"حسن نصر الله".. قائد "حزب الله"

السبت 28/سبتمبر/2024 - 10:20 ص
طباعة حسن نصر الله.. قائد علي رجب
 

حياته

حياته
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت 28  سبتمبر 2024، أنه قضى على الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وفقًا لما صرح به المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس". يأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من قصف إسرائيلي استهدف المقر القيادي المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
تم استهداف المقر خلال غارة جوية أدت إلى تدمير ستة أبنية في منطقة تُعرف بـ"المربع الأمني" لحزب الله في حارة حريك. ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن نصر الله يعيش منذ فترة طويلة في الخفاء لأسباب أمنية، مما يزيد من الغموض حول مصيره الفعلي.

حياته
وُلد حسن عبد الكريم نصر الله في 31 أغسطس 1960، وهو من بلدة البازورية في جنوب لبنان، ونشأ في حي الكرنتينا، أحد الأحياء الفقيرة في الضاحية الشرقية لبيروت.
تم دراسته الابتدائية في مدرسة حي "النجاح"، ثم درس في مدرسة سن الفيل الرسمية، وعادت عائلته إلى البازورية حين اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، والتحق بحركة "أفواج المقاومة اللبنانية"، المعروفة اختصاراً بحركة "أمل"، التي أسسها موسى الصدر، وعيِّن وهو طالب في المرحلة الثانوية مسئولاً تنظيميًّا لبلدة البازورية.
 وفي البازورية، تابع "نصر الله" دراسته الثانوية في مدرسة ثانوية صور الرسمية للبنين.

في الحوزة العلمية

في الحوزة العلمية
في مدينة صور تعرّف نصر الله إلى محمد الغروي الذي كان يقوم بتدريس العلوم الإسلامية في إحدى مساجد المدينة باسم الإمام الصدر، وبعد مدة من لقائهم طلب نصر الله من الغروي مساعدته في الذهاب إلى مدينة النجف العراقية إحدى أهم مدن الشيعة والتي تتلمذ فيها كبار علماء الدين الشيعة، وبالفعل غادر أواخر العام 1976 إلى النجف بالعراق للالتحاق بحوزتها العلمية، وهناك تعرف إلى القيادي الشيعي، عباس الموسوي، من منطقة البقاع بلبنان، الذي أصبح أستاذه وملهمه، وعندما التقى به خاطبه نصر الله بالعربية الفصحى ظنًّا منه أنه عراقي، لكنه فوجئ بأن الموسوي لبناني من بلدة النبي شيث البقاعية، وهذا اللقاء كان محور تغير مهم في حياة "نصر الله"، وابتداءً من هذه اللحظة فإن صداقة قوية ومتينة ستقوم بين الرجلين .
اتجه "نصر الله" إلى العراق عام 1978 وواصل دراسته في الحوزة الدينية، التي أسسها الموسوي في بعلبك، وعاود نشاطه السياسي والتنظيمي في حركة أمل بمنطقة البقاع، حيث تم تعيينه في عام 1979 مسئولاً سياسياً للبقاع، وعضواً في المكتب السياسي للحركة.
في هذه الفترة كان المناخ السياسي العراقي قد بدأ بالتغير بشكل عام حيث أخذ نظام البعث الحاكم بالتضييق على الطلبة الدينيين من مختلف الجنسيات، ويبدو أن وضع الطلبة اللبنانيين كان أسوأ من غيرهم؛ حيث بدأت التهم تلاحقهم يمينًا وشمالًا، تارةً بالانتماء إلى حزب الدعوة، وتارةً أخرى بالانتماء إلى حركة أمل، وأيضًا بتهم الولاء إلى نظام البعث السوري الحاكم في سوريا، والذي كان في عداوة مطلقة مع نظام البعث العراقي.
في أحد تلك الأيام اقتحم رجال الأمن العراقي الحوزة التي كان يدرس بها نصر الله بهدف إلقاء القبض على عباس الموسوي، الذي كان حينها مغادراً إلى لبنان، فلم يجدوا سوى عائلته، فأخبروها بمنعه من العودة مجدداً للعراق. ومن حسن حظ "نصر الله" أنه لم يكن موجوداً في الحوزة حينها؛ حيث تم اعتقال رفاقه الباقين، وهنا أدرك أنه لم يعد هناك مجال للبقاء بالعراق، فغادر عائداً على وجه السرعة إلى لبنان، قبل أن تتمكن السلطات العراقية من إلقاء القبض عليه.

