• الاتصال بأفراد الجيش والشرطة التابعين لنا يجب أن تكون مؤمنة حتى ربطهم بالمسئول الخاص حتى لا يؤدي إلى كشفهم مبكرا
• الرجل السري يجب ألا تكون هيئته اسلامية لا لحية ولا جلباب ولا سواك ولا مصحف ولا يمشي مع زوجة منقبة
• السري لا يستخدم ألفاظ الملتزمين كــ" جزاكم الله خيرا" أو "السلام عليكم" أو "بارك الله فيكم"
• السري لا يذهب للأماكن الإسلامية مثل المساجد المعروفة والمكتبات وفي أي مكان يذهب اليه يسبقه غطاء ساتر
• السري لا يتعرض لوسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
• اختبارات لتأكد من اللياقة النفسية والطبية والعقلية وأخرى سيكولوجية لقياس قدرته على كتم الأسرار وثبات العاطفة والتعاون وحسن التصرف
• ربط العنصر المستهدف بقضية الجهاد وليس بالشخص "المجند" الذي يمكن أن يقتل أو يرتد على عقبيه
• وضع العنصر الجديد في المكان المناسب حسب مقوماته .. أمني ، مقاتل، إعلامي..
• الأخ الذي لا يستطيع كتم الأسرار لا يعطي أي صلاحيات ومهام
بعد أن يتأكد المجند " بكسر النون" من العنصر المستهدف بالتجنيد يصلح للعمل الجهادي والتنظيمي فتبدأ المرحلة الثانية وهي إقامة علاقة شخصية معها ومن هنا يشرع عبدالله العدم في شرح كيفية إقامة علاقة بين الشخص القائم بالعمل التنظيمي وبين الشخص المراد تنظيمه لإفهامه طبيعة هذا الدين على حد قوله، وتكوين وحدة فكرية يستمر من خلالها.
عندها يذهب إليه المسئول عن أمن التنظيم أو المسئول عن العمل التنظيمي ويعرض عليه الفكرة ولكن يلفت "العدم" هنا أنه يجب أن نتنبه أننا نغرس في الأخ الولاء لدين الله عز وجل، وليس الولاء للأشخاص، وليس الولاء للأمير، نغرس في نفسه حب الله ورسوله حتى يكون متعلّقًا هو بهذا الدين وليس متعلّقًا بشخص أمير التنظيم، أو بالشخص الذي جنّده للعمل في التنظيم، لأنه لو لا سمح الله سقط هذا الرجل، أو ارتدّ على عقبيه، أو قُتل سيتوقف الجهاد؟! ما يتوقف.
ويعود "العدم" إلى الأمور التي تجعل هذا الفرد ينتظم في العمل الجهادي، أو العمل التنظيمي، ويرتبط ارتباطًا قويًّا ومصيريًّا بالعمل, بالجماعة، من هذه الأمور: أن يرتبط هذا الأخ الجديد بالجماعة بعلاقة اجتماعيّة، أسريّة؛ زواج إلى غير ذلك، بحيث يرتبط هذا الأخ ويتحمل مع أفراد الجماعة هموم الجماعة وآمال الجماعة.
ومن هذه الأمور أيضًا: علاقات فكريّة لتوحيد الرؤية وأسلوب العمل بأن يكون الرابط بيننا وبينه الفكر، والأسلوب الصحيح للعمل، حتى لا تختلف وجهات النظر، وأساليب العمل.
ويكمل الكاتب: أيضًا الأمر الآخر بين الفينة والأخرى يجب أن نقوم بتجربة هذا الأخ للتأكد من لياقته النفسيّة والطبيّة والعقليّة، وكذلك الاختبارات السيكولوجية لقياس قدرته على كتم الأسرار، وثبات العاطفة، والتعاون، وحسن التصرُّف، والأخلاق، والروح المعنويّة، ووضعه على الثغر المناسب.
