مع مقتل "روستام أسيلديروف".. تساؤلات حول مستقبل "داعش" في القوقاز
الأحد 04/ديسمبر/2016 - 02:23 م
طباعة
نجحت القوات الروسية في توجيه ضربة قوية لتنظيم "داعش" في منطقة القوقاز عقب إعلانها تصفية أمير تنظيم الدولة "روستام أسيلديروف" المعروف أيضًا باسم الشيخ أبو محمد القدري وأربعة من قادة ولاية "داعش" في القوقاز.
مقتل أمير داعش بالقوقاز
فقد أعلنت قوات الأمن الفدرالي الروسية اليوم الأحد 4 ديسمبر 2016، أنها قتلت "أمير" داعش" في شمال القوقاز روستام أسيلديروف مع أربعة عناصر آخرين خلال عملية في جمهورية داغستان.
وأوضح جهاز الأمن الفيدرالي في بيان أن العناصر الذين تمت تصفيتهم هم "زعيم فرع تنظيم الدولة الإسلامية لمنطقة القوقاز روستام أسيلديروف وأربعة من عناصره المقربين".
وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في بيانه: إن عملية مشتركة مع وزارة الداخلية سمحت بمحاصرة أسيلديروف مع مقاتليه داخل منزل في مدينة محج قلعة؛ حيث تم العثور على "أسلحة آلية وكمية كبيرة من الذخيرة والمتفجرات".
وأكد الجهاز أن أيًّا من قوات الأمن أو المدنيين لم يصب بأذى خلال العملية.
وأعلن القسم الأكبر من المجموعات المسلحة في القوقاز مبايعته تنظيم الدولة الإسلامية ووعد بالانتقام من روسيا بعد تدخلها العسكري في سوريا في سبتمبر 2015.
وفي يونيو 2015 قامت مجموعات جهادية في مناطق "القوقاز"، بمبايعة أمير تنظيم "الدولة الإسلامية"، "أبو بكر البغدادي"، على "السمع والطاعة في المنشط والمكره". وذلك في مقطع مصور قام التنظيم بنشره عبر مواقعه وحساباته الخاصة.
وأوضح المتحدث باسم "ولايات القوقاز" أن الولاية الجديدة لـ "الدولة الإسلامية"، تضم كلا من "الشيشان"، "أنغوشيا"، "داغستان"، "كوبيكا"، وهي جمهوريات روسية.
ودعا جميع المسلمين حول العالم إلى مبايعة "أبو بكر البغدادي"، مضيفا: "الحق أصبح بيننا كالشمس في رابعة النهار، وأعمى البصيرة هو فقط من يعجز عن رؤيته".
وتابع قائلا: "خليفة المسلمين قد مد يده إليكم لتنصروه؛ كي يقوم لأمر الله ويقيم شرع الله في كل العالم، فأجيبوا لخليفتكم، ومدوا يدكم وبايعوه". مختتمًا بمطالبة الجماعات الجهادية بعدم الاستماع إلى أمرائها، و"علماء السوء"، الذين يريدون لهم أن يبقوا متفرقين، وفق قوله.
ورحب المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني الثلاثاء بالأمر. وقال في تسجيل صوتي: "نبارك لجهود الدولة الإسلامية في القوقاز إعلان الولاية، ونبايع لهم بيعتهم والتحاقهم بركب الخلافة، وقد قبل أمير المؤمنين بيعتهم وعّين الشيخ الفاضل أبا محمد القدري والياً على القوقاز″.
أمير "داعش":
يعد مقتل أمير "داعش" في القوقاز نجاح لجهود الأمن الروسي، في ظل انضمامام مات يقرب من 3 الاف روسي إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، كما تعد منطقة القوقاز أكثر المناطق التي يتواجد بها متطرفون في الجمهوريات الروسية.
وستام أسيلديروف أو الشيخ أبو محمد القدري، المولود في عام 1981 والملقب بـ(أبو محمد)، والتحق بالجماعات الجهادية في سن العشرين.
وفي ديسمبر 2014 بايع روستام أسيلديروف زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.
وفي يونيو 2015، عين "داعش" أسيلديروف المعروف أيضًا باسم الشيخ أبو محمد القدري قائدا لـ"إمارة" أعلنها في داغستان.
كما أعلن فرع"داعش" في القوقاز مسئوليته عن عدد من الهجمات على الشرطة في داغستان.
كما يعد أسيلديروف أحد المتورطين في تفجيرات في مدينة فولغوغراد بجنوب روسيا أدت إلى مقتل 34 شخصًا عام 2013. وهو كان يقاتل في صفوف مجموعة قوقازية متمردة أخرى في ذلك الوقت.
وتحدث الجهاز أيضًا عن علاقته باعتداء مزدوج في داغستان عام 2012 أدى إلى مقتل 14 شخصًا وجرح 120 آخرين على الأقل.
وقال: إن أسيلديروف أعد هجومًا تم إحباطه كان يستهدف الساحة الحمراء في موسكو ليلة رأس السنة الميلادية عام 2010 بالاشتراك مع انتحاريتين.
وفي أكتوبر 2015، عرضت روسيا مبلغ خمسة ملايين روبل (78 ألف دولار) كمكافأة لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجوده.
وفي عام 2015 فرضت الخارجية الأمريكية عقوبات على أسيلديروف بصفته "مقاتلًا إرهابيًّا أجنبيًّا".
وفي 4 ديسمبر 2016 أعلنت القوات الروسية مقتل أسيلديروف، رغم عدم تأكيد ولاية القوقاز أو تنظيم "دعش" لمقتله.
مستقبل "داعش" في القوقاز:
يعد مقتل أمير تنظيم"داعش" في القوقاز نجاحًا كبيرًا للأمن الروسي في مواجهة الجماعات المتطرفة التي، أصبحت تشكل خزان بشري لعدم تنظيم الدولة بالمقاتلين بعدما رصد الأمن الروسي التحاق 3 آلاف من مواطني الجمهوريات الروسية بتنظيم الدولة في سوريا والعراق.
كما يشكل مقتل أبو محمد القدري، وإلى "داعش" في القوقاز، ضربةً قويةً لتنظيم الدولة الإسلامية،ولكن لا تنهي وجوده في ظل التاريخ الكبير لجماعات الجهادية في مكنطقة القوقاز، ولكن تشكل ضربةً معنويةً لتنظيم "داعش" في ظل خسائره في عدة مناطق، وعلى رأسها معقل التنظيم في سوريا والعراق.