في التنظيم

في التنظيم
خلال وجوده في البازورية التحق حسن نصر الله بصفوف حركة أمل الشيعية التي أسسها رجل الدين الشيعي الإمام موسى الصدر، وعقب الثورة الإسلامية في إيران 1979 أدت إلى إفراز واقع جديد في أوساط الشيعة في لبنان، وشهدت حركة أمل تحديدًا اتساعًا في الفجوة بين خطين كانت تحتضنهما سواء بسواء، أحدهما يرعاه نبيه بري رئيس الحركة حاليا، والآخر مرتبط بإيران؛ ما أدى إلى تأسيس حزب الله.
في عام 1982 كان عامًا مفصليًّا في حياة "نصر الله"، ففي هذا العام وقع الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وبوقوعه حصلت أزمة في صفوف "أمل" بين تيارين متقابلين، تيار يقوده نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني وكان يطالب بالانضمام إلى "جبهة الإنقاذ الوطني"، وتيار آخر أصولي متدين كان نصر الله والموسوي أحد أعضائه وكان يعارض هذا الأمر، وبتفاقم النزاع انشق التيار المتدين عن تيار نبيه بري؛ لكونهم قد سجلوا عليه مآخذ كثيرة بسبب الاختلاف في تفسير الإرشاد الذي خلّفه موسى الصدر.
وكان التيار المتدين يعارض الانضمام إلى جبهة الإنقاذ الوطني بسبب وجود بشير الجميل فيها، وكانوا يعتبرونها تهدف إلى إيصال هذا الأخير إلى رئاسة الجمهورية. والجميل هذا كان خطًّا أحمر لدى تيار المتدينين بسبب موالاته لإسرائيل. وهنا كانت البداية الأولى لظهور حزب الله اللبناني، حيث بدأ هؤلاء الشباب بالاتصال برفقائهم الحركيين في مختلف المناطق اللبنانية؛ بهدف تحريضهم على ترك تيار برّي والانضمام إلى حزب الله. عندما وصل "حسن نصر الله" إلى لبنان، كان أستاذه الموسوي قد أسس حوزة الإمام المنتظر في مدينة بعلبك، فالتحق نصر الله بها معلماً ومتعلماً، إضافةً إلى ممارسته العمل السياسي ضمن صفوف حركة أمل، وبفضل قوة شخصيته وإخلاصه للحركة، فإن ذلك الشاب الذي كان بالكاد قد بلغ العشرين من عمره استطاع الوصول إلى منصب مندوب الحركة في البقاع، وأن يكون عضوًا في المكتب السياسي للحركة.
وفي سنة 1982 انسحب حسن نصر الله، مع مجموعة من الأعضاء، من حركة أمل اعتراضًا على سياسات زعيمها- آنذاك- نبيه بري، وأسس هؤلاء الأعضاء في البداية "حركة أمل الإسلامية" التي لم تمكث طويلًا، لتتحول مع بعض المجموعات الشيعية الأخرى إلى "حزب الله"، وبهذا تحول "نصر الله" من فكر حزب الدعوة العراقي إلى فكر ولاية الفقيه الذي دعا له "الخميني".
ومما يثير الاستغراب أن هذه المجموعة من الشيعة الأكثر اعتناقا لفكر ولاية الفقيه، والتي انسحبت من "حركة أمل" لتؤسس حزب الله، عادت لتتحالف مع الحركة.
عند ولادة حزب الله لم يكن "نصر الله" عضوًا في القيادة فهو لم يكن حينها قد تجاوز الـ22 عامًا، وكانت مسئولياته الأولى تنحصر بتعبئة المقاومين وإنشاء الخلايا العسكرية. بعد فترة تسلم "نصر الله" منصب نائب مسئول منطقة بيروت الذي كان يشغله إبراهيم أمين السيد أحد نواب حزب الله السابقين في البرلمان اللبناني، واستمر نصر الله بالصعود داخل سلم المسئولية في حزب الله فتولى لاحقًا مسئولية منطقة بيروت .
وفي عام 1987 تولى حسن نصر الله، منصب المسئول التنفيذي العام لـ"حزب الله"، إلى جانب عضويته في مجلس الشورى، الذي يعد أعلى هيئة قيادية في الحزب.
غادر في عام 1989 إلى مدينة "قم" بإيران، لإكمال دراسته الدينية، وقيل يومها إنه نأى بنفسه عن سجالات حامية داخل "حزب الله"، بشأن سياسته الإقليمية والمحلية، إلا أن آخرين يقولون إنه مر بفترة تحضير نسج أثناءها علاقات وثيقة مع إيران وسوريا، أسهمت فيها شخصيته الجادة وتجربته الحزبية رغم صغر عمره التي لم يكن آنذاك قد تجاوز الثلاثين. فقد كان يرى أن علاقة إيرانية سورية متينة ستوفر لحزب الله أفضل الظروف للعمل.
ولكن "حسن نصر الله"، وبعد مدة غادر بيروت متجهاً نحو إيران وتحديداً إلى مدينة قم لمتابعة دروسه الدينية هناك ولكن التطورات الحاصلة على الساحة اللبنانية خصوصاً لجهة النزاعات المسلحة بين "حزب الله" وحركة أمل اضطرته للعودة مجدداً للبنان. بعودته لم يكن لنصر الله مسئولية محددة فمنصبه كمسئول تنفيذي عام كان قد سُلِّم لنعيم قاسم، وهكذا بقي "نصر الله" من دون منصب حتى انتخاب عباس الموسوي أميناً عامًّا فعين قاسم نائباً له، وعاد "حسن نصر الله" لمسئوليته السابقة.

