بوابة الحركات الاسلامية : تاريخ حماس: في سجل المقاومة "ضعيف".. وفي سجل الإرهاب "امتياز" (طباعة)
تاريخ حماس: في سجل المقاومة "ضعيف".. وفي سجل الإرهاب "امتياز"
آخر تحديث: الخميس 14/12/2023 09:40 ص حسام الحداد
تاريخ حماس: في سجل
حالت الوساطة المصرية عبر جهاز المخابرات العامة المصري، دون تدهور الأوضاع في قطاع غزة، والوصول لتصعيد عسكري بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
وبحسب مصادر اخبارية، فإن مصر طالبت الفصائل الفلسطينية بعدم الرد على القصف الإسرائيلي، لمواقع عسكرية داخل القطاع، وفي المقابل طالبت الاحتلال الإسرائيلي بعدم الرد على الصاروخين الذين أطلقا من قطاع غزة مساء الجمعة تجاه مستوطنات الغلاف.
وهناك تأكيدات أن مصر وقطر والأمم المتحدة، قادوا جهوداً لمنع الانجرار لتصعيد عسكري في قطاع غزة، لأن ذلك قد يؤثر على عملية إعادة الإعمار من جانب، وعلى المنحة القطرية من جانبٍ أخر.
وتلعب مصر دوراً بارزاً في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال لعدم تصعيد الأوضاع في قطاع غزة والعودة لمربع التصعيد العسكري.
وتسعى حركة حماس إلى تأكيد حضورها في المشهد الفلسطيني الراهن، بخاصة مع التحركات التي تبدو متعددة المسارات والاتجاهات، بهدف إعادة تقييم وضعها الراهن بصفتها حركة سياسية وليست حركة مقاومة، وبما يدفعها إلى تطبيق ميثاقها السياسي الذي سبق وأعلنته واعترفت في مضمونه بحدود 4 يونيو 1967، وبالتالي مضت في مسارات محددة انتظاراً للتطورات المقبلة.
وفي 27 يونيو 2019، كشفت مصادر أممية، عن التوصل لاتفاق يقضي بالعودة إلى تفاهمات التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل.
بحسب المصادر المطلعة، فإن الاتفاق يقضي بإلزام إسرائيل إعادة ضخ الوقود لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة وتوسيع مساحة الصيد إلى 15 ميلا بدلا من 10 أميال, كما يتعين على حركة حماس وقف إطلاق البالونات من القطاع تجاه مستوطنات غلاف غزة.
بدوره، قال نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة لموقع قناة الغد، إن اسرائيل قررت توسعة مساحة الصيد في بحر القطاع إلى 15 ميلا اعتبارا من الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة.
وكانت إسرائيل أوقفت قبل أيام ضخ الوقود الخاص بمحطة توليد كهرباء غزة ردا على استمرار إطلاق البالونات الحارقة تجاه مستوطنات غلاف غزة.
من جهتها، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، صباح اليوم، أن الاتفاق الجديد، يتعلق بوقف إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة، مقابل عدة التزامات تقوم بها إسرائيل.
وقالت الصحيفة العبرية، إنه وبموجب بالاتفاق الجديد، ستوقف حماس إطلاق البالونات الحارقة، مقابل قيام إسرائيل بإعادة فتح المعابر، واستئناف إدخال الوقود لغزة، وتوسيع مساحة الصيد لـ15 ميلا بحريا.
وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل ستلتزم بوقف إطلاق الرصاص الحي، تجاه المتظاهرين على حدود قطاع غزة، خلال مسيرات العودة الأسبوعية.
وأشارت الصحيفة العبرية، الى أن إسرائيل أوقفت ادخال الوقود إلى غزة، وقامت بتقليص مساحة الصيد، كعقاب على إطلاق البالونات الحارقة، واندلاع الحرائق بغلاف غزة.
وكانت عدة حرائق اندلعت أمس الخميس في مساحات واسعة بمستوطنات قطاع غزة جراء اطلاق البالونات الحارقة من القطاع ردا على مماطلة اسرائيل من تنفيذ تفاهمات التهدئة

