مجتبي خامنئي.. وريث المرشد الأعلى على عرش إيران
الخميس 02/يوليو/2015 - 07:58 م
طباعة
علي رجب
هو الابن الثاني لخامنئي، والابن المفضل لدى والدته، مكنه قربه منها، من السيطرة على والده، والتحكم بقراراته، هو رجل دين معمم، وأبرز المرشحين لوراثة والده في قيادة الثورة وفي الثروة، مدعوما من تنظيم الحرس الثوري.
عائلة خامنئي:
في الحلقة الرابعة من الفيلم الوثائقي الإيراني "خفايا حياة خامنئي" للمخرج المنفي محسن مخملباف، يكشف الفيلم عن الحياة المترفة التي يعيشها أبناء مرشد الثورة وعن نفوذهم في إيران، وعن هيمنتهم على عدد كبير من الشركات الاقتصادية الرئيسية في البلاد.
لدى السيّد علي خامنئي أربعة أبناء، هم: مصطفى، مجتبى، مسعود وميثم، وابنتان هما: بشرى وهدى، أما زوجته فتدعى السيدة خجسته، وهم جميعا ينادون والدهم بالسيد أو القائد في حضوره، وفي غيابه يطلقون عليه صفة “حضرة آية الله”. أما خامنئي فهو بدوره ينادي أبناءه بالسيد فلان وخانم فلانة. الأبناء خصوصا مجتبى، حين يسألون كيف انتخب والدهم مرشدا للثورة، يجيبون: “السادة في مجلس الخبراء لم ينتخبوا السيد خامنئي، بل ألهمهم الله أن خامنئي هو نائب إمام الزمان، وعليهم أن يختاروه".
مجتبي الابن المدلل:
مجتبى، هو الابن الثاني لخامنئي، والابن المفضل لدى والدته، مكنه قربه منها، من السيطرة على والده، والتحكم بقراراته. خصوصا في الأحكام القضائية المتعلقة بالمعتقلين السياسيين، والتحكم بمراكز القوة في الدولة، وحتى انتخاب الرئيس. يقال إنه الشخصية الثانية بعد والده في قيادة الثورة، لكن في ترتيب العلاقات السياسية داخل النظام هو الأول بلا منازع، وقد يخالف والده في كثير من القرارات ويعمل خلافا لتوجيهاته.
حياته:
ولد سيد مجتبى الحسيني الخامنئي في عام 1969 "46 عاما"، في مدينة طهران في أسرة دينية كانت تكن الولاء لآية الله الخميني، جده الأكبر هو سيد جواد الذي كان من رجال الدين المعروفين.
أمضى مرحلة الطفولة في شارع نایب السلطنة بالقرب من مدرسة علوي وبجوار منزل أسرة هاشمي رفسنجاني في أطراف ساحة آذربيجان بطهران وتتلمذ في مدرسة علوي فاجتاز كافة المراحل الدراسية فيها قبل وبعد الثورة.
عند انتصار الثورة كان مجتبى طفلا، فبعد الاحداث الأمنية التي شهدتها إيران خضعت الاسرة لمراقبة أمنية مشددة حفاظا عليها، حالها حال سائر الأسر الدينية البارزة في ايران. فقبيل بدء مرحلة الاغتيالات والتصفيات الجسدية ضد رموز النظام كانت أسرة خامنئي تعيش في شارع آذربيجان، ولكن تزامنا مع احتدام الصراع مع منظمة مجاهدي الشعب، وبعد أن أصبح السيد خامنئي رئيسا للجمهورية، انتقلت الاسرة إلى شارع باستور، وأكمل مجتبى الدراسة في عام 1987 ويقال بأنه رافق شقيقه مصطفى للالتحاق بجبهات الحرب العراقية الإيرانية، ولاحقا شارك بمعية مهدي ابن الشيخ هاشمي رافسنجاني في الحرب وذلك بشهادة قادة في الحرس.