موعد مع القيادة

موعد مع القيادة
في عام 1992 اغتالت إسرائيل أمين عام حزب الله عباس الموسوي فتم الاتجاه إلى انتخاب حسن نصر الله أمينًا عامًّا للحزب، بالرغم من أن سنه كان صغيرًا على تولي هذه المسئولية، ولكن يبدو أن صفات "نصر الله" القيادية وتأثيره الكبير على صفوف وأوساط قواعد حزب الله قد لعبت دوراً مؤثراً في هذا الاتجاه، وبالفعل فإن انتخابه كان له الأثر الأبرز في تثبيت وحدة الحزب بقوة بعد الضربة القاسية التي تلقاها لتوّه. 
‏ وفي ذلك العام وبعد أشهر قليلة من اغتيال الأمين العام السابق الموسوي فإن حزب الله اختار الدخول إلى قلب المعترك السياسي اللبناني، فشارك في الانتخابات النيابية التي جرت في ذلك العام، وحصد عدداً من المقاعد النيابية عن محافظتي الجنوب والبقاع، وهذه الكتلة كبرت وازدادت عدداً في الانتخابات النيابية اللاحقة أعوام 1996 و2000 و2005 والتي تعرف باسم " كتلة الوفاء للمقاومة ".

الصراع مع إسرائيل

الصراع مع إسرائيل
في عهده أيضاً خاضت قوات "حزب الله"، أو ما يطلق عليها اسم "المقاومة الإسلامية"، وهي الذراع العسكرية للحزب- مواجهات مع القوات الإسرائيلية، التي كانت تحتل جنوب لبنان، أبرزها تلك التي جرت خلال عملية "عناقيد الغضب" في أبريل 1996، والتي لم توقع "تفاهم نيسان"، الذي اعترف بحق المقاومة اللبنانية (ممثلة بحزب الله) في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي عام 1997 فقد نصر الله ابنه البكر هادي في مواجهات دارت بين مقاتلي الحزب وجيش العدو الإسرائيلي في منطقة الجبل الرفيع جنوب لبنان. وقد تأثر بهذا الحدث أيما تأثير لمكانته الكبيرة لديه، لكن ذلك لم يؤثر عليه حتى نجحت المقاومة اللبنانية في تحرير معظم جنوب لبنان عام 2000 ولا تزال المواجهة مستمر.
أشرف نصر الله شخصياً على صفقة تبادل الأسرى والجثامين بين حزب الله وإسرائيل، عبر المفاوضات غير المباشرة والسرية التي رعتها ألمانيا، والتي قادت إلى الإفراج عام 2004 عن 24 أسيراً لبنانيًّا وعربيًّا، و400 أسير فلسطيني.
يصف "نصر الله" بأنه شخصية كاريزمية، رغم شخصيته الدينية، فإن كثيراً من المحللين والمراقبين يعتبرونه سياسيًّا محنكًا، فضلًا عن أنه يحظى باحترام وتقدير قطاع واسع من اللبنانيين والعرب، وينظرون إليه بوصفه "رمز المقاومة".

انتقادات لحسن نصرالله

وبفعل القوة العسكرية التي يمتلكها حزب الله في لبنان، بل امتلاكه السلاح وحده دون بقية التنظيمات السياسية، إضافة إلى المال الذي تغدقه عليه إيران- فرض الحزب سياسة الأمر الواقع على لبنان، وأصبح لا يتورع عن استخدام السلاح ضد معارضيه خلافاً لادعاءاته من أن سلاحه هو للمقاومة فقط، وحماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية.
 وكلنا يتذكر- على سبيل المثال- ما قام به الحزب في 7 مايو 2008، عندما اجتاح بيروت، ووجّه سلاحه إلى معارضيه من اللبنانيين، واستمرت الاشتباكات أيامًا عدة، وتوسعت إلى مناطق أخرى في جبل لبنان والشمال مودية بحياة أكثر من 65 شخصا. وفي تلك الأحداث اعتدت قوات حزب الله على المؤسسات التابعة لمعارضيه، فأحرقت قناة المستقبل الفضائية وصحيفة المستقبل التابعتين لخصمه (السني) سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل.
كما أثار خطاب قديم ألقاه حسن نصر الله عام 1988 الذي سُرّب حديثاً من قبل القناة الإخبارية السعودية، العربية، يتحدث فيه عن نية الحزب إقامة دولة إسلامية شيعية في لبنان، الكثير من الجدل.
لكن أكثر ما أثر سلباً في شعبية حسن نصر الله وحزبه على مدى السنوات الأربع الأخيرة كان قراره بدعم نظام بشار الأسد في سوريا، والمشاركة العسكرية في الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ عام 2012 ضد خصوم النظام رغم الرفض الرسمي اللبناني.
وفي الذكرى الأولى للاجتياح، ظهر "حسن نصر الله" مفتخرًا بما صنعه الحزب في بيروت، واعتبره بأنه "يوم مجيد" من أيام المقاومة في لبنان، معتبرًا أن عُدوان الحزب على بيروت واللبنانيين أخرج لبنان من أزمته السياسية، وسهّل انتخاب رئيس جديد للبلاد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية،
ومن المؤسف أن "نصر الله" الذي يرفع شعار فلسطين، لم نسمع منه إدانة صريحة لما تعرض له الفلسطينيون من قتل وتنكيل وتشريد في أكثر من مكان، لا لشيء إلا لأن المجرم في بعض الحالات هو شيعي من نفس مذهبه، بل وأحيانًا يدين بولاية الفقيه الإيراني مثله تمامًا. حدث ذلك في العراق على يد الميليشيات الشيعية المرتبطة في إيران، وفي مخيم اليرموك في دمشق، الذي قام النظام السوري العلوي بدكّه، وتهجير أهله من الفلسطينيين، تمامًا كما هجرتهم إسرائيل من ديارهم من قبل.
 وفيما يتعلق بالعراق، فإن سكوت "حسن نصر الله" لم يقتصر على المذابح التي تعرض لها الفلسطينيون هناك، إنما على احتلال العراق بحد ذاته على يد الأمريكان، والسبب في ذلك معروف، وهو أن الاحتلال تم بمساعدة القوى الشيعية، ومِن ورائها إيران، التي صرّح أكثر من مسئول فيها بأنه "لولا إيران لما سقطت العراق وأفغانستان".

