ميلوني: الحكم ضد مارين لوبن يحرم ملايين المواطنين في فرنسا من التمثيل...أوكرانيا: سنعمل مع أميركا للتوصل إلى اتفاق بشأن المعادن مقبول من الطرفين...ثوران بركاني في آيسلندا يقذف بحمم ودخان.
الثلاثاء 01/أبريل/2025 - 04:42 م
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 1 أبريل 2025.
ميلوني: الحكم ضد مارين لوبن يحرم ملايين المواطنين في فرنسا من التمثيل
أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الثلاثاء، عن استيائها من فرض حظر مؤقت يمنع أيقونة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن، التي أدينت بالاختلاس، من الترشح لأي منصب عام لمدة خمس سنوات.
وقالت ميلوني لصحيفة «إيل ميساجيرو» في تصريحات نشرت اليوم الثلاثاء إنها لا تعلم ملابسات الاتهامات الموجهة إلى لوبن، ولا أسباب «مثل هذا القرار القاسي»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».
وأضافت: «لكنني لا أعتقد أن أي شخص يعرف قدر الديمقراطية يمكن أن يكون سعيداً بحكم يؤثر على زعيمة حزب كبير، ويحرم ملايين المواطنين من تمثيلهم».
وأدينت السياسية القومية لوبن أمس الاثنين بتهمة اختلاس الأموال العامة.
وجزء من العقوبة هو المنع لمدة خمس سنوات من الترشح لأي منصب عام.
ومن المرجح أن يقضي الحكم على خطط لوبن لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية في عام 2027، وهناك احتمال عدم انتهاء العملية القانونية المطولة قبلها.
وأدانت لوبن الحكم القائم على إساءة استخدام حزبها لأموال الاتحاد الأوروبي ووصفته بأنه «سياسي»، وأعلنت عزمها على الاستئناف ضده.
ثوران بركاني في آيسلندا يقذف بحمم ودخان
ثار بركان مجدداً جنوبي العاصمة الآيسلندية، الثلاثاء، مطلقاً حمماً ودخاناً في عرض ناري باللونين البرتقالي والأحمر أدى إلى بعض عمليات الإجلاء، على الرغم من استمرار الحركة الجوية كالمعتاد.
ويشار إلى آيسلندا على أنها أرض الجليد والنار؛ لوجود العديد من الأنهار الجليدية والبراكين فيها، وشهدت الدولة الجزيرة الواقعة في شمال المحيط الأطلسي الآن 11 ثوراناً جنوبي العاصمة ريكيافيك منذ عام 2021، عندما نشطت الأنظمة الجيولوجية الخاملة بعد نحو 800 عام.
وقال مكتب الأرصاد الجوية الآيسلندي، في بيان: «تحذير... بدأ ثوران بركاني».
وأفادت الإذاعة العامة بأن خدمات الطوارئ أخلت منتجع بلو لاغون الفاخر القريب وكذلك السكان من بلدة غرينادفيك، التي تشتهر بالصيد، في الساعات التي سبقت الثوران؛ إذ حذر علماء من أن ثوران البركان وشيك.
ولم يؤثر ثوران البركان في شبه جزيرة ريكيانيس حتى الآن بشكل مباشر على العاصمة، ولم يتسبب في انتشار كبير للرماد في طبقة الغلاف الجوي (الستراتوسفير) ولم يحدث اضطراب في الحركة الجوية.
ويتوقع الخبراء الآيسلنديون أن ما يسمى بانفجارات الشق، التي تتميز بتدفق الحمم البركانية من الشقوق الطويلة في قشرة الأرض بدلاً من فتحة بركانية واحدة، يمكن أن تكرر نفسها لعقود أو حتى قرون.
وتسبب ثوران بركان في يناير (كانون الثاني) 2024 في تضرر المنازل والطرق في غريندافيك، مما أدى إلى إجلاء جماعي في ذلك الوقت على الرغم من عودة بعض السكان منذ ذلك الحين.