ويكمل العدم : الآن بعد هذا نحن نستطيع من خلال العلاقة مع هذا الأخ أن نحكم على هذا الأخ، نصنِّف هذا الأخ، نضعه في مكانه المناسب، ليس كل أخ مثلاً يصلح أن يكون مقاتلاً، وليس كل أخ يستطيع أن يصلح أن يكون رجلاً إعلاميًّا، وليس كل أخ يستطيع أن يكون رجل أمن، لأني قلت لكم في البداية أن الأمن هو حسّ فطري في الإنسان في أغلبه، الأمن هو حسّ فطري يولد مع الإنسان، طبيعته كذلك، قد يكتسب، لا شكّ أنه يكتسب بالتعلُّم والدروس، يصبح عند الإنسان ملكة، ولكن الأصل فيه –من خلال التجربة- أن الحس الأمني في الإنسان هو ملكة، فطرة تولد معه.
ويستشهد " العدم" برأفت الهجّان العميل للمخابرات المصريّة هو بطبيعته كان، دون أن يتدرّب، رأته الاستخبارات المصريّة فقالت أنت الرجل المناسب لهذا العمل، أن تذهب إلى إسرائيل وتأتينا بالمعلومات على أنك يهودي تأتي بالمعلومات من إسرائيل إلى مصر.
ويتابع: نضع الرجل المناسب في المكان المناسب, أخ مثلاً لا يستطيع أن يكتم الأسرار، فهذا نجعله مثلاً فردًا علنيًّا، ليس ضروريًّا أن يكون مسؤولاً عن عمل خارجي، ليس مسؤول مثلاً في كثير من الأمور التي تتطلب سريّة خاصة، هذا الذي لا يستطيع أن يكتم الأسرار ستكون مصيبة كبيرة ، هذا في الأصل لا يعطى أيّ صلاحيّة ولا يعطى أيّ مهام بسبب كثرة كلامه.
ويكشف العدم عن أن كثير من الأعمال التي في باكستان تمّ أسر الإخوة بسبب أن الناس تتكلّم كثيرًا، من طبيعة الناس أن تتكلّم وكثير من الأعمال فشلت بسبب الكلام، وخطط العمل الجهادي في سوريا كانت عند المخابرات السوريّة تم كشف العمل الجهادي في سوريا بسبب أن أحد كبار القادة في جماعة الإخوان المسلمين تكلّم لزوجته عن مخطط العمل في سوريا، ثم زوجته تكلمت فوصل إلى الاستخبارات السوريّة بطريقة أو بأخرى، فكان كل مخطط العمل في سوريا عند المخابرات السوريّة بسبب أن هذا الرجل أفشى السرّ لزوجته فكانت نهاية جهاد بأكمله بسبب هذا الإفشاء.
ويكمل : عند ذلك نستطيع أن نصنف هذا الأخ؛ هل هو فرد علنيّ؟ هل هو فرد سريّ؟ هل هو قائد؟ هل يصلح أن يكون قائد، مع أن القيادة يا إخوان، المعركة هي التي تصنع القائد، الأمراء لا يصنعون قائدًا، القائد هو الذي يفرض نفسه على الآخرين.
فيرى "العدم" أن هناك نوعين من الذين يعملون في الجماعة: رجل علنيّ، ظاهر للناس، معروف بشكله ومواصفاته وصوته, وصورته, وغير ذلك، ورجل سريّ يعمل بالخفاء، الرجل السري له مواصفات خاصّة، وأمنه خاصّ، والرجل العلني الذي يعمل في العلن كل الناس تعرفه له مواصفات خاصّة، وله أمنيات خاصّة.
فالفرد العلني لا يكون فضوليًّا، ولا يسأل كثيرًا فيما لا يعنيه حتى لا يفسد على إخوانه أعمالاً قد يكونون مقدمين عليها، فالفرد الذي يعمل في العلن والذي يعرفه الناس وتعرفه المخابرات، وتعرفه الدولة، ويعرفه الجميع هذا يجب أن لا يكون فضوليًّا، فضوليًّا يعني يسأل كثيرًا، الفضول يقضي عليه، لأنه إذا كان كذلك سيكون عنده معلومات كثيرة، وهو رجل علنيّ معروف لدى المخابرات ولدى الناس، فعند ذلك يتم القبض عليه، فبالتالي يتم القبض على كثير من الناس الذين استطاع أن يعرف عملهم أو يعرفهم من خلال فضوله وكثرة سؤاله.
فالفرد الذي يعمل في العلن كالداعية مثلاً، كالخطيب، كالإمام هذا يجب أن لا يكون فضوليًّا ويسأل كثيرًا، نحن نتكلم عن الناس الذين يعملون في البلاد في الدول أو التنظيمات المعروفة التي هي التقليديّة.