الصراع السوري

الصراع السوري
وشكلت الثورة السورية التي اندلعت على حكم آل الأسد في مارس 2011 القشة التي قصمت ظهر البعير، فـ"حسن نصر الله" الذي طالما ارتبطت صورته عند المسلمين بالمقاومة والعمل على تحرير لبنان (بل وفلسطين) والوقوف إلى جانب الشعوب المسلمة، يظهر وجهه الطائفي بأوضح ما يكون خلال الثورة السورية، حيث اصطف نصر الله مع الحكم السوري في مواجهة الشعب السوري، الذي صمّم- كغيره من الشعوب العربية- على اختيار طريق الحرية والكرامة.
تصدر من حسن نصر الله– كعادة الشيعة- إساءات لبعض الصحابة، خاصة خلال خطاباته في ذكرى عاشوراء، الذي أصبحت عند الشيعة مناسبة للشحن الطائفي، والإساءة للصحابة، فقد اتهم في إحداها أبا سفيان بالنفاق، وبأن مشروعه كان يتمثل بالقضاء على دين محمد صلى الله عليه وسلم، كما طالت إساءاته ابنه معاوية رضي الله عنه.
وظل "حسن نصر الله" يصمت على إساءات الشيعة الآخرين للصحابة وأمهات المؤمنين، ومنهم الكويتي ياسر الحبيب، الذي جاوز كل الحدود في ذلك، إلى انتفض أهل السنة في وجه الحبيب والشيعة عندما تطاول على أم المؤمنين عائشة، وهنا يُصدر المرشد خامنئي فتوى متأخرة يقول فيها إنه يحرم الإساءة إلى رموز أهل السنة، فيرددها "نصر الله" من وراء مرشده.

الصراع في اليمن

الصراع في اليمن
وقف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، في موقف جماعة أنصار الله "الحوثيين" عقب سيطرتهم على مقاليد الأمور في اليمن، وبدأ تحالف سعودي لمواجهتهم، وفي مارس الماضي وصف "نصر الله" العملية العسكرية في اليمن ضد الحوثيين بالعدوان على اليمن.
وقال "نصرالله" في كلمة له متلفزة: إن هدف "عاصفة الحزم" أكبر من إعادة هادي إلى الحكم في اليمن. مشددًا على أن "كل من يرضى بالحرب على اليمن فهو شريك فيها".
وأكد أن السياسة الخارجية السعودية لم تحقق أي نجاحات خلال السنوات الماضية، مضيفا: "نرفض حجج السعودية التي شنت على أساسها الحرب في اليمن".
وأشار "نصر الله" إلى أن "هناك مشاكل أمنية كبيرة في اليمن من داعش إلى القاعدة إلى الأوضاع المعيشية والاجتماعية والسياسية".
وأضاف: "ما الذي جرى حتى هبت.. ومتى حصلت عاصفة الحزم وبدأنا نشاهد إرادة عربية وحزما عربيا، في حين أننا على مدى عقود وفلسطين وشعبها يكابد مصائب الكيان الصهيوني". وتابع نصر الله: "كنا نحلم بهبة أو نسمة حزم عربية، سواء تجاه فلسطين أو تجاه اجتياح لبنان، أو في الحرب الأخيرة على غزة حيث دمرت آلاف البيوت فيها".

حياته الاجتماعية

متزوج وله خمسة أبناء، أكبرهم محمد هادي، الذي قَضى في مواجهة مع القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان عام 1997.