لماذا حرصت إسرائيل على ظهور حماس؟

أحمد ياسين زعيم الاخوان
أحمد ياسين زعيم الاخوان المسلمين
اعتباراً من 67 حتى الثمانينيات ساعدت إسرائيل الإخوان المسلمين على تعزيز أوضاعهم في الأراضي المحتلة، وساعدت أحمد ياسين زعيم الإخوان المسلمين على إنشاء حركة حماس، وراهنت على أن شخصيتها الإسلامية سوف تضعف منظمة التحرير الفلسطينية، وقد فعلت.
أنشأت إسرائيل جماعة حماس كما يقول تشارلز فريمان الدبلوماسي الأمريكي المخضرم السفير السابق في السعودية، ويضيف أن حماس كانت مشروعاً من صنع «الشين بيت» أو المخابرات الإسرائيلية الداخلية، التي شعرت بأنها يمكن أن تستغل حماس ضد منظمة التحرير الفلسطينية.
ورغم إنشاء حماس رسمياً 1987م كان كل أعضاء حماس من الإخوان المسلمين خاصة في قطاع غزة.
أمين الحسيني
أمين الحسيني
ففي أعقاب حرب 1967م واحتلال إسرائيل لغزة والضفة الغربية ازدهر الإسلاميون بدعم كل من الأردن وإسرائيل، وأصبح الإخوان المسلمون في الأراضي المحتلة رسميا تحت سيطرة إخوان الأردن، وكانت حماس الفرع المملوك للمنظمة.
وتعود جذور حماس إلى الثلاثينيات عندما كان مفتي القدس الحاج أمين الحسيني الذي قام بأنشطة تدعم النازية...  حيث كان كل النشاط الفلسطيني يكتسي بمكون إسلامي بسيط. التقى المفتي مع مبعوثين عن حسن البنا عام 1935. وتأسست جمعية المكارم في القدس عام 1943م. وانجذب العديد من الفلسطينيين القوميين (العروبيين) إلى الإخوان المسلمين في ذلك الوقت، ومن بينهم زعماء للحركة العلمانية غير الإسلامية في الدولة الفلسطينية وهي سابقة على الإخوان في فلسطين.. وتم فتح أول مكتب للإخوان في القدس عام 1945 على يد سعيد رمضان وبحلول 47 كان هناك 20 فرعاً للإخوان في فلسطين، ونحو 25 ألف عضو.
في يوليو 1957م اقترح خليل الوزير الذي سيتبوأ مقعداً قياديا على الصعيد الفلسطيني فيما بعد، حيث أصبح من القيادات البارزة في "فتح" وعرف باسم "أبو جهاد" بعد أن ارتبط بالأفكار القومية واليسارية، ومنذ تلك اللحظة انقسمت الحركة الفلسطينية إلى فصيلين من أحدهما القوميين الذين يؤيدون فكرة الوزير الذي أنشأ الحركة الوطنية لتحرير فلسطين (فتح) في 58 – 1959م وفي الجانب الآخر الإسلاميون الذين فضلوا الإبقاء على الولاء للإخوان المسلمين في مصر، ولم ينضموا إلى فتح، بل وعارضوها علنا.
وقد أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965م وبدأت الهجمات ضد إسرائيل منذ ذلك الوقت. وضمت المنظمة المنتمين إلى القومية الفلسطينية الذين كانوا حلفاء لها وكانت تلك الفكرة القومية صورة من القومية العربية لدى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. فيما ظلت حركة الإخوان المسلمين من جانب آخر في معسكر المحافظين المتحالفين مع ملك الأردن بتأييد من السعودية والكويت والممالك الخليجية التي سوف تصبح دولاً مستقلة فيما بعد
.وقد عرضت القيادات المؤسسة لمنظمة التحرير الفلسطينية على الشيخ ياسين وقيادات اخوان فلسطين المشاركة في تأسيس "المنظمة" بغرض الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، ولكن الشيخ رفض الانخراط في المشروع!!
محاولات اغتيال ناصر
محاولات اغتيال ناصر
وخلال تلك الفترة ظهر أحمد ياسين باعتباره متشدداً، وفاز بتأييد إسرائيل ودعمها في السبعينيات والثمانينيات وأسس حماس عام 1987م.
حيث ألقت المخابرات المصرية القبض عليه في إحدى محاولات اغتيال ناصر، لكن الأمور قد تغيرت بعد حرب 1967 حيث سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية وغزة، وتم إطلاق سراح أحمد ياسين. وقال شاءول ميشيل وإفرام سيلا الباحثان الإسرائيليان اللذان كتبا كتاب "حماس الفلسطينية". كانت إسرائيل تسمح بالنشاط الإسلامي الاجتماعي والثقافي، ووقوع غزة والضفة الغربية تحت سيطرة الحكومة الإسرائيلية مَكَّن من تجديد المواجهة بين الناشطين الإسلاميين في المنطقتين.
ومهد هذا الطريق أمام تبلور جهود منظمة مشتركة بين الجانبين. في أواخر الستينيات تأسست منظمة الإخوان المسلمين الفلسطينية المتحدة لتقوم بنشاط إسلامي في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، وشهدت السبعينيات مزيداً من العلاقات والروابط بين الإخوان المسلمين في الأراضي التي تحتلها إسرائيل وبين المواطنين العرب داخل إسرائيل. وأدى ذلك إلى زيارة شخصيات من الإخوان المسلمين من الضفة الغربية وغزة مَثَّل الشيخ أحمد ياسين تجمعات المسلمين داخل إسرائيل من الجليل إلى النجف من أجل الدعوة وإلقاء خطب الجمعة.
وبدأت إسرائيل تلاحظ بعد قليل أن ياسين والإخوان المسلمين حلفاء جيدون ضد حركة التحرير الفلسطينية، ففي عام 1967م بدأت الإخوان المسلمون تكوين بنيتها التحتية، والسلطات الإسرائيلية تغض الطرف تماما. وانتشرت الجمعيات الخيرية وأصبحت الأوقاف الإسلامية أكثر ثراء وتسيطر على 10% من العقارات في غزة وعشرات المشاريع وآلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية. وتم أسلمة الفلسطينيين بعد 1967م كما هي الحال في مصر والسودان ودول عربية أخرى.
وفي الفترة من 67 إلى 1987م زاد عدد المساجد في غزة من 200 إلى 600 كما ارتفع العدد في الضفة الغربية من 400 إلى 750 مسجداً.
الملك حسين
الملك حسين
في عام 1970م طرد الأردن منظمة التحرير الفلسطينية بعد هزيمتها في الحرب الأهلية التي نشبت في سبتمبر، خلال تلك الحرب أيد الإخوان المسلمون الملك والسيد والتابعين له ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وساعدت إسرائيل الملك حسين وهددت باتخاذ إجراءات إذا تحرك الجيش السوري لمساعدة المنظمة. وفي نفس العام طلب أحمد ياسين زعيم الإخوان في غزة، من الإدارة العسكرية الإسرائيلية التصريح بإنشاء منظمة. ورفضت السلطات الطلب، لكنها بعد 3 سنوات وتحت أعين "الشين بيت" (المخابرات الداخلية) سمحت لياسين بإنشاء مركز إسلامي وجماعة إسلامية تحت ستار اسم «معهد إسلامي»، وبدأ ياسين السيطرة الفعلية على مئات المساجد، وكانت تلك المساجد إلى جانب مئات الجمعيات الخيرية والمدارس الإسلامية تعمل في تجنيد الإسلاميين، وتحولت لتصبح مراكز جذب سياسية لنشاط ياسين.
وفي عام 1976 انفصل مركز ياسين الإسلامي عن الجمعية الإسلامية، وكان لها فروع وأعضاء في قطاع غزة.
وكان الدعم الرسمي من إسرائيل للإسلاميين قد بدأ في عام 1977م عندما فاز حزب حيروت الذي يرأسه مناحيم بيجين وكتلة الليكود على حزب العمل الإسرائيلي في الانتخابات الوطنية في مفاجأة مذهلة.
وفي عام 1978 منحت حكومة بيجين الجمعية الإسلامية التي أنشأها ياسين، الاعتراف الرسمي. وكان هذا نوعاً من الضغط الشديد على منظمة التحرير الفلسطينية.
كانت الحرب الأهلية مستعرة في لبنان ودعمت إسرائيل الميليشيات المسيحية المارونية التي كانت تحارب الفلسطينية، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة حاول بيجين زعزعة النفوذ القوى لمنظمة التحرير الفلسطينية بأسلوبين: 
أولاً: دعم الحركة الإسلامية.
ثانياً: إنشاء ما يسمى بالجمعيات القروية، وهي مجالس محلية يديرها الفلسطينيون المناهضون للمنظمة بدعم كامل من السلطات العسكرية الإسرائيلية.
منظمة التحرير الفلسطينية
منظمة التحرير الفلسطينية
وسجل أحمد ياسين والإخوان المسلمون نفوذا وسيطرة على الجمعيات القروية. وتم تدريب أكثر من 200 من أعضاء تلك الجمعيات تدريبا شبه عسكري على يد إسرائيل، وجَنَّدَ «الشين بيت» العديد من العملاء بالأجر من شبكة كبيرة من هؤلاء.
وكان مقدراً لتلك الجمعيات أن تفشل ويزدريها الناس ويحقرها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة.
لكن الإخوان المسلمين واصلوا اكتساح الساحة والنجاح على حساب فتح والجماعات الفلسطينية اليسارية، مثل الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين.
وكتب ديفيد سبلر المراسل السابق لصحيفة «نيويورك تايمز» أن الحاكم العسكري الإسرائيلي في غزة تباهى بإعلان أن إسرائيل مولت الإسلاميين ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وكتب يقول: «كانت إسرائيل تنظر إلى المتشددين الإسلاميين على أنهم مفيدون من الناحية السياسية؛ لأن بينهم وبين المؤيدين العلمانيين لمنظمة التحرير الفلسطينية نزاعات واختلافات، وكان العنف بين الجماعتين ينشب من وقت لآخر من جامعات الضفة الغربية، وقال لي ذات مرة الحاكم العسكري لقطاع غزة الجنرال إسحاق سيجيف كيف: مَوِّل الحركة الإسلامية لتكون ضد منظمة التحرير الفلسطينية والشيوعيين.
"أعطتني الحكومة الإسرائيلية ميزانية وأعطتها السلطات العسكرية للمساجد".
وفي عام 1980 عندما أضرم المتطرفون النيران في مكتب جمعية الصليب الأحمر في غزة برئاسة الدكتور حيدر عبدالشافي الشيوعي المؤيد لمنظمة التحرير الفلسطينية، لم يفعل الجيش الإسرائيلي أي شيء حيث لم يتدخل فقط سوى عندما حدثت تظاهرات أمام منزل الدكتور هددت حياته شخصياً، لم تكن إسرائيل وحدها تؤيد أحمد ياسين والإخوان بل العناصر الدينية في السعودية أيضا، حيث كانت تريد التخلص من منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية، وساعد أثرياء من رجال الأعمال السعوديين في تمويل ياسين رغم أن قدرته على العمل في غزة كانت تعتمد على حسن نوايا السلطات العسكرية الإسرائيلية. وكانت علاقات ياسين مع الإخوان في الأردن عاملاً مساعداً في تمكينهم من إقامة علاقات وثيقة مع المؤسسات الإسلامية في السعودية التي وفرت دعما ماليًّا سخيًّا في السبعينيات والثمانينيات للجماعات الإسلامية.

الموقف الأمريكي:

المخابرات الأمريكية
المخابرات الأمريكية
في هذا الوقت كان المسئولون في المخابرات الأمريكية والدبلوماسيون يعرفون أن إسرائيل تدعم الإسلاميين من الأراضي المحتلة. وقالت مارتا كيسلر المحللة في المخابرات التي حذرت من قبل من أن الحركة الإسلامية يمكن أن تسبب تهديداً لأمريكا في المنطقة: "إن الإسرائيليين يزرعون التطرف الإسلامي لمواجهة الفكر القومي لدى الفلسطينيين".
لكن المخابرات ووزارة الخارجية لم تحاولا وقف هذا الدعم. وكان هناك انقسام في واشنطن بسبب البيروقراطية حول أهمية التشدد الإسلامي الفلسطيني. فقد رأى البعض أنه حميد أو مفيد، ورأى البعض الآخر أنه يمكن أن يكون ضاراً، واعتقد ثالث أنه لن يستجمع قواه وأن الفكر الإسلامي لن يجذب الفلسطينيين.
وقالت كيسلر: «لو يؤت التشدد الإسلامي والأسلمة مفعولهما بين الفلسطينيين كما فعلا في أماكن أخرى على الأقل في البداية. كان الكثير من الفلسطينيين من الشتات من المتعلمين المتقدمين العلمانيين. ولم ينحوا مناحي التشدد الإسلامي إلا فيما بعد. وشجع الإسرائيليون على ذلك إلى حد ما، رغم أنهم ليسوا مسئولين عن هذا بكامله، إلا أنهم لم يقوموا بأي شيء لمنعه،  بعد ذلك سمح الإسرائيليون للإسلاميين بالازدهار فكان الإسرائيليون يسمحون للإسلاميين بأن يفعلوا ما شاءوا من أجل حزب حركة فتح، وكانوا يدللون الشخصيات الدينية.
وقال ديفيد لونج الخبير السابق في شئون الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية مكتب المعلومات والأبحاث "كنت أرى أنهم يلعبون بالنار لم أكن أعتقد أن الحال سوف ينتهي بهم إلى خلق وحش كاسر، لكنني لا أعتقد أنه ينبغي العبث مع التشدد".