الأمر الثاني: لا يحتفظ معه بأسماء أو عناوين أو تلفونات من يعرفهم، وإن كان لابد من ذلك فلابد أن تكون مؤمَّنة.
الأمر الآخر: الفرد العلني لا يحتفظ بأسماء وعناوين وتلفونات، لأنه عرضة للأسر في أيّ وقت والقبض والتفتيش فيكون ضرره كبيرًا بعد ذلك على الجماعة.
وفي ظروف التوتر الأمني وحملات الاعتقال يجب أن يقلل من التحرك خاصة إلى أماكن التوتر، وإذا كانت هيئته ومظهره إسلاميًّا، وأن لا يبيت في منزله في هذه الأوقات ويكون له مكان آمن خاص بذلك.
الرجل العلني أيضًا يجب أن يتصف بهذه الصفات، لا يذهب إلى أماكن التوتر الأمني وحملات الاعتقال خاصة إذا كان مظهره وهيئته إسلاميّة لأنه بذلك يعرّض نفسه للأسر، وأيضًا لا يبيت في منزله، بل يكون له مكان آمن يلجأ إليه في هذه الحالات حتى لا يعرض نفسه أيضًا للأسر لا يكون ثرثارًا يتحدث بكل ما يعرف أو يسمع، وخاصة فيما يتعلّق بأعمال الجماعة الهامّة التي تقوم بها الجماعة.
ويشدد الكاتب على أن الحديث في التلفونات لا يحوي أي معلومات ذات قيمة للعدو، لأن تلفونه في الأغلب يكون مراقبًا، فحديثه لا يكون إلا بسريّة تامّة إذا أراد أن يتصل مع الإخوان الذين يعملون في السر.
ويشدد أيضا على أنه "يجب أن تكون اتصالاته بالأفراد ذوي الحساسية الخاصة "جيش- شرطة- أماكن استراتيجية-..." مؤمَّنة جيدًا، حتى ينقلهم بعد ذلك للمسؤول الخاص بهم، ويراعي في تعامله معهم: المكان، الزمان، حجم المعلومات، حتى لا يؤدي إلى كشفهم مبكرًا دون الاستفادة منهم، وبالنسبة لعملية الإرسال والاستقبال تكون في الإطار العام فقط ولا تحوي بداخلها أي معلومات يمكن أن يستفيد منها العدو، ويتم حرق الرسائل بعد قراءتها مباشرة".
ويتابع "العدم": كثير من الجماعات أو بعض الجماعات نستطيع أن نقول قامت على أساس الانقلاب العسكري، مثال لو أخذنا جماعة الجهاد المصريّة، هي أساسها ومنهجها يقوم على أن يتسلل بعض أفرادها إلى الجيش ثم بعد ذلك يقومون بعملية انقلاب وأخذ السلطة، جماعة الجهاد كانت معتمدة على رجل اسمه: (عصام القمري) كان قائدًا كبيرًا في جماعة الجهاد، وصل إلى رتبة رائد -أظن- في الجيش المصري، ولكن تمّ كشفه وانتهى المخطط الذي كانت تنوي جماعة الجهاد القيام به.
وأيضًا الجماعة في تونس، الجماعة التونسيّة أيضًا كان هناك مخطط لها أن تقوم بانقلاب من داخل الدولة عن طريق الجيش، وفعلاً وصلت وجنّدت العشرات من الضبّاط ورجال الأمن، جنرالات في الجيش، ولكن قبل القيام بعملية الانقلاب وأخذ السلطة اكتشف الأمر زين العابدين بن علي وزير الداخليّة كان في ذلك الوقت، ثم قام هو بانقلاب سبقهم وأخذ السلطة، ثم زجّ بكل هؤلاء في السجن ومنهم من فرّ خارج البلاد، اكتُشِف أمرهم قبل أن يقوموا بالانقلاب العسكري في تونس.