الديمقراطي كوري بوكر يحذر من أزمة في الولايات المتحدة
بينما يوقِّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على المئات من القرارات التنفيذية، منفذاً وعوده الانتخابية بدعم جمهوري واسع النطاق، يقف الديمقراطيون متفرجين عاجزين عن صده. فأقليتهم في مجلسَي الشيوخ والنواب تُقيِّد من تحركاتهم واحتجاجاتهم، وتَحوَّل أي اعتراض إلى خطوة رمزية فحسب من دون نتائج تذكر. هذا الواقع دفع بالحزب الديمقراطي إلى النظر في خيارات مختلفة لتسليط الضوء على أجندة ترمب، كالسيناتور الديمقراطي كوري بوكر الذي قرَّر إلقاء خطاب ماراثوني في مجلس الشيوخ استمر على مدى ساعات طويلة.
فالسيناتور البالغ من العمر 55 عاماً، وقف في المجلس عند تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت واشنطن، وأعلن احتجاجه الرسمي قائلاً: «أقف بنية عرقلة أعمال مجلس الشيوخ ما دمت قادراً جسدياً على ذلك». وتابع بوكر: «أقف الليلة لأني أعتقد صدقاً أن بلادنا في أزمة».
كلمات افتتح بها السيناتور عن ولاية نيوجيرسي خطاباً حافلاً بالمعلومات المرتبطة بأجندة الرئيس الأميركي التي نفَّذها منذ وصوله إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير(كانون الثاني)، وعدّ بوكر أن ترمب «ألحق كثيراً من الأذى في 71 يوماً فقط بأمن الأميركيين، والاستقرار المالي، وأسس الديمقراطية الأميركية» محذراً: «هذه ليست أوقاتاً اعتيادية في أميركا، ولا يجب أن ينظر إليها مجلس الشيوخ على أنها كذلك».
إلى جانبه وقف عددٌ من زملائه الديمقراطيين دعماً له جسدياً ومعنوياً، فساعات الحديث طويلة ومرهقة، لا يمكنه خلالها الجلوس أو التوقف عن الكلام من دون خسارة دوره في المجلس، ولهذا السبب عمد بعض الديمقراطيين إلى طرح أسئلة عليه خلال الخطاب كي يتمكَّن من التقاط أنفاسه والاستمرار بمهمته. من هؤلاء زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي تحدَّث معه قائلاً: «أنت تتحدَّث اليوم لتسليط الضوء على اللامساواة، التي ستؤذي الأشخاص، والطبقة الوسطى، والفقراء، وأميركا، ووضع البلاد المالي».
لكن بعض الديمقراطيين يعدّون أن شومر هو جزء من المشكلة بعد أن صوَّت إلى جانب الجمهوريين لصالح تمويل المرافق الحكومية؛ ما ولّد انشقاقات ديمقراطية علنية يسعى الزعيم الديمقراطي جاهداً لتخطيها. وهذا ما لمّح له بوكر قبل خطابه قائلاً في فيديو نشره على منصة «إكس»: «أسمع من أشخاص في ولايتي وفي البلاد وهم يدعون الكونغرس إلى فعل المزيد، واتخاذ خطوات تعترف بالأزمة والوضع الطارئ الذي نعيشه». وأضاف: «لقد أظهر دونالد ترمب وإيلون ماسك عدم اكتراث تاماً بحكم القانون والدستور واحتياجات الشعب الأميركي».
ويعلم الديمقراطيون جيداً أن وحدة الصف أساسية لمواجهة الجمهوريين وأجندتهم، وانتزاع الفوز منهم في الانتخابات النصفية. وإلى ذلك الحين، سيسعى الحزب إلى اتخاذ خطوات رمزية على غرار بوكر، واستعمال الصلاحيات التي يتمتعون بها في حزب الأقلية لتسليط الضوء على احتجاجاتهم.
من هذه الصلاحيات ما تُسمى «قوة الفيليبستر»، وهي تحرك مشابه لما يقوم به بوكر يهدف إلى عرقلة عملية التصويت في المجلس، لكن خطاب بوكر لا يقع تقنياً في هذه الخانة لأنه لم يهدف إلى عرقلة عمليات التصويت.
وينضم السيناتور عن ولاية نيوجيرسي بخطابه هذا إلى لائحة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين استعملوا هذا التكتيك للاحتجاج حيناً، وللعرقلة أحياناً أخرى، منهم السيناتور الديمقراطي جيف مركلي في 2017 وزميله كريس مرفي في عام 2016، والسيناتور الجمهوري راند بول في عام 2015 وزميله تيد كروز في عام 2013. لكن لقب «أطول خطاب في تاريخ المجلس» يبقى بعهدة السيناتور الراحل ستروم ثورموند الذي حطَّم الأرقام القياسية عندما تحدَّث لمدة 24 ساعة و18 دقيقة في عام 1957 احتجاجاً على قانون الحقوق المدنية. ثورموند كان حينها ديمقراطياً لكنه غيَّر توجهه في عام 1964 والتحق بالحزب الجمهوري.