حوار نصر الله مع المياديين

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حوار مع قناة الميادين الثلاثاء 26 يوليو 2022، ان “لبنان منذ العام 2006 الى اليوم محمي في مواجهة العدوان الاسرائيلي ولا يجرؤ العدو على القيام بأي عدوان والعدو يعترف ان هناك توازن ردع”، واشار انه “منذ حرب تموز/يوليو حتى اليوم بات العدو الإسرائيلي ينتبه إلى أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل برد”.
وقال السيد نصر الله “بدايات الردع بدات عام 1984 – 1985 عندما اضطر العدو مبكراً للانسحاب من الكثير من المناطق التي احتلها”، واضاف “المرحلة الثانية من الردع بدأت من خلال فعل المقاومة في القرى الأمامية وصولاً إلى عام 1993 حين بدأت المرحلة الثالثة”، وتابع “من عام 1993 حتى عام 1996 تم تحقيق مستوى عال من الردع”، وأوضح ان “تفاهم نيسان 1996 أسس لانتصار عام 2000 حيث بات للردع عناوين عدة بينها منع الاحتلال من قصف أهداف مدنية من دون رد”، ولفت الى ان “العدو يلجأ اليوم إلى عمليات لا تترك أي بصمة ومنذ العام 2006 إلى اليوم لا يجرؤ على أي عمل ضد لبنان”.
وحول الحدود البحرية، قال السيد نصر الله “لبنان الآن أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل عن النفط والغاز الروسيين، أميركا وأوروبا بحاجة إلى النفط والغاز وإسرائيل ترى فرصة في ذلك”، واضاف ان “بايدن لا يريد حرباً في المنطقة وهي فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا”، واكد ان “الموضوع ليس كاريش وقانا وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل إسرائيل في مياه فلسطين مقابل حقوق لبنان”، وتابع “العمل سواء في كاريش او ما بعده متوقف على قرار العدو الاسرائيلي”، واكد ان “الكرة الان ليست في ملعب لبنان ، لبنان هو المعتدى عليه وممنوع من استخراج النفط والغاز حتى في المنطقة الي يفترض انها ليست متنازع عليها”، وشدد على ان “هدفنا ان يستخرج لبنان النفط والغاز لانه هذا الطريق الوحيد لنجاة لبنان”.
وحول ازمة الفيول اعلن السيد نصر الله “انا حاضر أن آتي بـ “فيول” ايراني لمعامل الكهرباء اللبنانية لكن فلتعلن الحكومة اللبنانية انها جاهزة لاستقبال هذا الفيول، لكي لا يصل ويبقى مقابل الشواطئ اللبنانية، فالفيول بالنهاية تأخذه وزارة الطاقة وليس الشعب”.
وعن مسيّرات المقاومة، أكد السيد نصر الله “لطالما دخلت مسيراتنا إلى منطقة الجليل وذهبت وعادت عشرات المرات خلال السنوات القليلة الماضية دون أن يتم اسقاطها من قبل العدو”، وتابع “كنا نريد من العدو الإسرائيلي إطلاق نار على المسيرات ووقع في الفخ ونملك وسائل تمكننا من معرفة كل شيء له علاقة بحقل كاريش”.
واوضح السيد نصر الله “ضمن مستوى معين قادرون على مواجهة المسيرات الإسرائيلية ونحن نعمل في ظروف صعبة”، وأكد “نحن سنمنع استخراج النفط والغاز الاسرائيلي ما لم يسمح للبناني باستخراج النفط والغاز ولو أدى ذلك إلى وقوع حرب والأمور مرهونة باداء العدو الإسرائيلي”، وتابع “اذا ذهبت الأمور إلى الحرب يجب أن يكون للبنانيين ثقة بربهم وثقة بهذه المقاومة التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو واحتمال ان تدخل قوى اخرى في الحرب وارد جدا”.
وذكر السيد نصر الله ان “الشيعة موجودون في لبنان منذ 1400 سنة وأقول لكل اللبنانيين اعطوني بشاهد واحد أن أمراً قام به حزب الله خدمة لإيران”، وسأل “ما هي المعايير والمقاييس المعتدة لديكم للقول إن هذه الجماعة لبنانية أو الحزب أو الطائفة؟”، ولفت الى ان “حزب الله دافع وقدم دم وحرر البلد ولولا هؤلاء كان لبنان في الزمن الإسرائيلي”، وتابع “لبنان تاريخيا مؤلف من مسلمين ومسيحيين وثقافتنا ثقافة اسلامية تكون مستوردة؟ ثقافتنا من 1400 سنة وكتب العلماء العامليين تدرس في حوزات في دول العالم”، واضاف “كتب العلماء اللبنانيين العامليين تدرس في أهم الحوزات العلمية في العالم ونحن صدرنا هذه الثقافة إلى أماكن كثيرة في العالم”، واشار الى ان “شيعة لبنان يؤمنون بالإمام المهدي (عج) منذ 1400 سنة ولبنان بلد متنوع ثقافياً وكان ملاذ الخائفين على عقيدتهم وفكرهم وتقاليدهم”.