جرائم حماس في غزة:

محمود الزق
محمود الزق
جرائم حركة حماس الوحشية بامتياز مشين لم تتوقف منذ استيلائها وسرقتها لقطاع غزة في يونيو 2007، وكل هذه الجرائم تتم تحت اسم "مقاومة الاحتلال" وهذه الحركة منذ اجتياح الاحتلال للقطاع في ديسمبر 2008 لم تطلق رصاصة واحدة على الاحتلال، بل تقوم حقيقة باعتقال وسجن كل من يحاول إطلاق الرصاص على قوات الاحتلال، وكافة قيادتها مشغولين بمصالحهم الشخصية من التقلب على حبال الدول حليفاتهم السابقة إلى تجارة الأنفاق التي جعلت من أغلبهم (أثرياء الأنفاق) كما أطلق عليهم أحمد المجدلاني القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في القطاع. وأيضا كما شهد شاهد عليهم من سكان القطاع وهو "محمود الزق" مسئول المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبر صفحته الشخصية في الفيس بوك؛ حيث استنكر تصريحات وكيل ركن الاقتصاد الوطني في إدارة غزة المدنية حاتم عويضة التي أعلن فيها أن إغلاق الجهات المصرية لبعض الأنفاق يكبد قطاع غزة خسائر بقيمة 230 مليون دولار شهريا، فتساءل "الزق": خسائر قطاع غزة.. خسائر من؟ هذا المبلغ أرباح شهرية لتجار الأنفاق أثرياء لحظة الانقسام، أما أهل غزة كانوا ولا زالوا ضحايا لأنفاق الموت هذه. وتابع الزق: "هذه الأنفاق كانت عنوانا لموت شباب الوطن تحت أنقاضها وعنوانا لتهريب كل المحرمات والبضائع المنتهية صلاحيتها وغير خاضعة لأية رقابة لا صحية ولا حتى نوعية". وهم تجار الاغتيالات للفلسطينيين. 
اغتيال الشابة يسرى
اغتيال الشابة يسرى العزامي
ووفقاً لإفادة زوجة المواطن المدهون فقد تردد على المنزل 3 مرات ما بين الساعة التاسعة إلى العاشرة من مساء يوم السبت 30/11/2013 شخص يسأل عن زوجها، وبمجرد وصول الزوج ودخوله المنزل طرق أشخاص باب المنزل، وعندما فتح لهم المواطن المدهون باب منزله، دار بينهم حديث وبعدها أقفل زوجها الباب، ودخل مسرعاً ومضطرباً إلى داخل المنزل وبدأ بالصراخ طالباً من زوجته الإسراع في طلب النجدة، وعلى الفور اقتحم المنزل شخصان ملثمان ويرتديان معاطف زرقاء (سويتر) حيث قام أحدهما بدفع الزوجة داخل إحدى غرف المنزل وأغلق عليها الباب، لكنها استطاعت الخروج لتجد ثلاثة أشخاص داخل المنزل يقومون بضرب وركل زوجها الملقى على الأرض، ثم قاموا بنقله خارج المنزل، ليتم العثور عليه بعد حوالي أربع ساعات جثه هامدة ملقاة أمام مستشفى كمال عدوان وبدت على جثته- وفق التقرير الطبي الصادر عن المستشفى المذكور- خطوط زرقاء كبيرة في جميع أنحاء الجسد وحروق.  وكعادتها لم تفتح حماس تحقيقا، في هذه العملية البشعة التي هي في نفس مستوى جرائم الاحتلال، بل أكثر بشاعة: 
وهذه ليست أول جريمة اغتيال ترتكبها عناصر حركة حماس، فقد بدأت عمليات الاغتيال باسم الأخلاق والدين قبل انقلابها العسكري كما حدث في الثامن من أبريل عام 2005 في عملية، اغتيال الشابة يسري العزامي وهي شابة محجّبة متدينة تدرس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية، وكانت أثناء عملية الاغتيال البشعة في السيارة مع خطيبها (زياد الزرندخ) ومعه شقيقه وخطيبته التي هي أيضا شقيقة المرحومة يسري العزامي. وقد صرّح آنذاك رسميا توفيق أبو خوصة المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية آنذاك بأنّ القتلة اعترفوا بانتمائهم لكتائب عزالدين القسام التابعة لحركة حماس، وأنّهم أخذوا أمر الاغتيال من مسئولهم في الحركة، بينما اعترف مشير المصري بانتمائهم للحركة نافيا تلقيهم أمر الاغتيال من أي مسئول في الحركة، في حين أنّ قيادي الحركة محمود الزهار اعترف ضمنا قائلا: "هناك مئات الفلسطينيين قتلوا على أيدي جهات رسمية وغير رسمية ولم يعترف أحد بهم، لكن حماس الحركة الوحيدة التي اعترفت بخطئها؛ لأنها تقف مع المظلوم، حتى لو كان من ظلمها من أبناء الحركة".  واغتيال سكرتير جمعية الكتاب المقدّس، في مدينة غزة الشاب رامي عياد (31 عاما) بعد خطفه وتعذيبه ورمي جثته في غابة قريبة من مدينة غزة، في أكتوبر من عام 2007، بعد الاستيلاء على هاتفه المحمول وبطاقة ائتمان تعود للسيدة زوجته، رغم تأكيد جميع من يعرفونه أنّه لم يكن له أية علاقات بالسياسة أو بالفصائل الفلسطينية المتناحرة. وكان قد سبق ذلك في أبريل من العام ذاته تفجير مكتبة تابعة لجمعية الكتاب المقدس، وتخريب مدرسة النور المسيحية والاستيلاء على بعض محتوياتها، وقيل آنذاك إنّ هؤلاء المجرمين ينتمون لما يسمى "جيش الإسلام" بقيادة الإرهابي "دغمش".  وتفجير حماس لمسجد ابن تيمية في مدينة رفح، وتدميره براجمات الصواريخ على المصلين فيه من أنصار الشيخ عبد اللطيف موسى؛ بحجة أنّهم جماعة سلفية في أغسطس 2009 بعد انقلاب حماس وسيطرتها على القطاع.. تخيلوا.. حماس الإسلامية تقتل ما يزيد على ثلاثين من جماعة سلفية وتدمر مسجدا فوق رءوسهم.  معلومات خطيرة للغاية عن اغتيال إياد المدهون، نشرها بتاريخ 4 ديسمبر 2013 موقع "أمد" الفلسطيني الذي يديره الوزير السابق حسن عصفور، إذ ورد في الموقع حرفيا: (حمّل شادي المدهون حركة حماس والقيادي فيها فتحي حماد المسئولية الكاملة عن مقتل أخيه إياد، وطالب بتحقيق مستقل حول الجريمة، وفتح تحقيق بخصوص اغتيال أخيه جهاد عام 2007، وقال المدهون في حديث لإذاعة موطني يوم الثلاثاء 11/12/2011: "كشف أخي المغدور إياد تفاصيل تورط زوجته بعملية اغتيال يحيى عياش مع زوجها السابق (عادل) وهو ابن أخ فتحي حماد (وزير داخلية حماس الحالي)، وأضاف: "إن زوجة أخيه إياد هي ابنة أخت فتحي حماد، كان لها دور في اغتيال إسرائيل لعياش عام 1996... مؤكدا حصول أخيه المغدور إياد على معلومات موثقة حول اغتيال يحيى عياش". ومشددا بأن: "الجميع يعلم تورط أشخاص من عائلة فتحي حماد"، مشيرا إلى تحقيق أجهزة أمن السلطة الوطنية مع فتحي حماد شخصياً وبعض أفراد عائلته الذين تم سجنهم بناء على ذلك لمدة عشرة سنوات.. وهم أولاد عم العميل "كمال حماد" المتواجد حاليا في إسرائيل. وكشف المدهون أن: "الأشخاص الأربعة الذين حضروا بزي الشرطة الحمساوية، وكانوا قد ترددوا على منزل أخي، وكانوا يدخلون المنزل ويقابلون زوجة أخي دون علمه". وطالب شادي المدهون بتحقيق مستقل حول ملابسات اغتيال شقيقه إياد، وفتح تحقيق بخصوص اغتيال شقيقه "جهاد" خلال انقلاب حركة حماس في غزة عام 2007، وأكد المدهون أن التعذيب والضرب المبرح كانا سبب مقتل شقيقه؛ الأمر الذي أثبتته الفحوصات الطبية، رافضا ادعاءات حماس بأن شقيقه قتل بحادث سير قائلا: "إنها ادعاءات باطلة جملة وتفصيلاً". 
استشهاد – أبو شقرة
استشهاد – أبو شقرة
وفي 27 أغسطس 2014 كشف قيادي بالأمن الوقائي الفلسطيني عما أسماه بالجرائم الإنسانية التي ترتكبها حركة حماس في قطاع غزة، وقال: "إن هذه الجرائم تتنافى مع ما تعلنه الحركة بأنها مقاومة"، وقال: "إن غالبية هذه الأعمال كانت تتم في الأنفاق الموجودة في الحدود بين القطاع وإسرائيل ومصر". وقال: "إن الأنفاق التي كانت بنتها حماس على الحدود مع مصر وإسرائيل كانت تمارس بداخلها أفعال مشينة، حيث كان يمارس بداخلها إلى جانب عمليات التهريب أعمال أخرى غير أخلاقية، خاصة خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهي الفترة التي شهدت ازدهارا في عملية بناء الأنفاق"، لافتا إلى أن كل من حاول الكشف عن هذه الأعمال التي كانت تحدث داخل الأنفاق كان مصيره القتل من جانب أمن حماس. وأوضح المصدر أن حماس كانت تضع الغاز السام في الأنفاق لقتل من بداخلها، ثم تدعي بعد ذلك أن إسرائيل قامت بقصف النفق، خلال محاولة للقيام بعملية أسر جنود أو شن هجمات ضد إسرائيل؛ لكي تظهر بمظهر المقاوم، وفي الحقيقة هي من تقوم بفعل الجرائم، موضحا أن قتل أحد أبناء عائلة الخالدي والبيك كان بالغاز السام في الأنفاق، وقيل إنهم ماتوا خلال القيام بعملية مقاومة، مضيفا أن إبراهيم البياري قائد في كتائب القسام في الشيخ زايد في بيت حانون كان مسئولا عن قتلهم. وأوضح أن حركة حماس بعد عزل محمد مرسي بدأت في تحريض فلسطينيي غزة ضد النظام المصري الجديد، وكانت تقول: إن الحكومة المصرية الجديدة حكومة صهيونية وإنها تتعاون مع إسرائيل وإنها ضد الشعب المصري. وكشف المصدر النقاب عن واقعة قال إنها خطيرة، مشيرا إلى قيادي سابق بكتائب عز الدين القسام يدعى محمد الكحلوت الذي كان يبيع مادة مخدرة لعناصر في القسام والشرطة من بينهم أسماء معروفة في القطاع، مثل إياد الروايشد وبلال شعبان ومحمد المصري ورائد البنا وعبد الكريم بعلوشي، وفور أن افتضح أمر الكحلوت تم قتله في 2010، ثم خرجت حماس وقالت إنه استشهد في مهمة انتحارية للتغطية على الفضيحة. وأكد أن حماس هي التي اغتالت القيادي أيمن طه، بعدما فكر في فضح جرائم حماس ضد الشعب الفلسطيني وخاصة قيامها بعمليات اغتيال لشخصيات فلسطينية، ثم تدعي أنه استشهد خلال عمليات المقاومة، وأكد أن من قام باغتياله خلال الحرب على غزة هو محمد دبابيش المسئول بكتائب عز الدين القسام.

