مع تأكيد الحركة .. حقيقة العلاقات بين طالبان وايران
الأحد 21/يونيو/2015 - 11:39 ص
طباعة
حالة من الغموض سيطرت علي حقيقة علاقة حركة طالب الافغانية بايران، في ظل العداء التاريخي بين الطرفين ابان حكم الحركة لأفغانستان، ومع معادلة انه لا عداء دائم ولا صداقة دائمه في السياسية، تبقي العنصر المذهبي والديني المتحكم الاول في علاقة الطرفين في ظل سياسية النذهبية للحركة طالبان او إمارة أفغانستان الإسلامية، وايران الشيعية
تأكيد طالبان
وعقب صمت طويل منذ الاخبار التي تداولها حول زيارة وفد من حركة طالبان الي ايران برئاسة برئاسة «طيب أغا» الأسبوع الماضي وأجرى لقاءات استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف”، وقائد الحرس الثوري “قاسم سليماني”
فقد أكد المتحدث باسم حركة طالبان في المكتب السياسي للحركة في قطر الدكتور محمد نعيم التقارير التي تفيد بأن حركة طالبان حصلت على أموال من الإيرانيين.
وقال نعيم لحصيفة ديلي بيست في إطار تأكيده على رفض حصول الحركة على الأموال : نعم، زار طالبان إيران لاجتماع ثنائي وإجراء بعض المناقشات ولكن التقارير حول الحصول على أموال غير صحيحة ولا حقيقة لها.
واكدت الحركة، أن الزيارة الأخيرة وهي الثالثة من نوعها لإيران جاءت إكمالا لسياسة طالبان الخارجية، ومواقفها تجاه دول المنطقة والعالم ومناقشة سياستها الخارجية
علاقة طالبان وإيران
ومع بروز حركة طالبان في عام 1994م التي استطاعت أن تفرض نفسها رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية الأفغانية آنذاك.
ولم تكن العلاقات بين إيران وطالبان ذات طبيعة ودية وإنما كانت ذات طبيعة عدائية منذ البداية، حتى إن الأمر كاد يصل إلى حد نشوب حرب بينهما في عام1998م، وذلك حينما قامت طالبان في 2يونيو عام 1997م بإغلاق السفارة الإيرانية وطرد العاملين منها متهمة إيران بالتدخل في الشئون الداخلية الأفغانية وإرسال الدعم العسكري للشمال تحت شعار المساعدات الغذائية الإنسانية، واستمر التوتر بين الدولتين وبلغ ذروته على خلفية أزمة الدبلوماسيين الإيرانيين التسعة في القنصلية الإيرانية في «مزار شريف» والذين قتلوا في أفغانستان ومع تطور الأحداث حشدت إيران 70ألفًا من قوات الحرس الثوري على الحدود مع أفغانستان وقابلتها حركة طالبان بحشد 25 ألفًا من مقاتليها ونشر صواريخ «سكود»، غير أن تراجع إيران واعتمادها سياسة عقلانية ومبادرة طالبان بالإفراج عن عشرة من الأسرى الإيرانيين ثم عن جميع الأسرى فضلاً عن المصالحة بين الحركة وقادة الهزارة الأفغان..كل ذلك أدى إلى تهدئة التوتر بين الطرفين.
طالبان وإيران بعد الاحتلال الامريكي
وعقب اعلان الولايات المتحدة الامريكية الحرب علي حركة طالبان بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر أخذت علاقات طالبان – الإيرانية بعدا اخري، ولكن يبقي العداء موجودا.
فقد واجهت إيران معادلة صعبة إزاء تحديد موقفها من الحملة الأمريكية على إمارة طالبان في أفغانستان، فهي من ناحية كانت ترغب في التخلص من نظام طالبان، ومن ناحية أخرى فإنها تخشى من استمرار الوجود العسكري الأمريكي سواء في أفغانستان أو الدول المجاورة لها في الشمال والمطلة على بحر قزوين.
الامر الذي اعتبرته حركة طالبان، ان ايران لم تتخذ موقفا سلبيا تجاه الحملة الأمريكية على إمارة طالبان في أفغانستان، بل كان لديها موقف الي اقرب تأييد العدوان.
ولم تكتف بذلك بل تغاضت إيران عن تعاون «تحالف الشمال» مع القوات الأمريكية في الحرب ضد طالبان، وهو التحالف الذي تدعمه إيران لاسيما الجناح الطاجيكي الذي كان يقوده الرئيس برهان الدين رباني والجنرال محمد قسيم فهيم «خليفة أحمد شاه مسعود».
أول زيارة لطالبان
وبقيت علاقة طالبان وايران علاقة متوترة وأقرب الي العدائية حتي مشاركة وفد من الحركة في مؤتمر «الصحوة الإسلامية» الذي عُقد في طهران عام 2012م.
وجاءت الزيارة الثانية فتمت بسرية تامة عام 2014م،يبدو أن الزيارتين السابقتين تمتا في مناسبتين مختلفتين إحداهما كانت لحضور مؤتمر إسلامي يحمل عنوان اليقظة.
واخيرا فقد اكدت حركة طالبان زيارة وفدا من الحركة طهران برئاسة «طيب أغا» وكان الوفد يتشكل من ثلاثة أعضاء بارزين في الحركة، الأسبوع الماضي وأجرى لقاءات استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف”، وقائد الحرس الثوري “قاسم سليماني”
وكانت نقارير اعلامية، اشارت الي أن الوفد قدم طلبًا رسميًا إلى ظريف من أجل السماح لطالبان بفتح ممثلية في طهران، إضافة إلى طلب مساعدة من إيران لمكافحة تنظيم داعش والجنود الأمريكيين في أفغانستان.
يذكر أن الوفد ناقش خلال هذه الزيارة مسألة اللاجئين الأفغان المقيمين في إيران وأن إيران وافقت الوفد بسماح ذهاب أطفال المهاجرين إلى المدارس الإيرانية، وتلك كانت من أهم ما حققت الزيارة من إنجازات لممثلي الحركة في ضوء زياراتها الخارجية.
مستقبل علاقة طالبان وايران
يرى المتابعون للشأن الأفغاني أن إقامة «طالبان» علاقة مع طهران ستكون بمثابة تغير في الفكر السياسي لحركة طالبان، وتحولها الي اللعب بشكل سياسي أكثر من شكل ايدلوجي ومذهبي كما كان في السنوات الماضية.
الا ان بعض المراقبون يري تقارب طالبان مع ايران قد يؤدي الي سقوطها مكانتها وسط الشعب الافغاني، بناء علي ايجولجيتها السابقة القائمة عليا لعداء لإيران وهي عداوة مذهبية، فاذا تنازلت عنها فإنها تفقد صفتها “حركة دينية ومذهبية”وهو ما يعتبر مغاير للحقيقة في ظل وجو علاقات قوية بين دول وجماعات مختلفة مذهبيا او دينيا.
ويبقي في النهاية المصالح التي تحكم العلاقات بين الاطراف المحلية والاقليمية والسياسية، ووجود علاقات بين طالبان وايران هو تغير تطلبه المرحلة الحالية للحركة، وهو جزء من انفتاحها علي العالم ، فقد كانت الحركة وقت حكمها لأفغانستان علاقات دبلوماسية مع دولة قليلة في مقدمتها باكستان، ولكن اليوم الحركة منفتحة علي الجميع وخاصة الدول الغربية.. فهل علاقة طالبان بايران سوف تستمر ام سيكون تحالف مرحلي؟