وقال السيد نصر الله “نحن لا نقبل أصلاً أن يضعنا أحد في مكان ويقول إنكم مشكوك بوطنيتكم وثقافتكم مستوردة بل نحن ثقافتنا أصيلة وعملنا على نشرها في الدنيا”، وتابع “هناك استهداف لكل من يؤيد المقاومة والشيعة بالدرجة الأولى لأنهم بيئة المقاومة المباشرة وهناك بيئة عامة تحتضن المقاومة من باقي الطوائف”، ولفت الى ان “نشيد سلام يا مهدي والحضور الذي حصل استنفرهم لأن هناك رهان على الأجيال الجديدة بأنها لن تهتم لا بإيمان ولا بثقافة ولا بالمقدسات”.
وأكد السيد نصر الله ان “هذا الجيل يخاف منه الإسرائيلي لأنه ينظر بعمق ورسالة “سلام يا مهدي” سواء في لبنان أو في ايران جميلة وقوية جدا”، واضاف “لمن يقول إننا لا نشبههم يمكن أن تقول انت مين وما هي ثقافتك وما هي حضارتك ومن قال إنك صورة لبنان وتعالوا لنقرأ التاريخ والحاضر”، ورأى ان “مشكلتهم ليست مع الـ 100 ألف مقاتل بل مع ثقافة المقاومة لأن المطلوب في المنطقة ثقافة التطبيع”، وشدد على ان “فكرة الإمام المهدي جامعة لدى كل المسلمين وهي مرتبطة بالسيد المسيح وسوياً سيقيمان العدل في الأرض بعد أن ملئت ظلماً وجورا”.
وقال السيد نصر الله “هناك كذب وافتراء بأن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت امرة حزب الله والأمن العام يقوم بعمله الطبيعي وهو موجود في كل المعابر الحدودية”، واضاف ان “الأمن العام يعمل بناء على إشارة قضائية حيث تم تفتيش شنط المطران وما دخل حزب الله؟ ولو لدينا علاقة لأعلنا هذا ولا نخاف من أحد”، وتابع “أقول لكل الشعب اللبناني وخصوصاً للمسيحيين كونوا على يقين بأن ليس لحزب الله علاقة من قريب ولا من بعيد بهذا الأمر وهذه الحادثة تستخدم للتجييش الطائفي والمذهبي”.
واشار السيد نصر الله الى ان “القاضي عقيقي تم تخوينه لأنه أعطى إشارة للامن العام بأن يفتشوا شنط المطران واليوم تهميش الأجهزة الأمنية والقضاء يقوم به من اعترض علينا عندما تحدثنا عن حادثة تفجير المرفأ”، ورأى ان “هذا المسار خطير ولا يخدم مصلحة البلد ولبنان لا يقسم ولا يفدرل ولا قابلية بأن يقسم والكلام عن تقسيم بهدف الضغط لحسابات سياسية سقفها معروف”، واعتبر ان “بعض الناس تريد تحسين موقعها على مقربة من الانتخابات الرئاسية”، تابع “الإمام السيد موسى الصدر أصدر قرارا بعدم أخذ مساعدات من الجدار الطيب الذي اقامه الإحتلال سابقا”، واضاف “موضوع العلاقة مع اسرائيل والمال من الداخل المحتل هو خلاف القوانين وبعض الناس تقول نفاقا إن اسرائيل عدو”، وسأل “موضوع المازوت الإيراني خرق للسيادة بينما المال من الداخل المحتل لا يخرق السيادة؟”.
وفي الشأن اللبناني الداخلي، قال السيد “نحن لا نرى فائدة من الحديث عن مواصفات لرئيس الجمهورية في لبنان”، وأكد انه “لا يوجد ما يسمى مصادر حزب الله وعندما نأخذ قرار نصدر بياناً أو يتكلف أحد المسؤولين ويعلن قرارنا”، وتابع “خلال اللقاء بيني وبين باسيل وفرنجية لم يبحث لا في الجلسة ولا بعدها أي شيء له علاقة بالرئاسة”، واوضح “حزب الله لن يكون لديه مرشح لرئاسة الجمهورية نحن في موقع دعم أحد المرشحين”، ولفت الى ان “رئيس الجمهورية في لبنان ليس حاكماً وبعد الطائف له صلاحيات محدودة ومحددة والسلطة التنفيذية في عهدة الحكومة مجتمعة”.