الوريث القادم لعرش إيران:
هو رجل دين معمم، وأبرز المرشحين لوراثة والده في قيادة الثورة وفي الثروة، مدعوما من تنظيم الحرس الثوري. كما أنه أكثر الأبناء نشاطا في مجال السياسة في الداخل والخارج ومهندس العلاقات الاقتصادية مع الدول الصديقة مثل روسيا والصين والهند وأفريقيا الجنوبية وفنزويلا وسوريا وغيرها.
كشف كاتب صحافي إيراني شاهين فاطمي استنادًا إلى وثائق سربها موقع ويكيليكس أن المرشد الأعلى علي خامنئي يخطط لتوريث الحكم لنجله، شأنه في ذلك شأن العديد من أنظمة الحكم العربية، التي حاولت ففشلت غالبيتها، ونجحت محاولة واحدة في سوريا التي أصبح فيها الوريث على حافة الخطر.
وكتب شاهين فاطمي يقول: "هناك كم هائل من الوثائق التي كشف عنها ويكيليكس، تحمل معلومات من داخل النظام الإيراني، ننشرها على موقع (إيران والعالم)"، لكن المثير للاهتمام في هذه الوثائق ما يتعلق بـ"السيد مجتبى خامنئي" الذي يعتبر نجل و"ولي عهد" مرشد نظام الجمهورية الإسلامية، نقلاً عن طبيب قريب من التيار المحافظ الذي يحكم إيران، طبقًا للوثيقة التي تحمل رقم (PR100716ZMAY07)".
وجاء في هذه الوثيقة أن طبيبًا إيرانيًّا يقول: استنادًا إلى تقارير يتلقاها الأصوليون المحافظون تزعم أن مجتبى نجل القائد يحمل آراء وعقائد متطرفة، ويحظى بنفوذ واسع في إدارة مكتب القائد، مضيفًا أنه يستمد قوته هذه من مكانة والده، ويعمل حاليًا على ترسيخ أسس سلطاته.
ولم تذكر الوثيقة اسم هذا الطبيب حفاظًا على حياة المصادر الاستخباراتية الأمريكية، إلا أنه يشار إليه بالطبيب الأصولي القريب من وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر ولايتي، الذي يعمل حاليًا مستشارًا لعلي خامنئي في الشؤون الخارجية.
وقال الطبيب لدى مراجعته الممثلية الأمريكية في دبي: إن ابن المرشد الأعلى يلعب دورًا مباشرًا في اتخاذ القرارات السلبية، من قبيل اعتقال موسوي المفاوض الإيراني في الملف النووي.
علاقته بالحرس الثوري:
وتشير بعض المصادر إلى أن عند مجتبى فريق استشاري استخباراتي. وهناك اشاعات حول دوره في اختيار قادة الحرس الثوري وإبعاد 15 من كبار الحرس الذين صوتوا في الانتخابات الماضية لصالح رفسنجاني إلى مناطق نائية. كما يزعم بأن مجتبى هو الذي يحدد سياسات النظام الأساسية عبر مكتب والده، حيث له علاقات وطيدة بمجلس قيادة الحرس الثوري، وله نفوذ عميق بين كبار القادة العسكريين والسياسيين في إيران. أما الأقوال حول بلوغه درجة الاجتهاد، وهي مسألة هامة في التصنيف الديني الشيعي، على يد آية الله مصباح يزدي الأب الروحي لأحمدي نجاد فقد انتشرت في عام 2005 وقيل ان المرشد تحدث في ذلك العام عن بلوغ نجله درجة الاجتهاد، ولكن لا توجد تفاصيل حول مراحل الدراسة الدينية لمجتبى غير حضوره جلسات الدرس التابعة لأية الله شاهرودي وآية الله خرازي في طهران، وكان قد سافر عام 1999 إلى قم للدراسة.