أميركا تحث أعضاء بـ«الناتو» لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5 % من الناتج المحلي
قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة حثت أعضاء آخرين بحلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال اجتماع يوم الأربعاء الماضي على الموافقة على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى خمسة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من اثنين في المائة حالياً.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن هناك توافقاً يتبلور بالفعل بين أعضاء الحلف، البالغ عددهم 32 دولة، للتحرك نحو تبني هدف لإنفاق 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
وفي العام الماضي، ركزت الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو على تبني هدف جديد للإنفاق الدفاعي يبلغ ثلاثة في المائة من الناتج المحلي، وشعر الكثيرون بالصدمة حين تحدث ترمب عن الهدف البالغ خمسة في المائة بعد فوزه بولاية رئاسية جديدة، بحسب الصحيفة.
كيف تحافظ موسكو على «توازن دقيق» يعزز مواقعها في المواجهة الصينية - الأميركية؟
الرسالة الأهم التي حرص وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على توجيهها وهو يستقبل نظيره الصيني وانغ يي، الثلاثاء، أكدت أن مسار التقارب الذي انطلق في علاقات الكرملين مع الإدارة الأميركية لن يؤثر في علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين.
إذ تصر روسيا على التزامها استراتيجية تعزيز «الروابط الروسية الصينية» بشكل مستدام، رغم أنها تواجه تحديات المحافظة على توازن دقيق في العلاقة مع الطرفين الأميركي والصيني.
قال الوزير إن «روسيا والصين متَّحدتان ليس فقط من خلال الأخوة التاريخية والعسكرية والحدود المشتركة الطويلة، ولكن أيضاً بتقاليد عريقة لحسن الجوار والشراكة الواسعة في إطار المصالح الوطنية. وهذا ما يرشدنا إليه الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جينبينغ. مؤخراً، وخلال محادثة بتقنية الفيديو، مسبوقة باتصال هاتفي، أكد الزعيمان مجدداً نيتهما المشتركة تعزيز العلاقات الروسية - الصينية باستمرار. وسنبذل قصارى جهدنا لتنفيذ اتفاقياتهما بكفاءة».
وأكد لافروف أن أغلبية دول العالم ترى أن مسؤولية موسكو وبكين في التنسيق الوثيق على الساحة الدولية هي العامل الأكثر أهمية للاستقرار في هذه الأوقات الصعبة.
بهذه العبارات اختصر الوزير رؤية بلاده لمستوى العلاقات مع بكين، في وقت ازدادت التساؤلات عن موقف موسكو حيال تركيز إدارة الرئيس دونالد ترمب على تصعيد سياسة احتواء الصين، وإصراره على ضرورة أن تشترك بكين في أي محادثات مستقبلية لتقليص السلاح الاستراتيجي.
بدأ وانغ يي زيارةً لروسيا تمتد حتى الأربعاء، ويُنتظر أن يستقبله خلالها الرئيس الروسي، في تأكيدٍ على مستوى العلاقات بين البلدين. وبحث الوزيران تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين، وكذلك القضايا الدولية بما في ذلك مساعي التسوية في أوكرانيا.
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الصيني إن العلاقات بين موسكو وبكين «لا تقبل التدخل أو الاضطراب»، مؤكداً الروابط المتميزة بين البلدين «الصديقين للأبد».
وأعرب الوزير عن تطابق موقف بلاده الكامل مع موقف الرئيس الروسي وتقييمه للمستوى غير المسبوق للعلاقات بين البلدين على الرغم من الوضع الصعب في العالم ومواصلة البلدين تعزيز العلاقات بينهما.
وأضاف أن بكين وموسكو ستساعدان على تعزيز النظام العالمي العادل. وشدد على أن بكين تتفهم موقف موسكو وتدعمه بشكل كامل «لأن روسيا تدافع عن حقوقها ومصالحها المشروعة بالوسائل الدبلوماسية».
