المرتكزات الفكرية للحزب:
يمكن رصد المرتكزات الفكرية للحزب في عدة نقاط بينها:
1- الفصل بين الجانب السياسي والدعوي، حيث قال البيان التأسيسي للحزب إن الجانب السياسي يقوم به كادر الحزب على الساحة السياسية.
2 - التعريف بالإسلام وبالشريعة الإسلامية في كل المناطق التابعة للاتحاد السوفيتي حينذاك.
3 – نشر الدعوة ومحاولة تطبيق الشريعة عبر جمعية شورى العلماء، والتي بدورها تشرف على المساجد والمدارس الدينية بعلم الحكومة ووفقا للقوانين.
4 - إرسال الدعاة إلى عموم البلاد لشرح تعاليم الإسلام للناس عن طريق الخطب والمحاضرات والندوات.
5 - الاهتمام بالثقافة الدينية لدى الناس.
6 - محاورة الطرق الصوفية لتعليمهم العقيدة الصحيحة.
7 - مكافحة البدع والضلالات.
8 - تقويم المفاهيم الخاطئة التي وضعت وقت الحكم الشيوعي للبلاد.
حزب "النهضة" والمشاركة في الحرب الطاجيكية
في عام 1991 وبعدما انعقد المؤتمر التأسيسي لحزب النهضة الإسلامي في إحدى قاعات مبنى الحزب الشيوعي المنحل، حيث شارك حزب "النهضة" في الحرب الطاجيكية ما بين عامي 1992 وعام 1997، بعدما استفاد الحزب من تنظيمه والانسجام في صفوفه.
وتشير بعض التقارير أن الحرب الأهلية في طاجيستان، سبقتها مظاهرات واسعة وقعت في دوشنبه، 1990 للمطالبة باستقالة قهار مخكاموف السكرتير الأول للحزب الشيوعي الطاجيكي الذي انتخب في نوفمبر رئيساً لطاجيكستان، للمطالبة بتشكيل حكومة ائتلافية.
البداية تمثلت في اجتمع نحو 4000 شخص أمام مبنى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وأضرموا النار فيه، وفي مساء اليوم نفسه رد المتظاهرون على إطلاق النار من قبل رجال الشرطة بحرق المحلات التجارية والدكاكين والاكشاك، وشهدت "دوشنبه" توقف عمل المواصلات في المدينة والسكك الحديد والمعاهد والمدارس وروضات الأطفال ومكاتب البريد، كما توقفت الصحف والمجلات عن الصدور، وتحولت المظاهرات إلى مذابح وأعمال عنف تجاه أهالي المدينة.
في فترة حكم مخكاموف، شهدت طاجيكستان نهضة الحركة الإسلامية، في الوقت الذي جرت فيه العادة في العهد السوفيتي أن يحتل مسؤولون من أهالي مدينة "لينين أباد" المناصب الإدارية الهامة، وكان مسؤولون من أهالي مدينة كلاب يشغلون المناصب القيادية في أجهزة الأمن والشرطة.
حاول ممثلو الطوائف الأخرى من أهالي بدخشان وغيسار وغارم بعد إعلان استقلال طاجيكستان تغيير توزع المناصب الإدارية والقيادية في البلاد، وشكل حزب النهضة الإسلامية نواة للمعارضة الطاجيكية التي انضم إليه أيضا الحزب الديمقراطي، وقتما كان رحمن نابييف رئيساً للبلاد.
وانتقلت المواجهة في مايو 1992 إلى مرحلة النزاع الحاد، وقام المعارضون على مدى أشهر بمظاهرات الاحتجاج في الساحة الرئيسية للجمهورية بطلب استقالة ممثلي الحكومة، وكان أنصار الرئيس يواجهونهم بتنظيم المظاهرات المؤيدة له، وتسبب النزاع الأهلي في تشريد ما يربو على 140 الف شخص، واستمرت تلك المواجهات من 1992 – 1997.
وتشير تقارير صحافية إلى أن من بين أسباب الحرب الأهلية، هو رغبة قوات الجبهة الشعبية المدعومة من قبل أوزبكستان وروسيا في مدينة كورغان تيوبه الطاجيكية الحيلولة دون أسلمة البلاد وصعود العناصر الإسلامية إلى السلطة، الأمر الذي كان من شأنه ان يخل بالتوازن الجيوسياسي في المنطقة.
في 23 ديسمبر 1996 في موسكو تم توقيع الاتفاقية من قبل رئيس الجمهورية إمام على رحمن وزعيم المعارضة الموحدة سعيد عبد الله نوري، وقضت الاتفاقية بضم ممثلي المعارضة إلى الحكومة وانخراط 4.5 فرد من مسلحيها في أجهزة الامن الطاجيكية والعفو عن الف 5.4 عضو في المعارضة.
وتم توقيع اتفاقية الوفاق النهائي في الكرملين 27 يونيو 1997، وذلك في ختام الجولة التاسعة للمفاوضات بين الجانبين المتنازعين، وبقي بموجب الاتفاقية إمام على رحمن الممثل للسلطة العلمانية يتولى منصب رئيس الجمهورية، ومنح قياديو المعارضة مقابل ذلك الفرصة للانتخاب في البرلمان واحتلال مناصب المدراء في المرافق الإنتاجية الكبرى، أما جنود المعارضة فانخرطوا في صفوف الجيش الطاجيكي، ثم بدأت عملية عودة اللاجئين من أفغانستان.