دوره السياسي:
دعم مجتبي خائمني، احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية خلال 2005 و2009 التي فاز فيها نجاد الأمر الذي أثار لأول مرة حفيظة حجة الإسلام ناطق نوري وثم شيخ مهدي كروبي، مما دفع بكروبي إلى توجيه رسالة للمرشد الأعلى في 20 يونيو 2005 أشتكى فيها مجتبى قائلا "بالرغم من أن مواقف سيادتكم شفافة ولكن هناك أنباء تتحدث عن دعم نجلكم الموقر- السيد مجتبى- لأحد المرشحين . كما سمعت بعد ذلك بأن أحد كبار الشخصيات ابلغكم بأن "ابن السيد يدعم فلان" فرديتم عليه "إنه ليس إبن السيد بل هو سيد" لذا هذا القول يدل على ان الدعم المذكور كان نتيجة من السيد مجتبى الخاص".
بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية 2009، التي أعلن فيها عن فوز أحمدي نجاد بات اسم مجتبى خامنئي يتردد أكثر من أي وقت مضى في الأوساط السياسية والشارع الإيرانيين ولكن هذه المرة لم يوجه إتهام الانقلاب إلى مجتبى خامنئي فحسب بل شمل المرشد علي خامنئي نفسه ايضا.
وهذا ما يقوي الإشاعة التي ترى بأن المرشد يعمل على إنشاء مجموعة من رجال الدين الشباب الحائزين على درجة الاجتهاد بمساعدة مؤسسة آية الله مصباح يزدي وربط هذه المجموعة بنجله مجتبى تمهيدا لإلحاق هؤلاء بمجلس خبراء القيادة كضمان لتأييد مجتبى في أن يصبح مرشدا للنظام بعده. ويقال أن رفض المرشد الاعلى لميرحسين موسوي تنبع من كرهه الشديد لتنظيمين إصلاحيين هما حزب المشاركة الإسلامية ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية نظرا لعضوية الكثير من الشخصيات فيهما ممن يحاولون إنهاء مبدأ ولاية الفقيه بالطرق الدستورية.
وهناك مصدر حوزوي مطلع في قم يرى ان هناك أرضية تترجم هذه الإشاعات إلى واقع. فوجود مجلس صيانة الدستور المعين من قبل المرشد، والذي يمتلك حق النقض وحق تحديد صلاحية المرشحين، بإمكانه أن ينظم اللعبة الانتخابية لمجلس خبراء القيادة بطريقة يصعد الموالون لمجتبى إلى المجلس في الانتخابات ضمانا لتصديق المجلس على إختياره مرشدا للنظام بعد والده، لكن في ضوء الوضع الراهن في المجلس لا يمكن تحقيق ذلك لأن الكثير من أعضائه أعلى درجة من المرشد نفسه من ناحية الدرجة الدينية، ولتحقيق هذه الغاية بحاجة إلى تغيير توازن القوى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو أمر صعب المنال مما يضع هذه الإشاعة في خانة المستحيل.
تحكمه في الاقتصاد:
من مآثره، وفقا للحلقة الرابعة من الفيلم الوثائقي الإيراني: في عهد محمد خاتمي أجرت الحكومة الإيرانية مناقصة الخلوي الشهيرة “إيرانسل”، وكان مجتبى قد اتفق على منح المناقصة لشركة جنوب أفريقية، مقابل نسبة مئوية تودع في حسابه في مصرف بريطاني، إلا أن المناقصة رست على شركة “ترك سل”. يومها اتصل مجتبى بخاتمي هاتفيا معربا عن استيائه مما حصل، آمرا إياه بالتراجع عما أسفرت عنه المناقصة، لكن خاتمي لم يرضخ، فتدخل قاسم سليماني وآخرون، بذريعة أن ملف الاتصالات يجب ألا يعطى لتركيا لدواع أمنية، كما تحدثت صحيفة "ليبراسيون الفرنسية عن الفساد المالي لنجل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران. اذ قالت في تقرير لها ان وزارة الاستخبارات تحتفظ بـ 200 الف وثيقة تتعلق بعضها بسحب اموال وودائع لمجتبى خامنئي من البنوك الاجنبية.