ورأى السيد نصر الله ان “من يريد تقييم فخامة الرئيس يجب تقييمه في ضوء صلاحياته والإتهامات تذهب إلى المكان الخطأ”، واضاف “الحكومة في لبنان هي المسؤولة عن السياسات الإقتصادية والإجتماعية”، واشار الى ان “الحل في لبنان يبدأ بتشكيل حكومة جادة ومسؤولة وعدم انتظار انتخاب رئيس الجمهورية”، وأكد ان “المطلوب حكومة تحمل مسؤولية والجهات التي ترفض المشاركة تريد الهرب من المسؤولية”، وتابع “كل ما نستطيع أن نفعله لنكون إلى جانب عهد فخامة الرئيس ميشال عون فعلناه ونحن رفضنا إسقاط رئيس الجمهورية”، واضاف “ما نعتقد أنه كنا قادرين وما زلنا أن نفعله إلى جانب هذا العهد فعلناه، والعماد عون رجل قوي وتجاوز الفيتو الأميركي وأخذ القرار ابان معركة الجرود”.
وقال السيد نصر الله “أنا أؤمن بأن لا مستقبل للكيان الصهيوني وأنا أسميه الكيان المؤقت واليوم القادة الإسرائيليون الكبار يتحدثون عن مخاطر وجود”، وتابع “أنا أرى زوال الكيان الإسرائيلي قريباً جداً ونعتقد أن هناك مجموعة عوامل داخلية بالإضافة إلى تمسك الشعب الفلسطيني بالإيمان بالمقاومة وقوة محور المقاومة والوضع الدولي”، ولفت الى ان “التحولات الدولية ستكون مؤثرة جداً في زوال الكيان والنظام الدولي يتحول إلى نظام متعدد الأقطاب والمشهد لدي هو مشهد ناس ذاهبة إلى المعابر والموانئ والمطارات ولا نحتاج إلى 40 ربيعاً أخرى لنرى هذه النتيجة”، واضاف ان “الإنكليز من جاء بالإسرائيليين إلى فلسطين وليس التوراة وهم يعرفون هذه الكذبة وهذه الأرض ليس لهم أي صلة بها على الإطلاق وكل عناصر البقاء تخمد وعناصر الذهاب تقوى يوماً بعد يوم”.
واشار السيد نصر الله الى انه “في معركة سيف القدس كل ما كان يتوفر لدينا من معلومات كنا نقدمه إلى الفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة”، واوضح ان “حرس الثورة الإسلامية شارك في معركة سيف القدس من خلال غرفة العمليات المشتركة”، ولفت الى ان “حماس هي حركة مقاومة اسلامية فلسطينية وقضيتها الأول فلسطين وتحرير القدس وانقاذ الشعب الفلسطيني وكل هذه الويلات التي يعيشها”، وتابع “في إطار هذه الأولوية أي حركة مقاومة فلسطينية عندما تجد اصدقاء وحلفاء يجب أن تتمسك بهم وإذا حصل في يوم من الايام خلل والتباس في العلاقة يجب أن يعالج”، واضاف “عندما ترى الفصائل والشعب في فلسطين أن الأنظمة العربية متجهة نحو التطبيع وفي نهاية المطاف سيتطلع إلى من يقف معه”.
وذكر السيد نصر الله ان “سوريا جزء أساسي في محور المقاومة وإذا كنت تريد أن تستكمل الصراع مع العدو الإسرائيلي فلا تستطيع ان تدير ظهرك لسوريا”، واكد ان “الاخوة في حماس يقولون في الجلسات الداخلية خلال الأزمة وما بعدها إنه لا يوجد نظام عربي قدم ما قدمته سوريا للحركة ولحركات المقاومة الفلسطينية”، ورأى ان “المهم هو النظرة إلى المستقبل وانا اعتقد أن قابلية الأمور جيدة وعودة العلاقات بين سوريا وحماس تحتاج إلى بعض الوقت ونصل فيها إلى خاتمة طيبة والمسار إيجابي”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “لم يطلب من حزب الله بشكل رسمي التوسط لدى السيد عبدالملك الحوثي وفي هذا الامر نحن لسنا وسطاء نحن طرف وأنا لست وسيطا مع السعودية في اليمن”، وتابع لسنا لدينا مشكلة جذرية مع السعودية والإمارات وعلاقاتنا ليست مبنية على خلفية عقائدية أو دينية أو ما شاكل وقبل أحداث اليمن التقينا مع السفراء السعوديين في لبنان”، واضاف “إشكالنا الاساسي مع السعودية بدأ في اليمن وهو مرتبط حكماً باليمن وصداقاتنا وعلاقاتنا لها علاقة بمجموعة من المبادئ والمصالح”، وسأل “حزب الله بماذا أخطأ مع الإمارات ؟ لماذا هذه الإعتقالات في الإمارات ؟”، واوضح ان “كل الذين اعتقلوا في الإمارات لا علاقة لهم بحزب الله ويجب على الدولة اللبنانية علاج هذا الأمر”.
وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله “أردوغان ليس مهيأ للتسوية وما زال يراهن على مجموعة من الأمور بحال أنه إذا جاء وقت التسوية في زمن ما يكون في موقع أفضل”، وتابع “أردوغان يدرك انه لا يستطيع أخد حلب وهو حريص على المحافطة على المسلحين الذي يدعمهم لتحسين موقعه التفاوضي”، واضاف “هناك أجواء في تركيا تتحدث عن موضوع 1923 وان لهم مطالبات في الأراضي السورية والعراقية ولا نستطيع أن ننفي الطمع بالسيطرة على الأراضي”.
