اتهامات لأردوغان بإثارة الفوضى والعنف.. وشبح الحرب الأهلية يخيم على المشهد

الخميس 10/سبتمبر/2015 - 09:20 م
طباعة اردوغان اردوغان
 
حملات مداهمة للشرطة
حملات مداهمة للشرطة التركية للاكراد
تصاعدت الاتهامات للرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحكومته بافتعال المزيد من الأزمات مع الأكراد، وادخال البلاد في دوامة العنف والعمليات الارهابية، وهو ما ظهر في تصريحات قيادات حزب الشعوب الديمقراطى، في الوقت الذى حمل فيه المجلس الاوربي من تصاعد أعمال العنف وعرقلة المسار الديمقراطي، والتنديد باستمرار أعمال العنف والقمع في تركيا. 
من جانبه أكد صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي إن الثنائي رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية وأحمد داود أوغلو رئيس الوزراء قررا إشعال حرب داخلية بعدما أدركا أن الحرب التي أشعلاها في الجبال لم تتحول إلى أصوات انتخابية في صالحهما، مشيرا إلى أن العصابات المكلفة من قبل حزب العدالة والتنمية وجهاز المخابرات التركية نفذت أكثر من 400 هجوم على مقارهم خلال يومين.
العنف يتمادى
العنف يتمادى
ووجه دميرتاش رسالته للأتراك بقوله "أخاطب الناس أصحاب الضمائر من المجتمع التركي وأقول لهم إن الأشخاص الذين تسعون للقضاء عليهم في الشوارع وتحرقون محالهم هم الأكراد الذين تصفونهم بالإخوة حتى هذا اليوم، واليوم هو يوم إثبات وإظهار الأخوة بينكم أو عدمها على وجه الحقيقة. فالإخوة الحقيقية تظهر في مثل هذه الأيام،  وإذا كان الأتراك والأكراد سيقفون جنبًا إلى جنب فليفعلوا ذلك اليوم".
من جانبها وصفت الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي فيجان يوكسكداج الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت مقارّ الحزب بـ"الممنهجة"، معتبرة أن هذه الهجمات تدار من قبل القصر الجمهوري التركى.
وفى هذا السياق أدان الأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن جاجلاند الأحداث الإرهابية المتزايدة في الأيام الأخيرة في تركيا، والهجمات التي استهدفت مقار حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وبعض الصحف في البلاد، ودعا الأمين العام للمجلس الأوروبي المسؤولين الأتراك لبذل قصارى جهدهم من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين وحماية الحياة الديمقراطية في البلاد. 
وزير الداخلية التركي
وزير الداخلية التركي
كما أعربت "آن براسير" رئيسة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا عن عميق قلقها حيال الهجمات الإرهابية الأخيرة في تركيا، مشيرة إلى انه لا يمكن استساغة الهجمات الإرهابية التي تستهدف قوات الجيش والشرطة في تركيا، كما لا يمكن بنفس الدرجة استساغة شنّ عمليات قمع وعنف على الأحزاب السياسية والمؤسسات الإعلامية. وأدانت الهجمات التي نفذها متظاهرون على مقر صحيفة "حريت" والمقر الرئيسي لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي ومكاتبه في المدن المختلفة.
ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن بالغ قلقه من أحداث العنف المتزايدة، وأدان بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي تستهدف قوات الأمن التركي.
وفى الوقت نفسه تواصل الصحف الأجنبية متابعتها لتصاعد أعمال العنف فى تركيا، حيث أكدت صحيفة برلينر تسايتونج الألمانية إن تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو) والمرشح للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي باتت على أعتاب حرب أهلية، منتقدة صمت الدول الأوروبية حيال هذه التطورات والأحداث التي تشهدها تركيا.
كذلك اعتبرت صحيفة "تورينجيشر لاندزتونج"  الألمانية أن زيادة حدة التوترات بين الأتراك والأكراد في تركيا لاسيما عقب فشل حزب العدالة والتنمية في الانفراد بالحكم مجددًا في انتخابات السابع من يونيه الماضي وحتي هذه اللحظة، موضحا أن منظمة حزب العمال الكردستاني بدأ شن الهجمات من جديد، ودفعت السلطات التركية بجيشها إلى ساحات القتال؛ وثمة تهديد بحرب أهلية يلقي بثقله على البلاد، حسب تعبيرها.
كذلك رصدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، غضب وسخط الرأي العام في تركيا آخذ في الازدياد. 
وتأتى هذه التطورات بعد تزايد العمليات الارهابية واستهداف مقار لحزب الشعوب الديمقراطى، كما أعلنت ولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا،  أقضية في بعض مناطقها "مناطق عسكرية مغلقة"، بشكل مؤقت.، بعد أن تم إعلان مناطق "سيلوان"، و"كولب"، و"ديجله"، و"ليجا" كمناطق عسكرية مغلقة، لغاية الأول من مارس 2016، بهدف حماية أرواح وممتلكات السكان، ومنع المنظمة الإرهابية الانفصالية من وضع يدها على بعض الأراضي، والحيلولة دون وقوع أعمال شغب.
وتم اعلان حظر دخول المواطنين إلى تلك المناطق، حفاظاً على سلامة أرواحهم وممتلكاتهم.
بان كي مون
بان كي مون
يذكر أن  قوات الأمن والجيش التركي، بدأت عمليات واسعة ضد منظمة بي كا كا الإرهابية، عقب عثور قوات الأمن، في 22 يوليو، على جثتي شرطيين اثنين، مقتولين بأسلحة نارية، في منزلهما بقضاء جيلان بينار، التابع لولاية شانلي أورفة، جنوبي البلاد، حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن مقتل الشرطيين.
ويري مراقبون أن استهداف قوات الجيش والشرطة التركية، خطوة ستعمل على  شل مسيرة السلام الداخلي، التي أطلقتها الحكومة، قبل أعوام، لإنهاء أعمال العنف الإرهابية، وإيجاد حل سياسي للمسألة الكردية.
من جانبه أكد وزير الداخلية التركي، سلامي ألتين أوق، أنه جرى اتلاف 800 كج من المتفجرات المصادرة خلال العمليات التي انطلقت في بلدة جيزرة، بولاية شرناق الحدودية مع العراق، ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية، اعتبارا من 4 من الشهر الحالي.
أشار إلى أن فرق الأمن أزالت 30 خندقا وحاجزا أقامها الإرهابيون في البلدة، فضلا عن ضبط 10 من عناصر المنظمة، وقتل 7 آخرين لم يتسن التأكد من هويات اثنين منهم.

شارك