كما تطرق موقع ايراني الى اختلاس مليار و600 مليون يورو من قبل مجتبى خامنئي. اذ نشر موقع "جرس" الذي يملكه وزير الثقافة السابق عطاء الله مهاجراني خبرا جاء فيه: "التقى اعضاء هيئة تتشكل من النائب الاول للسلطة القضائية ابراهيم رئيسي، ورئيس منظمة التفتيش العام في البلاد مصطفى بور محمدي، ووزير الاستخبارات حيدر مصلحي مع الرئيس محمود احمدي نجاد وقدموا له وثائق تتعلق بضلوع رئيس مكتب رئاسة الجمهورية اصفنديار رحيم مشائي في عملية اختلاس تبلغ 3 الاف مليار تومان، وقالوا له ان ملف مشائي قد اكتمل ويجب على احمدي نجاد ان يقيله من منصبه كي يتم النظر في اتهاماته. احمدي نجاد يقبل بذلك لكن شريطة ان يتم النظر في جميع ملفات الفساد في البلاد. ويقول لهم اني امتلك وثائق تفيد بان السيد مجتبى خامنئي النجل المحترم للمرشد المعظم قام باختلاس مبلغ مليار و600 مليون يورو من اموال بيت المال، فاذا تتعهدوا بالبث في الملفين وبشكل متزامن، سأوافق على تنحية اصفنديار رحيم مشائي"سبق وان صرح مصطفى تاج زاده نائب وزير الداخلية في عهد خاتمي والمسجون حاليا، بان مجتبى خامنئي يتابع شخصيا ملفه وملف زوجته. كما تحدث مهدي كروبي رئيس البرلمان السابق والمحتجز حاليا في بيته، تحدث عن تدخل نجل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في الانتخابات الرئاسية في العام 2005 لصالح مرشح المتشددين محمود احمدي نجاد، وكشف لأول مرة القوة الخفية لمجتبى خامنئي وكان ذلك امرا هاما في هذا المجال.
حفيد خامنئي:
متزوج من ابنة رئيس مجلس الشورى السابق علي حداد عادل، وكاد ينفصل عنها بداعي عدم الإنجاب، إلا أنهما سافرا إلى لندن كما نصحهما طبيهما الخاص، وخضت الزوجة هناك لعلاج خاص، استطاعت بعده أن تحمل بأول أبنائها، وأنجبت الحفيد الشهير “باقر”.
أنفق مجتبى خامنئي ما يقارب المليون باوند على إنجاب ابنه باقر، لذلك يطلق عليه الإيرانيون اسم “طفل المليون باوند”، فحين سافر مجتبى وزوجته إلى لندن للعلاج، رافقهما 20 شخصا، من خدم ومرافقين وسائقين، وأقاموا هناك مدة شهرين في فندق شيراتون، حيث أجرت الزوجة عملية “الزرع”، ثم عادت إلى طهران على متن طائرتها الخاصة حاملا بابنها البكر.
مجتبي المرشد القادم :
اغلب التقارير الاعلامية والمصادر الصحفية تشير الي أن مجتبي خامنئي، اسس وبني سلطة وعلاقات قوية في ايران وخاصة مع الحرس الثوري الايراني، وتشير هذه الوسائل الي ان مجتبي هو الوريث القادم للعرش المرشد الأعلى في إيران، عقب رحيل آية الله خامنئي المرشد الحالي والذي يعاني من اوضاع صحية صعبة.. فهل سينجح الحرس الثوري وعلاقات مجتبي بالمراجع الدينية ورجال الاقتصاد في تولي عرش ايران؟