وفي رسالة مباشرة، انتقد الوزير إشارة ترمب إلى أنه يحاول توظيف دعم بلاده لموقف موسكو ووضعها في خلاف مع بكين. وشدد على أن العلاقات الروسية - الصينية لا تشكل تهديداً للآخرين، وأن موسكو وبكين ليستا بصدد المواجهة مع دول ثالثة.
وأكد أن العلاقات الروسية - الصينية ليست عُرضة للتدخل وتمثل فقط مثالاً حديثاً لنوع جديد من العلاقات بين القوى العظمى، وعامل استقرار مهماً في عالم مضطرب.
وأضاف: «روسيا والصين بصفتهما قوتين عالميتين وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، تتحملان مسؤولية خاصة في الحفاظ على السلم والتنمية في جميع أنحاء العالم».
ومع تطابق مواقف الطرفين في هذا المجال، وتأكيد عدم تأثر العلاقات بانطلاق مسار التطبيع بين موسكو وواشنطن، بدا أن تركيز الجانبين انصبَّ على عدد من العناصر التي يشكل بعضها قضايا خلافية مباشرة مع واشنطن. وبالدرجة الأولى موضوع انضمام بكين إلى أي مفاوضات لتقليص التسلح مستقبلاً.
في هذا المجال تنطلق بكين من «تفهم روسي كامل لمواقفها» وفقاً لتأكيدات الكرملين أكثر من مرة. وقال وانغ يي، في مقابلة مع وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية، إن الصين لديها ترسانة نووية أصغر بشكل لا يقارن مع الولايات المتحدة، ولذلك ترى طلب واشنطن الانضمام إلى محادثات نزع السلاح النووي غير عادل وغير واقعي. ووفقاً له: «ترسانة الصين النووية أدنى بكثير من القوات الأميركية، وسياستهما النووية وبيئتهما الأمنية الاستراتيجية تختلفان اختلافاً جوهرياً، لذا فإن مطالبة الولايات المتحدة بانضمام الصين إلى محادثات نزع السلاح النووي الثلاثية غير عادلة وغير واقعية حالياً. علاوة على ذلك، دعت روسيا مراراً وتكراراً في هذا الصدد إلى احترام حقوق الصين في المجال النووي».
وشدد الوزير على التزام بلاده استراتيجية الدفاع النووي، وأنها «لا تنوي الدخول في سباق تسلح نووي».
هذا الموقف أكدت الخارجية الروسية عدة مرات في السابق، أن موسكو تتفهمه وتدعمه. وتنطلق موسكو في هذا المجال بإقامة التوازن في العلاقة بين الجانبين، من ضرورة «إشراك كل أعضاء النادي النووي في الحديث عن ملفات التقليص أو الرقابة على تقليص السلاح»، في إشارة مباشرة إلى ضرورة أن تقوم واشنطن بالضغط على حلفائها خصوصاً في لندن وباريس للانضمام إلى أي مفاوضات مستقبلية بدلاً من التركيز على الصين وحدها. وهذا الملف كما أكد خبراء مقربون من الكرملين «سيكون مطروحاً على طاولة أي حوار مستقبلي بين بوتين وترمب».
النقطة الثانية، البارزة في التصريحات التي رافقت زيارة الوزير الصيني، تقوم على أن بكين تدعم خفض التصعيد حول أوكرانيا، وتدعم مطالب موسكو، لكنها لا ترى أن خطوات الرئيس ترمب يمكن أن تُفضي إلى سلام حقيقي في أسرع وقت، خلافاً لتعهداته المعلنة.
وقال الوزير الصيني إن بلاده ما زالت لا ترى خطوات فعلية لإنهاء النزاع. هذا الموقف رغم أن موسكو لا تعلق عليه رسمياً فإنه يدعم موقفها العام في المفاوضات، وكرر الكرملين أكثر من مرة أنه يرحب بمناقشة كل الأفكار «التي يطرحها الشركاء» وعلى رأسهم الصين.
وكان لافتاً أن موسكو وبكين سرعتا وتيرة النقاشات الثنائية الهادفة إلى «ضبط الساعات» وتوحيد السياسات في التعامل مع المتغيرات الجارية حولهما بما في ذلك على صعيد التعامل مع سياسات ترمب.
وخلال اليومين الماضيين نُظمت في الصين أعمال مؤتمر «فالداي» للحوار الاستراتيجي الذي يضم نخبة مهمة من الخبراء المقربين من الكرملين، بالتعاون مع مركز الدراسات الروسية في جامعة شرق الصين في شنغهاي، وجرى خلال المؤتمر مناقشة أوجه العلاقة بين موسكو وبكين، وتأثيرات المتغيرات السياسية بما في ذلك على صعيد التقارب الروسي - الأميركي المحتمل.
