إفطار الحرس الثوري والتنظيم الدولي للإخوان في بيروت.. هل يستهدف مصر؟
الإثنين 06/يوليو/2015 - 01:25 م
طباعة
تفاجأ الكثيرون من المنتمين إلى التيار الإسلامي بحضور قياديين مسئولين في "الجماعة الإسلامية" فرع جماعة الإخوان في لبنان، وحركة "حماس" الذراع السياسي والعسكري للإخوان في قطاع غزة؛ مائدةَ إفطار حزب الله اللبناني برعاية "الحرس الثوري الإيراني" في مناسبة يوم القدس العالمي.
"إخوان لبنان"
في خطوة بدت مفاجأة شاركت "الجماعة الإسلامية"، فرع جماعة الإخوان المسلمين في لبنان، في إفطار أقامه "حزب الله" ليل الثلاثاء 30 يونيو برعاية "الحرس الثوري الإيراني" في ضاحية بيروت الجنوبية.
عقب الإفطار عقدت جلسة حوار موسعة شارك فيها الشيخ ماهر حمود ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وبمشاركة رئيس المكتب السياسي لجماعة الإسلامية عزام الأيوبي، والذي حظي باهتمام من قبل قيادات حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
فمعروف الخلاف الجذري بين الجماعة والحزب خصوصاً بسبب مشاركة الحزب في القتال بسوريا، فلم يلتقِ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والأمين العام للجماعة الإسلامية إبراهيم المصري منذ يوليو 2006.
ويأتي مشاركة عزام الأيوبي ليكسر للمرة الأولى، بشكل علني، الجفاء مع حزب الله، الذي فرضته الأزمة السورية.
واللافت في الموضوع أن الأيوبي نفسه كان قد اعتبر وفي إطار تعليقه على الأحداث الدامية التي استهدفت الكويت وتونس وفرنسا قبل أيام أن "حزب الله يحاول أن يستفيد من الفكر المتطرف؛ ليبرر ما يقوم به في سوريا، فضلاً عن عملية إحكامه السيطرة على الداخل"، مشيرا "إلى أن هذا النهج لن يخدم حزب الله؛ لأن الفكر المتطرف هو حالة محدودة، أما الحالة الأكبر في الساحة الإسلامية السنية فغير راضية عن هذا الفكر، داعياً الحزب إلى إعادة حساباته والتعالي عن مصالحه الخاصة".
ففي وقت كان الأيوبي يشرب فيه الشاي في الضاحية، كان عناصر الجماعة يستنفرون ويدعمون مهاجمي مصلى حزب الله في السعديات.
ونُقل عن الأيوبي خطابٌ نشره عبر صفحات شبكة التواصل الاجتماعي، قال فيه: «أدرك حجم الإرباك الذي أحدثه التسريب المقصود لمشاركتي أنا والإخوة في حماس في الإفطار. لو تعلمون ما قاله إخوانكم على الملأ ممن حضروا، لأدركتم أن هذه المشاركة جزء من مواقفنا التي لا نستحي بها. وقد يكون الجلوس معهم ثقيلاً على نفوس الناس؛ لأنهم لم يعتادوا على المواجهة المباشرة، لكن لا أرى مانعاً شرعياً في ذلك. وعلى الناس أن تحاسبنا إن بدلنا في مبادئنا أو مواقفنا وليس على لقاءاتنا مع هذا الفريق أو ذاك».
مشاركة حماس
كما شارك في الإفطار نائب رئيس المجلس السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، ومسئول العلاقات الخارجية في الحركة أسامة حمدان وممثلها في لبنان على بركة.
ويرى مراقبون أن حزب الله اللبناني "أدّب" حركة حماس بعد تجميد للعلقات معها في 2012 والتي كان آخرها الطلب من الأمن العام اللبناني منع إصدار تأشيرات دخول إلى لبنان لكوادر الحركة عقب تعرض نجل القيادي في حركة حماس وممثلها السابق في لبنان أسامة حمدان، للضرب المبرح من قبل عناصر الحزب في الضاحية الجنوبية في بيروت، مرورًا بالمقابلات المكوكية لأعضاء الحركة بمسئولي الحزب والذي نتج عنها تصريح أسامة حمدان قائلا: "علاقتنا الحالية مع حزب الله أفضل من سابقاتها، وهناك تنسيق ميداني بين حماس والحزب"، وتصريح القائد القسامي «أبوعبيدة» الذي تضمن خطابه شكرًا وجهه المتحدث الإعلامي باسم «كتائب القسام» لإيران التي ساهمت في تمويل السلاح القسامي وتطويره.
ووصف قادة في حماس العلاقة مع حزب الله بالـ»جيدة جداً»، وأضافوا إنها عادت إلى أفضل مما كانت عليه في السنتين الماضيتين.
ولعبت حركة حماس عبر رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ونائب رئيس المكتب موسى أبو مرزوق ومعظم قياداتها وخصوصاً مسئولها للعلاقات الدولية أسامة حمدان دوراً أساسياً للتواصل بين حزب الله والإخوان المسلمين عامة والجماعة الإسلامية في لبنان على الاخص، وعقدت عشرات اللقاءات التنسيقية بين الطرفين برعاية حماس ومسئوليها سواء في لبنان أو طهران.
وكانت الحركة تتولى معالجة أية إشكالية تبرز بين الحزب والإخوان، كما أسهمت في إزالة العديد من الإشكاليات الفكرية والسياسية التي تبرز أحياناً بسبب وجود بعض الاتجاهات السلفية أو عند حصول مواقف سلبية من قبل رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يوسف القرضاوي رداً على بعض المسائل المتعلقة بالخلافات المذهبية.
مباركة التنظيم الدولي للإخوان
فيما يبدو أن مشاركة الجماعة الإسلامية في لبنان وحركة حماس في الأفكار بالضاحية الجنوبية بدعوة من حزب الله ورعاية من الحرس الثوري الإيراني، يأتي انعكاسًا للتلاقي الذي سجّل بين التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ومقرّبين من حزب الله وإيران قبل أقل من شهر في بريطانيا، على هامش فعاليات مؤتمر «قيم العدل والأمن والسلام في المشروع الإسلامي»، الذي نظمه منتدى الوحدة الإسلامية الذي عقد في مؤسسة الأبرار الإسلامية في لندن.
التقارب يوضح على وجود تحالف قوي أو على الأقل تنسيق بين التنظيم الدولي للإخوان والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، والذين يخرجون من رحم فكري واحد وهي كتب سيد قطب وحسن البنا، يوضح اصطفاف الجماعات الإسلامية ذات التقارب الفكري الواحد، أمام التغيرات الإقليمية والدولية في المنطقة.
الإخوان وإيران ومصر
التلاقي بين الإخوان والحرس الثوري الإيراني، يشير إلى أنه سيكون هناك تغيرات كبيرة خلال الأيام المقبلة في عدد من الملفات السياسية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وطبعا في مقدمتهم مصر التي تمثل هدفًا واحدًا للإخوان والحرس الثوري الإيراني، والذين يسعون إلى زعزعة استقرار مصر بما يضمن مصالح الطرفين في عرقلة النظام الحاكم، وعدم لعب القاهرة دور قوي وكبير في المنطقة لمواجهة.
فقد كان إفطار الثلاثاء بين قيادات الإخوان والحرس الثوري الإيراني ليلة مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي لقوات الجيش المصري في سيناء.. فهل سيؤدي لقاء قيادات الإخوان بالحرس الثوري الإيراني إلى إشعال الأمور في المنطقة ومصر أم إلى التهدئة؟