ويتابع: الرجل العلني الذي هو معروف إذا كان يلتقي مع أناس يعملون في المؤسسة العسكرية أو في الجيش أو ناس خاصين فيجب أن يلتقي بهم بطريقة سرية خاصّة بحيث لا يؤدي اتصاله بهم إلى كشف هؤلاء الناس، لأنه رجل علني معروف للناس فربما على الأغلب يكون مراقبًا، فعندما يلتقي مع هؤلاء وهو مراقب سيؤدي إلى كشف هؤلاء الناس الذين هم قد توغلوا في الجيش أو يعملون في السلك العسكري أو الأمني في الدولة فيؤدي ذلك إلى فشل العمل.
ويتطرق "العدم" إلى الاحتياطات الواجبة للفرد السري فيشدد على مراعاة الهيئة العامة التي لا تدل على الاتجاه الإسلامي الرجل الذي يعمل في السر نحن نستطيع أن نقول أن الشيخ أسامة بن لادن رجل علني، والشيخ أيمن الظواهري أيضًا أناس علنيين مع أنهم يعملون في الخفاء، ويعيشون في الخفاء إلا أنهم رجال علنيين بسبب أنهم رجال أمة، يخاطبون الناس، فالذي يخاطب الناس لابد أن يكون علنيًّا، على الأقل بصورته وصوته، عندما نتكلم عن رجل سري فمثل أبو زبيدة كان رجلاً سريًّا، خالد الشيخ محمد كان رجلاً سريًّا، غيرهم من القادة الكبار الذين يعملون في الخفاء، كانوا أيضًا أناسًا سريين يعملون في الخفاء دون أن تكون لهم صور حتى العدو لا يتعرف عليهم, فالفرد السري له مواصفات.
أولاً: هيئته يجب أن لا تكون إسلاميّة، لا تدل على أنه رجل ملتزم؛ ليس عنده لحية، لا يلبس جلباب، ليس عنده مسواك، ولا مصحف، ولا كتاب أذكار صغير، هذه الكتب التي دائمًا تكون عنوان للأخ الملتزم المجاهد, المسواك، اللحية، كتاب الأذكار، الهيئة، الزي الذي يلبسه يجب أن يكون دائمًا بعيدًا عن الهيئة الإسلاميّة، هذا الأخ الذي يعمل بالسر.
يذكر الكاتب قصة حدثت لأبي زبيدة في إسلام أباد؛ كان أبو زبيدة عنده مكتب، وكان يستقبل فيه الإخوة، وكان جيرانه يعرفون أنه من العرب، وكان مظهره لا يدل على أنه ملتزم أبدًا فجاء جاره الباكستاني قال له: أنت من العرب، وأبناء الصحابة وغير ذلك، -تعرفون الباكستانيّة عندهم هذه العاطفة، وحبهم للعرب- فقال له: لماذا أنت لا تصلي، فقط لو صليت معنا الجمعة، فقط صلي الجمعة، لأنه متعارف في باكستان الناس تصلي الجمعة الطالح والصالح كله يصلي يوم الجمعة فقط، صلاة الظهر يصلونها وباقي الأيام لا يصلون، فقال له: أنت فقط لأنك عربي ومسلم فقط تصلي معنا صلاة الجمعة، فقال له أبو زبيدة: إن شاء الله سآتي وأصلي معكم صلاة الجمعة.فانظر كيف تنكر أبو زبيدة وهيئته وهو يعمل بالعمل السري ما استطاع أحد أن يتعرّف عليه، حتى جاره هذا مشفق على حاله لأنه لا يصلي أبدًا، يقول له فقط تصلي يوم الجمعة فالرجل السري يجب أن يحتاط لنفسه وتكون هيئته غير إسلاميّة.
ويلفت الكاتب إلى أمر آخر هو "مراعاة عدم صدور الألفاظ أو التصرفات المشهورة عن الإخوة.." مثلاً تعرفون أن الإخوة المجاهدين دائمًا عندهم ألفاظ معيّنة يستخدمونها بينهم، مثلاً؛ (جزاك الله خيرًا)، (بارك الله فيك)، (السلام عليكم)، وهذه الألفاظ التي يستخدمها عادة الملتزمين.