في هذا المؤتمر قال أحد أبرز الخبراء الروس، فاسيلي كاشين، مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المدرسة العليا للاقتصاد التابعة لجامعة الأبحاث الوطنية، إن الولايات المتحدة تدرك قوة العلاقات بين روسيا والصين.
وزاد: «هناك وجهة نظر تبسيطية مفادها أن الأميركيين يعتمدون على التأثير بطريقة ما على العلاقات بين روسيا والصين، لكنهم في الواقع يدركون قدراتهم بشكل واقعي، ويدركون أن العلاقات بين روسيا والصين متينة للغاية. بل إن المسألة تكمن في أنه بتقليل المواجهة والتناقضات مع روسيا في أوروبا والشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، يمكنهم (الولايات المتحدة) توفير الموارد لتركيز جهودهم على المحيط الهادئ».
وحسب رأيه، فإن العملية الأساسية ستكون تغيير دور الولايات المتحدة وحلفائها في المجال الاستراتيجي في آسيا.
ووفقاً له فإن الولايات المتحدة تُبدي اهتماماً بالغاً بالإمكانات النووية الصينية. وقد «شهدت التوقعات الأميركية بشأن نمو القوات النووية الصينية موجاتٍ من التغييرات. وهذه التقييمات، التي تُشير إلى أن الصين ستصبح قوةً نوويةً تُضاهي الولايات المتحدة وروسيا بحلول عام 2035، لها بالفعل عواقب وخيمة على علاقات الولايات المتحدة مع عددٍ من شركائها».
وأشار إلى بدء عملية إعادة تقييم التفاعل في المجال الاستراتيجي بين اليابان والولايات المتحدة، في الوقت الذي يتم فيه تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التخطيط النووي. ورأى أن هذا «قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة للغاية في الوضع الاستراتيجي في آسيا ويصبح سابقة خطيرة للغاية للشراكات الأميركية الأخرى في آسيا».
يوضح هذا الحديث كيف تنطلق موسكو في تقييم سياساتها وهي تعزز التقارب مع الصين وفي الوقت نفسه تسعى إلى تقارب مع واشنطن.
ويبدو أن الطرف الصيني ينطلق من الرؤية ذاتها، وقال مدير مركز الدراسات الروسية في جامعة شرق الصين للمعلمين في شنغهاي، ليو جون، خلال أعمال المؤتمر نفسه، إن إقامة الحوار بين روسيا والولايات المتحدة لن يضر بالتطور المستقر للعلاقات الصينية - الروسية.
ووفقاً له فإن «التقارب بين روسيا والولايات المتحدة لن يكون له تأثير كبير على التطور الصحي والمستقر للعلاقات الصينية - الروسية على المدى الطويل، وستواصل الصين وروسيا المضي قدماً بثبات على المسار المقصود»، منطلقاً من أن «الوضع الحالي بين الصين وروسيا والولايات المتحدة يختلف اختلافاً جوهرياً عن نموذج الحرب الباردة».
كان المنطق الأساسي لعلاقات المثلث الكبير خلال الحرب الباردة هو التحالفات الثنائية أو شبه التحالفات لمواجهة أطراف ثالثة. ومع ذلك، لا الصين ولا روسيا تدعوان حالياً إلى إنشاء تحالفات، ولا تعارضان فقط العودة إلى لعبة القوى العظمى التي سادت في حقبة الحرب الباردة. بل تدعوان إلى رفض التكتلات والمواجهة واستهداف الدول الثالثة».
لكن هذا المدخل لا يعني أن موسكو لا تراقب بحذر سياسات كل من الصين والولايات المتحدة في مناطق حدودها. وكان لافتاً على هذا الصعيد تنظيم المنتدى الدولي السادس «القطب الشمالي: أرض الحوار» قبل أيام معدودة، وحرص بوتين على حضور أعماله. خلال المناقشات برزت إشارات إلى أنه «ليس الاتحاد الروسي وحده الذي يعزز نشاطه في القطب الشمالي؛ فالصين لديها أيضاً خطط كبيرة لهذه المنطقة». ويواصل ترمب بدوره الحديث عن نيته وضع غرينلاند تحت السيطرة الأميركية.