واوضح السيد نصر الله “لدينا علاقات جيدة مع الجميع في العراق ولا علاقة لنا بمن يأتي رئيساً للحكومة ونحن خارج دائرة حتى تقديم النصح”، وتابع “ليس لدينا مشروع خاص في العراق ولدينا صداقات وليس لدينا جهة نريد نبنيها على حساب جهات أخرى وحزب الله حريص على تقريب وجهات النظر”، واضاف “لو أرادت ايران أن تكون صاحبة نفوذ أكبر في المنطفة لذهبت إلى المصالحة مع اميركا وتعود إيران شرطيا للخليج وهذا لا يمكن ان يحصل”.
واكد السيد نصر الله “موقف الجمهورية الإسلامية في موضوع فلسطين عقائدي وديني وليس موقفاً سياسياً او استراتيجياً وهناك أناس لا يفهمون هذا ولا تريد جزاء ولا شكورا”، ولفت الى ان “الموقف الإيراني من فلسطين ليس بهدف تحصيل نفوذ”، وقال “ايران لم تطلب مني شيئاً في يوم من الأيام حول لبنان ومصالح ايران والحاج قاسم سليماني طلب مني المساعدة في العراق وليس ايران”، وسأل “هل شنت ايران حرباً على بلد عربي أو اسلامي منذ قيام الثورة؟”، واضاف “جريمة ايران في العراق أنها منعت تمدد داعش، وايران تقف إلى جانب حلفائها لتدافع عنهم وهي لا تسيطر عليهم وهي لا تتدخل في السياسة السورية”.
وقال السيد نصر الله “لدينا رؤية للمستقبل القريب ونحن نرى الأمور في المنطقة متجهة نحو تغيير كبير لمصلحة الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة”، وتابع “حضورنا في محور المقاومة وإلى جانب الشعب الفلسطيني سيتعزز في المستقبل”.
واضاف “رؤيتنا في لبنان بأن نكون فاعلين أكثر في الموضوع الداخلي اللبناني وجزء منه في الدولة ولدينا تصور حول الدولة العادلة ورؤيتنا في المنطقة تعزيز محور المقاومة وفي الداخل اللبناني المزيد من الحضور والمزيد من التعاون الداخلي”، واوضح “كثير من الذي يجري في البلد لا نقوم برد فعل عليه لأننا حريصون على أن نبقي الأمور مفتوحة”، وأكد ان “حزب الله في شبابه وحريصون في أغلب المواقع أن نأتي بالشباب والأغلبية الساحقة من المواقع يتحمل مسؤوليتها الشباب”.
وعن مسيرة حزب الله، قال السيد نصر الله “كل انجازات حزب الله هي بفضل الله اولاً وبمجموع الجهود ولا نستطيع اعطاء نسب مئوية والإنجاز لحزب الله ليس فقط تنظيمياً بل لكل الجمهور”، وتابع “نحن لدينا حصة في انجاز تحرير عام الـ2000 وفي تحقيق الأمن والأمان في الجنوب”، واضاف “كنا شركاء في صد الهجمة الكونية الكبرى في المنطقة وكنا جزءا من السد الصلب في مواجهة هذا المشروع”، واكد “نحن من الجهات المساهمة في تثبيت السلم الأهلي في لبنان وعندما اعتقل الرئيس الحريري في السعودية كان هناك رغبة في افتعال حرب أهلية في لبنان”، ولفت الى ان “قوى معروفة في علاقتها مع السعودية كانت تدفع باتجاه حرب أهلية في لبنان وهناك شواهد ومعلومات حول هذا الموضوع”.
وقال السيد نصر الله “افتقد في الاربعينية الكثيرين وفي مقدمتهم الشهداء والقادة الشهداء وبالأخص الذين كنا نعمل سوياً وكنا رفاق درب”، وتابع “كل ما بنا من نعمة هو من الله سبحانه وتعالى وأتوجه بالشكر إلى الناس ونحن لا نجاملهم عندما نقول إنهم اشرف الناس وأطهر الناس”، واضاف “الناس هم المقاومة وتحملوا أعباء خلال 40 عاماً ودائماً كانوا أوفياء ولم يطعنوا في الظهر ولم يتركونا لا في الليل ولا في النهار وهم يرفضون  الذل والهوان والإستسلام، واوضح “أتوجه الشكر والتحية الكبيرة لكل الناس في لبنان والمنطقة الذين كانوا أوفياء وصادقين ومضحين وثبتوا وما زالوا في نفس الموقع”، وأكد انه “مع هذه الناس الوفية والصادقة والمخلصة ومع المقاومة المتطورة والمتكلة على الله اعتقد ان مستقبل لبنان والمنطقة مهم وكبير وقوي ومتين”.

شارك