أخ مثلاً؛ حليق اللحية، حليق الشارب، يلبس على النمط الغربي ، قصّة الشعر مختلفة، وهو يتكلّم بهذه الألفاظ، (جزاك الله خيرًا)، (بارك الله فيك)، طبعًا هذا الأمر يثير الشكّ، لأن هيئتك لا تدل على أنك ملتزم، وأنك تحمل هذه الأفكار، وهذا دائمًا كلام الملتزمين، فالأخ المجاهد الذي يعمل في السر خاصة الذي يعمل في الخارج، هذا الأخ عندما تكون هيئته لا توافق الهيئة الإسلاميّة يجب أن لا يتحدث أبدًا بالكلمات أو بالألفاظ التي تدل على أنه ملتزم، مثل؛ (جزاك الله خيرًا)، (بارك الله فيك)، (السلام عليكم)، مثلاً يتكلّم بألفاظ في الدين يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، هذا كله يودي به، أنت هيئتك لا تسمح لك بأن تكون آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر.
كما يلفت الكاتب إلى أن العنصر السري "لا بد من وجود غطاء مسبق لوجوده في أي مكان أثناء تحركه" فقبل أن يتحرّك الرجل السري لابد أن يكون له غطاء -إن شاء الله في الدروس اللاحقة سنتكلم عن الغطاء- يعني لا يتحرّك الرجل إلا بغطاء، ليس هناك رجل أمن واستخبارات في العالم يتحرك إلا عنده غطاء أمني "ساتر" يتحرك من خلاله، مثلاً لو ذهب إلى المسجد يعرف لماذا هو ذاهب إلى المسجد، عنده غطاء, لو سئلت أنت هناك ماذا تفعل هو عنده الجواب حاضر، لو ذهب إلى مركز ثقافي إلى أيّ مكان يذهب إليه يجب أن يكون عنده غطاء, قصّة, لماذا هو متواجد في هذا المكان حتى لا يعرّض حاله للأسر.
كما أنه "لابد من حمل وثائق تثبت له شخصيّة يعلم جيدًا معلوماتها وكل ما يتعلّق بها" والوثيقة هي جواز السفر أو الهويّة التي معه, لا بد أن يحفظ جميع ما في هذه الوثيقة، لأنها إثبات الشخصية، إذا أنت رجل سري ومعك جواز سفر أو هويّة مزورة، وأنت لا تحفظ ممكن يأخذها ويسألك.
ويستشهد الكاتب على هذه الواقعة بقوله: بعض الإخوة سافر بجواز سفر مزوّر، في المطار سأله، شكّ فيه المسؤول، فسأله عن اسمه في الجواز، طبعًا الأخ نسي اسمه الذي في الجواز، ولكن مع ذلك كانت ردّة فعله جيّدة، فعندما احتدّ الكلام بينه وبين المسؤول، الأخ كان سريع البديهة فقال له: أنت مجنون؟! تسألني عن اسمي في الجواز، هذا جوازي، كيف تسألني عن اسمي في الجواز؟ أعطني هات الجواز.
المسؤول لما رأى ردة فعله بهذه الطريقة الشكّ الذي كان في قلبه طبعًا ذهب، ثم بعد ذلك ختم له، والأخ توكل على الله عز وجل وسافر.
كما ينصح الكاتب العنصر السري بألا يتعرّض لمسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يفسد عليه ذلك المهمّة التي هو بصددها.
ويتابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقته جيّد، أما أنت في مهمّة خاصّة، في عمل خاص فالأسلم لك والأحوط عدم التدخل وعدم الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر لأن ذلك سيلفت النظر إليك، خاصّة إذا كان منظرك وهيئتك لا تدل على أنك إنسان متديّن أو ملتزم.
وأيضًا اتصاله بالأفراد الذين يعملون في العلانيّة، مثلاً أنت تعمل رجل سري وأيضًا في جماعتك إمام المسجد، أو خطيب المسجد معروف لكل الناس أنت كرجل سري يجب أن لا تلتقي مع هذا الرجل إلّا للضرورة القصوى وأيضًا بطريقة أمنيّة جيّدة محفوظة، لأن الرجل العلني دائمًا يكون تحت المراقبة.
كما يفضّل إتقان لهجة البلد المنسوب إليها في وثيقته الشخصيّة أو المقيم بها لأداء المهمّة حتى لا يُفهم أنه غريب أو من لهجته يعرف مكانه صعيدي أو بحري، مثال هذا.