جرائم حماس في مصر.. ودعمها للإخوان ومرسى:

حسن البنا وسيد قطب
حسن البنا وسيد قطب
لحركة حماس الإرهابية تاريخ أسود وسجل حافل بالجرائم الشنيعة والتطاول والتجاوز والإرهاب في حق الشعب المصري؛ لأن طبيعتها والفكر الذي تعتنقه "الفكر الأصولي المتطرف" الذي أسسه كل من حسن البنا وسيد قطب وغيرهما؛ هي أفكار لا تكون ثمرتها إلا العنف والقتل، وهذا بالضبط ما فعلته حماس بالشعب الفلسطيني نفسه، وبالمثال يتضح المقال، فعندما وصل الإخوان إلى السلطة في مصر، ظنت حماس أن مصر أصبحت مستباحة لها بحكم أنها امتداد لها في غزة، فعربدت على أرض مصر وتحالفت قوى الشر مع بعضها البعض وظلت طوال حكم مرسي تخرب وتهدم وتقتل وتحرق وتمارس ما تمارسه في قطاع غزة، ولكن هذه المرة مع الشعب المصري، بعد أن ظن الرئيس الأسبق الإخواني المعزول محمد مرسي أنه ورث هذا الشعب وهذا البلد، ومن حقه أن يستبيح دماءه على أيدي عصابة حماس وإسماعيل هنية.
حماس كل ماتسعي له مصالحها الخاصة فقط والتي وجدت ضالتها منذ بداية التخطيط لثورة 25 يناير 2011 مع الإخوان؛ فبدأت عملياتها باختطاف الضباط الثلاثة شريف المعداوي 29 سنة ومحمد الجوهري 27 سنة ومحمد حسين 27 سنة والذين لم يظهروا منذ هذا التوقيت حتى اليوم؛ ثم بالاتفاق مع الإخوان باقتحام السجون وتسريح مساجينهم المحكوم عليهم في قضية حزب الله، وكذلك إطلاق سراح المعزول مرسي والكتاتني ومجموعتهم التي كانت محتجزة في سجن وادي النطرون وقتل 13 سجينا، بالإضافة إلى اللواء البطران، وهو ما أثبتته محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب بإحالة أوراق قضية الهروب من سجن وادي النطرون خلال أحداث يناير2011 للنيابة العامة لاتخاذ إجراءاتها حيال ما تقدم من وقائع. وطالبت المحكمة النيابة العامة بمخاطبة الإنتربول الدولي بالقبض على كل من سامي شهاب القيادي بحزب الله اللبناني، وأيمن نوفل، ومحمد محمد الهادي من حركة حماس، ورمزي موافي أمين تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء الهاربين من السجون المصرية، وإحضارهم للتحقيق معهم، فيما أثير بالأوراق عن اشتراك الأسماء الواردة في المخطط حتى يكون الجميع متساويا في الحقوق والواجبات، ولا يفلت جان من جريمة قام بارتكابها.. وكذلك التحقيق مع 34 من قيادات الإخوان من الهاربين الذين استفادوا من اقتحام السجون وفتحها، ولاذوا بالفرار منها.
حماس باقتحام مقر
حماس باقتحام مقر الجالية المصرية بغزة
كما قضت محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية بقبول الاستئناف شكلا، وإلغاء الحكم المستأنف، والقضاء ببراءة المتهم السيد عطية محمد عطية من الاتهامات المسندة إليه. وكشفت تحقيقات المحكمة المتهم فيها السيد عطية محمد عطية أن واقعة الهروب مرتبطة باقتحام السجون من شخصيات مجهولة تسبب في قتل وإصابة العديد من السجناء؛ الأمر الذي لم تتكون معه عقيدة المحكمة للقضاء في الأوراق والفصل فيها فقررت إعادة دعوى المرافعة لاستكمال القصور الذي شَابَ الأوراق والتحقيقات، واستمعت إلى 26 شاهدا من قيادات وزارة الداخلية.
وقالت المحكمة: إن أولى المفاجآت هي شهادة مأمور سجن وادي النطرون أن المتهم الماثل أمام المحكمة ليس المتهم الحقيقي، وأن المتهم الحقيقي صدر له عفو رئاسي رقم 218 لسنة 2012 بمناسبة أعياد 6 أكتوبر، وأن المتهم الحقيقي مسجون في قضية رقم 2285 لسنة 2007 جنايات الإسماعيلية موضوعها الإتجار في المخدرات؛ مما دعا المحكمة إلى أن تسمع شهادة أي شخص لكشف الحقيقة، وقد استمعت المحكمة على مدى 17 جلسة، واستمرت لساعات طويلة، وتكشف إليها أن حقيقة الوقائع المنظورة أمامها هروب السجناء المصحوب بقوة والاقتحام من عناصر أجنبية وتنظيمات متطرفة؛ منها الجماعات الجهادية والتكفيرية والتنظيم الإخواني وبعض أصحاب الأنشطة الإجرامية من بدو سيناء ومطروح والمغاربة، وقد تبين من شهادة الشهود والمستندات المقدمة من الدفاع والأسطوانات المدمجة مخطط لهروب السجناء أثناء الثورة من السجون المصرية، فقامت بتنفيذه عناصر أجنبية من حركة حماس الفلسطينية، وكتائب عز الدين القسام والجيش الإسلامي الفلسطيني، وحزب الله بالاتفاق مع العناصر الإجرامية داخل البلاد من البدو، والتنظيمات الجهادية والإخوانية والسلفية لتهريب عناصرها المسجونين داخل السجون المصرية.
وأضافت المحكمة: لقد بدأ تنفيذ المخطط من قيام بعض الأشخاص من مساء 25 يناير 2011 مستغلين الأوضاع التي شهدتها البلاد في منطقة سيناء بالتعدي على القوات الأمنية في تلك المناطق مستخدمين جميع أنواع الأسلحة والسيارات، تمهيدا لدخول العناصر الأجنبية البلاد، وبالفعل تم نجاح مخططهم وتسللت تلك المجموعات داخل الأراضي المصرية يوم 28 يناير، وفي يوم 29 قامت تلك العناصر باقتحام بعض السجون المصرية التي يحتجز بها عناصر فلسطينية وحزب الله اللبناني والتنظيمات التكفيرية والجهادية والسلفية والإخوانية الذين كانوا مسجونين بمناطق أبو زعبل ووادي النطرون والمرج، وتم تمكينهم من الهرب بمساعدة عنصرين من العناصر الإخوانية كدليل وهما إبراهيم إبراهيم حجاج والسيد عياد.
كما كشفت شهادات الشهود والأسطوانات المدمجة أسماء بعض الهاربين من السجون المصرية، وهم أيمن عبدالله نوفل من قيادات حركة حماس، محمد محمد الهادي من قيادات حركة حماس، وجميع عناصر حزب الله بقيادة اللبناني سامي شهاب ورمزي موافي أمين تنظيم القاعدة في سيناء وبعض القيادات الإخوانية. وقامت تلك المجموعات بالهجوم المسلح تجاه القوات الشرطية بالسجون المصرية؛ واقتحام الأبواب والأسوار بالاستعانة بمعدات ثقيلة؛ مما دعا إلى هروب جميع السجناء من السجون والاستيلاء على العديد من الأسلحة النارية وإتلافها وتدميرها وسرقة تجهيزاتها المختلفة، ونتج عن ذلك هروب جميع المسجونين بوادي النطرون وعددهم 11 ألفا و161 مسجونا؛ وأدى ذلك إلى وفاة 13 سجينا بليمان 430 الصحراوي ونزيل واحد بسجن 2 صحراوي.
وكان ذلك الحكم التاريخي هو بداية لالتقاط خيط الحقيقة التي ظلت تائهة وغائبة، وألقت بالاتهامات على آخرين كثيرين؛ لتكشف المحكمة بحكمها هذا الدور القذر الذي لعبته حماس في مصر مع مجموعة من الإرهابيين يطلقون على أنفسهم مسمى "الإخوان المسلمين". 
اغتيال الجنود
اغتيال الجنود
ولم تتوقف جرائم حماس في مصر إلى هنا بل امتدت لتقتل في رمضان العام قبل الماضي 16 مجندا مصريا على الحدود المصرية لحظة الإفطار؛ ثم جاءت لعبة خيرت الشاطر واختطاف الجنود السبعة في سيناء ثم إطلاق سراحهم بعد أن طالب المعزول مرسي بسلامة الخاطفين والمخطوفين وتم نقلهم إلى مطار ألماظة، حيث استقبلهم المعزول، في مسرحية هزلية، وهو لا يعلم أن هناك أجهزة سيادية في الدولة التقطت اتصالات بين خيرت الشاطر والخاطفين؛ مما يؤكد تورطه هو وجماعته الإرهابية في تلك التمثيلية التي تمت في محاولة لتحسين صورة الرئيس الفاشل منذ بداية المائة يوم الأولى لحكمه.
وفي تلك الفترة كان قد توصل النقيب أبو شقرة رئيس مكافحة الإرهاب التابع لجهاز الأمن الوطني إلى معلومات تؤكد أن خيرت الشاطر وجماعته والرئيس نفسه يعلمون أين مكان الجنود السبعة، ووصلت تلك المعلومات إلى رئيس الجهاز والذي قام بدوره في ذلك التوقيت بتمريرها إلى المخابرات الحربية لبداية التعامل معها وتحرير الرهائن السبعة.
ومن خلال أحد مصادر خيرت الشاطر الذي تم استبعاده من جهاز الأمن الوطني استطاع أن يحصل على الشفرة السرية الخاصة بالنقيب أبو شقرة وكان متبقيا فقط تنفيذ عملية الانتقام منه وبالفعل تم اغتياله؛ وفي 23 مايو يقول مصدر أمني إنه عقب عودة الجنود المختطفين في سيناء، حدث صدام بين الرئاسة والأمن الوطني؛ حيث إن هذه المأمورية التابعة للجهاز كان يترأسها الضابط الشهيد محمد أبو شقرة، الذي كشف أن نائب محافظ شمال سيناء ومحمد الظواهري يعرفان مكان الخاطفين، وعلى تواصل معهم، وأن القيادي الإخواني عادل قطامش نائب المحافظ تواصل معهم بمعرفة عائلة شتا، كما تواصل الشاطر مع العناصر الجهادية التي أفرج عنها بمعرفة الرئاسة. وتضيف المصادر أن "أبو شقرة" كان يعمل بإدارة مكافحة الإرهاب الدولي، وعلم بهذه التفاصيل، وأعطى معلومات مهمة للمخابرات الحربية عن طبيعة الخاطفين، لكن عندما جرى إبلاغ الرئاسة بهذه المعلومات غضب مرسي بشدة.
