عليها من نخب محدودة ذات توجهات معينة؛ لمجرد أنها أعلى صوتاً.
كما تعتبر الجبهة أن تكليف شخصيات ذات توجهات علمانية غالية في التشدد ومضادة لإرادة الأمة هو عمل عدائي تجاه الأمة عامة، والإسلاميين خاصة؛ كما أشيع عن اختيار د.أسامة الغزالي (لجمع وثائق القوى السياسية)، وما أشيع عن تكليف د.كمال أبو المجد (لرئاسة اللجنة).
وأكدت الجبهة أنها لن تقف موقف المتفرج مما يجري الإعداد له إرضاء لحفنة متعصبة تريد جر البلاد إلى الهاوية، وتدعو كافة القوى الشعبية الإسلامية لمظاهرة مليونية يوم الجمعة 22 يوليو، بعنوان "جمعة الشرعية". تأجلت بعد ذلك إلى يوم 29 يوليو.
ائتلاف شباب مصر الإسلامى
نشأت فكرته في أعقاب ثورة 25 يناير، وبعد التنحي بدأ الائتلاف بشكل رسمي؛ ونشأ لأجل خدمات سياسية واحتماعية.. يتكون المجلس التأسيسي من أربعة أفراد هم: صبري محمد رجب "مدير عام الائتلاف" ، د. سيد عبد الهادي " المستشار العام للائتلاف " ، د. أحمد خليل "للإدارة والتخطيط" وم. محمد سامي "المنسق العام للائتلاف". ويهدف الائتلاف إلى تكوين فرد مسلم كامل العقيدة والفكر والعلم.
وبخصوص المرجعية فهي مرجعية ذاتية وفي القضايا الحساسة يرجع الائتلاف إلى شيوخ الدعوة السلفية والإخوان.
يضم الائتلاف شبابا من كل التيارات والاتجاهات الإسلامية (الأزهر، والإخوان، والسلفيين، والتبليغ والدعوة، وغيرهم), ومقره الرئيسي بالإسكندرية، وجار إنشاء مقرات بجميع محافظات مصر.
وأعلن الائتلاف أنه سوف يتم تحويله إلى جمعية اجتماعية وخدمية وسياسية تخضع للشئون الاجتماعية.
شارك الائتلاف في العديد من الفعاليات، وكان من أهمها حوار المجلس العسكري ، فضلا عن المليونيات في ميدان التحرير.