أيضًا أنت عندك وثيقة أو جواز يجب أن تتقن اللهجة التي يتكلّم بها أصحاب هذه الوثيقة, نحن هنا في أفغانستان عندك وثيقة أنك من خوست فيجب أن تتقن اللهجة الخوستية، عندك وثيقة أنك من قندهار يجب أن تتقن اللسان القندهاري، حتى لو عرضت على الناس لا يسبب ذلك في كشفك ، لأنه من اللسان ومن اللهجة يستطيعوا أن يميزوا أنت من أين.
فالأخ الذي يعمل وعنده وثيقة معيّنة ويدخل في مكان معين يجب أن يتقن لهجة هذا البلد.
أيضًا يجب على الأخ أن يتجنب التردد على أماكن إسلاميّة مشهورة مثل المساجد والمحلات والمكتبات وغير ذلك.
ويكمل : ليس هناك الآن في العمل الجهادي شيء اسمه سري وعلني، العمل الجهادي الآن كله عمل سري، بسبب ما أعدّه الطواغيت وما وضعه الطواغيت من إجراءات ومحاربة لدين الله عز وجل في الأرض، بحيث منعوا أيّ شيء من أن يصل إلى المجاهدين، ووضعوا في وجهه كل العراقيل، بحيث ما يعمل الأخ إلا بطريقة سريّة، الشيء العلني الآن انتهى، هذا ممكن كان قبل عشرين سنة أو ثلاثين سنة، أما الآن هناك فقط عمل سري، أي واحد يريد أن يخدم دين الله عز وجل حتى أبوك يجب أن لا يعرف عنك أنك تعمل لدين الله عز وجل، حتى أخوك.
أيضًا (إرسال واستقبال الرسائل يكون بالحبر السري أو الشفرة).(الحديث بالتلفونات يكون بشفرة خاصة)، لا تتكلّم علانية بل يجب أن يكون كلامك كلّه بطريقة سريّة.
ويتحدث الكاتب عن "القائد سواءً في العمل العلني أو السري له أهميّة خاصّة وذلك للأسباب التالية: كبر حجم المعلومات التي في حوزته.
ويوضح : تعلمون أن القائد بسبب منصبه يكون عنده معلومات كثيرة جدًّا، والقائد ليس كالفرد العادي، لذلك يجب أن يوضع له أسباب الحماية والأمن الشخصي أضعاف أضعاف ما يوضع على غيره، بسبب حجم المعلومات التي في حوزته حيث أنه هو الأمير.
الأمر الآخر: صعوبة تعويض القائد على المستوى القيادي لأن القائد إلى أن يصل إلى القيادة يكون قد بلغ في الحركة الجهاديّة عشرات السنين، وهذه التجربة، وهذه الخبرة من الصعب بمكان أن تعوَّض بسهولة، عندما نفقد قائدًا نحتاج إلى عشرين سنة حتى نكوِّن قائدًا مثله آخر بخبرته وتجربته.
بالنسبة للإخوة المتزوجين يجب مراعاة الآتي :عدم الحديث مع زوجاتهم فيما يتعلّق بأمور العمل الإسلامي يمنع منعًا باتًّا أن تخبر زوجتك بأيّ عمل من أعمالك، يمنع منعًا باتًّا على الأخ المجاهد أن يحدِّث زوجته، لأن النساء تتكلّم كثيرًا، من طبيعتها أنها تحب الكلام، فربما كما قلت لكم كان من أسباب انهيار الجهاد في سوريا أن زوجة أحد القياديين عرفت فنشرت الخبر، فانتشر الخبر عن طريقها.
عدم تحرك الأفراد ذوو الخطورة الأمنيّة مع زوجاتهم وهن بهيئة إسلاميّة تلفت النظر أيضًا عندما يتحرّك الأخ السري مع زوجته يجب أن لا يتحرّك معها وهي تلبس النقاب أو الخمار، لأن هذا يلفت النظر، أنت رجل سري، أنت محلّق لحيتك، محلّق شاربك، ولباسك مثل لباس الغرب، وشعرك بطريقة ما تقصُّه، ثم أنت تمشي مع زوجتك وهي منقّبة فهذا يتعارض مع هذا, لا يتلاءم، لذلك على الإخوة المتزوجين أن لا يتحرّكوا مع زوجاتهم.