وتوضح المصادر أن الشاطر طلب في الأول من يونيو 2013 التجسس على قياديين في حزب النور والدعوة السلفية، من بينهم يونس مخيون وياسر برهامي وأشرف ثابت ونادر بكار، وعمل الشاطر على تفكيك الحزب عن طريق التضييق الأمني على قياداته، وحاول التواصل مع مكتب الأمن الوطني في الإسكندرية للتضييق على برهامي لكن رئيس مكتب الإسكندرية أجرى اتصالاً باللواء خالد ثروت أخبره بذلك.
كما تكشف المصادر أن استشهاد "أبو شقرة" كان نقطة فاصلة، حيث طلب اللواء خالد ثروت، في العاشر من يونيو 2013 تحقيقات عن مقتل "أبو شقرة" وعندما علم "الشاطر" بذلك، اتصل به وقال له: اقفل على القضية دي.. فوقعت مشادة كلامية عنيفة، وصدرت أوامر رئاسية بإغلاق ملف القضية؛ بسبب تقارير كشفت تورط الشاطر والرئاسة في التستر على المتهمين، ورفض رئيس الجهاز تنفيذ الأوامر بإغلاق القضية. وأضافت المصادر أنه جرى اكتشاف وجود أجهزة تنصت داخل مكتب رئيس جهاز الأمن الوطني، وحدثت عمليات تمشيط داخل الجهاز لكشف أجهزة التنصت على الضباط والمكالمات الخاصة بهم من جانب مكتب الإرشاد، وبعد اكتشاف وجود هذه الأجهزة بالفعل أصبح الجهاز وقياداته على يقين تام بأن هناك مؤامرة ضد الجهاز بالكامل.
وهناك أدلة أخرى كثيرة على جرائم حماس في مصر بالاتفاق مع المحظورة ومرشدها؛ فلا ننسى في يناير 2011 اللواء الرويني عندما وقف في قلب ميدان التحرير مطالبا الإخوان بإنزال القناصة الذين كانوا يعتلون أسطح العمارات، ولا ننسى تقارير الطب الشرعي في ذلك التوقيت التي صدرت، وأكدت أن جميع المتوفين في يناير وفبراير لم يتوفوا برصاص تستخدمه الشرطة المصرية أو أي طلقات منها تستخدم في مصر نهائيا، وهو ما يؤكد وجود طرف ثالث ساعد الإخوان في قتل المتظاهرين وإلصاق التهمة بالشرطة.
ثم جاء بعد ذلك عملية اغتيال الـ 25 مجندا مصريا أثناء عودتهم إلى القاهرة؛ ووفقا لمصدر أمني قال: إن مجموعة من الإرهابيين قامت بإيقاف سيارتين كانتا تقلان 27 جنديا وهم بملابسهم المدنية في طريقهم من العريش إلى مكان خدمتهم الساعة السابعة صباحا، وأنزلتهم من السيارات بالقوة، وأمرت أصحاب السيارات بالانصراف، الذين بدورهم واصلوا سيرهم إلى أقرب حاجز أمني للجيش بمنطقة الماسورة على مدخل مدينة رفح وسلموا أنفسهم لقوات الجيش التي تحفظت عليهم في حين قام الإرهابيون ببطح الجنود صفًّا واحدًا على الأرض وإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي، وهو ما أدى إلى استشهاد 25 منهم في الحال ولاذ القتلة بالفرار مستقلين أربع سيارات دفع رباعي في عمليتهم الدنيئة.
اقتحام السجون
اقتحام السجون
وعلى جانب آخر فقد قال مصدر أمني: إن هناك تقريرا مفصلا أعد من قبل جهات سيادية وتم رفعه إلى مؤسسة الرئاسة يكشف أهم الجرائم التي تورطت فيها حركة المقاومة الإسلامية حماس، أحد فروع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، أو تلك التي نسبت فيها التهم لشخصيات قيادية معروفة خلال الأعوام الماضية.
تضمن التقرير جرائم اقتحام أعضاء جماعة حماس للحدود المصرية عام 2008، واقتحام العناصر للسجون المصرية عام 2011، وتهريب عناصرهم التي كانت محتجزة لقضاء عقوبة السجن في السجون المصرية وتورطهم في اقتحام السجون المصرية بعد تكسيرها، وتأكيدات القبائل البدوية بتورط الجماعة في تفجيرات خطوط الغاز الممتدة بأراضي شبه جزيرة سيناء، وإلقاء القبض على محمد حامد محمود سلامة فلسطيني الجنسية، وينتمي لحركة المقاومة حماس وبحوزته مولوتوف في قلب ميدان التحرير، وتورطهم في استهداف الأماكن العسكرية في سيناء.
وتضمن التقرير أيضا إخفاء القيادي ممتاز دغمش الذي تبين ضلوعه في اختطاف الضباط المصريين والأمين الذين تم اختفاؤهم يوم 30 يناير 2011 الماضي، وأخيرا القبض على 7 فلسطينيين بحوزتهم خرائط لمنشآت عسكرية وسيادية بمصر ومخطوطات مكتوبة بالفارسية تستهدف التخريب.
المعداوي والجوهري
المعداوي والجوهري ومحمد حسين 27 سنة
وأوضحت المصادر أن هذا التقرير تبعه عدد من المطالب، منها ضرورة مثول الشخصيات الحمساوية المتورطة في العمليات التخريبية ضد مصر لتحقيقات موسعة، دون أي ضغوط وإخراج المؤسسة الرئاسية من المشهد عن جمع التحريات التي تقوم بها الجهات السيادية؛ لعدم تراجع القوات المسلحة عن ملاحقة المطلوبين والمتورطين من الجانب الحمساوي بموجب حقها في الدستور الذي كفل ضمان الحفاظ على حدود البلاد وأمنها الداخلي في حال تداعي الأوضاع أو وجود تهديدات تخص الأمن القومي.
وفي 30 أغسطس 2013 قامت حماس باقتحام مقر الجالية المصرية بغزة واعتقال المصريين هناك، وهو ما يعد جريمة ودليلا دامغا على أهداف حماس بتخريب كل ما هو مصري، وقاموا باختطاف عادل عبدالرحمن رئيس الجالية المصرية في فلسطين وأطلقوا سراحه بعد ذلك.
كما كشف مصدر أمني مُطَّلع عن تقديم المخابرات المصرية طلبا رسميا لحركة حماس موجهاً إلى إسماعيل هنية، من خلال الدكتور محمود الزهار يطالبه بضرورة تسليم حماس ثلاثة من الناشطين العسكريين في كتائب عز الدين القسام إلى المخابرات العامة المصرية فورا.
وقال المصدر: إن الحديث لا يدور عن تورط الناشطين الثلاثة في مجزرة رفح، وإنما عن معلومات يجب التأكد من صحتها حسب وصفه تتعلق بمساعدة لوجستية غير مباشرة يشتبه بقيام المطلوبين الثلاثة بتقديمها إلى مجموعات متطرفة تعمل في منطقة سيناء، وعمليات تهريب وشراء للأسلحة وقعت داخل الأراضي المصرية.
وأسماء الناشطين الثلاثة هم أيمن نوفل ورائد العطار ومحمد أبو شمالة، ومعروفون بضلوعهم في تجارة الأنفاق، مشيرا إلى أن حركة حماس وافقت على تسليمهم إلى المخابرات المصرية في وقت يرفض فيه المطلوبون الثلاثة الاستجابة لمطلب قيادة حماس؛ بدعوى خشيتهم من التعرض للتعذيب، واشترطوا قيام المخابرات المصرية باستجوابهم داخل قطاع غزة؛ علما بأن أحد المطلوبين كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية المصرية، وهرب أثناء ثورة 25 يناير.
المقدم محمد مبروك
المقدم محمد مبروك
ثم جاءت قضية اغتيال المقدم محمد مبروك المسئول عن ملفات الإخوان بفرع الأمن الوطني بمدينة نصر؛ حيث أكد الدكتور هشام عبدالحميد، مساعد كبير الأطباء الشرعيين ومدير إدارة التشريح أن مبروك قتل إثر تلقيه 12 طلقة، اثنتين في الرأس واثنتين في الوجه والعنق و6 في الصدر والظهر وطلقة في الكتف الأيسر وطلقة في الكتف العلوى الأيسر، وأن 7 مقذوفات دخلت جسده وخرجت منه، بينما استقرت 5 مقذوفات في جسده. 
وأضاف هشام أن المقذوفات التي تم استخراجها 4 منهم عيار 7,62 مم وهي من بنادق آلية وطلقة واحدة عيار 9مم، وهي قد تكون من طبنجة أو رشاش. وأكد أن مسافة القذف كانت قريبة من المجني عليه وفي اتجاه أفقي؛ مما يرجح أن الجناة كانوا على مقربة منه. الضابط محمد مبروك تمت عملية اغتياله بطريقة احترافية شديدة ولم يترك المرتكبون أثرا في مكان الجريمة، ومن الواضح أن من قام بارتكابها مدرب عليها، وهناك تشابه بين اغتيال محمد أبو شقرة ومحمد مبروك ومحاولة اغتيال وزير الداخلية في الأسلحة والتوقيت.
وبالنظر إلى كل ما تم سرده سنجد أن الإخوان هم المستفيدون من العمليات الإرهابية، وأن المنفذ دائما هو فرع الإخوان المسلح حماس، فمن قام بتسليم أبو شقرة هو نفسه من سلم محمد مبروك؛ لأن الاثنين كانا غير معروفين ولهما أسماء حركية، والمفترض أن لا أحد يعرفهما من الإخوان، وأشار إلى أن مهمة البلتاجي في ظل حكم مرسي كانت السيطرة على جهاز أمن الدولة ووزارة الداخلية، إلا أنه لم يستطع أن يحصل سوى على القليل جدا من بعض النفوس المريضة والضعيفة التي تم استبعادها من الجهاز.
وفي 28 فبراير 2015 أودعت محكمة الأمور المستعجلة برئاسة المستشار محمد السيد، حيثيات حكمها بإدراج حماس منظمة إرهابية وإلزام المدعى عليه بمخاطبة جميع دول العالم، باعتبار حماس منظمة إرهابية وكل من ينتمى إليها أو يدعمها ماديًّا أو معنويًّا من العناصر الإرهابية وذلك في الدعوى المقامة من المحامي أشرف فرحات صاحب الدعوى . وكان البادي للمحكمة من مطالعة الأوراق وما قدمه المدعي بحوافظ مستندات ارتكاب هذه المنظمة بتفجيرات حصدت الأرواح، وأتلفت منشآت واستهدفت المدنيين ورجال الشرطة والقوات المسلحة، وهي أعمال لا تعدوا إلا أن تكون أعمالًا إجرامية، باعتبارها أعمالا سياسية. 