وتشعر موسكو بأن التنافس على المنطقة يحتدم وأن الطرفين الصيني والأميركي سرَّعا وتيرة تحركاتهما فيها.
وحسب مايكل بول، الخبير في الأمن البحري في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين فإن كلاً من موسكو وواشنطن تخشيان النفوذ الصيني المفرط في هذه المنطقة، وهنا أيضاً يبرز ملف حوار ثنائي يلبِّي مصالحهما.
ضربة روسية على خيرسون تَحرم 45 ألف شخص من الكهرباء
أعلن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها أن ضربة روسية استهدفت مدينة خيرسون في جنوب البلاد، صباح اليوم الثلاثاء، حرَمَت 45 ألف شخص من الكهرباء، متهماً موسكو بـ«انتهاك» اتفاق الهدنة المحدودة مرة أخرى.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد قال الوزير الأوكراني إن «روسيا تُواصل انتهاك هذا الاتفاق»، في إشارة إلى التسوية الهشة التي أعلنتها واشنطن، الأسبوع الماضي، بعد محادثات منفصلة بين كييف وموسكو.
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الليتواني: «هذا الصباح، أدت ضربة روسية أخرى إلى تضرر محطة للطاقة في خيرسون، مما أدى إلى حرمان 45 ألف شخص من الكهرباء».
وبعد مفاوضات منفصلة مع الأوكرانيين والروس استمرت عدة أيام، أصدرت الولايات المتحدة بيانين منفصلين، الأسبوع الماضي، بشأن وقف الضربات على منشآت الطاقة، لكن لم يجرِ ذكر أي تاريخ ولا أي شروط في هذا الصدد.
وتتبادل كييف وموسكو، منذ ذلك الحين، الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية مجدداً، الثلاثاء، أن القوات الأوكرانية هاجمت منشآت للطاقة في منطقة بيلغورود الحدودية.
وتسبَّب الغزو الروسي، قبل ثلاث سنوات، لأوكرانيا في مقتل وإصابة مئات الآلاف، وإلحاق دمار هائل بهذا البلد، ولا سيما في شبكة الطاقة.
وتردُّ أوكرانيا باستخدام طائرات مُسيّرة لمهاجمة منشآت الطاقة في روسيا، والتي غالباً ما تكون مصافي نفط ومخازن وقود، مشيرة إلى أن هذه المواقع تُستخدم لتمويل الجيش الروسي.
أوكرانيا: سنعمل مع أميركا للتوصل إلى اتفاق بشأن المعادن مقبول من الطرفين
قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، اليوم الثلاثاء، إن كييف ستعمل مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين فيما يتعلق بصفقة المعادن.
وأضاف، في مؤتمر صحافي، أن جولة من المشاورات حول مسوَّدة جديدة لصفقة المعادن جَرَت بالفعل، وأن أي اتفاق يُفضي إلى وجود اقتصادي أميركي قوي في أوكرانيا سيسهم في البنية التحتية الأمنية للبلاد، وفق ما أفادت وكالة رويترز للأنباء.
وقال سيبيها: «ستستمر تلك العملية، وسنعمل مع زملائنا الأميركيين للتوصل إلى صيغة مقبولة للطرفين، للتوقيع عليها».
جاء ذلك التصريح بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأحد، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد التملص من الاتفاق، محذراً من أن زيلينسكي سيواجه عواقب وخيمة إذا حدث ذلك.
واقترحت واشنطن على كييف اتفاقاً موسعاً في مجال المعادن، بعد أن أخفق الطرفان في التوقيع على اتفاق إطاري، خلال زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة في نهاية فبراير (شباط) الماضي، وهي زيارة انتهت بمشادّة مع ترمب في المكتب البيضاوي.
وأظهر ملخصٌ، اطلعت عليه وكالة رويترز، أن المقترح المعدل سيتطلب من كييف إرسال كل الأرباح إلى واشنطن من صندوق يسيطر على الموارد الأوكرانية، لحين رد أوكرانيا كل المساعدات التي حصلت عليها وقت الحرب، إضافة للفوائد.
وقال زيلينسكي، يوم الجمعة، إن أوكرانيا لن تقبل أي اتفاق لحقوق المعادن يهدد اندماجها مع الاتحاد الأوروبي، لكن من السابق لأوانه الحكم على الاتفاق المعدَّل.