المحكمة تؤكد تورط حماس في تفجيرات بـ"العريش":

نعوش الـ 25 مجندا
نعوش الـ 25 مجندا مصريا
وثبت يقينا أن حركة حماس ارتكبت على أرض مصر أعمال تخريب واغتيالات وقتل أبرياء من المدنيين وأفراد القوات المسلحة والشرطة، كما ثبت تورطها في انفجارات العريش التي أودت بحياة 25 جنديًّا، وتم رصد مكالمات متبادلة بين عناصر إرهابية تابعة لحركة حماس يتبادلون التهاني بعد هذا الحادث، فضلا أن الصواريخ المستخدمة في تلك العملية لا توجد إلا بقطاع غزة، وأن هذه الأحداث متشابهة للأحداث التي وقعت يوم 28 يناير يوم جمعة الغضب. ولما كان من فعل هذه المنظمة ما يشكل خطرا عاجلا، وتضررا يتعذر تداركه، وتوافر في المدعي شرطي المصلحة والصفة اللازمان لإقامة هذه الدعوى لكونه مواطنا مصريا تتعرض حياته وحياة أسرته لخطر جسيم، فضلا عن تهديد أمن وسلامة الوطن والمواطنين وانتهاك صارخ لسيادة الدولة على أراضيها، وأن هذه العمليات الإرهابية تنتهك الدولة وأجهزتها السيادية وتعرض حياة مواطنيها لأخطار وأضرار جسيمة.

مكالمات هاتفية وسيديهات كشفت جرائم حماس:

سيديهات كشف جرام
سيديهات كشف جرام حماس
استندت الدعوى إلى 6 حوافظ مستندات طويت على أسطوانات مدمجة البعض منها حوت مكالمات هاتفية بين عناصر إرهابية تقوم بتهنئة أتباعهم من حركة حماس، بخصوص نجاح حادث العريش الإرهابي، وطالعتهم المحكمة وأحاطت بهم علمًا. وأضافت المحكمة أن تلك الجماعات الإرهابية لم يعد لديهم وسيلة لزعزعة أمن مصر واستقرارها إلا عن طريق العمليات الإجرامية، فقيام منظمة حماس بالتخطيط لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية وتحويلها وتدريب كوادرها ينبئ عن أن منظمة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام قد تخلت عن قضيتها الأساسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية، والتي أولتها مصر دعما ماديا ولوجيستيا، فضلا عن دماء الجنود المصريين التي سالت دفاعا عن الدولة الفلسطينية، وأصبح هدفها النيل من أمن مصر واستقرارها دعما منها لمخططات تنظيم الإخوان الإرهابي وبعض أنظمة الدولة الداعمة للإرهاب، إلا أن مصر في حربها التي تشنها على الإرهاب وحرصا منها على مقدرات الشعب المصري والأمة العربية لم ولن تخضع أو تتفاوض مع أي عنصر أو تنظيم إرهابي.
في سبتمبر 2017، حصل القيادي البارز في حركة حماس روحي مشتهى وعبر ترتيبات أمنية وسياسية على إذن الإقامة الدائمة في مصر بعد سلسلة المشاورات التي جمعت المخابرات المصرية بقيادات حماس ضمن  ملف انجاز المصالحة وبعد حل اللجنة الادارية لحماس في قطاع غزة .
وبذلك يكون اول مكتب تمثيلي بلافتة قد لا تكون علنية في مصر منذ حصل الرئيس عبد الفتاح السيسي على السلطة .
 وكانت القاهرة قد استضافت عدد كبير من قيادات حركة حماس ضمن مشاورات مكثفة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وفي مايو 2018، وبعد خمس سنوات على توليه منصب رئيس جمهورية مصر العربية، ظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمرة الأولى، على ناصية مفترق «السرايا» الأكثر ازدحاماً وسط مدينة غزة لفترة وجيزة قبل أن يختفي.
وبعد ساعات قليلة، مزّق «مجهولون» صورة ضخمة للسيسي كانت مرفوعة على لوحة إعلانات (بيلبورد) وكُتب عليها: «شكراً مصر»، فاشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ورافض لهذا السلوك «المشين».
لكن السيسي عاد وظهر مجدداً في لوحة ضخمة على جدار على مفترق «أنصار» غرب المدينة كُتب عليها: «مصر لن تكل ولن تمل من العمل من أجل أن يكون الشعب الفلسطيني بأفضل حال»، وجاء أسفلها عبارة «تحيا مصر» موشاة بألوان العلم المصري، فيما ظهر على الجدار أسفل اللوحة شعار كبير لحركة «حماس»، التي تحكم القطاع منذ أن طردت قوات السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» في العام 2007.
وقال ناشطون يقفون وراء رفع الصورتين إن «خلافاً مع الشركة المالكة للوحات الإعلانية» حال دون وجود صورة السيسي على مفترق السرايا.
ويعكس تعليق صور السيسي، تحسناً ملحوظاً في علاقة «حماس» بالنظام المصري بعد عام واحد على انفتاح النظام على الحركة عقب زيارة رئيسها في غزة يحيى السنوار إلى القاهرة، للمرة الأولى بعد انتخابه بشهور قليلة. وحلّت صورة السيسي في المكان نفسه الذي علقت فيه «حماس» صوراً كثيرة خلال السنوات الماضية، أبرزها صورة تجمع رئيسي المكتب السياسي للحركة الحالي إسماعيل هنية والسابق خالد مشعل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، كُتب عليها «القدس تنتظر الرجال»، والتي لاقت آنذاك تعليقات ساخرة كثيرة على شبكات التواصل الاجتماعي وفي جلسات الغزيين.
ومرّت علاقة «حماس» بالرؤساء والمسؤولين المصريين بمراحل مختلفة صعوداً وهبوطاً؛ إذ اتسمت في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك بـ «عدم الارتياح» وحُصرت في جهاز الاستخبارات العامة ورئيسه اللواء الراحل عمر سليمان، الذي ناصب الحركة العداء طويلاً قبل أن تتحول العلاقة إلى «تحالف» غير معلن.
وقالت مصادر قيادية في الحركة إنه كان هناك اتفاق بين جماعة «الإخوان المسلمين» والمجلس العسكري الأعلى على أن تدعم الجماعة سليمان مرشحاً للرئاسة، قبل أن تتحول الجماعة وتدعم مرشحها الثاني الرئيس المعزول محمد مرسي عقب الطعن في ترشيح النائب الأول للمرشد خيرت الشاطر.
وتطورت العلاقة بين الحركة والنظام في ظل حكم مرسي، ودخل قادة الجماعة والحركة قصر رئاسة الجمهورية، وتحسنت الأوضاع في القطاع، وتم فتح معبر رفح في شكل دائم.
وعقب عزل مرسي وتولي السيسي رئاسة مصر، دخلت العلاقة بين النظام من جهة والجماعة والحركة من جهة ثانية، نفقاً مظلماً.
وطارد النظام رموز «الإخوان» و «حماس» وأغلق معبر رفح وقطع كل صلة له بالحركة، التي ناهضت السيسي وأطلقت على ما جرى تسمية «انقلاب» ورفعت صور مرسي في قطاع غزة، الذي شهد مظاهر معادية للسيسي ونظامه. واستمرت الحال على ما هي عليه أربع سنوات بعد تولي السيسي الحكم ووصل الأمر إلى توجيه اتهامات خطرة للحركة بـ «دعم الإرهاب» في سيناء، و «إيواء إرهابيين مصريين مطلوبين» في غزة.
وخلال السنوات الماضية، قام إعلاميون مصريون في عدد من برامج الـ «توك شو» بالـ «تحريض» على قصف القطاع بالطائرات والدبابات، وارتفعت حدة التوتر إلى مستوى غير مسبوق اعتقد معه معظم الغزيين بأن مصر على وشك قصف القطاع أو حتى احتلال أجزاء منه.
وأتت الانفراجة الكبرى بعدما اقتنع النظام المصري و «حماس» مع نهاية العام 2016، بأن لا مفر من انفتاح كل طرف منهما على الآخر، وكذلك عقب انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وفشل منافسته هيلاري كلينتون.

الموقف الأن

اتجهت حماس أخيراً إلى الجانب الروسي بهدف التأكيد على قدرتها على اختراق الموقف الراهن حول الحركة، وتسعى لأن يكون الجانب الروسي مراقباً ووسيطاً في وقف إطلاق النار مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، على اعتبار أن العلاقات الروسية الإسرائيلية الجيدة تسمح لموسكو بالقيام بهذا الدور، مع تفكير قيادات حماس في إيجاد آلية أو إنذار استراتيجي مشترك بين غزة وتل أبيب بدعم روسيّ، مثلما حصل في سوريا، مع التأكيد على خبرات الجانب الروسي في إنجاح اتفاق طويل الأمد، وإقرار مرحلة تمهيدية لتثبيت حالة الهدنة أولاً، وفي المقابل لا يمانع الجانب الروسي في القيام بهذا الأمر، ولكن الإشكالية الحقيقية أن الطرف المسؤول والمطروح لا زال غير معلوم في إسرائيل، ومن ثم فإن الجانب الروسي سينتظر إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.

والواقع أن "حماس" لم تعد تسعى إلى تنفيذ اتفاق المصالحة أو التوافق على إطار فلسطيني موحّد، بل بالعكس ستركز في الفترة المقبلة على الجانب الروسي، إضافة إلى تخطيط الحركة لإجراء سلسلة من اللقاءات في النرويج والدنمارك ودول أوروبية، بهدف التأكيد على هدفها بالترويج لخطابها السياسي والاستراتيجي الجديد. وتتناسى حماس أن روسيا سبق وأن طرحت من قبل عقد مؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط وتم إفشاله أميركياً، كما أن فرنسا سبق وأن عقدت مؤتمر باريس وأفشله الإسرائيليون أيضاً.

المسار الإيراني

لم يكن خروج رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، من غزة إلا لهدف التسويق للتطورات الحالية في الحركة وضرورة تنويع وتعدد مصادر حركاتها والعمل على فتح مكاتب جديدة في الخارج وبناء شبكة تمثيل خارج القطاع، مع تطوير ما هو موجود، بخاصة وأن زيارة وفد حماس لإيران كانت بهدف التأكيد على توطيد العلاقات واستمرار الدعم العسكري والمادي بعد اغتيال قاسم سليماني، وفي ظل التمسك برفض حماس توحيد جبهتي حركة الجهاد الفلسطيني وحماس في منظومة واحدة، مثلما كان يريد قاسم سليماني، على أن ينضم لها أيضا "حزب الله"،  والمعنى أن حركة حماس تريد نقل رسائل إقليمية في آنٍ واحد لكل من مصر والسعودية والإمارات بقدرتها على التحرك والمناورة وأنها بصدد العودة إلى محور (إيران- تركيا- سوريا- روسيا)، وأنها لن تكون الحركة المحاصرة وتسعى لتكون اللاعب الأقوى سياسياً في الساحة الفلسطينية في ظل انكفاء السلطة على خياراتها وقبل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة لتبدأ التعامل غير المباشر معها في القطاع وخارجه.

قادة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية (يمين) ويحي سنوار (يمين) مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية حنا ناصر (أ.ف.ب)

المسار المصري

تكشف تطورات زيارة وفد حركة حماس بتمثيل محدود وبزيارة خاطفة للقاهرة حرص مصر على نقل رسالة لقيادات الحركة بإدراك القاهرة جيداً لما تقوم به الحركة في الوقت الراهن ومسعاها لتطوير علاقاتها مع الخارج والبدء تدريجياً في المناورة مع أطراف عربية مؤثرة، بما فيها مصر، مع سرعة تحرك الحركة في نطاقاتها المتعددة دولياً وإقليمياً، وهو الأمر الذي يعني عملياً التخلي تدريجياً عن الوساطة في تثبيت الهدنة أو إتمام صفقة تبادل الأسرى، أو نقل الرسائل غير المباشرة إلى إسرائيل مع تسويق خطاب غير صحيح بحرص القاهرة على ترتيب لقاءات للحركة ومسؤولين إسرائيليين، وهو دور لم تقم القاهرة به أصلاً، ولم تسعَ إليه لاعتبارات تتعلق بدور القاهرة التاريخي في الملف الفلسطيني وتجاه الحركة وتجاه فتح على الجانب الآخر.

وإن كانت القاهرة قد نقلت رسائل لحماس بحرصها على استقرار الأوضاع في القطاع، وأنها من سمحت بالفعل بخروج إسماعيل هنية إلى قطر وتركيا وإيران، وأنها لا تتدخل في الشأن الداخلي للحركة، بخاصة وأن الأوضاع في الحركة تتسم بحالة من عدم الاستقرار ووجود صراعات على الأولويات بين التيارين العسكري والسياسي.

والمعلوم أن التيار العسكري رافض لأغلب ما تشهده الحركة من تحركات في الوقت الراهن، وأن قيادات مثل صالح العاروري وخالد مشعل ومحمود الزهار وإسماعيل هنية، يراجعون مرجعياتهم الأولى. لهذا كانت زيارة العاروري لإيران وتحركات إسماعيل هنية في تركيا وقطر وإيران، ترقباً لإجراء انتخابات جديدة ستجرى في حركة حماس، غالباً ستكون منتصف العام الحالي، وقد تعيد خالد مشعل لرئاسة المكتب السياسي بعد أن فشل المخطط التركي الآسيوي في توليه موقعاً دولياً للحركة عبر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم فإن ما يجري في الوقت الراهن داخل حركة حماس مرتبط بصراع مكتوم غير معلن على السياسات المحتملة لحركة حماس، والتي ستطرح في الفترة المقبلة، بما في ذلك التعامل مع المشهد الإسرائيلي برغم إنكار الحركة لكل ما يجري، وسيكون للتيار العسكري اليد الطولى في تقرير ما سيجري لاحقاً.

تطلعات حقيقية

يمكن التأكيد إذاً على أن حركة حماس تسعى للخروج من المظلة التقليدية لتحركاتها استثماراً لحالة عدم الاستقرار في المنطقة، وهو ما يدفعها للاستمرار في ضبط الحدود مع مصر وإدارة الأوضاع في القطاع مع عدم التفكير في تنفيذ استحقاقات المصالحة والإبقاء على المشهد الراهن انتظارا لما سيجري في حالتين:

الأولى: تولي حكومة إسرائيلية جديدة تسرع بتنفيذ مخطط الفصل أحادي الجانب والخروج من الضفة الغربية على طريقة الانسحاب من قطاع غزة بعد ضم المستوطنات والأغوار وترك الفلسطينيين يقررون مصيرهم بمفردهم ومن دون مشاورات في غضون أربع سنوات من عمر الولاية الثانية للرئيس ترمب.

الثانية: استثمار مساعي الولايات المتحدة لتنفيذ الشق الاقتصادي لما يعرف بالخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط (مقاربة المنامة) في قطاع غزة، وهو الأمر الذي سيجعل حركة حماس الطرف المعني والموافق على خطط تنمية القطاع، وأهمها إنشاء جزيرة اصطناعية وتشغيل الربط بين مطار غزة والدوحة وفتح منفذ في اتجاه قبرص، مع التعجيل بتنفيذ خطط الربط بين اقتصاد غزة وإسرائيل وإعطاء حزمة من الإجراءات الاقتصادية إلى القطاع، مما سيفرض مناخاً سياسياً واقتصادياً للحركة ويكرس سياسة الفصل بين الضفة الغربية والقطاع عملياً، وبما يمنح حماس الاستمرار في الحكم. وبالتالي الإشكالية - في منظور حركة حماس- ليست التأييد أو الرفض للخطة الأميركية ما دامت ستعمل بعض أفكارها لصالح بقاء حكم حماس في القطاع، وتحيّناً لطرح مسألة الخلافة الفلسطينية لاحقاً، وتحسباً لعلاقاتها مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية التي تعتبر ممثلاً شرعياً (ليس وحيداً) للشعب الفلسطيني وفقاً لنص أوسلو، ومن ثم فإن حركة حماس قد يكون في تقديرها وبعد تعديل ميثاقها وتدوير حسابتها أن تكون البديل لحركة فتح والسلطة الفلسطينية بأكملها.

ليست الإشكالية في نفي أو تأكيد تطلع حركة حماس للانفتاح على الخارج، ليست في روسيا أو الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة (حددت الرباعية الدولية شروطاً عدة للتعامل مع حركة حماس، أهمها نبذ الإرهاب والاعتراف بإسرائيل)، وقد استوفت حركة حماس الشروط المطلوبة بتعديل ميثاقها، إذاً لا توجد أي إشكاليات تسمح بعقد وترتيب لقاءات مشتركة، وهو ما ينطبق على الجانب الأميركي نفسه الذي يملك وسائل غير مباشرة وغير معلنة عبر خبراء واستشاريين في مراكز البحوث ومسؤولين سابقين في إدارات سابقة سبق وأن أجروا لقاءات مع شخصيات قريبة من حماس ومن تنظيمات فلسطينية متعددة، بخاصة وأن الاتصالات الأميركية لم تنقطع مع الجانب الفلسطيني على أي مستوى، ففي قلب الرفض الفلسطيني للخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط زارت رئيسة المخابرات المركزية، جينا هاسبل، رام الله والتقت قيادات فلسطينية كبيرة، بما فيها الرئيس محمود عباس وماجد فرج وآخرون.

ولكن المشكلة التي ستفرض نفسها على حركة حماس تحديداً حدود المسموح لها إقليمياً للتحرك تجاه كل الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة. والسؤال ماذا عن الموقف الإيراني وهل ستنجح حركة حماس في إقناع إيران بهذا التوجه وما هي حدوده أم أن الحركة ستستمر في مراجعة حساباتها إلى حين تتضح الرؤية؟ بخاصة وأن التزامات حركة المقاومة تختلف تماماً عن التزامات الحركة السياسية ومن الصعوبة العمل بالتوجهين معا وفي آن واحد، وهو ما لا تدركه حركة حماس في الوقت الراهن.

صحيح أن الأطراف الإقليمية مثل مصر وقطر وتركيا وإيران تتعامل مع الحركة ولكل طرف مصالحه وحساباته، إلا أن مصر وحدها التي تنفتح على الجانب الإسرائيلي، والتي تربطه بها معاهدة سلام تتيح للمصريين العمل على مسارات واتجاهات متعددة، وهو ما لا يتوفّر مع الأطراف الأخرى، بما فيها قطر التي يبقى دورها محدوداً وفي إطار ضيق ومن خلال مهام خدمية، تحولت أخيراً إلى زاوية استثمارية.

المتغيرات الإسرائيلية

ستنعكس إجمالاً التطورات الحالية في إسرائيل على توجهات حركة حماس، كما أن تشكيل حكومة يمينية جديدة سيلقي بتداعياته على الحركة ومساراتها السياسية وليست الأمنية، فلن تدخل إسرائيل مع أي تشكيل حكومي في مواجهة شاملة في القطاع، ولن تتجدد سياسات الاغتيالات لقيادات ميدانية وستفرض معادلة الأمن مقابل الأمن والتهدئة مقابل التهدئة والتصعيد مقابل التصعيد، ومن ثم فإن حركة حماس ستكرس استراتيجية الانفتاح على الخارج ونقل رسائل سياسية بأنها لا تريد المواجهة، بل ستعمل على تسكين المشهد بل وتبريده، مع التزام مواقفها مع كل الأطراف، مصر (ضبط الحدود)، وإيران (الدعم العسكري)، وتركيا (الدعم الاستراتيجي)، وقطر (شراكة مصلحية)، مع الانطلاق لبناء سياسة خارجية متحررة من تبعات الفترة السابقة، والتي أبقت الحركة في موقعها من دون تحقيق مكاسب جديدة باستثناء الاستمرار في حكم القطاع.